ستنعق البومة السوداء الندم والحسرة
ساحر القذافي يهدد الأمريكان والأتراك بـ"المربوط الليبي".. وإشاعة الفوضى بالعالم
هدد رجل روحانيات ليبي، الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، بإشاعة الفوضى والظلام، وإطلاق المربوط الليبي، إن لم يتراجعوا ويرحلوا عن ليبيا.
وقال يوسف شاكير، عبر برنامج "عشم الوطن" على القناة الليبية، موجهاً حديثه إلى الليبيين إن "الصالحين يحاربون معكم، وإن أهل الباطن معكم"، في إشارة إلى الجن.
ويظهر شاكير يومياً على القناة الليبية لعدة ساعات، يقوم خلالها بكيل الشتائم والسباب للغرب والعرب على حدٍ سواء، مصمماً على أن من يطلق عليهم ثوار ما هم إلا أتباع تنظيم القاعدة، وأنهم يتعاطلون حبوب الهلوسة والمخدرات.
وهذه نص الرسالة التي وجهها شاكير:
من الحكيم سليمان إلى السلطان "حسحبتوه" المغرب.
لقد كثر الهرج والمرج والأخذ والرد عليه.. أرسل طيوره أزرب الخضر.
عليهم دُك بلادهم من جنس العمل.
واحدة بواحدة والبادي أظلم.
عمم الظلام.
إبدأ بولايتين ودع البومة السوداء تنعق رد الفعل بالمثل.
وتتجرع الإشعاع الياياني.
واهرج وامرج من يسكنها.
عبثاً تحاول نقلهم بالسفن.
وإلى أين.
تخندقهم بالسراديب هراء.
ستنعق البومة الندم والحسرة.
لا حل للإشعاعات النيزكية أيها الأمريكيون.
إرحلوا قبل أن يداهمكم الموت البطيء السريع.
تراجع وعوّض ما فاتك وإن تقدمت على العناد.
سنتقدم على أكبر فوضى بالعالم.
وأنتم تعلمون من هو "المربوط الليبي".
السلطان هيمشاس..
أرض الأتراك تنشق بزلزال من أجل بيع الدين بالدنيا.
السلطام أشاوس.
أرض الإنجليز.
إرحلوا يا آدميين.
هذه المدن إنذار الموت.
قادم لا محالة.
قادتكم لم يتركوا لكم أي خيار.
ستموتون غداً باليوم.
مراهقون: نظام القذافي أعطانا بنادق وقال "حاربوا المصريين في مصراتة"
روى مقاتلون في صوف قوات العقيد معمر القذافي تفاصيل الزج بهم في الصفوف الأمامية للقتال الدائر في مصراتة، في تكتيك جديد من الزعيم الليبي الذي بدأ يفتقد إلى الدعم اللوجيستي ويعاني من نقص في أعداد مقاتليه...وكشف مراسل ميداني لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية "أن اثنين من الأطفال في سن المراهقة أصيبوا بجروح بالغة عندما أرسلا إلى الخطوط الأولى لجبهة الحرب في مصراتة لتحريرها من مدمني المخدرات ومقاتلين إسلاميين غزاة من مصر".
وشمل تقرير الصحيفة تفاصيل مروعة، إذ قال مراهقون إنهم أرسلوا لتلقي تدريبات عسكرية في مصراتة، وعندما وصلوا الخطوط الأمامية تعرضوا للتهديد بالتصفية قتلاً من قبل ضباط في حال تراجعوا أو هربوا من جبهة القتال. وهو ما يثبت برأي الصحيفة أن معمر القذافي بات يستخدم الأطفال في حربه ضد المعارصة المسلحة في ليبيا.
إما القتال أو الموت
وقال أحد هؤلاء المقاتلين الصغار إن عناصر من المفرزة التي جندته أطلقوا النار على زملائه الذين فروا هرباً من نيران الثوار في مصراتة، حيث تدور أشرس المعارك منذ بداية التمرد على حكم القذافي في السابع عشر من فبراير الماضي...وتقول الصحيفة إن المجندين المراهقين دخلوا على خط القتال على امتداد الطريق الاستراتيجي الرابط بين بنغازي في الشرق وطرابلس في الغرب عند المنطقة التي تبعد عشرة أميال عن المرفأ التجاري قصر أحمد.
