قسماًًًَ...

 

قَــسَـمـاً بِـرَبِّ الــكـهــفِ، والإسـراءِ

والـحـشـرِ، والأنـفــالِ، والــشــعـراءِ

 

لَأُحَـطِّـمَـنَّ بَني الـقُـرودِ، وأفـتدي

بِـدَمي وروحـي مَـوطـنَ الـعُـظــمـاءِ

***

 

مـا قيمةُ الأشعارِ حينَ نَـصُـوغُـهـا

إن لم تكن حِمَماً علىٰ الأعـداء؟!

 

مـا قيمةُ الحرفِ الموشحِ باللَّظىٰ

إن لم يُـحـطِّـمْ جَبهـةَ الـعُـمَـلاء؟!

 

تاللهِ مـا كَتبَ الـهـوىٰ شِـعـري، ولا

نَـظَـمَ الـغَـرامُ قصائدي وحُـدائي

 

فإذا لَـمَـحـتَ علىٰ الـسطورِ تَـغَـزُّلاً

فَـاقـرأْهُ لُـغْـمـاً في كَـمـيـنِ فِـدائي

***

 

لَـبَّـيـكِ يـا أرضَ الـربـاطِ، ومَـوطـنَ

الأبـطــالِ، والأحــرارِ، والــشـرَفـاءِ

 

من جُرحِكم جُرحٌ يُقَـطِّـعُ مُهجتي

كَـمَـداً، ويَـخـلِـطُ غِبطتي بِرِثائي

 

إنـي لَأَغــبِــطُ إخــوةً سَـبـقُــوا إلىٰ

الــفِــردوسِ أفـواجـاً من الـشـهَـداء

 

ويَزيدُني فَرَحاً تَساقُـطُ مَن غَـزَوْا

كَـتساقُـطِ الـحشراتِ في الـرمضاءِ

 

يا أهلَ غَـ.ـزةَ جئتُ أحملُ لَوْعتي

وعلىٰ جَـبيـني حَسـرتي وَعَـنَـائي

 

عُـذراً؛ فقد شُــدَّ الـوِثاقُ علىٰ يَـدٍ

تَــهــوىٰ الـجِـهـادَ ومِـيـتَةَ الـكُـرَمـاءِ

 

لـم يَـبـقَ فيـها غـيـرُ حَـرفٍ نَـازِفٍ

بَـعَـثَـت مَـعـانـيـهِ علىٰ اسـتِــحــيَـاءِ

 

عُـذراً رجـالَ اللهِ، يا جُندَ الـفِـدا

فـالـعُـربُ قد سقطوا بِحَفـلِ غِناءِ

 

يا فِـتيةَ الـطـوفـانِ بُوركَ رمـيُـكُمْ

فَــارمُــوا الــحَــقـيــرَ بِـهِــمَّـةٍ وإبـاءِ

 

حَـتماً حُماةَ الـعِـرضِ آتٍ نَـصـرُكم

مـا خــابَ يَــومــاً حـامِــلُ الأضــواءِ

 

***

 

يا طِـفـل غَـ.ـ.ـزةَ، يا ربيـبَ كرامةٍ

يا مِـشـعَـلَ الأنــوارِ في الــظــلــمـاءِ

 

قُل للنواقصِ: جيشُكم وصُقورُكم

والـنـفـطُ والأبـراجُ تَـحـتَ حِذائِي

 

ولِـخـادمِ الرقَصاتِ: بئست خدمةٌ

للدينِ؛ لم تَـغـضَبْ لِـسَـيْلِ دِمـائي

 

والـجحشِ، والثاني، وسادسِ بَغلةٍ

تَــبَّــتْ يَــدٌ لـم تَـنـتـصِـرْ لِـبُـكـائي

 

أنـا من رجالِ الحقِّ عَزمي مِعطَفي

والـــبَــأسُ شَــالِـي، والإبــاءُ ردائِـي

 

أنـا لا أهـابُ الـمَـوتَ؛ بل أسعىٰ لَـه

أنـا كـاسِـبٌ في مِـيــتَـتـي وبَــقَـائي

 

أ.محمد درويش أبو العز 

2023/11/4 م