المواضيع:

أ -  مبيدات الحشائش.

ب - السمية الاختيارية لمبيدات الحشائش.

ج - مبيدات الحشائش و البيئة:

د - تطبيق مبيدات الحشائش: 

 

أ- مبيدات الحشائش:

مقدمة:

1.                 مبيدات الحشائش تحل محل الطاقة البشرية والحيوانية لمكافحة الحشائش.

2.        إيجابيات وسلبيات مبيدات الحشائش لابد وأن تأخذ بعين الاعتبار قبل استخدامها.

3.        مبيدات الحشائش يمكن تقسيمها  بعدة طرق ولا يعتمد على طريقة واحدة في كل الظروف.

     4.       التقسيم حسب التركيب الكيميائي وطريقة التأثير وهي أكثر الطرق شيوعاً.

 

 

تعريف:

مبيدات الحشائش Herbicides:

كلمة مشتقة من اللغة اللاتينية وهي تتكون من مقطعين، المقطع الأول herb وتعني عُشبْ (حشيشة) والثاني ويعني قاتل  cideأو مبيد الحشائش، لذا فهي مواد كيميائية تقتل الحشائش.

تعريف مبيدات الحشائش: هي مواد كيميائية تقتل النباتات (الحشائش).

التعريف الأفضل: هي مواد كيميائية تحدث عُطلْ أو خلل في الوظائف الحيوية (فسيولوجية) للنباتات لوقت كافي لقتله أو تقليل نموه بشكل صارم.

مبيدات الحشائش تقلل من الحاجة للعمالة والميكنة المطلوبة كما ساهمت في تطور تكنولوجيا الإنتاج الزراعي .

إذا استخدمت بالشكل الصحي فهي تزيد من كفاءة المزرعة وتقلل من الطاقة التقليدية المستخدمة في مكافحة الحشائش.

معرفة طبيعة وخصائص وكفاءة واستخدام مبيدات الحشائش شيء ضروري في المكافحة الحديثة للحشائش.

ولا يمكن الاستغناء عنها أبداً خصوصاً في مواجهة الحشائش في الأنظمة الزراعية المختلفة.

تاريخ المبيدات الكيميائية:

* كبريتات النحاس كانت أول استخدام كيميائي لمكافحة الحشائش في عام 1821م، في عام 1855 استخدم الحمض الكبريتي في ألمانيا لمكافحة الحشائش في محاصيل الحبوب و البصل، وفي عام 1896 أثبت محلول كبريت النحاس اختياريته في قتل نبات الخردل (charlock) في محاصيل الحبوب.

* بدأ استخدام أملاح المعادن الثقيلة لمكافحة الورقة العريضة في محاصيل الحبوب في أمريكا.

* في عام 1914م استخدمت زيوت البترول لقتل الحشائش في قنوات الري و الطرق، ومازالت هذه الطريقة تستخدم في بعض المناطق.

* أول مبيد كيميائي عضوي صنع في عام 1932م في فرنسا اختياري لمكافحة الحشائش العريضة في محاصيل الحبوب وهو  2- methyl 4,6-dinitrol phenol بدأت بـ dinitro أو DN ثنائي النترات (النيتروجين)، كما استخدم لمكافحة الحشائش في محاصيل البقوليات (الحبوب الكبيرة).

* في عام 1941م صنع مبيد الـ 2,4-د (2,4-D)  المشهور والمعروف بالاسم الكيماوي                          (2,4-dichlorophenol acetic acid)  وأول ما عُرف كنظم للنمو وبالتالي كمبيد للنباتات عريضة الأوراق.

 

فوائد مبيدات الحشائش:

-        لا يتطلب طاقة كبيرة، سريعة، ومجزية.

-        بدونها مكافحة الحشائش قد تتطلب تكرار الحراثة.

-        تقليل الضرر بالمحصول الزراعي إذا أحسن استخدامها.

-        تقليل حرث الأرض خصوصاً بين الخطوط.