وقص عمران (17 عاماً) والذي أمضى سنتين يتدرب في مدرسة عسكرية في طرابلس، أن قوات القذافي استدعته للجندية مجدداً بعد السابع عشر من فبراير بداعي "زيادة كفاءته في التدريب"، إلا أنه لم يسرح من الخدمة وظل مقطوعاً عن أي اتصال ودون أن يسمع الأخبار أو يشاهدها على التلفزيون.
وقال عمران: "لقد أعطوني بندقية وقالوا لنا ستذهبون لإطلاق النار على أهداف خلال التدريب، وبعدها وجدنا أنفسنا في مصراتة، وكانت أعمار 90 شخصاً من مجموعتنا تترواج بين 15 و19 عاماً. وقالوا لنا عليكم أن تطهروا مصراتة. فهناك غزاة من مصر وعلينا أن نقاتلهم"...وحين اعرض بعد المراهقين عن المشاركة في القتال "اختار الضباط البعض منهم وأطلقوا النار عليهم"، وأبلغوا الباقين بقرب وصول تعزيزات من 500 مقاتل مراهق، إلا أنهم لم يصلوا نهائياً، كما يروى عمران للمراسل البريطاني.
فوضى وقلة تنظيم في قوات القذافي
شارع في مصراتة تحت القصف الشديد
وكانت الفوضى وقلة التنظيم في صفوف قوات القذافي فرصة للعديد من الجنود المراهقين للهرب من جبهة القتال، حيث تركوا مهملين في بيوت معزولة قرب الطريق بين بنغازي وطرابلس، وحينها قرر عمران الهرب، لكن قائده ألقى القبض عليه وأرسله إلى مواجهة الثوار ليصاب في قصف بسلاح مضاد للطائرات، قبل أن يأتي عناصر من المتمردين وينقلونه إلى مستشفى، حيث اضطر الأطباء إلى بتر إحدى ساقيه.
ويروى عبدالرحمن، وعمره الآن 19 عاماً، أنه كان يلتحق بمدرسة عسكرية مختصة بالهندسة الكهربائية عندما تفاجأ قبل فترة بتجيمع زملائه في المدرسة ووضعوهم تحت الحراسة في معسكر قرب مدينة سيرت، مسقط رأس العقيد معمر القذافي.
وقال عبدالرحمن إن ضابطاً في الجيش الليبي أمروه و15 من زملائه بالاستعداد لمهمة الدفاع عن مصراتة وتحريرها من قبضة "عصابات مسلحة ومدمني المخدرات"، وعندما بلغوا جبهة القتال أقدم قادة من قوات القذافي على إطلاق النار عليهم لصدهم عن التراجع أمام نيران الثوار.
ويرقد عبدالرحمن حالياً في المستشفى تحت للعلاج من جراح بليغة في صدره وبطنه، لكنه حتى اللحظة لم يدر من أصابه في جبهة القتال، هل هم الثوار أم ضباط جيش القذافي؟.
قوات القذافي تدك مصراتة وأجدابيا بالصواريخ.. والثوار يحذرون من مجازر
طائرات الناتو تقصف مسقط رأس القذافي في سرت.. واتهامات دولية لقوات القذافي باستخدام قنابل عنقودية
تمسك نظام العقيد معمر القذافي بالبقاء في السلطة التي يقودها منذ نحو 42 عاما، على الرغم من مطالب الثوار المناوئين له، وتصاعد الهجمات الجوية والصاروخية لطائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد مواقع القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للقذافي، في وقت أعلن فيه اللواء عبد الفتاح يونس، القائد العسكري لجيش الثوار، أنهم بصدد إحكام السيطرة على مدينة البريقة النفطية.
