بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الـــــوجه الصبــوح !!

قــــــال :

قيود العفة هي التي تسود مهما تتشابك الحروف في البيان .. وتلك الخلجات بين طيات الحروف لا تعني تراجعاُ في سلامة البنيان .. ذلك الوجه الصبوح كان فاتحة الانهزام للوقار والاتزان .. ولقد أجلب في الخاطرة ما لم يكن يوماُ في الحسبان .. والذنب ليس ذنب من مروا بذلك البستان .. إنما الذنب في هواجس قد تراقصت في أروقة الوجدان .. هواجس قد أسقطت المسبحة من يد عابد كان يتقرب بالتوبة والغفران .. يتقي الآخرةُ خوفاُ وخشيةُ من عواقب يوم الميزان .. فذاك وجه قد أطل كالبدر ضياءُ في ليلة النصف من شعبان .. وجه قد أفقد الأوراد عن لسان ذلك العابد الولهان .. وجمال قد أضاء حتى أخترق الأستار دون قيد يمنع النظرة بقوة الإمعان .. ولقد حارت العيون حين رأت دائرة تشع نوراُ كالصولجان .. وجه يعادل البدر في الصفاء والنقاء دون محنة الأدران .. يتوهج بأنوار الأثير والخفة كأنه قطعة من الكهرمان .. وكل من لا يملك الحظ في نظرة ذلك الوجه الصبوح فهو غارق في الحرمان .. لقد مرت صاحبة الوجه بالجوار كأنها لا ترانا ونحن كنا نراها بعين العيان .. كانت تواري نظراتها تعمداُ ثم كانت تدعي لوناُ من النكران .. وحينها جرت تلك الأسئلة الحائرة في الأنفس هل نحن حقاُ في مقام الحسبان ؟؟.. أم نحن مجرد لمحة طارئة سوف ينتهي أمرها بالنسيان ؟؟ .. ومهما تكن مرارة الحكم فإن القلب قد تعلق بذلك الإنسان .. وتلك صاحبة الوجه الصبوح قد أوجدت قيداُ جاذبا أقوى من خيوط الكتان .. إن شاءت أو أبت فنحن سوف ندور في مدارها مدى الأعمار والأزمان .. هي التي قد أطرقت أبوابنا في غفلة العيون التي لم تجد سانحة الغض والزوغان ,, ونحن لم نتعدى على حدودها تلك التي تمنع التجاوز دون ذلك الاستئذان .. ولكنها تعدت على حدودنا بجرأة فاقت كل شجاعة الشجعان .. وحينها رضينا بالتعدي والتحدي فرحاُ وطرباُ في محافل الفرسان .. كنا ندعي الوقار في الظاهر والقلب في العمق يكتوي بلوعة الكتمان .. ورب نازلة تمثل برداُ وسلاماُ على قلب متيم يكتوي بشرارة النيران !.. وذاك قلبي غشيم يري الملاذ في جدل لا يجمع الشمل يوماُ بين الخلان .. مجرد وجه صبوح طارئ قد أطل علينا يوماُ في مرافئ البستان .. وصاحبة الوجه كانت لا تبالي بعيون تلاحقها بنظرات الاستحسان .. ولا تبالي بأنفس تموت كمداُ حين تبهجها روعة الغزلان .. لقد مرت في طريقها ثم غابت عن العيون رغم أنها مازالت تتواجد في الأذهان .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 278 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2020 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,927