-        تقليل التكلفة خصوصاً في المناطق المرتفع فيها أجور العِمالة.

-        تصل إلى الحشائش التي يصعب الوصول إليها بالحرث.

-   مفيدة قبل الإنبات خصوصاً أن منافسة الحشائش للمحصول في العمر الأول يسبب خسائر وفي الحالات التي لا يمكن استخدام أي طريق أخر كأن تكون الأرض رطبة مثلاً في وقت ظهور الحشائش.

  - الحراثة قد تضر الجذور وأوراق المحصول والمبيدات تكون بديل جيد.

   المبيدات تقلل الضرر بطبيعة التربة بتقليل الحرث وتقليل دك التربة بالمعدات الثقيلة.

  - المبيدات تقلل من الطاقة والعِمالة وذلك بتقليل الحاجة إلى الأيدي العاملة والحراثة الميكانيكية.

تقليل الحاجة إلى الأسمدة و المياه بتقليل أو بالقضاء على الحشائش المنافسة.

تقلل تكلفة الحصاد بتقليل تداخل الحشائش وسرعة جفاف الحبوب لغياب الحشائش المخضرة والخشبية.

 

أضرار مبيدات الحشائش:

رغم أن المبيدات تقلل من تكلفة الإنتاج الزراعي، إلا أن البعض يشكو من أسعارها الباهظة و تكلفة الأجهزة اللازمة لتطبيقها‍‍‍ ‍‍! ولكن لكل محصول حالته الخاصة !

- أهم الاعتبارات هي سمية مبيدات الحشائش

- متبقياتها في التربة من موسم لآخر مما يعيق الدورة الزراعية.

- ربما تقلل الغطاء الخضري مما قد يسبب تفتت وانهيار التربة.

- استخدام مبيد معين لفترات طويلة قد يسبب ظهور حشائش مقاومة.

- فعالية المبيد قد تتأثر بالظروف البيئية المختلفة.

- المبيدات تشجع على الزراعة الموحدة لمحصول واحد على مساحات كبيرة دون التنويع.

- تحتاج لحذر شديد في التعامل معها.

- قد تتسبب في ظهور حشائش جديدة يصعب مكافحتها بعد إتاحة الفرصة لها بالظهور وذلك بعد القضاء على الصنف الشائع من الحشائش خصوصاً عند استخدام المبيدات الاختيارية

تقسيم مبيدات الحشائش:

من الصعوبات التي تواجه تقسيم المبيدات هي تعدد تركيباتها الكيميائية وتعدد طرق فعاليتها.

المعرفة بتقسيم المبيدات شيء ضروري للتعامل معها .قد تقسم إلى:-

*  حسب الاستخدام في المحصول:

   قد نسمع بمبيد حشائش القمح أو الذرة أو غير ذلك.وهذا التقسيم قد يرتبط باختلاف البيئة والمحاصيل المزروعة.  ولكن معرفة أي مبيد يمكن استخدامه في أي محصول شيء ضروري للتعامل مع إدارة الحشائش الحديثة.

*  حسب تأثيرها الظاهري:

بعض المبيدات تسبب تساقط الأوراق أو احتراقها أو بهتان لونها أو قصر النبات أو التفافها ولكن هذا تقسيم غير مجدي.

*  بالملامسة أو الجهازية :

انتقال المبيد من نقطة تطبيقه أو ملامسته للنبات إلى نقطة تأثيره داخل هذا النبات يُعرف بالمبيد الجهازي أو بالملامسة حيث يحدث فعله في موقع سقوطه على النبات.هذا تقسيم جيد ولكن لا يفيد بكيفية عمله ولكن يفيد بمعرفة سلوكياته داخل النبات.

*  الاختيارية:

المبيد الاختياري يقتل الحشائش دون الضرر بالمحصول فوق نقطة الحدود الاقتصادية أما المبيد الغير اختياري، يقتل كل النباتات ( الحشائش و المحصول) عندما يرش بالمعدل الصحيح.

