دكتور ابو الحسن عبد الموجود ابراهيم ابوزيد

لدعم العمل الاجتماعى وتنمية البحث لطلاب الخدمة الاجتماعية

وزارة التعليم العالى

المعهد العالى للخدمة الاجتماعية

بأسوان فرع قنا

مركز بحوث التنمية البشرية

 

 دراسة عن

                     دور الجمعيات الأهلية في مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع

أشراف

د/ حـمدي وهـب الله

                                                               2008 م

مقدمة  :

 

تشكل حقوق ورفاهية الطفل الشغل الشاغل للعالم أجمع ليس لكون الطفل
إنسان بالدرجة الأولي له حقوق مثله مثل غيره من فئات المجتمع بل لكونه يقع بين فئة عمريه تحتاج وبشكل كبير للعناية والرعاية وتوفير كافه الحقوق ومنع كل أشكال العنف والاستغلال  . ويأتي تطور فلسفة حقوق الطفل ضمن اهتمام عالمي واسع ، تشكل وأخذ هيئته الحالية بعد نضال ومطالبه دولية ، وذلك بإفراد وتخصيص وثيقة دولية تختص بالطفل وحقوقه .

تضمن الإعلان العالمي لحقوق الطفل والذي أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1959 م والذي نص علي أحكام عده من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنطبق علي الطفل وأضاف أن الطفل ( يحتاج إلي حماية وعناية خاصة ، وخصوصاً إلي حماية قانونية مناسبة ، سواءً   قبل مولده أو بعده ) . وكان المنطلق الأساسي لهذا الإعلان هو أن بشرية مدينه للطفل   بأفضل ما عندها من عطاء وان الأبناء ، والأفراد والمنظمات التطوعية ، والسلطات المحلية ، والحكومات مطالبون جميعاً بالاعتراف بالحقوق والحريات المنصوص عليها وبالحرص علي مراعاتها . فالأطفال هم أولئك البسمة المشرفة التي تصنع لهذه الحياة جمالها وتألقها وديمومتها .... وهم آمال الأوطان ومستقبلها .... فلا مستقبل الأمة ما لم تعتني تلك الأمة بأطفالها . ([1]

وترتكز الخدمة الاجتماعية والاقتصادية على قدرة المجتمع المتعددة إذ وإمكانية
كلما استطاع المجتمع أن يحول طاقاته إنتاجية كلما أصبح له القدرة على تقديم الخدمات للمواطنين

مهنة الخدمة الاجتماعية هى اكثر المهن اتصالاً بالإنسان في مواقعه المختلفة وهى مجال الخدمة الاجتماعية الإنسانية تهدف  المساهمة في تحسين المعيشة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وهى مهنة حديثة لأن مادتها العلمية وطرقها التي تعمل على تطبيق تلك المعرفة عملياً واستخدامها لخدمة الناس نشأت منذ زمن حديث نسبياً . ([2])

مشكلة الدراسة :

تعد ظاهرة أطفال الشوارع من الظواهر الاجتماعية التي حظيت باهتمام الباحثين والمتخصصين و العاملين في الحقل الاجتماعي والنفسي وتمثل موضوعا ساخنا من بين الموضوعات الشائكة التي تعاني منها المجتمعات الفقيرة والغنية , حتى أصبحت ظاهرة أطفال الشوارع من المشكلات العالمية وذلك لارتباطها بالسياق التاريخي للتطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كما أن لمشكلات الحروب والأزمات الاقتصادية وعلى وجه الخصوص في البلدان النامية التي ألقت بظلالها على هذه المجتمعات ومن بينها مجتمعنا المحلي ، وأصبحت تشكل خطرا على مستقبل الأمن الاجتماعي إذا لم يتم دراستها وتحليلها ووضع المعالجات الصحيحة للحد من انتشارها . وعلي هذا الأساس تعتبر مشكلة أطفال الشوارع قضية اجتماعية إلي جانب إنها هماً وطنياً ليست مسئولية مؤسسة بعينها بل هي مسئولية الجميع والذي يعني تضافر جهود كل المؤسسات الاجتماعية والتعليمية والثقافية في المجتمع . ([3])

