(هل أنت شخص ناجح أم فاشل؟ إذا كنت فاشلاً فلماذا؟.. وهل تستطيع المحاولة مرة أخرى؟!)
ياله من شعور عظيم.. وإحساس جميل.. ذلك الذي يتملك الإنسان حين تتاح له الفرصة ليفجر طاقاته ويبرز مواهبه، ويترجم أفكاره إلى أعمال محسوسة ويحول أحلامه إلى واقع ملموس، ويحقق إنجازات قد وضع فيها كل حبه وإخلاصه فصارت من أعظم الإنجازات وحق له أن يفخر بها، ويعتمد على نفسه في كل ذلك بمساعدة من زملاءه وتوجيهات ممن حوله.. رائعُ هو الشعور بالاعتزاز لعمل قدمته.. ولذيذ هو طعم ثمار النجاح.. النجاح.. هدف نبيل يسعى إليه الجميع.. لا يمكن تحقيقه إلا بالعزيمة والإصرار والمثابرة.. ولكي نصل إلى النجاح.. لا بد أن نرسم خارطة للنجاح.. نعبر فيها الطريق بكل إرادة وقوة.. وفي النهاية نصل إلى المراد.. نهاية المطاف ..خارطة النجاح بعيدة الآفاق.. واسعة المدارك.. مترامية الأطراف ..تتخللها العقبات ولا تخلو من الأشواك.. وليس أي شخص يتخطى صعوباتها.. وهي كذلك مفروشة بالورود الأزهار.. وليس أي شخص يتمتع بعبق هذه الأزهار ..الكثيرون يحاولون الدخول إلى هذا العالم، والبعض يخافون الفشل في هذا العالم.. وآخرون تحدوا المستحيل ودخلوا بكل شجاعة وإقدام إلى هذا العالم.. عالم النجاح.. إنهم قد بدؤوا مشوار النجاح دخلوا إلى الخارطة.. يمشون بكل عزيمة وإصرار.. يعملون بكل جد وثبات وإخلاص.. واجهتهم بعض الصعوبات.. تسلل إلى قلوبهم اليأس.. ثم استطاعوا بتفاؤلهم وإيمانهم بالحياة أن يطردوه ويتابعوا المسير.. وصلوا إلى منتصف المسافة.. اعترضتهم أشباح الشر والهزيمة.. حاولت الشياطين إغرائهم بكل وسيلة.. إنهم يحلمون بالمجد والثروة والشهرة.. وهناك طريقان للوصول إليها.. طريق الصلاح وهو الأفضل والأضمن ولكنه طويل وشاق، وطريق آخر.. طريق الشر والكذب والخيانة والخداع، والنفاق واستغلال أصحاب القلوب الطيبة من الناس، وهو سيءُ وعواقبه وخيمة ولكنه الأسرع.. ( الكلام سهل ولكن.. )، البعض تباطؤا وهم لا يريدون متابعة المشوار، ولكنهم يحلمو، ولكي يحققوا الأحلام لابد أن يتابعوا المشوار، ولكنهم لايودون الانتظار، يريدون تحقيقها بسرعة حتى لو كانت طريقهم خاطئة وعواقبها وخيمة.. فاستسلموا لأشباح الشر ومشوا في طريقها فحققوا الأحلام.. وصلوا إلى الشهرة وحصلوا على المال.. ولكنهم لن يحصلوا أبداً على السعادة والراحة وحب الناس في الدنيا.. ولا الخاتمة الطيبة.. حتى الدعاء الصالح الذي قد ينجيهم من عذاب ربهم قد انقلب ضدهم.. إنهم في عذاب مستمر وظلام دامس إلى أن يهدي الله قلوبهم إلى الخير والصلاح.. ومؤكد سيتبدد كل ما حققوه من أحلام مهما طالت الأيام ..