ولكن يحكم المبيدات التي تصنف تحت هذا التصنيف معدل الرش، عمر النبات، مرحلة النمو ، الشكل الظاهري للنبات (مرفولوجية النبات)، الامتصاص، الانتقال، طريقة الرش (التطبيق)، وقت الرش ، نوعية الرش (مكان الرش بين خطوط أو عام00)، تركيب المبيد و الظروف البيئية.  الاختيارية ذات علاقة بتلك العوامل لذلك يصعب استخدام هذا التطبيق.

 

*  وقت التطبيق :

المبيدات لابد أن تطبق في وقت معين لتعطي النتائج المطلوبة ويمكن تقسيم ذلك إلى ثلاثة أوقات متعلقة بالمحصول والحشائش.

1.                 قبل الزراعة مباشرة أو بعدة أسابيع، والرش قبل الزراعة يتطلب خلط مع التربة.

2.                 قبل ظهور المحصول أو الحشائش أو كلاهما ولكن بعد البذر.

3.                 بعد الإنبات (الظهور) ظهور الحشائش أو المحصول أو كلاهما.

*  حسب التركيب الكيميائي:

معرفة العلاقة المسبقة بين التركيب الكيميائي و العائلة الكيميائية وطريقة فعل المبيد.

*  حسب طريقة تأثيرها:

لماذا تقتل مبيدات الحشائش نبات دون الأخر؟ ماهي طريقة عمله؟

معرفة الطريقة التي تقتل بها مبيدات الحشائش قد لا تؤدي إلى مكافحة أفضل للحشائش ولكن يعطي معرفة أفضل تبنى عليها نتائج الملاحظة الحقلية مثل ظهور الأصناف المقاومة.

في هذا المقرر لا نركز على تفاصيل كيمياء أو الكيمياء الحيوية لقتل المبيدات.

وتحديد طريقة عمل و تأثير المبيد ليس من السهل إذا يتطلب دراسة مقرر الكيمياء والكيمياء الحيوية بالإضافة إلى فسيولوجيا النبات. ويعرف طريقة العمل أو التأثير على أنه سلسلة من الأحداث من ملامسة المبيد للحشائش إلى النتيجة الأخيرة لفعله.فقد يكون مثبط لدورة الأحماض الأمينية، للتنفس، للتمثيل الضوئي للنبات ،0000إلخ.

ولكن معرفة هذا التقسيم وحده لا يغني عن معرفة غيره.

 

ب - السمية الاختيارية لمبيدات الحشائش:

تبدأ السمية عندما يدخل المبيد داخل النبات وأشهر الطرق للامتصاص هي الأوراق و الجذور.

عادة ما يدخل المبيد عن طريق الأوراق أو الجذور النباتية، ولكن بعض المبيدات تدخل عن طريق سويقات (البادرات) أو انحناء النجليات أو سوق البادرات عند اختراقها للتربة المعاملة بالمبيد .وفي بعض الحالات فإن المبيد يمتص بواسطة البذور.

 

أولاً: عامل النبات

1.                 الامتصاص بواسطة الأوراق:

يمتص المبيد بكفاءة أعلى في الأوراق المغطاة بطبقة رفيعة من الكيوتيكل والتي تحتوي على أعداد كبيرة من الثغور التنفسية مقارنة بالأوراق سميكة الكيوتيكل وقليلة الثغور التنفسية.فدرجة التسمم هنا تتوقف على كمية المبيد الممتص، لذا فبعض المبيدات تحتوي على مواد نشطة سطحياً تعرف بالـ(surfactant)   حيث تعمل على تبليل سطح الأوراق مما يزيد من كفاءة امتصاصه.

فالكيوتيكل يتركب من طبقة خارجية (شمع الكيوتيكل) تليها إلى الداخل الكيوتين ثم طبقة البكتين والتي تُكون مع السليولوز طبقة تليها الجُدر الخلوية.

