ياسمين أحمر - رقية

مدن بوابات العبور نحو عوالم مجهوله لاكمال مسيرة الانسان

أساطير إغريقية
عندما نقص قصة أبطالها من البشر ونروي أحداث القصة فتشعر أنك تسمع قصة من قصص الأساطير اليونانية أفلن تتوقف قليلا لتدرك أن من يعيشون معك يتصرفون كآلهة إغريقية،ويدعون أنهم من دين يدعو لعبادة الإله الواحد الأحد الله. 

نبدأ من وقت تزوج تموز من غيبير وهما،في بداية العشرينيات من عمرهما بالرغم من نصيحةوالدته بأنها لا تناسبه تزوجها ورحل بها إلى أراضي الشمال حيث يجب أن يشق طريقه وأنجب منها ثلاث بنين وعاد إلى الشرق وهو أقوى وأجمل لكنه لم يحبهاوظلت غيبير غير قادرة على جعل تموز يحبها، فزادشرهاعليه، وحاربته بكل قوتها في كل وقت وكل أمر وتمر الأيام ويقابل تموز أفروديت ويقع أسير الحب،ويقرر ربط،مصيره بها وتبادله أفروديت الحب ويعيشان في أحد سفوح جبل الله في سعادة غامرة ويقررتموز أن يجاهر بزواجه من أفروديت لكن غيبير عندما تعرف ترفض وبشدة وتذهب لمقابلة أفروديت وتحاول ان توقع بينهما بكل الوسائل الممكنه وعندما تيأس من ذلك تنجب له طفل أجمل مايكون كي يأسره وينسيه أفروديت التي لم تنجب له ولد والتي ابتعدت بسبب نشوب الحرب ونزحت الى ساحل شمال صيدا تاركة وراءها كل شيء ولم تعلم بالصبي المولود إلا بعد ذلك بسنين لكن في منفاها تفاجأت بنبأ موت غيبير التي ساءت صحتها بسبب الحمل والوضع وصارت تستفرغ دما لساعات،ثم،ماتت وبموتها صدم تموز والبنين،وحزنوا كما المفجوع ومن يومها تحولت الى شبح ومن يستطيع أن يحارب الأشباح وبعكس مايجب أن يتصرف البشر انحاز الجميع لذكرى غيبير وباتت أفروديت،سجينة حكمهم بعدم جواز وجودها مع تموز،ورفض بنين غيبير وجودها في حياتهم وبسبب الحرب قرر تموز الرحيل بأولاده باتجاه الشمال حيث ولدوا وحيث يعيش أقارب أمهم غيبير بعد أن أرسلوا وراءهم للقدوم لابعادهم عن الحرب المستعرة. وبقيت أفروديت تكلم تموز قبل أن يرحل ليفعل شيئا وتذكره بعهده لها،ان لا ينساها وتستحضر التاريخ وكيف كان يحبها. 
فيجاوب أن الحرب لا تبقي ولا تزر وأنه يجب أن يرحل لاجل الاولاد وتأمينهم وهو اصطدم باستحالة نقلها لتعيش معهم واعتقد ان المستقبل كفيل بأن يحل مالم يستطع حلحلته ووعدها أن يبقى على عهدهما باللقاءبأقرب وقت وسيعمل على أن يلتقيا. ورحل بعيدا وبالعكس كل ما مر الزمن كلما تمسك الجميع بقرار إبعادهما،عن بعضهما وأصبح من المحرم ذكراسم أفروديت حتى والدة تموز،ضعفت واستسلمت للجميع ولم تسأل عن أفروديت بالرغم من تعاطفها،معها 
قبعت أفروديت في مدينتها الساحلية ومرت الأيام والسنين،ولا زالت،ترفض،فك الرباط،الذي،يربطها ب تموز،وهو إن رد عليهامرة لا يرد مرات 
فسبحت أفروديت في الظلمات،وتموز،في،الضلالات،والجميع،في الجور والتعدي والحرب الضارية قائمة لاتقعدولاتهدأ وطيف غيبير يحوم في كل،الأصقاع كالشبح ساهرة على أن يبقى حب تموز وأفروديت محنطا. 
كيف قبل الجميع بأن يظلموا بسهولة وبراحة ضمير سوغوا تسمية ذلك بالإخلاص،لذكرى الأم التي ماتت شابة كالمقتولة وحرموا على الزوجة الرقيقةالمحبة أفروديت العيش مع زوجها،وتموز،ذاهل،كأنه خارج العالم يحاول أن يقدم لأبناءه كل مايعوضهم عن غياب والدتهم ويجتهد مضحيا بسعادته ومهملاأفروديت وقد بدأت أفروديت تستشعر الغربة والوحشة في ظل معاملتهم الظالمة والقاسية لها وبدأت تنظر لزواجها من تموز من زاوية مختلفة واختلطت عليهاالرؤية لكنهاتوقفت فجأةلأنهاعلمت أنهاوقعت في الأحزان وانجرت بدون أن تشعر لما يريدونه وانطلت عليها نظرتهم وانجرفت نحو الهاوية معهم. 
