التركيب التشريحي للنعام

دكتور / عاطف أبوزيد

أستاذ أمراض الدواجن

معهد بحوث صحة الحيوان - جمهورية مصر العربية

هاتف:  0123606518           Email: [email protected]

سبق منا الكلام فى الجزء الأول من هذا الحديث عن: النعام في اللغة، معلومات أوليه وأساسيه عن النعام، الاستثمار فى النعام، نبذه تاريخية عن أصل ومنشأ النعام،تصنيف طير النعام ثم أنواع النعام المتداولة ولتكن كمالة الحديث عما هو آت:

التركيب التشريحي للنعام

الجسم:

وجسم طائر النعام أشبه ما يكون بصندوق كبير أجوف ارتفاعه حوالي ثلاث أقدام وعمقه من 4–5 أقدام وعرضه حوالي ثلاث أقدام ودعامة هذا الصندوق من سطحه العلوي الفقرات الصدرية والحوضية والقطنية والعجزية من العمود الفقري وما يتصل معها من ضلوع على الجانبين أما قاعدة الصندوق فهي الصفيحة القصية إذ ليس للنعام عظمه قص Keel ولكن صفيحه قصيه مقعرة سمكها حوالى30 مم مجوفة بلا نخاع وتمتد على الجانبين لتلتحم بالضلوع ولا يتصل بها أي عضلات.

         لذا يعتبر النعام أضخم الطيور المعاصرة على وجه الأرض، إذ يصل ارتفاع الطائر الناضج من 210–275 سم من سطح الأرض إلي قمة الرأس وهو طائر عداء وهو يتبع مجموعة من الطيور التي تسمي Ratites أي مسطحه القص بمعنى أن عظمه القص لا تناسب الطيران فلا يتصل بها عضلات قويه مثل تلك التي توجد في سائر الطيور الطيارة.

الأرجل:

ويحمل هذا الجسم الضخم وتدعمانه ساقان قويتان قاعدتها قدمان والأرجل عارية من الريش مع الفخذين من أسفلهما إلى ما تحت الفخذين، ويغطي كل من الساقين من الناحية الأمامية منها حراشيف مما يعطي الجلد مظهرا متميزا بعد الدباغة.

ويعتبر العقبان (الكعبان) هما المفصل الخلف أمامي الفعلي للطائر بينما الركبة الحقيقية تكسوها الأجنحة.

وتتكون رجل النعامة من عظمه الفخذ Femur، القصبة الرسغية Tibio–tarsus الكاحل Ankle، القدم Tarsometatarsus ويوجد اللحم بصفه أساسيه على الفخذ thigh bone والقصبة الرسغية ويطلق عليهما سويا Large drumstick حيث تبدأ عضله أرجله القوية عند الكعب بارتفاع حوالى 60 سم من الأرض أي من الكعب حتي أعلي الساق، وهذه العضلة هى التى تعطى للنعام السرعة والقوه كما تمثل هذه العضلة الجانب الأكبر من اللحم الفاخر للنعام، ويمكن ان يصل وزن الرجل المنزوعة الجلد وبدون القدم في الطائر النامي إلي حوالي 18–20 كجم من اللحم الأحمر والعظم كما يمكن أن يوجد اللحم أيضا على عظام الحوض Pelvic، الفقرات القطنية Loin، العجزية Sacral، الصدرية Thoracic

وأرجل النعام متطورة وقويه جدا وتسابق أمهر جياد الخيل وهذا سلاحها فى الهروب والعدو، والسيقان الطويلة تساعد علي الجري بخطوات واسعة قد تصل إلي 8 أمتار بسرعة70 كيلو متر/ ساعة ويمكن أن يستمر علي هذه السرعة بصوره منتظمة ومتواصلة لمده ربع ساعة أو ما يعادل ثلاثة كيلو مترات قبل أن تقل سرعته بعدها. لذا يعتبر النعام أسرع طائر حديث يمشى على رجلين، وبخصوص سرعة صغار النعام، فتستطيع الصغار الجري بسرعة والديها بعد عمر ثلاثة شهور.

ونظرا لثقل وزن الجسم فان تشوهات الأرجل وعيوبها تعتبر من المسببات الرئيسية للمشاكل في صناعه النعام.

كما أنها تدافع بأرجلها بالركل للغريب.ويستعمل النعام رجليه القويتين في حماية نفسه إما بالهرب أو بالرفس إلى الأمام ساعة المواجهة. ولعل هذه الخواص والرأس قائمه يوضح السبب في أن النعام في الطبيعة ليس له أعداء كثيرين.

ويمكن لطائر النعام الرفس إلي الأمام فقط بقوه ضغط تصل إلي 225كجم / بوصه في الرفسة الواحدة، ويعيب طائر النعام أنه لا يستطيع أن يرفس برجله إلي الخلف أو إلي أحد الأجناب. وهذه من أهم النقاط التي يجب الوعى بها عند قراءه أو تعلم أو ممارسه العمل مع سلوكيات النعام.