فطبقة شمع الكيوتيكل أقل الطبقات قطبية، أي أنها تبقى محبة للدهون أكثر من الماء، بينما السليولوز أكثر قطبية، أي أنها أكثر الطبقات محبة للذوبان في الماء.فالمبيدات القطبية تجد صعوبة في اختراق شمع الكيوتيكل، ولكنها لو اخترقت هذه الطبقة فإنها  تستطيع التنقل خلال الطبقات التالية بسهوله أكبر وعلى عكس ذلك المبيدات الغير قطبية. لذا فإن الخاصية القطبية لمبيد الحشائش تحدد قدرتها على الامتصاص و الانتقال داخل الأوراق النباتية.  حينما يخترق مبيد الحشائش الكيوتيكل فإنه يصل في النهاية إلى داخل بروتوبلازم الخلايا أو السيميبلاست (المكونات الحية للخلية) عن طريق البلازمودزماتا plasmodesmata أو إلى الأيبوبلاست (المكونات الغير حية الخلايا) عن طريق الجدار الخلوي.

لذلك فإن أي مادة تساعد على تبديل وتغير قطبية سطح الأوراق فإنها تساعد على امتصاص المبيد حسب خاصيته القطبية.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الامتصاص يزداد بزيادة رفع درجة الحرارة.

الامتصاص بواسطة الجذور:

تدخل مبيدات الحشائش الجذور عن طريق الأيبوبلاست أو السيمبلاست أو عن طريقهما معاً.

وطريق الأيبوبلاست يشمل الانتقال في الجذور الخلوية نفسها حتى تصل الى الأوعية الخشبية بعد عبورها شريط كاسبريان casparian strip المتواجد في الجدار الخلوي للقشرة الداخلية (الأندوسبيرم) ويفصل القشرة عن منطقة الحزم الوعائية.

أما عن طريق السيمبلاست فيشمل الدخول أولاً إلى الجدر الخلوية ثم بعد ذلك الى البروتوبلازم في خلايا البشرة أو القشرة أو كليهما. ويستمر المبيد داخل البروتوبلازم الذي يمر من خلاله إلى الأندودرمز ثم منطقة الحزم الوعائية و أخيراً إلى اللحاء من خلال الوصلات البروتوبلازمية التي بين الخلايا والمسماة بالبلازمودزماتا.

أما عن طريق الايبوبلاست/سيبملاست، فهو نفس طريق السيمبلاست إلا أن المبيد يدخل ثانية الجدر الخلوية بعد مروره على أشرطة كاسبيريان ثم بعد ذلك يدخل المبيد أوعية الخشب.

ولانعدام الجذور من الكيوتيكل فإنه يصعب امتصاص المبيدات الغير قطبية بينما المبيدات القطبية فيتم امتصاصها بسهوله.

v                  السمية الاختيارية Selective Toxicity أو التخصص Selectivity:

يعني الأضرار بكائن دون غيره من الكائنات الحية الأخرى.

لذا فإن السمية الاختيارية لمبيد الحشائش هو الأضرار بالحشائش دون الأضرار بالمحصول. و الأضرار هنا يكون بتأخير أو بتقليل النمو أو بقتل الحشائش.

v                  تظهر خاصية أو السمية الاختيارية للمبيد الحشائش من خلال إحدى القاعدتين التاليتين :-

1.      إما أن هذا المبيد سام بدرجة متساوية لكل النباتات التي يرش عليها، ويتراكم أو يتجمع بطريقة ما على الحشائش دون غيرها.

2.      أن يتداخل المبيد مع أخذ أشكال التفاعلات الكيموخلوية أو الكيموحيوية المهمة داخل الحشائش والتي لا يكون لها قدر من الأهمية في النباتات الأخرى (مكان التأثير في المحصول غير حساس كما هو في الحشيشة).