وقال يونس، في تصريحات، إن الثوار المناوئين للقذافي يخوضون ما وصفه بالمعركة الشرسة ضد قوات القذافي، ويأملون أن يسيطروا قريبا على الميناء النفطي بالبريقة. وأضاف: «وضعنا جيد جدا، الحمد لله بدأ الزحف على البريقة، هناك اشتباك حاد وكبير جدا في البريقة، وأملنا كبير أن البريقة تكون لنا خلال الساعات القليلة المقبلة ونحن مستعدون استعدادا لا بأس به ومقاتلونا من الجيش والقوات المسلحة والشباب والثوار يقومون الآن بعمل جيد، ومع الصباح ستكون هناك أخبار جيدة». وكشف عن أن الثوار ضمنوا ما يريدون فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة من دول صديقة، لكنه لم يفصح عن المزيد من التفاصيل.
وبينما أعلنت، أمس، وزارة الخارجية الإيطالية أن مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي المناهض للقذافي، سيزور العاصمة الإيطالية روما، قال مقربون منه لـ«الشرق الأوسط» إنه يأمل في إقناع إيطاليا بالانضمام إلى العمليات العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضد قوات القذافي.
وبدأ عبد الجليل جولة خارجية له تشمل قطر وفرنسا وإيطاليا، هي الأولى منذ ترؤسه المجلس الوطني الانتقالي الذي تأسس في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في 9 مارس (آذار) الماضي بعد اندلاع الثورة الشعبية ضد القذافي في 17 فبراير (شباط) المنصرم. وسعت حكومة القذافي إلى استباق أي نتائج متوقعة من هذه الجولة التي ستشمل الدول الـ3 التي اعترفت بشرعية المجلس الانتقالي وأسقطت شرعية نظام القذافي؛ حيث أعلن موسى إبراهيم القذافي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية، أنه لا أحد يملك حق تقرير مصير الشعب الليبي من الخارج.
وقال إبراهيم القذافي: نحن دولة شرعية قائمة وجاهزة لإقامة مجتمع سياسي منفتح، معتبرا في تصريحات نقلتها قناة الليبية الرسمية أن المتمردين خائفون من الشعب الليبي والقبائل الداعمة للقيادة الليبية، على حد تعبيره.
ووسط مخاوف من ارتكاب القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للقذافي مجزرة بشرية في مدينة مصراتة، ثالثة كبريات المدن الليبية، أسفر القصف، الذي شنته هذه القوات على المناطق السكنية في المدينة بقذائف المورتر، عن مصرع 3 أشخاص وعشرات المصابين.
وأعلن المجلس الوطني الانتقالي المناهض للقذافي أن نظام القذافي قام بتصعيد نوعي في عملياته العسكرية ضد مصراتة باستخدام أسلحة متطورة وثقيلة، ومنها صورايخ غراد، استعدادا لاقتحام المدينة والقيام بمجزرة بشرية تطال المدنيين من شيبها وشبابها ونسائها وأطفالها.
ولفت المجلس في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، انتباه المجتمع الدولي إلى تصريحات نظام القذافي مؤخرا بشأن اعتزامه استخدام منتهى القوة والعنف لمنع إدخال أي مساعدات طبية وإنسانية إلى مدينة مصراتة المحاصرة، مشيرا إلى أن هذا بدأ يحدث بالفعل منذ صبيحة أول من أمس بالمدينة التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
وناشد المجلس المجتمع الدولي أن يتحمل كامل مسؤولياته، كما طالب بالتدخل بأقصى سرعة لإيقاف هذه المذبحة، عبر استخدام كل الوسائل الممكنة لحماية المدنيين في مدينة مصراتة، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، وبإعلان المدينة منطقة محمية دوليا، وأن يتولى إدخال جميع المساعدات الطبية والإنسانية إلى سكان مصراتة المدنيين الذين تمارَس ضدهم أعمال القنص والقصف العشوائي المتواصل.