ومن هنا جاء اختيار مشكلة الدراسة وهي ( دور الجمعيات الأهلية في الحد من مشكلة أطفال الشوارع ) من وجهة نظر الأخصائيين الاجتماعيين والأطفال هم زهور الدنيا ولكن قد تتحول هذه الزهور في وقت معين تحت ظروف معينة إلي صبار شائك فبدلاً من أن تري الابتسامة علي وجه طفل وبيده دمية يلعب بها أو تجده مستيقظاً نشيطاً ذاهباً إلي مدرسته ستجده عبوس الوجه ظروفه رسمت سنين طويلة على وجهه الصغير أو تجده بائع متجول يجوب الشوارع بحث عن الرزق وستجده بعد فترة أباً أو أماً لأطفال ليسو أحسن حظاً منهم وهؤلاء الأطفال معرضون للانحراف وتعاطي المخدرات والكحول وقد يتطور الأمر ليصل بهم إلي حد الأجرام وممارسة الحرام في كثير من الحالات . ([4])وتعد ظاهرة أطفال الشوارع واحدة من أهم الظواهر الاجتماعية التي تشغل بال مساحة كبيرة من شواغل واهتمامات المجتمع المصرى منذ فترة طويلة من الزمن . لما لها من أبعاد وما يترتب عليها من أثار في شتى النواحى الاجتماعية والنفسية والصحية والاقتصادية والمنية لأنها تشير  أن فئة كبيرة من أبنائه في طريقهم  الانحراف بالإضافة  ما تكتشفه عن وجود خلل في مؤسسات وأساليب التنشئة الاجتماعية للطفل . ([5])

تشير البيانات والإحصائيات المتاحة لدى الآمن العام أن مشكلة أطفال الشوارع في تزايد مستمر فكانت (3527) حالة عام 1998 وأتبعت  (4173) حالة عام 1999 ثم
(6327) حالة عام 2000 كذلك بالنسبة انتشارها على مستوى محافظات الجمهورية تخبئ محافظات الجمهورية محافظات القناة أكثر ارتفاعاً بور سعيد بنسبة 9
,24% ثم يليها السويس بنسبة 7,16% حيث تجتذب مدن القناة هؤلاء الأطفال نظراً لوجود المنطقة الحرة وازدياد حركة البيع والشراء وانحراف هؤلاء الأطفال في أعمال التهريب والسمسرة عبر المنافذ الجمركية والموانى ثم يلى ذلك محافظة الإسكندرية بنسبة 6,9 % ثم يلى ذلك محافظات الجمهورية بنسبة متفاوتة . ([6])

أهمية الدراسة بينت الدراسة (Hutzardader,1999) أن أطفال الشوارع يحتاجون للرعاية الاقتصادية التي تقدمها الدولة لهم  رماية اجتماعية ونفسية وثقافية وترويحية .

·   أكدت دراسة (Garoling,1996)  على زيادة أطفال الشوارع التي بلغت 40 مليون طفل وأهمية دراسة وأبعاد المشكلة والتصدى لها بفاعلية من خلال تدعيم المنظمات العاملة في مجال رعاية أطفال الشـوارع . ([7])

·       يوجد اهتمام عالمى برعاية الطفولة حيث يشكلون ثلث سكان العالم .

·   ظاهرة أطفال الشوارع تؤثر على التنمية في المجتمع وبهذا تصبح أهمية الدراسة أو البحث للحد من هذه المشكلة .

·   العمل على الحد من تلك الظاهرة الموجودة داخل المجتمع المصرى وذلك من خلال معرفة أسباب الظاهرة وعلاقتها بأساليب التنشئة الاجتماعية السلبية والعمل على علاجها .

أهداف الدراسة

1-   التعرف على طبيعة ودور الجمعيات الأهلية فى الحد من مشكلة أطفال الشوارع .

2-   التعرف على نوعية الخدمات المقدمة لأطفال الشوارع .

3-   التعرف على دور الأخصائى الاجتماعى داخل الجمعيات الأهلية .

4-   التعرف على بعض العوامل المرتبطة بمشكلة أطفال الشوارع .

5- التعرف على طبيعة الصعوبات والمعوقات التي تواجه أطفال الشوارع الاجتماعية في مراكز رعاية وتأهيل أطفال الشوارع .

6-   التعرف على المقترحات التي تساهم في التغلب على هذه المعوقات والصعوبات .

