إنِّي اصْطفيتُكِ للغرامِ فَأَقْبِلِي
يا لمْعَةَ الألماسِ في ثوبِ الحياءْ
وتَعَطَّرِي مِنْ طِيبِ سُمَّار الهوى
لا تَخْجَلِي مِنْ ضَمَّةٍ عند اللقاءْ
وتَرَفَّقِي في ظنِّكِ العُشَّاقُ ليسوا
كالطُّغَاةِ ولا دُعاةٍ للشقاءْ
إنَّ الغرام غِناءُ طَيرٍ سارحٍ
في سَكْرةٍ بين الروابي والسماءْ
فإذا تَشَهَّى أنْ يعودَ لِعُشِّهِ
غَمَرَ المبيتَ لذاذةً بعد اختفاءْ
يا حُلْوَةَ الإقبالِ والإدبارِ ما
سَبَحَتْ على نور الضحى عَينُ الثناءْ
هِيمي اشْتياقاً وانْتصاراً للهوى
إنَّ الهُيامَ دليلُ صِدْقٍ واحْتفاءْ
وتَبَتَّلِي في نشوةٍ كي تَرْتَقِي
تَجِدِي بُراقَ المُرْتَقى لبَّى الدعاءْ
ودَعِي الشكاةَ تُضِلُّ غَيْرَكِ واشْرَعِي
نحو السكينةِ فالهوى سرُّ البقاءْ
سَبَقَ الأليفُ بخير فَضْلٍ ما نَوَى
بَذْلَ العطاء لإلفهِ رغم العناءْ
ذاكَ اعْتقادي في الهوى لو تَعْلَمِينَ
فإنْ قَبِلْتِ عقيدتي صحَّ اصْطفاءْ
عبد اللطيف عباده