ليس كل المصائب والكوارث والمشاكل والأزمات التى نعيشها هذه الأيام سببها فقط «فلول النظام المنهار».
بعضها سببه نحن، وكلمة نحن تعنى جزءاً من الشعب وإذا لم نقتنع بذلك، فالمؤكد أننا لن نستطيع توصيف المشكلة بعمق، وبالتالى لن نتمكن من حلها، بل ربما يتفاقم الأمر إلى ما هو أسوأ.
قبل أيام وخلال لقاء فى نادى سبورتنج بالإسكندرية، أرجع الدكتور محمد سليم العوا بعض ما نعانيه من مشكلات إلى «الشعور الزائد بالحرية»، ضاربا المثل بما حدث فى قنا، حينما قطع بعض أهلها خط السكة الحديد للاعتراض على تعيين محافظ جديد لم يعجبهم.
توصيف د. العوا، سليم تماما ويمكن سرد عشرات الأمثلة للتدليل على صحته.
لا يمكن أن نوصف تجمع 20 ألف شخص يزأرون أمام كنيسة ثم يحرقونها أو حتى يعترضون على الحرق بأنهم جميعا من الفلول، صحيح أنه يكفى وجود متآمر واحد وسط هؤلاء كى يشعل الفتيل، لكن كيف يمكن تفسير انقياد كل الجماهير وراء عميل أو خائن واحد أو حتى عشرة عملاء إلا بوجود تعصب وجهل وشعور زائد بالحرية؟!
المتآمرون لا يمكنهم تنفيذ مؤامراتهم إلا بوجود مساعدات داخلية.. قد يكون النظام المنهار قد استفاد مما حدث فى قنا لكن استفادته ما كانت تتم لولا وجود خطأ من الحكومة أولا ثم تعصب وإصرار على التصعيد من قبل بعض المواطنين بسبب شعورهم الزائد بالحرية.
عندما تصر بعض فئات المجتمع على تحقيق كل مطالبها الاجتماعية فى اللحظة الراهنة، فكيف يمكن تفهم الأمر؟ أليس هذا الإصرار قد يكون أفضل خدمة للنظام المنهار؟! أليس هذا سببه الشعور الزائد بالحرية؟!
صحيح أن جزءا كبيرا من البلطجية هم خريجو مدرسة الحزب الوطني، لكن أحد أبرز عوامل انتشارهم هو أنهم يشعرون فعلا بالحرية، بمنطق أنهم متأكدون من أن أجهزة الأمن لن تقترب منهم مهما فعلوا.
والمأساة أن شعور هذه الفئة تحديدا بالحرية يعنى شعور بقية المجتمع بكل الأشياء السلبية من الخوف والاكتئاب إلى القلق والانعزال.
ما كان يمكن لجماهير الزمالك أن تنزل لملعب استاد القاهرة يوم مباراة الأفريقي لولا شعورهم الزائد بالحرية، وما كان يمكن لجماهير الأهلى أن تتوسع فى استخدام الشماريخ ليلة مباراة زيسكو الزامبى لولا شعورها الزائد بالحرية أيضا.
الحرية كنز ثمين، والشعور إذا كان زائدا بها ليس جريمة، شرط ألا نسىء استخدامها أو نضر بها شخصا أو مرفقا آمنا او نروع بها المجتمع.
يفترض أننا ضحينا وسقط لنا شهداء أبرار وتحملنا الكثير من أجل أن نشعر بالحرية ونعيشها، لكن فى اللحظة التى تتحول فيها هذه الحرية إلى أداة لتدمير المجتمع وإسقاط هيبة الدولة، فالمؤكد أن ما نفعله ليس حرية بل جريمة.
على كل شخص فى هذا البلد أن يسأل نفسه بهدوء هذه الأيام: ماذا قدم لوطنه مقابل كل ما يطلبه من الدولة؟
من حق كل شخص أن يطلب ما يشاء شرط أن يقدم ما هو مطلوب من واجبات.
الشعور الزائد بالحرية قد يكون جيدا كفكرة عامة مجردة، لكنه سلاح فتاك لهدم الدولة هذه الأيام.
شكراااااااااااااااااااااااااااا
انا اتفق معك كل الاتفاق هذا فعلا ما يحصل في ,,,تونس ,,نعم ولا تستغرب فالحال نفسها لقد اتفق العرب اخيرا,,في الفهم الخاطء للحرية ,,لقد اعجبني تعبيرك ''البلطجية صاروا يشعرون بالحري'',,,نعم هذا بيت القصيد فلقد اخرجت الثورة اجمل ما في مصر وما في تونس ولكن كذلك اخرجت اسوا ما فيهم ,,,فنحن تعودنا الافراط في كل شيء ,,,الافراط في الخنوع والافراط في الرياء والافراط في التدين والافراط في الالحاد والافراط في الخوف والافراط في التهور ,,والافراط في الحرية ,,,تناسينا ان حريتي تتوقف عند حدود حرية غيري فانت لست حرا بان تفعل ما تشاء,,,آخر المطاف خرج علينا مؤخرا شاب تونسي في قناة فضائية في برنامج يعتني باصلاح ذات البين بين الاهل والعائلات المتخاصمة وقال بالحرف الواحد,,,لا اريد هذا الاب الذي عشت معه هو لا يناسبني فكريا واخلاقيا _على اعتبار انه هو صاحب اخلاق_ اريد ان اختار كنيتي وعائلتي انا مواطن حر,,,,اللهم استرنا واجعلنا عبيدا لك نتحرر بالتفاني لارضائك,,
كلام صحيح
افادك الله
ساحة النقاش