والنعامة إذا انكسرت أحدى رجليها لا تستعين بالأخرى على النهوض بل تظل جاثمة في مكانها حتى تهلك جوعا.

الأصابع والأظافر:

وبكل من الرجلين إصبعان فقط أحدهما كبير وقوى متطور يتكون من أربع سلاميات وهو الذى يحمل ثقل جسم النعام.

ويجب أن ننوه ههنا إلى أن طائر النعام هو الوحيد الذي له إصبعان مقارنه ببقية الطيور الأخرى التي لها ثلاث أصابع.

كما أن عدد الأصابع يكون من أكبر الفروق بين النعام وغيره من الطيور مسطحه القص Ratites إذ كما أسلفنا ان عدد الأصابع يكون 2 فى أرجل النعام فهي 3 فى الايمو والراى.

ويوجد أظافر غليظة في أصبعى قدمي طائر النعام وخاصة فى الإصبع الكبيرويسمى برثن أشبه بمنسم البعير لأنه غليظ (ظفر كبير) وخطير التي يبلغ طوله 18سم سرعان ما تتحول إلى سلاح فتاك إذا تعرض لخطر ما مما يسبب جروح بالغة عندما يرفس النعام بأرجله للأمام ولأسفل وليس إلى الخلف أو الجانب بقوه تصل إلى 200 كجم لكل بوصه مربعه، ويمكن للنعام بواسطة أرجله أن يشق فتحه فى شخص تمتد من فمه إلى رأسه مما يؤدى إلى موته.  ونتيجة لقلة عدد الأصابع فإن القدم تلامس الأرض من مساحه قليلة مما يوفر السرعة الكبيرة لهذا الطائرلذا يجب إتخاذ الحذر والحيطة عند التعامل مع النعام خاصة الذكور فى موسم التزاوج.

ومن الناحية التشريحية فان هذه الأصابع الكبيرة والغشاء( الوسادة الجلدية) بينهما، وهذه الوسادة الجلدية مطاطة تشبه خف الجمل لتمكن الطائر من حمل وحفظ توازن كامل الجسم أثناء الجرى والتحرك السريع مع تغيير الاتجاه من ناحية إلى أخرى ولكن بصوره محدوده، وهذه الميزة رغم أهميتها للنعامضف لذلك شجاعة النعامة وحذرها- إلا انه من السهل إصطيادها فى الطبيعة وذلك يرجع كما أسلفنا الكلام من أن النعامة غالبا ما تمشى فى خط مستقيم، أما إذا كان للطائر أكثر من أصبعين لزادت مساحه الجزء الملامس للأرض ولإنخفضت سرعة الطائر وقلت مقدرته على التكيف مع ظروف الحياة في المناطق شبه الصحراوية والرملية كما أن ذلك يزيد من احتمال إصابة الأقدام بالجروح من الأشواك والأحجار والحصى المدبب.

الرأس:

تشكل رأس النعامة ما يقرب من 0.8% من وزن الطائر الحي  والرأس حجمها صغير جدا إذا ما قورنت بحجم الجسم وطول الرقبة وهي مفلطحة السطح العلوي.

وحسب نوع النعام فقد توجد أو لا توجد بقعه عظيمة صلعاء على قمة الرأس يغطيها جلد رقيق ملون يتباين لونه من الضارب للحمرة إلى الزرقة أو للرمادي.

وعظام الجمجمة إسفنجية بالغة الرقه وتحمى المخ، وتحوى Cerebrum، المخيخ   Cerebellum والنخاع Medulla والفصين البصريين Optic lobesوالغدة النخامية   Pituitary gland وعند التشريح يظهر المخ مكون من فصين ولونه قرنفلي فاتح يزن حوالي 20 جم –40 جم، أما المخيخ فسطحه كثير التعاريج ولونه احمر غامق، بينما نجد أن النخاع ابيض اللون متماسك القوام.

وبسبب تركيب المخ وحجمه الصغير نسبيا والصغير جدا مقارنه بالحيوانات الأخرى نجد أن النعام غير ذكي وذو قدره ضعيفة على اختزان المعلومات.       وطائر النعام لا يدفن رأسه في الرمال كما في المثل الشائع ولكن الطائر يضع رأسه علي الأرض ليساعده علي سماع وقع الأقدام والحذر من المخاطر التي قد يتعرض لها.

ومن الملاحظات الهامه أن طائر النعام حساس جدا لأي خبطات فوق الرأس والتي قد تؤدي إلى موت الطائر. فعندما تضع النعامة رأسها في فتحات صغيره، على سبيل المثال في البوابات والأسوار والعلافات أثناء محاولتها للأكل أو الرعي أو حتى شرب الماء فإنها سرعان ما تنسي كيف ادخلت رأسها وهكذا  فإذا ما شعرت في هذه الأثناء بأي حركه غريبة خلفها تحاول أن تهرب بجذب رأسها وتستمر في ذلك بلا هوادة حتى تخلص نفسها أو تنفصل الجمجمة عن الفقرة العنقية الأولى.

