الدكتور / رمضان حسين الشيخ

باحث في العلوم الإنسانية، مدرب مهارات الحياة، خبير التطوير الإداري والتنظيمي، إستشاري ريادة الأعمال

 إن إدارة الناس هي مهمة صعبة جدا”وليست بالسهلة أبدا”لأنها أكثر تعقيدا”من إدارة الأشياء، تخيل عزيزي القارئ أنك أصبحت مديرا” جديدا” بين ليلة وضحاها،فقد إستقال رئيسك المياشر وقررت الإدارة العليا تعيينك مديرا” مكانه ،ماذا تفعل حينها؟! خاصة إذا أنت لم تدرس إدارة أعمال! كنت أقرأ مؤخرا” في كتاب مهم جدا”حول الإدارة وعنوانه ( الإدارة بالفطرة) لمؤلفته دايان تريسي،وحصلت على معلومات مفيدة جدا” خاصة للمدراء الجدد، مبروك أنت الآن مدير أو مديرة جديدة الخطوة التالية هي: 

عليك إستخدام المبدأ الأول من مبادئ الإدارة الناجحة وهو مبدأ الإدارة بالمراقبة.فعليك في أيامك الاولى ان تراقب ما يحدث من حولك حتى تعلم ما يجري،إبقى هادئا”،وإستمع لكل شيء واخيرا” لا تصرح إلا بالقليل،وبإختصار شديد إبق عينيك مفتوحتين…وفمك مغلقا”. 

ولكي تتجنب الوقوع في الأخطاء في أيامك الأولى،هناك عشرة قواعد أساسية عليك الإلتزام بها،إليك هذه القواعد: 

القاعدة 1 : إبتعد عن الغرور والتكبر. 

لا تعطي لأحد شعورا” بأنك البطل الخارق (سوبرمان) ولا تحاول إلغاء كل الأنظمة والإجراءات السائدة،وأيضا” لا تحاول القول أو الإيحاء للجميع أن كل شيء سيتغير من الآن فصاعدا”،فالتغيير المنطقي يحتاج إلى الوقت ويجب أن يتم بسلاسة متناهية وخطوة خطوة. 

القاعدة 2 : لا تقطع وعودا” زائفة. 

لا تقطع وعدا”ما لم تكن واثقا”من إستطاعتك الوفاء به،وكذلك بالنسبة للمكافآت لا تقدمها إلا بعد ان تستقر أوضاعك وتعرف حقا” من يستحق المكافأة،وكذلك إمنح المكافآت إنطلاقا” مما قدمه الموظف في الماضي وما سيقدمه في المستقبل. 

القاعدة 3 : لا تكن مستبدا”برأيك وقراراتك. 

عندما تتصرف بإستبداد فإنك تعبر عن ضعفك لا عن قوتك،وعندما تتعامل مع الموظفين وكأنهم عبيد فإنك تخلق أعداء”لست بحاجة لهم.إن التعبير عن القوة يا صديقي يتم بأسلوب هادئ وحازم يضمن تنفيذ الأوامر،فإذا كنت واثقا” من سلطتك فإن الآخرين سيكونون كذلك. 

القاعدة 4: دع عنك المحاباة والمجاملة. 

إن محاباة الأقرباء والأصدقاء على حساب العمل تؤثر في معنويات الموظفين الآخرين وقد تدمرها،كما قد تصيبهم بالإحباط وقلة الإهتمام بالعمل،فلا أحد يحب أن ينسب عمله إلى أحد المقربين من المدير على حسابه،إن من أهم صفات المدير الناجح أن يكون عادلا” في معاملته للموظفين. 

القاعدة 5 :لا تتكلم قبل أن تفكر.  

عندما تصبح مديرا”تصبح أنت مركز الحدث والأعين كلها تنظر بإتجاهك،فراقب تصرفاتك ولا تقل أي شيء قبل أن تفكر فيه،لأن كلامك محسوب عليك،نصل إلى نتيجة أن يقتصر كلامك في البداية على حالات الضرورة القصوى،وكذلك الأمر بالنسبة لإميلاتك الموجهة للموظفين ورسائلك وعروضك التقديمية. 

القاعدة 6 :التفويض الفعال مفتاح نجاحك. 

