إعداد : نوران رضوان

 

هل تعرف من هو الحاوي؟ انه الشخص الذي يخدعك بألعابه فيسحر أنظار الناس وبخاصة الصغار الذين لا يدركون ما وراء حيل "الحاوي" من خداع... و يحتاج الأمر إلى تركيز منك وأن تفتح عينيك جيدا لتكشف خدع الحاوي... و لكن في هذا الزمان لم يعد الحاوي فقط يخدع البصر و إنما يخدع العقل و كأنه منوم مغناطيسي فيجعلك تفعل أشياء إن عرفت حقيقتها سوف تندهش كيف جعلني أفعل ذلك... و لكنها هي الحيلة و المعزة في الخطاب.  

فيجعلك تنشر الشائعات و الأخبار الغير صحيحة... و يساهم في ذلك الوسائل الحديثة و المتطورة... و التي تعود بنفع كبير للإنسان إذا استخدمها بشكل جيد والعكس أيضا صحيح.. والسؤال هنا ألم يمتلأ بريدك الإلكتروني بعديد من الرسائل سواء كنت تستقبلها أو ترسلها تحتوى على كلمات عدة و منها "  أرسل هذه الرسالة إلى 25 شخص وسوف تسعد بخبر الليلة وإذا أهملتها سيسوء حظك... ابعث هذه الرسالة لجميع من عندك وتكسب 2586445329735 حسنة؟؟؟ و لا أعلم كيف أمكنه حساب تلك الحسنات.... أقسم انك تبعث هذه الرسالة لكل من تعرفهم حتى من قبل قرأتها ! ... إذا لم تبعث الرسالة فأنت لا تستحق أجرها ...لا تكن بخيلا و أرسل الرسالة إلى غيرك ... لا تجعل الرسالة تقف عندك... إذا كان نشرها سيتعبك فلا تنشرها... أرسلها إلي خمسة وتكون كسبت 10مليون صلاة على الحبيب في صحيفتك بإذن الله".

كأن الحياة تتوقف على إرسال هذه الرسالة!!! و كأن بإرسالك إياها ستأخذ الثواب الكبير و تدخل الجنة دون سؤال!!! و لا تفهم أنى ضد إرسال الرسائل للآخرين و لكن كل ما أطلبه أن تتأكد من محتوى جراب الحاوي قبل إرسالها.. لأن هناك رسائل تحمل في ظاهرها معلومات خطيرة و محتواها يكون خدعة... فالحاوي يربطها بالمواضيع الدينية والثواب والعلم والطب والصحة وما إلى ذلك من حيل تؤدى إلى تنويم الشخص فلا يستطيع التمييز بين الباطل و بين الحق... فيقوم بإرسال الرسالة ونشرها على المنتديات دون تفكير.

 فتجد رسائل تمتلئ بالقصص خيالية مثل تحويل فتاة إلى كائن لأنها قذفت بالمصحف و يمارس الحاوي لعبته بمهارة فيضع صورة للفتاة بعد التحول... و يتضح أن الأمر خدعة و إنها صورة لتحفة فنية... و الأكثر من ذلك استكشافات العلماء في كل مجال و ربطها بآيات في القرآن التي إن دققت النظر فيها و أمعنت الموضوع التي تتكلم عنه الآية الكريمة تجد أنه لا يوجد أدنى علاقة بينها و بين الاستكشاف العلمي المزعوم.... أما الحاوي تلك المرة لم ينجح في لعبة الخداع فلم يذكر العالم الذي اكتشف هذا الاكتشاف...و الأعجب الرسائل الخاصة برؤية الرسول و التي وجب إرسالها إلى 25 شخص و لا أعلم ما هو سبب هذا العدد و لماذا ليس ثلاثون أو أربعون... و الحاوي في تلك المرة يعد أن الفقير سيصبح غنيا و المريض عفيا... أما من يتوقف عن إرسالها فسوف يموت موتا شنيعا و يصبح فقيرا بعد الغنى و مريضا بعد المعافاة ...!!! وأيضا هذه الرسائل التي تحمل أحاديثا ضعيفة أو مكذوبة عن الرسول الكريم لعدم تحرى الراسل و ليس لقوة خداع الحاوي... فالفرق واضح و لا يمكن أن يكون حديثا لا في معناه و لا في شكله... فحتى الحاوي لم يذكر الراوي!!!

 من فضلك أسال نفسك؟ ... هل الفقر و المرض عقاب من الله؟ و هل كان يعاقب الله الأنبياء حينما جعلهم فقراء يعملون برعى الغنم أو حينما ابتلاهم بالمرض؟؟!!... و ماذا تقول في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من يرد الله به خيرا يصب منه" رواه البخاري. و هل أصبح اكتسابنا للثواب يقتصر على تحصيله بهذه الوسائل السهلة ؟؟.

أخي ...أختي أرجوك تأكد قبل إرسال الرسالة انك لم تقع ضحية للحاوي وألاعيبه... و إن أوجس الشك في قلبك فلا ترسل الرسالة إلى غيرك.. و لا تحسن النية وتقول كان مقصدي خيرا.. والله يعلم نيتي... فأنت بذلك تساعد الحاوي على خداع عقول الناس بل إنك تقوم بنشر الشائعات، واعلم أن الله و رسوله أكبر من ذلك بكثير... فلن يكون حصولك على الثواب الكبير و دخولك الجنة مقتصرا على مجرد إرسال رسالة... و لكن ما يجعلك عند الله و رسوله أفضل هو أن تكون أكثر ايجابية و نفعا لمجتمعك و لنفسك ... و أن تكون مؤثرا في أسرتك وأهلك ومجتمعك.

والآن نحن في انتظار رأيكم و مشاركتكم ...

 

  • Currently 119/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
38 تصويتات / 653 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

22,859