تساؤلات الدراسة :

1-   ما طبيعة ودور الجمعيات الأهلية فى الحد من مشكلة أطفال الشوارع ؟

2-   ما نوعية الخدمات المقدمة لأطفال الشوارع ؟

3-   ما دور الأخصائى الاجتماعى داخل الجمعيات الأهلية ؟

4-   ما هى العوامل المرتبطة بمشكلة أطفال الشوارع ؟

5-   ما طبيعة الصعوبات والمعوقات التي تواجه أطفال الشوارع الاجتماعية في مراكز رعاية وتأهيل أطفال الشوارع ؟

6-   التعرف على المقترحات التي تساهم في التغلب على هذه المعوقات والصعوبات ؟

مفاهيم الدراسة :

مفهوم أطفال الشوارع :

أطفال الشوارع هم الأطفال الهاربين من أسرهم سواء برغبتهم أو اجبروا على ترك الأسرة و المقيمون في الشارع بصوره دائمة وشبه دائمة ، ويقيمون في الشارع ويعيشون دون حماية أو رقابه أو إشراف من جانب أشخاص بالغين . ([8])طفل الشارع هو الطفل الذي لم يكن له أبوان صالحان أو شخص يقوم بتربيته أو كان من يتولون أمره غير صالحين لبذل العناية والتربية التي تقتضيها حالته أو كانوا
لا يبذلون القدر الكافي منها . (
[9])

الإجراءات المنهجية :-

 نوع الدراسة :

تقع هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفية والتى يمكن تعريفها دراسات وصفية تشخيصية لأن سبق دراستها واستخدامها في البحث لأنها تهدف  تقرير خصائص ظاهرة معينة أو موقف يغلب علية صفة التجديد ويعتمد على الحقائق .

2- المنهج المستخدم :

يستخدم في هذا البحث هو منهج المسح الاجتماعى بالعينة ويكون ذلك باختيار عينة عشوائية من الأخصائيين الاجتماعيين المرتبط عملهم بظاهرة أطفال الشوارع .

- مجالات الدراسة :

ü     المجال المكانى :- مدينة قــنا .

ü     المجال البشرى :- أخذ عينة عشوائية من الأخصائيين الاجتماعين .

ü     المجال الزمنى :- منذ الفترة ما بين 1/3/2008  30 /4 2008 .

عينة الدراسة

تم اختيار عينة عشوائية من مائة أخصائى اجتماعى من المؤسسات الاجتماعية والتعليمية

نتائج الدراسة

1-  أوضحت نتائج الدراسة أن مشاكل الأطفال مع زملائهم من أهم العوامل المجتمعة المرتبطة لمشكلة أطفال الشوارع .

2-  أوضحت نتائج الدراسة أن الفئة العمرية من 30:40 هى أكثر نسبة فى مستوى الأعمار بنسبة 56% من عينة الدراسة .

3-  أوضحت نتائج الدراسة أن نسبة 50% من الحاصلين على بكالوريوس خدمة اجتماعية .

4-  أوضحت نتائج الدارسة أن نسبة 54% من العينة المتزوجين .

5-  أوضحت نتائج الدراسة أن اكثر العمال التى يقوم بها الأخصائى داخل الجمعية هى إجراء المقابلات مع الحالة .

6-  أوضحت نتائج الدراسة أن المواصفات العقلية التى يشترك فيها أطفال الشوارع المركزية والقدرة على الفهم .

7-  أوضحت نتائج الدراسة أن أعلى نسبة هى عدم قدرتهم على النطق السليم من أهم المواصفات الجسمية لأطفال الشوارع .

8-  أوضحت نتائج الدراسة أن نسبة 43% من أطفال الدراسة يتقبل دور الأخصائى الاجتماعى  حد ما .

9-  أوضحت نتائج الدراسة أن المواصفات والعوامل الذاتية المؤدية لمشكلة أطفال الشوارع من العوامل البيئية المرتبطة بأطفال الشوارع .

10-                  أوضحت نتائج الدراسة أن أهم العوامل البيئية المرتبطة لمشكلة أطفال الشوارع هى العوامل الأسرية .

11-                  أصبحت نتائج الدراسة أن مشكلة التفكك الأسرى من أهم العوامل الأسرية المؤدية لمشكلة أطفال الشوارع .

12-      أوضحت نتائج الدراسة أن أغلبية العينة من الأخصائيين التى الاجتماعى التى تتعامل مع أطفال الشوارع هى أنهم لم يحصلوا على دورات تدريبية .

13-      أوضحت نتائج الدراسة أن توفير الدعم المادى للتوعية الأسرية لأطفال الشوارع وهى من أهم المقترحات لمواجهة مشكلة أطفال الشوارع .