المدير المبتديء لا يجيد التفويض بسبب التوتر وقلة خبرته،فهو ببساطة لا يثق بمعاونيه،فيجد نفسه يحاول القيام بكل شيء ما يتسبب بتراكم العمل والملفات على مكتبه،فيتأخر بإتخاذ القرارات المناسبة و ينتج عنه في النهاية التأخر بالإنجاز في الوقت المناسب. 

إن التفويض ببساطة هو توزيع العمل على الأشخاص لغرض إنجازه، والمدير الناجح هو الذي يحقق أهداف العمل من خلال العاملين. 

القاعدة 7 : تحمل مسؤلية أخطائك. 

إن المدير الذي يحاول إلقاء اللوم على الآخرين وتحميلهم المسؤلية سيخسر ثقتهم وإحترامهم له أيضا”،لذلك فإن من أهم مبادئ الإدارة أن تتحمل مسؤلية الأخطاء وتنسبها إلى نفسك، وأيضا” تنسب الفضل لأهله والإنجازات لأصحابها. 

القاعدة 8 :لا تتورط في نوبات الغضب.

كثيرا”ما نجد أحد المدراء يفقد أعصابه ويغضب ضاربا” المكتب بقبضة يده،أو يحلف بأغلظ الأيمان تعبيرا”عن غضبه،أنت كمدير جديد لا تفعل أبدا” مثل هذا التصرف لأنه ضرب من الجنون ويعبر عن قلة الحيلة.

تذكر دائما” إن مهمتك الأساسية هي أن تحل المشكلات لا أن تزيدها،وهذا يتطلب صبرا” عظيما”و كثيرا” من ضبط النفس.

القاعدة 9 : لا تستغل منصبك لمصلحتك الخاصة.

 بعض المدراء الجدد يستغلون ثقة الإدارة العليا بهم إستغلالا” سيئا”،فيبدأون بالحضور متأخرين والمغادرة مبكرين ودائما” لديهم حججهم.وهؤلاء ينسون أو يتناسون أن أعين الموظفين مسلطة عليهم ،فالمدير هو قدوة لمن حوله،فإذا أهمل سيهمل الموظفون وإذا بذل جهدا” أكبر سيعمل الموظفون مثل عمله.

بإختصار شديد إن أي إستغلال للسلطة سوف ينعكس سلبا” على موظفيك وبالتالي على إنتاجية العمل  مستقبلا”.

القاعدة 10 : وازن بين مصلحة الشركة ومصلحة الموظفين.

وظيفة المدير حساسة جدا” فعليه أن يوازن بين مطالب الموظفين ومطالب الإدارة العليا،وعليه أن يسير على خط رفيع جدا” يفصل بين مصلحة الشركة ومصلحة الموظفين،والمدير الوصولي هو الذي يميل كثيرا” لإرضاء إدارته على حساب الموظفين،أما المدير الذي يميل كثيرا”للموظفين فقد يفقد هيبته ونفوذه عليهم.

إجعل دائما” بينك وبين الموظفين مسافة ولو محدودة ،تذكر أنك لم تعد زميلا” لهم ،لقد أصبحت مديرهم الجديد وتقبل الواقع الجديد.

المصدر: مقالات
RamadanHussien

محبكم الدكتور / رمضان الشيخ ☆ باحث في العلوم الإنسانية ☆ مدرب مهارات الحياة الذاتية وتكوين الكاريزما الشخصية ☆ خبير التطوير الإداري والتنظيمي ☆ إستشاري ريادة الأعمال ☆ الأمين العام للمنتدى الدولي للتدريب والتطوير.. (للتواصل المباشر: E-Mail: [email protected] ).

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1053 مشاهدة
نشرت فى 30 نوفمبر 2013 بواسطة RamadanHussien

ساحة النقاش

الدكتور / رمضان حسين الشيخ

RamadanHussien
باحث وكاتب في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة، مدرب مهارات الحياة الذاتية وتكوين الكاريزما الشخصية، خبير وإستشاري التطوير التنظيمي والإداري، إستشاري التدريب وتنمية الموارد البشرية وتصميم النظم، إستشاري ريادة وتطوير الأعمال، والأمين العام للمنتدى الدولي للتدريب والتطوير. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

185,666