وحث المجلسُ المجتمعَ الدوليَّ على ضرورة أن يواصل دعمه للشعب الليبي من أجل فك الحصار عن العاصمة طرابلس وجميع المدن المحاصرة في الجبل الغربي، وأن يساعد الشعب الليبي في التخلص من نظام القذافي الدموي القامع لتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والحياة الإنسانية الكريمة. وطبقا لما أكده، أمس، جمال سالم، المتحدث باسم الثوار في مصراتة، فإن قوات القذافي استهدفت مصنعا لمنتجات الحليب ومصنعا آخر لإنتاج زيت الطهي، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 25 آخرين. وأضاف: «إنه يريد تجويع الناس، على ما يبدو، واستهدفت قواته مصنع الحليب والآخر الذي ينتج زيت الطهي، علاوة على قيام قواته بقصف 3 مخابز».
كان إبراهيم القذافي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية، قد أعلن أن فريقا من الصليب الأحمر قد وصل إلى مدينة مصراتة، التي يسيطر عليها الثوار وتحاصرها قوات موالية للقذافي لتقييم الوضع.
وقال إبراهيم القذافي، للصحافيين، في العاصمة الليبية طرابلس: إن الجيش الليبي نقل الفريق إلى مكان ما في المدينة وإن الصليب الأحمر انتقل إلى المنطقة التي يسيطر عليها الثوار، مشيرا إلى أن الفريق سيصدر تقريرا حول نتائجه الأولية، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل. وذكر الصليب الأحمر أنه سيفتح مكتبا له في طرابلس تلبية لدعوة من الحكومة الليبية وأنه سيرسل فريقا إلى مصراتة لمساعدة المدنيين المحاصرين بسبب القتال.
ومع ذلك، فقد هاجمت قوات القذافي مدينة مصراتة الساحلية بـ100 صاروخ غراد على الأقل، علما بأن هذه القوات تحاصر المدينة التي تعتبر آخر جيب رئيسي في غرب ليبيا منذ أكثر من 6 أسابيع بعد أن انتفضت المدينة مع مدن ليبية أخرى ضد حكم القذافي.
وقال عبد الباسط أبو مزيرق، عبر الهاتف: «أطلقوا (قوات القذافي) صواريخ غراد على المنطقة الصناعية، أطلقوا 100 صاروخ على الأقل»، مشيرا إلى أن قوات القذافي ركزت قصفها على هذه المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية؛ لأنها تريد أن تخيف السفن التي تنقل إمدادات إغاثة أو تسعى لنقل المهاجرين. والمنطقة الصناعية قريبة من الميناء على الجانب الشرقي من المدينة؛ حيث تقطعت السبل بآلاف المهاجرين الذين ينتظرون الإجلاء.
ودارت معارك طاحنة بين قوات القذافي والثوار في غرب مدينة أجدابيا الاستراتيجية، التي تبعد 160 كيلومترا جنوب بنغازي، والتي يتقدم منها الثوار في اتجاه مدينة البريقة النفطية، مما أدى، وفقا لمصدر طبي في المستشفى المركزي بالمدينة، إلى مصرع 6 أشخاص وإصابة 20 آخرين بجروح. وشنت طائرات حلف شمال الأطلسي هجوما جويا على مدينة سرت، مسقط رأس القذافي وعاصمة نظام حكمه السياسية، هو الثاني من نوعه على مدى يومين.
وقالت الوكالة الليبية إن غارات من وصفتهم بـ«المعتدين المستعمرين» استهدفت مدينة سرت الساحلية التي يسكنها نحو 120 ألف شخص، الواقعة على بعد 600 كيلومتر شرق طرابلس، لكنها لم تشر إلى طبيعة هذه الأهداف التي تعرضت للقصف.
وتصاعدت أمس حدة الإدانات الدولية لاستخدام القوات الليبية الحكومية القنابل العنقودية في محاولتها إخماد الثورة الشعبية ضد القذافي، بعدما كشفت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية لحقوق الإنسان عن استخدام قوات القذافي هذه الذخائر المحظورة دوليا منذ عام 2008 في مدينة مصراتة. وقالت مديرة منظمة «تحالف ضد الذخائر العنقودية»: إنه يتعين «على ليبيا أن تتوقف فورا عن استخدام الذخائر العنقودية لما لهذه الأسلحة المحظورة دوليا من آثار مروعة، كما من شأن الذخائر غير المنفجرة أن تطيل معاناة المدنيين حتى بعد انتهاء النزاع».