 

v                  عامل النبات في تحديد السمية الاختيارية:

1.      العمر: كلما صغر عمر النبات كلما ارتفعت نسبة الأنسجة المرستيمية النشطة مما يقلل من مقاومته للمبيد مقارنة بالنباتات الكبيرة.

2.      معدل النمو: كلما كان عمر النبات صغير كلما زاد معدل نموه وزاد نشاط أنسجته المرستيمية الحساسة جداً للمبيد.

3.                 الشكل المورفولوجي: قد يساعد على وصول والاحتفاظ بالمبيد.

- اختلاف الطول بين المحصول والحشيشة يساعد على توجيه الرش.

- وضع منطقة النمو المرستيمية في النجيل مطوية في انحناء الأوراق بينما تكون مكشوفة في عريضة الأوراق.

 - نعومة الأسطح، الأسطح العرقية، كثافة الكيوتيكل، عمق الجذور(الأرز أكثر عمق من الدنيبة، البروبانيل).

4.                 الاختلافات الفسيولوجية:

الخواص الفسيولوجية لأي نبات هي التي تحدد كمية المبيد الذي يمتصه هذا النبات و كيفية انتقاله داخل النبات.

5.                 العوامل الكيموحيوية:

-   قد تعمل التفاعلات الكيموحيوية على تكسير والتخلص من بعض المبيدات كما أن بعض هذه التفاعلات قد تُوقف فعل المبيدات.

-   كذلك اختلاف حساسية النظم الأنزيمية في النبات قد تعمل على اختيارية المبيدات في تأثيرها على الحشائش دون المحصول.

-  كذلك بعض المبيدات تتحول من صورة غير سامة إلى صورة سامة داخل الحشائش دون المحصول مثل    2,4-DBيتحول إلى 2,4-D   في الحشائش ولكنه بطئ التحول في البرسيم الحجازي.

6.                 العوامل الطبيعية الحيوية Biophysical)):

اختلاف الطبيعة الحيوية لنباتات مثل الامتصاص وثبات الأغشية الحيوية قد يكون عامل مهم في تأثير المبيد.

فبعض المبيدات تدمص بواسطة مكونات الخلية النباتية وبالتالي عدم وصوله إلى مكان تأثيره. كذلك فإن طبيعة مقاومة المبيد في بعض النباتات و عدمها في الحشائش يعمل على السمية الاختيارية للمبيدات. مثال لذلك الزيوت المعدنية تؤدي إلى تخريب الغشاء الخلوي في النبات ولا تحدث ضرر في نبات الجزر لأنه مقاوم لهذا التخريب للغشاء الخلوي.

 

7.                 العوامل الوراثية:

التركيب الجيني لأي نبات هو الذي يحدد مدى استجابته للعوامل المحيطة به. وهذه الاستجابات الوراثية عادة ما تظهر في صور مورفولوجية أو فسيولوجية أو طبيعية حيوية أو كيموحيوية.

وهذه الصفات تتغير من جنس نباتي إلى آخر، ولكن عموماً فإن الجنس الواحد يستجيب لمبيد معين بطريقة متماثلة  (انتشاره) بين أصنافه المختلفة. ولكن توجد بعض الاستثناءات حيث أن بعض الاختلافات وفي بعض الأنواع قد تختلف في درجة الاستجابة لمبيد حشائش معين. ومما تجدر الإشارة إليه إلى ظهور سلالات مقاومة لمبيد معين داخل الصنف وبذلك فإن هذا المبيد يضر بجميع النباتات ما عدا هذا الصنف المنتج.

ثانيا: عامل المبيد في تحديد السمية الاختيارية:

1.                 التركيب الجزيئي:

تغير التركيب الجزيئي للمبيد يغير من خصائصه البيولوجية مما يؤثر على فعاليته على النباتات. مثال ذلك مبيد ترايفلورالين ومبيد بينيفين .

