سَيمضي الرَّكبُ

 

أَحَـادي الـعِـيـسِ أَنْـظـِرْنـا قَـلـِيــلا

ولا تــَكُ فـي تَــفَـرُّقِــنــا عَــجِــيلا

 

لَـنـا في الـرَّكْـبِ يــا حـادي ظِـبـاءٌ

بـهـا شَجَنٌ ولا تَــهـوى الــرَّحــيــلا

 

خِــدالُ الــصَــدرِ خُـوداتٌ حِـسـانٌ

حَـللـنَ بـمـُهـجَــتـي ضيفـاً جمـيـلا

 

هَـوادِجُـهُـم عـلى مُـتْــنِ الـمـَطايـا

بـدورُ الـكَـونِ مـا احـتاجَـت دَلـيلا

 

جِـمَـالـُـكُـمُ تـُـغَـرغـِرُ خـوفَ بَــيْــنٍ

وخَـيـلٌ تَــمْــلأُ الـبـــيـْدا صَـهِــيْــلا

 

عَـلامَــكَ مـُــذْ عـلِـمـتَ بـأَنَّ خِـلّـي

لَـفى بالـظَـعـنِ أَقْـصَـرتَ الـمَـقـيـلا

 

أَصِـخْ لِلـطَـــائـِرِ الـقُـمْـرِيِّ يَــبـكــي

وَوِرْقُ الــدَّوحِ قَـدْ زَادَ الـهَـــدِيـــلا

 

أَلا فـارفــقْ بــقَــلـبٍ مُــسـتَـــهــامٍ

غـَـدا لِــفـراقِــهـــم وَصِــبــاً نـحيلا

 

َلـَعَـمـْـري إِنَّ في الأَوطــانِ خَـطْـبٌ

يُــشَــتِّـتُ مـن بَــلايــاهُ الــعُــقــولا

 

شَــيــاطــيـنٌ وأَشْـــبـــاحٌ وضَـبْــعٌ

غـَدا مِـن شرِّهـِمْ رَوْضـي قَـحِــيـلا

 

مسـاكـنُـهُــم بـَـنَـوْهـا من عِظـامي

فـأصـبَـحَ كــاهِـلــي ضـاوٍ هـزيــلا

 

رَسـَـمتُ عَـلى هِضـابِـكِ أُمـنـياتـي

وصِـرتِ بِــمُـقلَـتـي حِـبًّـا جَــلـيـلًا

 

أَلِـفْـتُ الموتَ حَــتّـى نَـــالَ مِــنـّي

وعيشي بـَاتَ مـن وَهَـنـي ذَلـيــلا

 

فَقد أفْـنى الأسى والبَطْشُ رُشْدِي

مَـتى نُحيي الـضمَـائـرَ والعـقولا؟

 

فُــؤَادي والأنــيــنُ لـَــهُ عـشــيــرٌ

ورَهـطـي صَـارَ لِـلـبَــلوى خَـلـِيـلا

 

يُـعَــادِيـنـي لـئـامُ الـنّـاسِ ظُـلـمًـا

ويَـحسُو الـذلَّ سُـلـطـانـي رزيـلا 

 

ولـَــو أَنّـي أَبـُــوحُ بِــمَـا أُعَـــانــي

جـِراحُ الغدرِ لـَيـس لَـهــا مَــثـِيـلا

 

وشاختْ مِن أذَى الإخْوانِ نفـسي

تـعيـسُ الـحظِّ حـلمُـهُ لـنْ يـَطولا 

 

تَـسَعَّـرَ بـيـن أَضْــلاعــي لَــهِــيْـبٌ

ويـومـي صَـارَ مَـنْـحُـوسـا ثَـقيـلا

 

سِـجِـلُّ الــعـارِ تَــاريـخٌ مُــشــيـنٌ

غـَـدا بــفـعالـِهِـم حــبـكًـا جـَديـلا

 

فَــقُــمْ  يـا صَـاحِ إن الــفـجــر آتٍ

وقد شــدَّتْ مَـطَـايــانـا الحَـمُــولا

 

زَجـَرتُ العَـيـنَ إذ أهـمت دمـوعاً

لتفلجَ فـي الخُـدودِ لـهـا مَـسـيـلا

 

بـَنـيـتُ على رفـاةِ الـقَهـرِ صرحًـا

بِــهِ نُـخَـبٌ تُـباري الــمُـسـتحـيـلا 

 

ســنـهْـزِمُ حِـقدَكُـم بالـصَّبـرِ لـٰكِـن

غَـداةَ الـخَطبِ نَـستـلُّ الصَّـقـيـلا 

 

سَيمضي الـرَّكبُ والأقدارُ خُطٌَـت

وما نَــخْـشى بِـهـا خَـطـبًــا وَبـيلا

 

فــوعــدُ الـلـهِ سـلـطــانٌ وطــيـدٌ 

ومن أوفى مِـن الـرحــمٰـنِ قُيـلا؟

 

جمال اسدي

٣٠-١-٢٤

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 3 فبراير 2024 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

88,563