المُشرع فرق بين مقدم الصداق ومؤخر الصداق والصداق المسمى بيننا.. يعنى ايه؟و حيل كتابتها بين أهل الزوج والزوجة على خلاف المدفوع فى الحقيقة.. والفرق بين: الأنواع الثلاثة المكتوبة دين فى رقبة الزوج
المتعارف عليه فى العرف والثقافة المجتمعية أن «الصداق» أو ما يعرف فى الإسلام بـ«المهر» هو ما يدفعه الرجل للمرأة عند الزواج، ومفهوم الصداق يعنى أن يلتزم الزوج بدفع المهر للمرأة، وهى حق لها من الزوج، والصداق هو وجه مِن أوجه تكريم الله تعالى للمرأة، ومقدار المهر لَم يحدد مِن قبل الإسلام نهائياَ لأنه مبنى على اتفاقِ أهلِ الزوج والزوجةِ على قيمة محددة، وعلى قدر استطاعة الزوج دون تكليفه
وكما يعتقد البعض أن «المهر» هو ما يدفعه الرجل للمرأة عند الزواج، وهذا مفهوم خاطئ حيث أن المعروف شرعا وقانونا أن «المهر» هو مجموع المقدم والمؤخر، والمقدم هو ما يدفعه الرجل عند الزواج، والمؤخر هو ما يدفعه الرجل عند الطلاق «إذا كان هو صاحب قرار الطلاق»، وذلك كتعويض مادي للمرأة.
ونلقى هنا الضوء على إشكاليات مقدم الصداق ومؤخر الصداق، ولفظة الصداق المسمى بيننا من حيث الماهية والشروط التى يجب مراعاتها والآثار المترتبة عليه وعدد من النقاط والنصائح المتعلقة بـ«الصداق» -
فى البداية، لدينا هنا عدة نقاط تتعلق بـ«المهر» فقد تناول الكثير موضوع المغالاة فى المقدم و أثره على المجتمع «عزوف الشباب عن الزواج و زيادة العنوسة»، لذلك لن أتحدث فى هذا الموضوع وإنما سأتحدث عن المغالاة فى المؤخر حيث يعتبر الكثير من الآباء أنه عندما يكتب لابنته مؤخر كبير فهو «بيأمن مستقبلها»، و يا له من مفهوم شديد السطحية والتخلف، حيث أن الرجل عندما يكره زوجته لا يمنعه شئ من طلاقها حتى المؤخر الكبير، وحتى لو استدان الزوج سوف يطلقها لو قرر ذلك، وهناك الحل الأسهل وهو أن يهمشها أي أن يعيش حياته وكأنها غير موجودة فيها، وذلك لمجرد أن يتجنب الطلاق بتبعاته المادية.
للأسف الكثير من الرجال يكونون فى حالة سعادة ونشوة و يقبلون كتابة أى رقم فى خانة المؤخر معتقدين أن احتمال الطلاق غير وارد وبالتالي من غير المحتمل دفع هذا المبلغ، أو يوافقون كنوع من التأكيد لأهل الزوجة على مدى تمسكهم بالزواج، وهذا للأسف تفكير خطأ من الناحية العملية والقانونية، بدليل أننا لو سألنا أى شخص طلق زوجته وسيقول أن الطلاق لم يكن وارد في بداية الزواج، بل أن بعضهم تزوج بعد قصة حب عنيفة استمرت سنوات طويلة ولم يتخيل يوما أنه سيطلق حبيبته، وذلك نظرا لقلة الخبرة و عدم معرفته بطبيعة المرأة التى غالبا ما تتغير بعد الزواج
باختصار نصيحة لكل رجل مقبل على الزواج يجب عدم الموافقة على كتابة أى رقم مبالغ فيه تحت أى ضغط ولابد من الاعتدال في الأمر ولا تبخس الزوجة أيضا، حقها فالمؤخر حق شرعي للزوجة و لكن باعتدال، ونأتى لنقطة هامة وهى كتابة المهر فى قسيمة الزواج، فقد جرى العرف على أن يتم كتابة مقدم رمزى «على خلاف المدفوع فى الحقيقة» مثلا عشرون جنية وأن يتم كتابة المؤخر كامل، وهذا خطأ كبير يرتكبه الزوج فى حق نفسه.
