إذا ما سألت  الآباء عن أهم ما يتعلمه الطفل في مرحلة رياض الأطفال ليكون مستعدا  لدخول المدرسة ؛ فإن أغلبهم يقول : الأرقام ؛ الحروف و الأبجدية ؛ و الألوان و البعض يهتم اهتماما مبالغا فيه بأن يتقن الطفل بعض المفردات بلغة أجنبية ..

المفاجأة التي تحتاج لانتشار هو أن هناك  ما هو أهم ما كل هذه النقاط : إنها المهارات الوجدانية و الإجتماعية .

الكثير من المعلمين يشيرون إلى صعوبة تعليم الطفل : قليل الاهتمام بالتعلم؛ الطفل الذي ينقصه ثقة بنفسه و بقدراته ؛ الطفل الذي يصعب عليه التعاون و التفاعل مع الآخرين و مشاركاتهم ؛ الطفل الذي يصعب تحكمه في نفسه ؛ في حين يمكن للمهارات العقلية  أن تكون مشكلة أيسركثيرا و يمكن حلها .

نعم : إنها المهارات الوجدانية و الاجتماعية التي تنبىء بالنجاح الدراسي كخطوة أولى و النجاح في الحياة المهنية و الأسرية و الحياة العامة لاحقا . أغلب الأطفال يدخلون المدرسة بدون هذه المهارات الحاسمة . فيظهر أحد التقارير القومية  في أمريكا أن 20 – 49 % من الأطفال الذين يلتحقون بالمدرسة غير مستعدين للتعلم .

الأطفال يحتاجون الإحساس الآمن للنمو ؛ تلك الإحساس الذي يخلقه الثبات و العلاقات الجيدة في البيت و الأسرة ؛ و في دور الرعاية التي يلتحق بها الطفل في سنمبكرة . و يمكن لهذه الدور الجيدة التي تعرف دورها و تقوم به جيدا - أن تحدث فرقا كبيرا في حياة الأطفال .

كثير من الدراسات المهتمة بالإنجاز الدراسي تشير إلى أن دور الرعاية يمكن أن تمثل بداية و انطلاقة قوية لحياة الطفل الدراسية . حيث تمكن الطفال من المهارات الإجتماعية و الوجدانية الضرورية اللازمة للاستعداد للمدرسة مثل :

- القدرة على اتباع التعليمات .

- القدرة على تركيز الإنتباه .

- القدرة على أخذ الدور .

- القدرة على ضبط النفس .

- القدرة على حل المشكلات من خلال الحديث بدلا من الاشتباك العنيف.

- القدرة على العمل المستقل .

- القدرة على العمل في جماعة .

-  التمكن من المهارات الإجتماعية تبعا لمرحلته العمرية ؛ والقدرة على تكوين أصدقاء .

- مهارات التواصل مع غيره من الأطفال .

- مهارات التواصل مع الراشدين .

من أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على تنمية هذه المهارات هو توفير توازن بين " أنشطة الطفل  " مثل  الوقت الحر ؛ و الوقت الذي يعمل فيه في مجموعات صغيرة ؛ مع إعطاء فرص للعب و العمل في مجموعات كبيرة على أن يكون هذا الوقت  قصيرا و به الكثير من الحيوية . فالأطفال يتعلمون المهارات الإجتماعية و الوجدانية بينما يعملون على حل المشكلات التي تظهر بينهم أثناء اللعب و العمل معا في مثل هذه الأنشطة .

و يمكن للأطفال تلقي المساعدة و التوجيه من القائمين بالرعاية حينما يواجهون مثل هذه المشكلات و يتعلمون المهارات اللازمة لتساعدهم على النجاح في المدرسة ؛ بل في الحياة .

 

المصدر: نيفين عبد الله
  • Currently 175/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
59 تصويتات / 1035 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

6,903