ما عاد يقوى الصبرَ قلبُ الجريحْ

هل آنَ لي يا موتُ أن أستريحْ؟

 

أُصغي لأنفاسي وفي داخلي

شيءٌ ينادي مثل صمت الضريحْ

 

يأتي على جرحي كتعويذةٍ

كلمى ويمضي كالعجوز الكسيحْ

 

ينسَلُّ مني نزفَ قيثارةٍ

خَرسا ,ويهمي كالعمود الفصيحْ

 

مشروخةَ الأصداء شاخت على

كل الزوايا حشرجاتُ الفحيحْ

 

لحنانِ يجترَّانها في دمي

طفلًا يناغي أو غرابًا يصيحْ

 

هذا المدى يزْوَرُّ في ناظري

وفي ضلوعي ضاق منه الفسيحْ

 

أهذي بليلٍ ما لهُ آخِرٌ

وثرثراتي كاختناق الذبيحْ

 

والصبحُ غافٍ عن رؤايَ التي

آنسْتُ فيها كلَّ وهمٍ مريحْ

 

الأمنياتُ الخُضرُ مدرارةٌ

لكنما وعدُ الأماني شحيحْ

 

سُحْبُ العطا والخير في موطني

ما أمطرتنا غيرَ جدبٍ و ريحْ

 

هَمٌّ على هَمٍّ,أ مِن شقوةٍ

أم مثلما يحكون:"بعد المليح"؟!

 

ما في بلادي غير طول العنا

أو في البقا غير اعتلال الصحيح

 

يا شعرُ, ما أبقى الأسى في دمي

حِسًّا بما حرمتَ أو ما تبيحْ

 

ضاعت قوانيني وما عاد بي

إحساسُ معنى مضمرٍ أو صريحْ

 

فخري رثاءٌ وامتداحي هِجا

حالٌ به ساوى الهجاءَ المديحْ

 

يا موتُ, زُر,  لا صبرَ لي بعدها

والصبرُ بعد الصبرِ هذا قبيحْ

 

من ذا العنا يا موتُ من ذا الشقا

قد آن لي قد آن أن أستريحْ

 

جمال الجُماعي

اليمن / 29/ 2 /2024م

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 29 فبراير 2024 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

88,346