قصيدة ...بكائيةُ الوجدان

....................

لعلَّكَ لا تدري فؤاداً تعثَّرَا

           وكم مَرَّةٍ ناداكَ بوحي وأخبرا

 

وإنِّي لَمِكْثَارُ النداءاتِ ما تلى

        لعينيكَ بوحٌ مِنْ فؤادي وأشعرا

 

بكائيةُ الوجدانِ آهاتُ لوعتي

      أمَا ذاعها الإحساسُ يوماً وفسَّرا

 

تُذِيعُ صباباتي مَآتِمُ لِهفتي

  ووحدي الليالي بالخيالاتِ من سَرى

 

وليلايَ في دارٍ وقلبي بدارِها

     مِنَ الوجْدِ دفَّاقٌ كمَا النهرِ لو جَرَى

 

وياليتها تصحو من النومِ عينها

           لَعَلَّ ترى مَنْ جَاءَ حُبَّاً وأمْطَرَا

 

وتحراقُ روحي مِنْ لظى الفُقْدِ كُلَّمَا

          يَعِجُّ اشتياقي أو فؤادي تأثَّـرَا

 

أيَا حاملاتَ الشوق في قلبِ مُغْرَمٍ

              تَلطَّفْنَ يومـاً بالحنينِ تَبَذَّرَا

 

وأحسَبُ شمساً لا تغيبُ وإن أتى

    ظلامٌ حَسِبْتُ الليلَ بالشمسِ أقْمَرا

 

أَرُومُ لقاءً في سماءٍ فـيـا عَـسَى

             لـقـاءً بيومٍ كـانَ أمراً مُقَدَّرا

 

فَـيـا لِـنـتـظـاراتٍ تطـولُ وليْتَهُ

         بِقَطْعِ إنتظـاراتـي أتـاني وبَشَّرا

 

أتـاني كأَنْ لا حُزنَ لا هَمَّ لا أسى

   كَبُشْرَى قميصٍ جاءَ بالخيرِ مُبْصِرا 

 

كريحٍ تطاوعها المسافات ثقلهـا

     نسيم ابتهاج ٍيُخْبِرُ الفَجْرَ ما جرى

 

تُقاذفُني الأشجانُ شَرقاً ومَغرباً

       كَأنَّ اشتياقي في فؤادي تَفَجَّرا

 

ويا لمساءاتِ المُحِبِّ إذا أتـَتْ

           سَجِيْنَ فِرَاقٍ شاردَاً ما تَحَرَّرا

 

يَعُدُّ نُجومَ الليلِ مـا زارهُ المسى

 ويـأوي إلى الأحلامِ ما الصبح أسْفْرَا

 

إلى أين يا أحلامُ قُولي إذا انْجَلَى

       فراقٌ وإنْ ولَّـى العذابُ وأدبــرا

 

فهل من مزادٍ والمآسي كثيرةٌ

      ومن للمآسي بالمسراتِ قد شَرَى

 

عَشقتُ حبيباً مثل طِفلٍ فؤادهُ

         إذا قُلتُ محبوبي تمادى وأنكرا

 

كَأنَّ دلالَ العاشقينَ إذا أتـى

              تـَظُـنُّ حبيباً ما رآكَ تضجَّرا

يحيى عبدالله الغزالي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 139 مشاهدة
نشرت فى 29 ديسمبر 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

88,295