 فكلا المبيدان متماثلين في المجموعة الكيميائية وفي الاستبدالات على الحلقة ولهما نفس الوزن الجزيئي. والاختلاف فقط في نقل مجموعة الميثلين من جهة إلى الأخرى . فمبيد الترايفلورالين يقتل الخس و بينما البينيفين لا يؤثر عليه.

 


 


2.                 نوع التأثير:

فالمبيد إما أن يكون سميته له حادة (acute)  أو مزمنة(chronic)  فالتسميم الحاد يعني تسميم مُرّكز وسريع للنبات وقد يستأنف النبات نشاطه و يستمر في النمو إذا لم يحدث له موت سريع ومفاجئ مثال ذلك مبيدات الحشائش بالملامسة. أما التسميم المزمن يعني سمية مستمرة التأثير لمدة طويلة و هنا يتم تسميم النبات ببطيء و لفترات طويلة حيث قد يموت النبات بعد فترة من رشه قد يكون ما بين 3-10 أسابيع.

3.                 تركيز المبيد:

تركيز المبيد يحدد فعاليته. مبيدات الحشائش توقف النمو أو تقتل الحشائش بالتركيز المنصوح به. ولكن التركيز الأقل كثيراً عن الموصى به قد ينشط نمو النبات، فمثلاً مشتقات الفينوكسي مثل الـ 2,4-D  بتركيز منخفض يسرع من معدلي التنفس و الانقسام في الخلايا النباتية بينما تراكيزه المرتفعة (المنصوح بها) تبطئ أو توقفهما.ويجب أن نفهم أن فعالية المبيد تعتمد على تجميعه وتركيزه في مكان حيوي محدد داخل النبات في مدة محدده حتى يعمل على قتل هذا النبات، بينما أن نفس التركيز قد يأخذ مدة أطول في تجمعه في نبات آخر مما يقلل من تأثيره أو لا يكون له تأثيراً مطلقاً.

فإذا ما حدث بطئ في امتصاص وتنقل المبيد داخل النبات أو تحوله لصورة أخرى غير فعّالة لأي سبب من الأسباب (كظروف العطش مثلاً) فإنه لن يتراكم داخل النبات في الزمن المحدد بكمية منه تكفي لقتل النبات. وكذلك الجرعة الغير مميتة قد تنشط النبات عن طريق تشجيع بعض العمليات الحيوية داخل النبات. أو يعمل كمغذي و خصوصاً إذا احتوى على عناصر غذائية مثل النيتروجين أو الكبريت أو الفسفور أو خلافه000.

4.                 التوليفة (formulation) :

تعتبر الصورة الجاهزة لاستعمال المبيد (التوليفة) من الأسس التي تحدد مدى السمية الاختيارية لمبيد الحشائش. فمثلاً المحببات (granulated) التي تنثر فتسقط من على سطح الأوراق أو المساحيق القابلة للبلل أو المستحلبات الزيتية ذات القابلية لتبليل أسطح الأوراق فإنها تحدد اختيارية توجيه المبيد. كما أن المواد المساعدة الداخلة في التوليفة مثل المذيبات أو المواد الحاملة وكذلك المواد المبللة كلها تعمل على زيادة كفاءة تطبيق محلول الرش. وهذه المواد قد تزيد أو تقلل من فعالية محلول الرش المحتوي على المبيد فمثلا‌ً، الزيوت المعدنية تساعد على إظهار سميته بالملامسة لأوراق النباتات لبعض المبيد المستخدمة لمعامله التربة مثل الأترازين أو الديورون.

5.                 طريقة تطبيق المبيد:

توجيه رش المبيد يجعله اختياري للنباتات الموجه لها دون غيره وذلك كان يستخدم بشابير مغطاة بسواتر بحيث يمنع المحلول بأن يصل إلى المحصول بينما هو موجه للحشائش فقط كما هو الحال في مكافحة الحشائش بين الخطوط (الذرة).