والآخرون قاتلوا أشباح الشر بكل شجاعة وإقدام.. وأبعدوا الشياطين عن نفوسهم بالإيمان والهدى والقرآن.. إنهم أناس يعلمون جيداً أن النجاح هو الأخلاق، لا يرضون أبداً بالنجاح عن طريق الكذب والخداع ويعتبرون أنه ليس بنجاح لأن أصحابه لم يبذلوا أي جهد طيب في الوصول إليه.. تابعوا المسير.. تخطوا المزيد من الصعاب.. واجهتهم أشباح الشر مرة أخرى قاتلوها وجاهدوا شهوات أنفسهم.. فتخطوا بذلك أصعب الصعاب.. كانت الشياطين تحاول إغرائهم طوال الطريق بكل وسيلة وتحاول الدخول إلى قلوبهم عن طريق أي سبيل.. لكن قلوبهم كانت قويةً وعامرةً بالإيمان والحب والإخلاص فلم تستطع الدخول إليها.. وبعد كل ذلك.. أصبحت طريقهم مفروشةً بالورود والأزهار.. وبعد سنوات وسنوات من المسير والكفاح المستمر.. وبعد أن وصلوا إلى أهدافهم وحققوا كل أحلامهم وأمانيهم.. وصلوا إلى نهاية المطاف ومسك الختام.. النجاح الكبير.. هؤلاء أناس أفاضل.. أحلامهم كثيرة وطموحاتهم كبيرة.. أخلاقهم عالية وآفاقهم بعيدة.. مداركهم واسعة.. يؤمنون بالمباديء السامية ويطبقونها في كل شؤون حياتهم.. عنوانهم هو الإخلاص ومفتاحهم الصبر.. وشعارهم لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.. لنلقي نظرة على حياة أحد هؤلاء الناجحين.. حياة كريمة سعيدة هانئة ينتشر فيها عبق زكي طيب الرائحة ويملؤها الحب والصفاء.. أسرة طيبة أبناؤها ناجحون وسعيدون في حياتهم، وسمعة حسنة وحب من الناس.. مشهور ومحبوب وله ثروة لا بأس بها يستطيع أن يعيش منعماً بها وأسرته طوال عمره بإذن الله.. وخاتمة طيبة بإذن الله فيديه لم تقرب الحرام.. لقد حقق أحلامه ووصل إلى طموحانه ولكنه لن يهدأ، فمن اعتاد على النجاح، لا يستطيع أن يعيش بدونه، ومن تذوق ثمار النجاح لن ينسى طعمها أبداً، وسيشتاق لها دائماً، لذلك سيواصل وضع الأهداف وتحقيقها، حتى يصل إلى ذلك الأفق البعيد الذي يحلم كل الشجعان الطموحين بالوصول إليه.
النجاح، ذلك الشيء الذي يسعى إليه كل الناس، ويتسائل الناس كلهم، ما هو النجاح؟ وكيف نصل إلى النجاح؟ ولا توجد إجابات مباشرة لهذه الأسئلة، لأن النجاح له عوامل كثيرة ومختلفة تحدد كيف سيصل الفرد للنجاح، وتختلف هذه العوامل باختلاف الأفراد والمجتمعات، لكن هناك عوامل كثيرة مشتركة بين النجاح والناجحين.
إن الأيدولوجيه العملية للنجاح هي تلك الأفكار التي تدعو أي إنسان لتقديم العطاء وتحقيق الإنجاز في أي موقع يكون فيه، فأساليب تجديد النشاط، استغلال الفرص، العمل الصالح، تحمل المسؤولية، تحدي المعوقات والصعوبات، العزيمة والإرادة، قوة التحمل، المثابرة، تحفيز الذات.. الخ كل هذه العوامل تعتبر أجزاء من الأيدولوجية العملية للأشخاص الفعالين.. ولا بد أن ندرك هذه الحقيقة الهتمة وهي " أن الأفكار تؤدي إلى الأهداف.. والأهداف إلى التصرفات.. والتصرفات تشكل العادات.. والعادات تحدد ملامح الشخصية.. والشخصية تصنع المصير"، ولقد أكد القرآن الكريم على أهمية العمل، وتحقيق الإنجاز ومراقبة الله فقد قال الله عزوجل"وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" سورة التوبة (105)، وقوله تعالى "وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا " سورة الكهف (88) .
أما أيدولوجية الفشل هي التي تتكون من "كل الأفكار السلبية، العادات والمعتقدات الخاطئة، النظرة التشاؤميه في الحياة، الكسل والتواكل عن أداء واجباته ومهامه، التسويف والتأجيل، التمني والأحلام وهل تصنع الاحلام الحقائق؟، اليأس، الإحباط وفقدان الأمل في المستقبل.. الخ " أي أن كل نقاط الضعف التي تملكها هذه تولد نظرات سلبية، وتحول الإنسان إلى عنصر سلبي في هذا الكون، فبدل أن يعمر الأرض، ويبني الحضارة، ويرسم سيرة نجاحه بماء من الذهب، ويشيد الفكر الانساني، يتحول إلى عنصر أساسي لدمار الأرض والانسانية ولكل شئ في هذه الحياة.. " تعلم من الآن كيف لا تذب في شخصية أحد.. فأنت كجبل الجليد طاقاتك الداخلية أعظم مما يظهر على السطح ليراه الآخرون" إن معرفتنا بأنفسنا هي أساس نجاحنا ولذلك أسس سقراط فلسفته على الحكمة الذهبية القائلة "إعرف نفسك" وصدق الله العلي العظيم إذ يقول "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ " سورة الذاريات (21) .