ولعل ذلك يوضح أهميه المواصفات التي يجب توافرها في الأسوار والأدوات والتجهيزات الموجودة بالمزرعة والتي يمكن للطائر أن يصل إليها.

رقبة النعام:

طويلة فعددها 19 فقره عنقيه مما يساعد الطائر علي إستكشاف مساحات واسعة وكبيرة من الأرض، ضف لذلك قدره الطائر علي تحريك الرأس بلف رقبته في كل الاتجاهات حتى في الاتجاه العكسي بفضل جلد الرقبة الطري والقابل للتمدد، فجلد الرقبة شديد المرونة وأكثر المناطق حساسية للجروح والقطع إلا انه من ابرز صفات جلد النعام بصفه عامه سرعة اندمال الجروح.

وتتميز القصبة الهوائية والمرئ بالمرونة وحرية الحركة فيمكن ملاحظه حركه الطعام على طول الرقبة من أي جهة. وهناك من يعتقد بأن رقبة النعام من أهم أجزاء الجسم للتخاطب والتعبير بين أفراد القطيع وذلك لمرونة حركتها مما يسهل على النعام التغيير فى الشكل والحركه وهنا قد تسألنى قارئي – أكرمك الله – ولم هذا التفسير؟

أجيبك وأقول يجب أن تعرف أن النعام لا صوت له ويستعين بالرقبة للتعامل والتفاهم بين أقرانه وسبحان الله لبديع خلقه.

وهناك من يعتقد بأن رقبة النعام هى مصدر كرامته، وإذا هاجم ذكر النعام الإنسان فيجب أن تستعمل آلة خاصة عبارة عن عصا من المعدن فبمجرد أن تضعها على رقبته يقع على الأرض ساكناً لأن الرقبة نقطة ضعف النعام.

وهناك من يعتقد بأن رقبة النعام من أهم أجزاء التخاطب بين أفراد القطيع وذلك كما سلف الكلام منا من مرونه حركتها.

ومن فوائد الرقبة للنعامة كذلك:

· من أهم الأسلحه للنعامة، فذكر النعامة عند هجومه على أعدائه ينزل برأسه لأقصى مسافة يستطيعها، ثم يفاجأ العدو برفعها مرة واحده لضرب العدو.

·عندما ترغب النعامة فى الإختباء من الأعداء تختار تلا من الرمال وتفرد رقبتها على الرمال ولا تدفنها فى الرمال كما هو الشائع عن النعام. وتضر ب بها المثل فى الجبن أو الخوف ويقال " أجبن من نعامة " أو "يدفن رأسه فى الرمال كالنعامة" وهذه أمثال خاطئة بل تفعل النعامة ذلك حتى تستمع لوطئ الأقدام والحركه من الأعداء.

· ومن جميل ما قرأت أن النعامة إذا أصابها المرض تمد رقبتها وكأنها تقول لك اذبحني.

المنقار:

والمنقار في النعام منبسط وعريض دائرى الشكل (مثلثي الشكل) أى غير حاد كما هو الحال في الدواجن ولذلك لا توجد حاجه لقص وكي منقار النعام. وهذا التركيب التشريحى له من الفائدة والعيب.

 فبخصوص الأولى: إنه يساعد الطائر علي التقاط الحبوب والأجسام الصلبه من علي سطح الأرض.

وأما عن الثانية: يتميز طائر النعام بظاهرة النقر عند تناول الغذاء، وتزداد هذه الظاهرة عند:

· الاعتماد كليه علي الأغذية المركزة.

· تزاحم الطيور في الحظائر يؤدى الى نقر الريش.

ويمكن التغلب علي هذه الظاهره:

· بإضافة كميات كافيه من الأعلاف الخشنة للطائر حتي ينشغل عن عاده النقر.

· كذلك يراعي عدم وضع أي أجسام صلبه أو حادة داخل الحظائر حتي لا تصاب الطيور بالأذى من جراء النقر.

العينان:

للنعام عينان واسعتان وكبيرتان وتعتبر أكبر عيون فى الفقاريات المعاصره إذ يبلغ قطرها حوالي 50 مم لذا فهما تحتلان حوالي ثلث حجم الرأس ولكل عين جفن علوي وآخر سفلى وقد وجد أن الجفن السفلى للنعام أرفع من الجفن العلوي ويمتد أكثر منه قليلا وهو المسئول غالبا عن غلق عين النعام، وتحمل الأطراف الحرة للجفون صفوف من الريش الدقيق الصلب الطويل المتشابك يسمى الرموش الداخلية ولا تحجبان الرؤية Rows of long overlapping bristle feathers وتقومبعمل أهداب للعين.   

المصدر: كتاب نظرة على النعام لمؤلفة الدكتور / عاطف أبوزيد الطبعة الأولى2008 رقم الإيداع بدار الكتب القومية: 7073/2006
  • Currently 125/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 4393 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2010 بواسطة abouzeid

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

38,202