قررت أن تجعل إرادتها هي منطلق أفعالها ونأت بها أن تكون ردودا
لأفعالهم بقيت تحترم زوجها وفكرت كثيرا ماذا يجب أن تفعل
عرفت،أنهم يفكرون كآلهة ظالمة وكأسطورة سوداوية تسبح في جريمة لم يرتكبها أحد فهم يرفضون القضاء والقدر كأنهم أربابه وهم من يوقعوه بمن يغضبون عليه. بعد أن رفضوا زاوجهامن تموز من قبل ومن بعد والله من فوق عرشه شرعه وربطهما برباطه المقدس. 
قررت أفروديت دخول الأسطورة والاحتماء بإيمانها الراسخ ويقينها التام بالله فهي تعلم وتعرف أن الأساطير تتحطم أمام الإخلاص والحب الحقيقي و آمنت أن طاعة الله الخالصة والإيمان العميق به سيعطيها القوة وأدركت أن عليها تتمسك بحبها لتموز وانه ليس لديها سوى نفسها تبدأ منها فجاهدت لتطرد شعور الغضب لابتعاده عنها وعملت على قلب مشاعرها لتحتضنه كجزء لا يتجزأ منها فهو زوجها،ولايزال يلازمها ذلك الجزء منه الذي يندمج بين الأرواح عند الزواج بدأت تهدئ نفسها وهي تؤمن أنها عندما تتوقف عن الجزع والخوف فالجزء المرتبط بها من تموز سيهدأ أيضا وسيطمأن وابتدأت رحلة طويلة وشاقة للاستمرار والتقدم في رحلة خلاصها هي،ليخلص معها تموز متسلحة بأدراكها انه الجميع يتصرفون وفق عالم منفصم تماما،عن ما،يدينون به ووفق تقاليد،خلقوها بتعاليهم لكن انحدارهم الأخلاقي مزين بأثوب مزركشة تخدعهم وتخفي عنهم حقيقة وجود الشمس بستائر الموت السوداء. بينما أفروديت تتيقن كل يوم أنه بضياء الشمس تدفئ قلبها وبحرارتها تستطيع الصمود،في وجه برودة الأيام، لم تقبل أن تشكوهم لله فهي تعرف أنه يراهم وأن مشيئته كانت وستكون وأنهم سيبقون على رفضهم لكل مامن شأنه أن يدلهم على بشريتهم وبهذا سيبقون محرومون من السعادة مقروعون بالمصائب و النوائب التي لا تنتهي هكذا هم وسيبقون في ما أوجدوه من شريعة هي كوكتيل من رغباتهم التي ولدت من عذاباتهم وكأ ساً محرمة استساغوا طعمها. 
وأفروديت تعرف أن الله يريد أن يرى كيف ستنجو وتدفئ قلبها بنوره وتتمسك به ولا تنجرف باتجاههم بل ويراها كيف سترفع تموز من عالمهم بما لديها منه في عالمها وكيف ستقدر أن تحقق إرادتها بالصمود،بالعطف واحتضان نفسها،التي،طبعت بتموز وأن تطمنه بأن تطمئن هي. 
عندما أحبها تموز اعترف بانسانيته وبأنه يحتاج إلى السعادة وإلى أن يعيش كبشر خلع عنه كبرياءهم وعظمتهم وجلفهم وجورهم وتسلطهم وجاء أفروديت كمن ولد،من جديد لبس لباس التواضع والبساطة والتفاهم والعدل فلم يجد في عالمها ضرورة للانتقام ولا للتجبر كان يعيش ببساطة وتلقائية بقرب أفروديت العظيمة حقاً والتي ملأت عالمه بروحها وحبها للحياة واهتماممها ببني جنسها وتاريخهم وأنبيائهم وعلماءهم وكتبهم كانت تحدثه عنهم بحماسه شديدة يستغربها ولا يعرف لماذا تغوص أفروديت وراء كل بشري كتب حرفا أو ذاع صيته أوبقي منه رسما. 
عاش معها في العالم البشري لأول مرة مستغربا جميع تصرفاتها التي لا تنتمي لعالمه الذي يعرفه ولا يعرف أن هناك أسوارا غير مرئية بينهما وكان مشدودا نحو الجهتين بكل قوة وجهة أفروديت تجذبه لكنه لا يستطيع أن يدمجه بعالمه ولم يستطع يوما أن يفعل ذلك إلى أن رحل،بعيدا وهو يظن انه سيعمل على تهيأة مكان لها في مستقبله ولا يعرف أن ذلك غيرممكن لتباين العالم الذي اختار ه من عن عالمها فعليه ليعيشا معا أن يختار عالمها ويعمل على نقل من يوافق إليه أو أن يصنع عالماًجديدا ًنقيا جديرا بأفروديت على طريقته الفائقة الاتقان والصبر. ويجب أن يعلم بأن الحقيقة احتاجت كل فلسفة الفلاسفة وثقافة بني الانسان التي كانت تجري وراءها أفروديت بشكل حثيث كمن في سباق مع الزمن وهو جالس لا يهمه مما تجري وراءه شيء لو علم أن جواب لماذا تسألين كل هذه الأسئلة وتسعين وراء هم كالمجذوبة وتنبشين أثارهم وتحلمين بأحكامهم وتقدرينهم وهم بشر مجرد بشر? 