ونقلت منظمة «هيومان رايتس ووتش» عن روايات شهود عيان استخدام القوات الليبية للذخائر العنقودية في الأيام الأخيرة، مطالبة باتخاذ خطوات عاجلة لضمان مسح وتطهير المناطق التي لم تنفجر فيها تلك القنابل لمنع المزيد من الوفيات أو الإصابات الناجمة عنها. ووفقا للمنظمة الأميركية فقد استخدمت قوات القذافي 120 قذيفة هاون تم إنتاجها في إسبانيا عام 2007، حسب ما تشير العلامات الواضحة على بقايا تلك الذخائر، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم ليبيا الذخائر العنقودية؛ إذ سبق أن استخدمتها في صراعها مع تشاد خلال الفترة بين عامي 1986 و1987.
لكن الناطق باسم الحكومة الليبية نفى هذه المعلومات وقال في المقابل: «أخلاقيا وقانونيا لا يمكننا القيام بهذا بحق السكان المدنيين من شعبنا، وفي حال استخدام هذه القنابل، فإن الأدلة ستبقى أياما وأسابيع». وأضاف: «نعلم أن المجتمع الدولي سيأتي إلى بلدنا قريبا، إذن لا يمكننا القيام بذلك. لا يمكننا تجريم أنفسنا، إذا كنا بالفعل مجرمين». ودعا المنظمات الحقوقية إلى زيارة كل المدن الليبية بما فيها مصراتة «وأخذ شهادات من الجانب الآخر»، معتبرا أن هذه المنظمات تستند إلى «شهادات متمردين أو اتصالات هاتفية ترد إلى مكاتبهم في العواصم الأوروبية».
ولا يعرف حجم مخزون ليبيا من هذه الأسلحة؛ نظرا لأنها لم تنضم بعدُ إلى اتفاقية 2008 التي تحظر استخدامها.
ومنذ أسبوعين تردد أن القوات المسلحة الليبية وضعت ألغاما أرضية مضادة للأفراد محظورة دوليا أيضا بمقتضى معاهدة حظر الألغام لعام 1997 بسبب طبيعتها العشوائية وآثارها العنيفة والضارة على المدنيين.
إلى ذلك، نفت تشاد، على لسان وزير خارجيتها موسى فقي محمد، أن يكون هناك ضباط تشاديون يقاتلون إلى جانب جنود القذافي. وقال موسى فقي محمد، وهو يخاطب مبعوثين دبلوماسيين في العاصمة التشادية: إن التقرير الذي رفعه المجلس الوطني الانتقالي إلى مجلس الأمن، والذي يفيد بأن ضباطا في الجيش التشادي موجودون في ليبيا، هو تقرير غير صحيح. وأضاف: «نريد أن ننفي رسميا هذه المزاعم.. وللدلالة على ذلك فالضباط المذكورون في التقرير موجودون هنا». وأشار إلى 9 جنود جالسين في القاعة.
وأعلن أن تشاد طلبت من فرنسا المساعدة في مراقبة حدودها مع ليبيا، معتبرا أن المزاعم بأن آلاف المقاتلين التشاديين عبروا الحدود إلى ليبيا وأن القذافي قد نقل كمية كبيرة من الذهب إلى تشاد هي مزاعم غير صحيحة. وتساءل: «كيف يمكن إرسال أطنان من الذهب الذي يخص القذافي إلى تشاد من دون أن يراها أحد ويقول الثوار المتمردون على نظام القذافي إنه جلب مرتزقة أفارقة من دول مثل تشاد وزيمبابوي لمساعدة قواته على إخماد الانتفاضة ضد حكمه؟».
الصليب الأحمر يصل إلى مدينة مصراتة "سراييفو الحرب الليبية"
وصل فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مدينة مصراتة الليبية التي يسيطر عليها المعارضون السبت لتقييم الوضع فيها.
وأكدت اللجنة ومقرها جنيف ومتحدث باسم الحكومة الليبية في طرابلس وصول الفريق إلى المدينة الساحلية التي تحاصرها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وتقع على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس.