تذكـر دائماً: يبدأ النجاح من الحالة النفسية للفرد..
فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح.. بإذن الله.. من أجل أن يكتب لك فعلاً النجاح..
الناجحون لا ينجحون وهم جالسون ينتظرون النجاح..
ولا يعتقدون أنه فرصة حظ وإنما يصنعونه بالعمل والجد والتفكير والحب وإستغلال الفرص
والاعتماد على ما ينجزونه بأيديهم.
إن الاصرار على النجاح، والصبر على الاخفاق، وإن من الاخطاء القاتلة، أن يتراجع كل منا بمجرد أنه فشل مرة أو مرتين أو أكثر أو أقل، هذا التراجع يكون بمثاية الموت المعنوي للانسان، لأنه لا أمل ولا تفاؤل بعد هذا، ومن يفقد الأمل، يفقد الحياة.
وإليك أيها الأخ الحبيب بعض السمات والعناصر التي يتبعها الناجحون وايضاً الفاشلون.. والغرض منها أننا نعرف ما نقوم به من أفعال وأقوال لكي نحقق النجاح.. ونجعل من الفشل طريقاً للنجاح والتميز، لأن العظمة والزعامة والنجاح ليست حكراً على أحد، بل هو متاح للجميع فبإمكانك أنت.. أن تكون عظيماً، قائداً، زعيماً، ناجحاً، مؤثراً، متميزاً .
إن الذي يريد النجاح ..
S يعتبر الإنجاز إلتزاماً يلبيه .
S لديه روح المبادرة والمبادأة .
S يهتم بالفاعلية والتأثير، ويلتزم بتعهداته .
S يدرس المشاكل التي تواجهه بأسلوب جيد، ويرى حلاً في كل مشكلة .
S يقول الحل صعب.. ولكنه ممكن .
S يحترم غيره من المتفوقين.. ويسعى للتعلم منهم باستمرار.
S يصنع الأحداث.. ويبحث عن الأفكار .
S يعرف متى تكون المواجهة ومتى تُقبل الحلول الوسط .
S يشعر بالمسؤولية حتى خارج نطاق دائرته.
S لا يخاف كثيراً من الإخفاق أو الخسارة.
S قنوع ويسعى نحو الأفضل.
S يعترف بأخطائه إن أخطأ، ويعبر عن إعتذاره لتصحيح أخطائه.
S شعاره "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك".
S دؤوب في عمله ويدير وقته بفاعلية .
S يتحرك بخطى محسوبة ومدروسه، ويوضح الأمور ويفسرها.
S ينظر إلى المستقبل ويتطلع لما هو ممكن.
S يبحث عن سُبل أفضل للعمل.
S دائم البحث والتنقيب وحب الاطلاع .
S يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر .
S يناقش بقوة وبلغة لطيفة .
أما الذي يريد الفشل (هواة الفشل) ..
S لا يرى في الإنجاز أكثر من وعد يعطية .
S يطلق الوعود جزاماً، ويعتذر ثم يكرر إرتكاب نفس الخطأ .
S يلف ويدور حول المشكلة ولا يواجهها ويرى مشكلة في كل حل .
S يمقت الناجحين ويترصد أخطائهم .
S يقول إخدع الناس قبل أن يخدعوك .
S لا يهتم إلا بمحيط عمله الضيق فقط .
S يرضى بالحلول الوسط في الأمور الاساسية ويواجه في الأمور الفرعية التي لا تستحق المواجهة .
S يتحجج بأن هناك من هم أسوأ منه حالاً بكثير .
S يسعى لإكتساب محبة الناس لشخصه أكثر من إعجابهم بمواقفه ومستعد أن يتحمل بعض الإزدراء ثمناً لذلك.
S يتنكر إذا فعل الأخطاء.. ويقول هذا ليس خطأي .
S كسول ومضيع للوقت.
S مقلد ويتبع الروتين باستمرار.
S يتحرك بسرعتين فقط إما سرعة جنونية وأخرى بطيئة جداً .
S ينظر للماضي ويتطلع لما هو مستحيل .
S الفاشل تصنعه الأحداث .
ساحة النقاش