 

 

ثالثاً: دور البيئة في تحديد درجة السمية الاختيارية:

أن العوامل البيئية كنوعية التربة، الرطوبة، درجة الحرارة، الأمطار قد تؤثر على درجة سمية مبيدات الحشائش وخصوصاً منها المطبقة على التربة فقد يغسل المبيد إلى طبقات لا تصلها الجذور أو أن يتبخر إذا لم يسرع في خلطه مع التربة.

بعض المبيدات تتميز بالاختيارية السمية في قدرتها على البقاء في طبقة محدده من التربة و خاصة إذا كانت هذه المبيدات غير اختيارية في ذاتها لنوعية النبات.  فقد تكون تحت منطقة جذور المحصول أو فوقها حيث تتواجد جذور الحشائش فقط.

ومن التأثير الغير مباشر، درجة الحرارة التي تؤثر على العمليات الكيموحيويه داخل النبات التي هي هدف المبيد، فإذا ما أختلف هذه العمليات بفعل تغير درجة الحرارة فإنه قد يقلل من سمية المبيد الذي يعمل بفعاليته حينما تكون هذه العمليات طبيعية ونشطة.

ج - مبيدات الحشائش و البيئة:

مبيدات الحشائش تعتبر مركبات كيميائية لا تتواجد في البيئة تلقائياً ولذلك فالاستخدام الذكي و الحذر يساعد على إقلال الأضرار التي يمكن أن تسببها هذه المبيدات للإنسان و البيئة وإلا نستطيع أن نقول بأن للمبيدات أثر سيئ أو مفيد لأن بعضها يكون سيئ و البعض مفيد.

1.                 أداء مبيدات الحشائش:

مبيدات الحشائش تستخدم للقضاء على الحشائش لذا تداخلها مع البيئة يكون مفيد لإدارة الحياة النباتية ومكافحة الحشائش الضارة بالمنتج الزراعي أو نشاطات الإنسان المختلفة. فإذا كان تأثير مبيدات الحشائش هو قياس لفعاليتها، اختياريتها وصفات متبقياتها. فالفعالية تعكس معدل الاستخدام،كم الكمية المحتاجة لمكافحة الحشائش. والاختيارية تحدد أي نوع من النباتات يتأثر دون الأخر. ومتبقيات المبيدات في التربة تحدد كمية المبيدات المتبقية في التربة لمدة محدودة لتقتل الحشائش بحيث لا تبقى فتؤثر على الدورة الزراعية. جميع هذه الخواص تتأثر بعوامل البيئة من رياح، أمطار، درجة الحرارة، الهواء، الضوء، الرطوبة، نوع التربة، نسبة المادة العضوية بالتربة، حموضة التربة (pH) والنباتات الأخرى وكل هذا يزيد تعقيداً في استخدام المبيدات.

2.                 التغيرات الطبيعية البيئية:

أ -تأثير استخدام مبيدات الحشائش:

مكافحة الحشائش بالمبيدات يتطلب معرفة لعلوم الحشائش، البيئة، وعلوم أخرى. أنه من المعروف بأن الحشائش الحولية رفيعة الأوراق ظهرت كحشائش مسيطرة في حقول القمح بعد استخدام (2,4-D ) لمكافحة الحشائش عريضة الأوراق ويضر هذا بإحداث خلل في البيئة الطبيعية للحشائش، كما أن الشارد والمغسول من المبيد يسبب أضرار بيئية أيضاً. فالتقنية تحل مشكلة وتسبب أخرى يصعب معرفتها مستقبل.