وكان الصليب الأحمر قد ذكر الأسبوع الماضي أنه سيفتح مكتبا له في طرابلس تلبية لدعوة من الحكومة الليبية وإنه سيرسل فريقا إلى مصراتة لمساعدة المدنيين المحاصرين بسبب القتال.
وقال كريستيان كاردون وهو متحدث باسم الصليب الأحمر في جنيف "أؤكد أنهم وصلوا قبل نصف ساعة عبر طريق من طرابلس."
واضاف أن فريق الصليب الأحمر في مصراتة يقوده جان ميشيل مونود الذي رأس وفد الصليب الأحمر إلى طرابلس خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وكانت سفينة استأجرها الصليب الأحمر قد رست في مصراتة قبل أسبوع ونقلت ما يكفي من الامدادات الطبية لعلاج 300 مصاب.
وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية للصحفيين في العاصمة طرابلس إن الجيش الليبي نقل الفريق إلى مكان ما في المدينة وإن الصليب الأحمر انتقل إلى المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة.
وأضاف أن فريق الصليب الأحمر سيصدر تقريرا حول النتائج الأولية لمهمته لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وتفرض قوات الحكومة الليبية حصارا على مصراتة منذ نحو سبعة أسابيع ويعتقد أن مئات المدنيين قتلوا...ويقول مسؤولون ليبيون إنهم يقاتلون ميليشيات مسلحة لها صلات بتنظيم القاعدة وتريد تدمير ليبيا وينفون أن تكون قوات الحكومة قد قصفت مصراتة.
الثوار يتقدمون غربا ومصراتة تتعرض لقصف عنيف
تمكن الثوار في شرق ليبيا السبت من تحقيق بعض التقدم من اجدابيا باتجاه البريقة النفطية مستفيدين من غارات الحلف الاطلسي، في حين يتواصل القصف العنيف غربا على مصراتة المحاصرة من قوات القذافي المتهمة باستخدام قنابل عنقودية في هذه المدينة.
ويفيد مراسل فرانس برس في المكان ان الثوار وصلوا الى مسافة تبعد نحو 40 كلم عن مدينة البريقة النفطية اي منتصف الطريق بين اجدابيا والبريقة...وادى قصف قوات القذافي للثوار المتقدمين بصواريخ من نوع غراد الى مقتل ستة اشخاص واصابة عشرين اخرين بجروح، بحسب ما افاد مسؤولون في مستشفى اجدابيا الذي نقل اليه الضحايا من قتلى وجرحى.
ووصلت الى المستشفى ثلاث جثث متفحمة تماما، كما ان عددا كبيرا من الجرحى كانوا يحملون اثار جروح بليغة وتم نقلهم الى بنغازي، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس.
وقال المقاتل ماهر سليم البالغ الثلاثين من العمر لفرانس برس "كنت هناك على بعد نحو اربعين كلم من اجدابيا وقد تعرضنا لقصف كثيف بصواريخ غراد"..وكانت طائرات الاطلسي كثفت قصفها في هذه المنطقة خلال الايام الثلاثة الماضية.ويوضح الثوار ان طائرات الاطلسي شنت غارات في هذه المنطقة لتسهيل الطريق لهم للتقدم نحو البريقة.
وافادت وكالة الانباء الجماهيرية الليبية الرسمية من جهة ثانية ان الحلف الاطلسي شن غارات السبت على مدينة سرت ومنطقة الهيرة جنوب غرب طرابلس...ودان الثوار مساء الجمعة استعمال قوات القذافي قنابل عنقودية في المناطق الآهلة بالمدنيين في مصراتة "200 كلم شرق طرابلس" التي تحاصرها قوات القذافي من كل الجهات ولا تتنفس سوى من مينائها الذي تصلها الامدادات منه.
واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ذلك، وقالت انها شاهدت قنابل من هذا القبيل في المكان..واوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان انها "لاحظت على الاقل ثلاث قنابل عنقودية تنفجر فوق حي الشواهدة في مصراته ليلة 14 نيسان/ابريل".