:الجواب سينقذنا ويقرع بابك ولا ترد عليه يا حبيبي همست أفروديت في أذن تموز من بعيد،ونقل الهواء كلماتها افتح الباب لتحصل على جواب سؤالك لماذا? تهتمين بكل هؤلاء من العلماء والمعلمين و المفكرين والفلاسفةوالرسل فالجواب لأنهم بشر أنتمي لهم وينتمون لي وتهمهم إنسانيتي وعملوا من أجلي وأجلك ومن أجلناجميعاً هم من علموني كيف أخرج من حياة آلهة الأغريق القاسية وأعيش برقة كبشر علموني أن أحبهم كبشر وأن أحب حياة البشر ، وكيف أحصل على السعادة بمجرد كوني بشر تطلب العيش في رضا الله. 
واعلم أن أفروديت لا يمكن أن تتصرف تصرفات من يحيطون بك فبنيتها العقلية مغايرة تماما لهم فهم يحبون أن يتصرفوا كآلهة تطاع وهي تحب أن تكون من بني البشر تعيش في رعاية الله وحفظه وتجد سعادتها في التزام أوامره وعدم تجاوزها وهذا يعتبر غاية وجودية لها وإن هم يركنون للعصيان ويبنون فوقه قصوراً يعشقون العيش فيها. اما هي فإن حصل عصيان في حياتها فيحصل كخطأ بشري ومجبورة عليه وتنتظر متى يأذن الله وينعم عليها أن تعود ل جنة طاعته وتعتبر أن الظروف حالما تكون مؤاتية فالطاعة التامة حاضرة وتقاوم بكل قوتها لتطوع هذه الظروف باتجاه ما أمر الله به أن يكون ممهدة الطريق محتفظة بنفسها كلها لخدمة هذه اللحظات لحظة عبادة الله كما أراد. 
وإن جرى أن قامت الحرب وشردت الناس وهدمت ما بنت في السنوات الماضية من طرقات عبدتها لتصل إلى حياة يحبها الله وعاشت ولو لفترة قصيرة حقيقة وجودها فيها. 
فهي تفرح أنها وصلت في يوم من الأيام لتلك الجنة ويكفيها أن الله أنعم عليها بأن عاشت في رضاه وكان تموز معها. 
وستنتظر أن تعود للتقدم باتجاه الله دائما وتموز أيضاً طالما رغب في يوم من الأيام في طاعة الله التي لولا انه سعى لها ما قابلته فاجتمعا معا في مكان واحد وبهدف واحد السعادة ورضاالله وزواج تكلل بالسعادة وبه تحقق وعد الله لنا بأننا جديرين برضاه ومعنى هذا أن الله يبشرنا أننا سنكون مرة ثانية معاً حيث يرضى إن توجهنا باتجاهه فقط ونحن نعلم هذه الحقيقة عن تجربة. 
تموز عليك أن تترك من يدعوك للغوص في أحزان يخترعها و تبتعد عن كل من يطلب منك الإخلاص لعالم خارج تعاليم الله فالمؤمن يجب أن لايحزن لأنه أكبر اختبار من الله لنا وبهذا فقط نعيش سعداء جداً. 
فلنحظى بالسعادة علينا أن نتعلم كيف نكو ن بشر أولا والسعداء عقلاء وجديرون بالحب والحياة. وسنلتقي مجددا لأنه سبق والتقينا فقط توجه إلى الله كبشر ولا تقبل أن يكون من حولك يتصرفون كآلهة ولا أن تكون أنت الإله بل اجعل حياتك عبادة لله خالصة له وربي أولادك ليكونوا رحماء وكن بشرا خالصا كما أراد الله عندما خلق الإنسان واستخلفه في الأرض وأحبب انسانيتك لأنها سر سعادتك أثق بك يا تموز وبدون ان تقرأ الحكمة وذكاؤك الفائق سينقذك منهم مجددا كما فعل من قبل عندما قلبك توجه بعيدا عن كل تكبر وغطرسة وجور، ليحنو ويعطف ويتلطف .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 268 مشاهدة
نشرت فى 26 أكتوبر 2016 بواسطة abeeronline

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

26,912