الفرق بين مقدم الصداق ومؤخر الصداق والصداق المسمى بيننا
مقدم الصداق:
فى الحقيقة أن أى فتاة مقبلة على الزواج لها من الناحية الشرعية «مهراَ» يكون هذا المهر جزء منه فى الشبكة مثلاَ أو مبلغ معين يتم الاتفاق عليه حسب العرف وظروف كل أسرة وإمكانية كل زوج ويكون الاتفاق مثلاَ أن الزوج يدفع جزء من المهر فى بداية الزواج ويتم إثباته فى قسيمة الزواج وهذا يُطلق عليه «مقدم الصداق»، ويكون مكتوب فى القسيمة، واتفق الطرفان على مبلغ الصداق وقدره كذا والحل منه كذا ومعنى كلمة الحال هو ما تم دفعه وقت إبرام العقد.
مؤخر الصداق
أما مؤخر الصداق يكون المؤخر أو المؤجل ويظن البعض أن هذا المؤخر يدفعه الزوج فى حالة الطلاق وهذا الفهم خاطئ وغير صحيح حيث أن «مؤخر الصداق» يكون دين فى رقبة الزوج ومن الممكن أن تطالب به الزوجة حتى وإن كانت متزوجة حديثاَ وعلى ذمة الزوج، ولو الزوج توفى يحق للزوجة مطالبة مؤخر صداقها من الورثة طالما لم يثبت فى القسيمة أن مؤخر الصداق يستحق عند أحد الأجلين «يعنى فى حالة الطلاق أو الوفاة أو إنهاء العلاقة الزوجية»، وبخلاف ذلك يحق للزوجة المطالبة بمؤخر صداقها أى وقت ولابد أن نعلم جيداَ أنه دين فى رقبة الزوج يستحق الأداء.
الصداق المسمى بيننا
أما عن الصداق المسمى بيننا، يظن البعض أنه طالما مكتوب في القسيمة جملة «الصداق المسمى بيننا» يكون ليس من حق الزوجة مؤخر صداق، وهذا أيضاَ فهم خاطئ وغير صحيح على الإطلاق، لإن معنى جملة «الصداق المسمى بيننا» هو صداق المثل يعنى إيه؟ يعنى من حقها مؤخر صداق مثل مؤخر صداق أختها أو بنت خالتها أو بنت عمها أو أى فتاة فى نفس سنها ونفس مستواها، وهذا أمر فى منتهى السهولة من الناحية العملية أن نثبته.
شروط رفع دعوى مؤخر الصداق يتم تلخيص شروط رفع دعوى مؤخر الصداق على النحو التالي: يكون بوقوع الطلاق وانقضاء مدة العدة. أن يكون الطلاق واقعًا بالفعل. انقضاء مدة العدة اللازمة للمطلقة. أن يكون ظهر الورقة مرفق به شهادة الزواج. في حالة أن يكون المسمى بيننا مجهول في قسيمة الزواج. يتم تحويل القضية ليتم التحقيق فيها، لإثبات مؤخر حقيقي. تذهب الزوجة بدايةً إلى محكمة الأسرة، وتقدم طلب بفتح ملف تسوية نزاع. تقدم الدعوة بعد مدة معينة وتكون هذه المدة 15 يوم. وبالتأكيد يتم تقديم شهادة الزواج أثناء الجلسة المقامة. في حالة وجود طلاق غيبي، أو بسبب أضرار لحقت الزوجة. لا يتعين عليها حينها إثبات أنها ليست السبب في حدوث الطلاق.
هل يجوز تقسيط المؤخر بعد الطلاق؟ يتساءل الكثيرون عن إجازة تقسيط المؤخر بعد الطلاق والإجابة تكون كما يلي: نعم يجوز تقسيط مؤخر الصداق، وذلك يكون حسب المبلغ الذي تم تحديده سابقًا كنفقة. ويجوز تقسيط المؤخر بعد التنفيذ مباشرة. تتم طريقة التقسيط من خلال احتساب نفقة المتعة بأقل تقدير، في حدود 24 شهر، ثم إضافة 3 شهور متعة. ويكون التقسيط في حال الاتفاق بين الطرفين. وإذا رفضت الزوجة التقسيط بالنسبة للمتعة والعدة والمؤخر. يقوم حينها القاضي بسماح تقسيط نفقة المتعة والعدة على مدار 3 شهور وحتى 5 شهور. ولا يوجد مانع في أن يتم دفع المال على عدة دفعات، وذلك حسب ظروف الرجل. ولا يجوز للزوجة رفض الدفع عن طريق التقسيط مادام الرجل ملتزم بالدفع وبالمواعيد المحددة التي أجازها القاضي. وبهذا لا يجوز أن يتم حبس الزوج بسبب نفقة المتعة والعدة.