 

ب- مقاومة مبيدات الحشائش HABICIDE RESISTANCE:

المقاومة لمبيدات الحشائش تعرف بأنها انخفاض استجابة الكثافة التعددية لنوع species معين من الحشائش لمبيد الحشائش. (أي المقاومة الطبيعة عي التي تظهر في عدد ضئيل جداً من نفس النوع الحساس و المعروفة بـtolerance  فالمقاومة الطبيعية تعرف أو تتصف بظهور نباتات تبقى حية بعد رش الكثافة النباتية بجرعة قاتلة. فالتغير البيئي هنا هو ليس تغير في نوع الحشائش ولكن في القدرة على مكافحتها. وهذا يعني ظهور سلالات جديدة تحمل صفات المقاومة لمبيد معين.علماء الحشائش يعرفون هذه الصفة عند الحشرات ولم يكن ليتوقعوها أن تظهر في الحشائش لعدة أسباب.

1.                 طول دورة حياة الحشائش.

2.                 الحشائش لا تتنقل كما هو الحال في الحشرات.

3.      تعدد مبيدات الحشائش والتي لها تأثيرات فعالية مختلفة (mode of action) بينما مبيدات الحشرات والمستخدمة لفترات طويلة لها نفس تأثير الفعالية رغم اختلاف أنواعها.

4.                 الدورات الزراعية تعطي الفرصة في تنويع مبيدات الحشائش في نفس الحقل الواحد.

5.                 وكان من المخيل بأن حراثة الأرض قد تقضي على السلالات المقاومة إن ظهرت.

6.                 افتراض وجود مخزون كبير من بذور الحشائش الحساسة التي تقضي على المقاومة.

7.                 كما أفترض أن السلالات المقاومة أقل قدرة على منافسة السلالات الحساسة مما يؤدي إلى موتها.

     جميع هذه الافتراضات كانت منطقية ولكن كانت سيئة لأن مقاومة مبيدات الحشائش ظهرت وأصبحت مشكلة تواجه العلماء.

     ظهرت هذه الصفة في حشيشة (COMMON  GROUNDS) بعد تطبيق مبيد الأترازين (atrazine) وسيمازين(semazine)   مرتين كل عام ولمدة عشر سنوات. في عام1986م وجد أكثر من 50 نوع من الحشائش مقاوم للأترازين و أكثر من 107 حشيشة في جميع أنحاء العالم. والآن أصبحت الحشائش مقاومة لأكثر من 14 نوع من المبيدات، وعدد من الحشائش كون مقاومة مزدوجة لأكثر من نوع من مبيدات الحشائش. وعلى العموم وليس دائماً  تكافح هذه الحشائش المقاومة عن طريق الدورات الزراعية والحرث.

     مركبات السلفونيل يوريا  Sulfonyl ureas   والأيميدازولينون Imidazolinones مبيدات فعالة بكمية قليلة تصل إلى بضع جرامات مواد فعالة لكل هكتار. وعلى تعدد طرق فعاليتها إلى أن الحشائش كونت مقاومة ضدها في وقت قصير قد لا تتجاوز 3 سنوات.

     لنفترض أن من كل 100 مليون توجد حشيشة واحدة فقط مقاومة لمبيدات الحشائش وهي تكون غير ملاحظة وإذا تم  ملاحظتها فقد يفترض أنها ظهرت بعد رش المبيد أو أنه لم يصلها.  فإذا افترضنا أنه في الرشة الأولى في السنة الأولى يقتل جميع الحشائش ما عدا واحدة فإنه في السنة الأخرى سيقتل أقل وهكذا في (جدول 179 ص 419). فإذا افترضنا أن هذه الحشائش في 25 هكتار فإنه سيكون 46 حشيشة في كل قدم مربع وكلما زاد قتل الحشائش الحساسة كلما زاد ظهور المقاومة.

v       أنه من الخطأ، أن نفترض أن المقاومة ستظهر لكل المبيدات. ولكن تظهر المقاومة إذا توفر بعض أو كل الشروط التالية:-

1.                 أن يكون المبيد فعال لقتل الحشائش المستهدفة.

2.                 بذور الحشائش لها عمر قصير في مخزون البذور في التربة.

3.                 متبقيات المبيد تستمر لوقت طويل في التربة.

4.           &nbs

المصدر: د. خالد آل مطلق - أجرين سيرف

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

479,558