يذكر ان الذخيرة التي تحملها الاسلحة العنقودية من شأنها، عندما لا تنفجر على الفور ان تقتل وتوقع اصابات تؤدي الى بتر اعضاء المدنيين بعد زمن طويل من استعمال القنابل...ونفت طرابلس استعمال قنابل عنقودية وقال موسى ابراهيم الناطق باسم الحكومة للصحافيين ردا على سؤال في هذا الصدد "لا قطعا، اننا لا نستطيع اخلاقيا ولا شرعيا ان نفعل ذلك بحق شعبنا".
وقد دخلت معاهدة دولية تحظر الاسلحة الانشطارية حيز التنفيذ سنة 2010 لكن ليبيا لم توقعها...وعلى الصعيد الانساني اعلنت منظمة "اطباء بلا حدود" انها اجلت السبت من مرفأ مصراتة 99 جريحا بينهم عشرة بحالة الخطر ونقلوا بحرا الى مرفأ جرجيس التونسي حيث تسلمتهم السلطات الطبية التونسية ومنظمة الهلال الاحمر التونسي.
وقال الطبيب مورتن روستروب من منظمة اطباء بلا حدود الذي كان على ظهر السفنية "نتيجة القصف الاخير تفاقم الوضع في مصراتة وباتت المستشفيات مجبرة على اخراج المرضى او الجرحى حتى قبل شفائهم للتمكن من استقبال جرحى جدد".
واضاف "كما ان الاف العمال الاجانب لا يزالون مكدسين في مخيم قرب مرفأ مصراتة بانتظار اجلائهم وهم يعيشون في ظروف صعبة جدا من دون مأوى كريم ولا طعام".
وعلى الصعيد الانساني ايضا عزز حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي تنسيقهما بهدف القيام بعملية انسانية يعدها الاوروبيون في مصراته. وسيعقد اجتماع في هذا الصدد "خلال الاسابيع القادمة".
وافادت صحيفة واشنطن بوست الجمعة ان مسؤولين اميركيين كبارا وفي الحلف الاطلسي اكدوا ان قوات الحلف تنقصها قنابل تصيب اهدافها بدقة وانواع اخرى من الذخائر.
واوضحت الصحيفة ان هذا النقص يعكس الحدود التي تحول دون استمرار المملكة المتحدة وفرنسا ودول اوروبية اخرى، على المدى الطويل، في عملية عسكرية متواضعة نسبيا، لكنها لم توضح سبب هذا النقص.
وقد تولى الحلف الاطلسي في 31 آذار/مارس قيادة العمليات العسكرية التي بدأها في 19 آذار/مارس تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بناء على قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي يسمح بقصف قوات معمر القذافي عندما تشكل خطرا على المدنيين.
نيويورك تايمز: واشنطن تبحث عن بلد يستضيف القذافي
افادت صحيفة نيويورك تايمز السبت ان ادارة الرئيس باراك اوباما اطلقت عملية بحث مكثف لإيجاد بلد يمكنه ان يستضيف العقيد الليبي معمر القذافي.
الا ان المسؤولين الاميركيين لم يحصلوا الا على لائحة صغيرة جدا بدول مرشحة لذلك بسبب الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية الى القذافي بارتكاب فظائع ضد شعبه منذ انطلاق الثورة وتفجير لوكربي "1988".
وقال ثلاثة مسؤولين في ادارة الرئيس باراك اوباما للصحيفة انهم يحاولون ايجاد بلد لم يوقع او يصادق على معاهدة روما التي ترغم البلدان على تسليم اي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية.
ويمكن للقذافي بالتالي اللجوء الى دولة افريقية لان اكثر من نصف بلدان القارة السوداء لم توقع المعاهدة...والولايات المتحدة نفسها لم توقع المعاهدة لتجنب احتمال ملاحقة ضباط في الجيش والاستخبارات الاميركية.
وقال مسؤول رفيع المستوى في ادارة اوباما للصحيفة "استخلصنا بضعة دروس من العراق من اهمها ان على الليبيين تحمل مسؤولية تغيير النظام وليس نحن". واضاف ان "ما نحاول فعله هو مجرد ايجاد وسيلة للوصول الى مخرج سلمي اذا سنحت الفرصة لذلك".