14-      أوضحت نتائج الدراسة أن  العامل الاقتصادي ليس سبباً في ظاهرة أطفال الشوارع وهذا ما تبين من الدراسة ونجد أن العامل نال تأييد المتخصصين هو الفقر ومن هنا نجد أن العوامل الاقتصادية ليست سبباً مباشراً فى ظاهرة ( أطفال الشوارع ) .

ثانياً : توصيات ومقترحات الدراسة

1-     ضرورة التنشئة الاجتماعية السليمة للأطفال .

2-     ضرورة توعية الأسرة بخطورة مشكلة أطفال الشوارع .

3-     ضرورة تنوع الخدمات المقدمة لأطفال الشوارع .

4-     ضرورة فحص الراعين فى الزواج جيداً تجنباً للمشاكل الورانية .

5-     ضرورة التزام الابن بدورها العاطفى اتجاه أبناءها .

6-     ضرورة الحد من المشكلات المجتمعية المسببة لأطفال الشوارع .

7-     ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام بتوعية المواطنين .

8-     ضرورة إعطاء الأخصائى دورات متخصصة فى التعامل مع أطفال الشوارع .

9-     ضرورة توفير الدعم المادى لمواجهة مشكلة أطفال الشوارع .

10-      توعية الوالدين بالأساليب السليمة في التنشئة الاجتماعية .

11-      العمل على رفع مستوى المعيشة للفرد وزيادة التوعية بأخطار التوعية بأخطار الزيادة السكانية

12-      توعية الآباء بعدم عمالة الأطفال .

13-      العمل على تحسين مستوى التعليم .

14-      القيام بالإرشادات والنصائح اللازمة للأسرة .

15-      توفير الإمكانيات المادية للتعامل مع أطفال الشوارع .

 


(1) عزة خليل : أطفال الشوارع ، المجلس العربي للطفولة والتنمية ، القاهرة 2002 ، ص 19  .

(1) سامى عصر : أطفال الشوارع " الظاهرة والأسباب " ، القاهرة ، معهد البحوث والدراسات العربية ، ص8 ،
ص3 .

([3]) http://www.arabhom.com/chat/22/220067.htm

(1) http : // www.wfrt.org /dtld.php?contetion=lol

(2) طلعت مصطفى السروجي , عماد حمدي داود : الانحراف الاجتماعي بين التبرير والمواجهة , المكتب الجامعي , الإسكندرية , سنة 2004 , ص 247 .

(1) طلعت مصطفى السروجي , عماد حمدي : مرجع سبق ذكره ، ص 248 .

(2) طلعت مصطفى السروجي , عماد حمدي داود : مرجع سبق ذكره , ص 249

(3) أحمد مصطفى خاطر ، نصيف فهمى ، محمود عبد الرحمن ، سامى زايد : الدليل الإرشادى للعمل مع أطفال بلا مأوى ( أطفال الشوارع ) ، مؤسسة المكتب الجامعى الحديث ، الازاريطه ، الإسكندرية ، 2003 ،  ص 11

(4) عبد الحميد المنشاوى : جرائم التشرد والتسول ، المكتب العربى الحديث ، الإسكندرية ، 1993 ، ص129

المصدر: د/ حـمدي وهـب الله
aboalhsn-666

دكتور ابو الحسن عبد الموجود

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 9349 مشاهدة

ساحة النقاش

22711

بارك الله فيك وكثر من أمثالك هذا عمل تسحتق عليه كل تقدير من العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية على المستوى المهني والمستوى الإداري وأنا شخصياً كعضو جديد في هذا الموقع المتميز استفدت كثيراً من هذا العمل المتميز وأتمنى المزيد من هذا الجهد الرائع.... اخصائي اجتماعي - دبي - الإمارات العربية المتحدة

bador

كويس خالص يا دكتور بجد انتا حد حساس قوى ربنا يوفقك ياريت تبلغ رساله لكل الطلابه اللى عيكونه بكره فى الحاضره تقولهم كنها ايام سوده جايه من اخوكم زيزو او عبد العزيز دى امانة يا دكتور على فكره انا بعزك جدا

aboalhsn-666
<p>مجهود رائع يادكتور وموضوعات تخدم المهتمين بالعمل العام خاصة الجمعيات الاهلية ونرجو المزيد من المقالات والبحوث الخاصة بتطوير العمل الاهلى</p> <p>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; محمد حسين عطيه نائب رئيس مجلس ادارة جمعية تنمية المجتمع بنجع علوان</p>

عدد زيارات الموقع

199,379