بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

قالـــــت معــــــاذ الله !!

قــالت بعـــزة وكبريــاء :

أعطيتك النصح براءة فأعطيتني الإجابة استنكاراً !.. ولو رافقتك في الباطل خطوةً لرميتني بالثناء والإشادة .. تريد مني أن نلتقي سوياً فوق سروج المعاصي والمهالك .. مقام لا يلبسك اعتزازاً ولا يلبسني شرفاً !.. ولا تتقي الحرة المفاسد عجزا في المنال .. ولكنها تتقي خوفا من الله .. كما تبتغي صيت العزة والكرامة .. ومن أيسر الأمور في هذا الزمان الولوج في دهاليز السواد .. ولكن من الاستحالة العودة لحالة النقاء والبياض !.. وتلك سنة الحياة حيث معارك الخير والشر .. فمنذ الطفولة والصبا وأيدي الشوائب تتمدد لخطف البراءة .. أيدي تماثل رؤوس الأفاعي التي تترصد عند حوافي المسالك .. تكاد أن تنال من كل عابر يعبر صدفة بالجوار .. وهي أيدي خبيثة تتمنى ذلك الصيد الميسر المتاح .. والإنسان ذكرا أم أنثى يتقي ويقاوم الأهواء والأشرار .. كما أن المرء بالفطرة والبراءة يقاوم ويفلت من كيد الكائدين .. ويهرب من ملاحقة الملاحقين حتى يصل لمنصة الطهارة !.. معركة حتمية تواكب الجل من مراحل العمر دون هوادة أو استكانة .. وعلى الإنسان أن يملك الحرص والحصافة ليجتاز تلك العقبة بنجاح !.. فالحياة عثرات وعثرات ،، يتنقل فيها المرء من امتحان لامتحان !.. ومن ابتلاء لابتلاء !.. فذلك الكر والفر بين خيام الخير والشر.. والملايين من البشر يرقصون طرباً حين يصلون لبر السلامة !.. وعندها يتذوقون حلاوة العفة والبراءة .. ويقولون تلك واحة قد وصلناها بعد جهد ومعارك عنيفة في صحراء الحياة .. ولكن مما تدمي لها القلوب فإن النهايات لا تخلو من ضحايا للبراءة .. وتلك معارك الخير والشر تسقط فيها قرابين لأهل المكائد .. حيث تسيل دماء الغافلين والغافلات عند نصب الاحتيال !.. فقلة من البشر حظها يوقعها في الملامة .. وقد يكون المرء مجبرا لا يملك الخيار !.. وقد يكون مخدوعاً آو جاهلاً بالحيثيات !.. ضحايا من البشر تضل الطريق لسبب من الأسباب .. وتلك الذئاب والضباع هي التي ترسم لها النهايات !.. ولا يقف الحد عند ذلك الحد .. ولكن تتلاحق الأحداث .. وتلك النعوت تلازم الأصحاب حتى حافة القبور .. حيث ثمار التجارب لمراحل العمر .. تلك الثمار التي تواكب الصيت والسمعة .. فقائل يتفاخر بنقاء السيرة ويقول : ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) .. وآخر يتوارى خجلاً بوخيمة الزلة .. وحين ترد السيرة يقول أسفاً أتركونا من تلك السيرة لعلنا نكتفي بالتوبة !.. ولو أصدق صاحب التوبة فقد نجا ونجح .. ولكن كم من زاعم للتوبة يجتهد في تكبير الكومة !.. حيث المجتهد الذي يريد الآخرين معه في الحفرة !.. وعندها يقع الجدل دائما بين أهل الشر والخير .. حيث الحوار الأزلي مع أعوان إبليس اللعين .. يقول ذلك الواعظ الصالح : تلك هي الجنان سلعة الله الغالية .. أثمانها الطاعات والعبادات .. ويقول ذلك الشيطان اللعين : تلك هي جنتي المحفوفة بالملذات والشهوات .. حجة يبذلها الشيطان رغم أنه يدرك حقيقة المآل !.. وقد يستجيب العاصي لمغريات الشيطان طمعاً في الشهوات والملذات.. ولكنها مغريات زائفة تجلب الغثيان إلى النفوس بعد لحظات !.. والعاقل من يلبي أوامر الرحمن لينال العاقبة حسنا وإحساناً .. والخاسر من يلبي مغريات الشيطان ليكون المصير هو الجحيم والخسران .

          ذاك نصحي لك يا من تناجيني لأكون معك في سرج العصيان .. فأنظر بعد ذلك إلى نفسك في الأعماق .. هل يزيدك ذلك القول عزاً ومقاماً في كفة الميزان ؟.. أم يزيدك قزماً وسقوطا بمعدل الجرذان ؟.

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,771