ويأتي ذلك بعد اسابيع من عمليات قصف تشنها طائرات حلف شمال الاطلسي على جيش القذافي ومساعديه، ولم تؤد حتى الآن الى رحيله.
وتبنى مجلس الامن الدولي في 27 شباط/فبراير الماضي قرارا يفرض عقوبات على نظام القذافي ويطلب الاحتكام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب "الانتهاكات المنهجية لحقوق الانسان" والهجمات على المدنيين "التي يمكن ان تمثل جرائم ضد الانسانية".
وطالب الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون برحيل القذافي في مقال مشترك نشرته الجمعة اربع صحف...وعبرت دول عدة بينها الولايات المتحدة عن مخاوف على سلامة المدنيين في ليبيا وخصوا في مصراته التي اعلنتها الحكومة "منطقة خطر".
وقال مسؤول عسكري كبير للصحيفة ان دول الحلف التي تواجه مستوى لا سابق له من التعقيد في حملتها الجوية المشتركة، تلتزم درجات متفاوتة من الحذر عند شن غارات يمكن ان تؤذي مدنيين او تسبب اضرارا لمساجد او مدارس او مستشفيات قريبة.
وتابع ان بعض طياري الحلف رفضوا القاء قنابل على اهداف بسبب مخاوف من هذا النوع بينما يعجز مخططو الحملة الجوية عن اختيار الطيارين المناسبين لقصف اهداف محددة...واكد "لا شك انه عمل يثير الاحباط للحصول على اكبر قدر من النتائج لجهودنا ومعالجة كل هذه النقاط".
المئات يحتشدون حول مقر القذافي بعد قصف الناتو لأهداف بطرابلس
ردد المئات من المواليين للزعيم الليبي، معمر القذافي، الشعارات المؤيدة له بعيد دوي انفجارات هائلة يعتقد أنها ضربات جوية نفذتها مقاتلات الناتو ضد أهداف في العاصمة الليبية، طرابلس، ليل السبت.
وعلى الصعيد الميداني، تتواصل المواجهات العسكرية بين الكتائب الموالية للقذافي، والثوار المناوئين لنظامه، في مدينة "مصراتة"، التي تتعرض لحصار خانق من قبل الأولى، التي أمطرتها بوابل من صواريخ "غراد"، السبت.
وتجمع المئات من مؤيدي القذافي قرب مقره في "باب العزيزية" بعد ساعات من ضرب مقاتلات حلف شمال الأطلسي لأهداف في طرابلس وضواحيها، ردت عليها الدفاعات الجوية الليبية.
وقال أحد أنصار القذافي: "لدى رسالة للناتو والمملكة المتحدة وفرنسا.. نقول لهم سوف نقتلكم إذا وطأت أقدامكم أراضينا."
وردد آخر: "الجميع هنا على استعداد للموت من أجل معمر القذافي."
وعلى صعيد المواجهات المسلحة في "مصراتة"، أشار المجلس الوطني الانتقالي إلى CNN بأن كتائب القذافي تستخدم قنابل شبيهة بقناني العطور.
وبينت الصور الملتقطة لتلك القذافي التي تطلق من راجمات إنها إما قنبلة لم تنفجر لدى الارتطام أو أنه جرى تغيير تصميمها على هذا النحو ووضعها في المناطق المأهولة بالسكان.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش، قد اتهمت، الجمعة، القوات الموالية للزعيم الليبي باستخدام القنابل العنقودية في قصفها للمناطق السكنية في مدينة مصراتة المحاصرة، غير أن الناطق باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، أنكر هذه الاتهامات.
وقالت المنظمة في بيان لها إنها رأت شاهدت ثلاث قنابل عنقودية تنفجر في منطقة الشواهدة في مصراتة مساء الخميس.
وبحسب البيان، فحص الباحثون الشظايا الناجمة عن القنابل العنقودية وأجرت مقابلات مع الشهود كانوا قد شاهدوا على الأقل عمليتا قصف بالقنابل العنقودية.
ساحة النقاش