لقد فزع سكان مصر المحروسة فى شتاء العام الفائت 2007م، و هم ينتظرون محصول قمح ذلك العام، و الذى اعتادوا على غرسه منذ آلاف السنين، فقد تنامى إلى أسماعهم ما لم يعهدوه من قبل، فقد تناقلت الأخبار أنه فى ربوع المحروسة و على ضفاف النيل الخالد و كذا فى بقاع دلتا الخير هناك غًُرباء يهبطوا على حقول القمح و يراودوا زارعوها ليبيعوا لهم سنابل الخير قبل أن يحين موعد قطفها، و بأثمان خيالية. فلم يدر العديد منا لما هذا و لمن يفعل ذاك و من يقوم بذلك؟

فكان الجواب أكثر غموضا و أشد غرابة فسنابل الخير تلك ستذهب ليصنعوا منها وقود تتحرك به السيارات. ياللهول!!... كيف تتحرك السيارات، و تبقى بطون الخلق خاوية. فى الماضى كانت مصر هى سلة غلال العالم، فهى المهبط إذا طلبت النعم و هى الملاذ إذا حل الجدب، و لعل سورة يوسف بالقرآن الكريم هى خير دليل. و طالما حافظ عليها الرومان لإطعام إمبراطوريتهم المترامية الأطراف قبل و بعد بزوغ التاريخ الميلادى ببضعة قرون. بل حتى قُرب أن يلملم القرن التاسع عشر سنواته الأخيرة و يرحل، كانت سنابل قمح المحروسة تطعم ساكنيها و تفيض. و لكن مع قدوم المائة العشرون الميلادية فى تاريخ البشرية، و زيادة أعداد أحفاد الفراعنة و من لحق بهم من شعوب الجيران حتى اقتربوا من الثمانين مليونا، بدأ يشح المنتج من حبوب القمح "غذاء المصريين الأساسى"، فاليوم يكاد إنتاجنا يكفى بالكاد من نصف ما تحتاجه بطوننا بقليل. و ما زاد الطين بله تلك الزيادة الرهيبة "عالميا" فى أسعار الحبوب، و التى قيل أنها بسبب تغير المناخ وتلك أيضا من صنع الإنسان، و مرة أخرى قيل أنها بسبب "الوقود الحيوى Biofuels " ، فما هى قصة ذلك الوقود و ما دخل الغذاء فية، و ما نحن فاعلون معه.

الإنسان و الطاقة

لقد وهب الله الإنسان "خليفته فى الأرض" مصادر طبيعة يستطيع أن يستخدمها لتوليد الطاقة و تحريك ما تنوء عضلاته عن تحريكه و تصنيع ما يرتدية وما يطعم به نفسه و ما يتداوى به، بل و ما ينقله فى أسفارة. ها هى الأرض حبلى ًبالفحم و البترول و الغاز و الذى بدأ الإنسان يستهلكه منذ قديم الأزل كالفحم، جميعها بدأت تنضب و خلال عقود ست على أكثر تقدير سوف تنفد تلك المصادر. و لكن خلق الله المعادن و الرياح و الشمس و المياه بمدها و جزرها و حركة أمواجها فى البحار و المحيطات و تدفقها، فأنتفع الإنسان من بعضها و لم يستثمر من الأخرى إلا القليل. و لقد كان عالمنا العربى وفير الحظ من تلك النعم، و إن كان مازال مقصرا فى استغلالها بمهارة.

و نظراً لما يشهده العالم من ارتفاع رهيب في أسعار الوقود التي تزداد يوماً بعد يوم، و مع منتصف هذا العام (2008م)، بدأت أسعار الوقود تعانق السماء فها هو برميل النفط يتجاوز و لأول مرة فى التاريخ حاجز 150 دولارا، وفى المقابل تزداد معها احتياجاتنا، باعتباره مصدراً أساسياً للطاقة، و ها هى دول العالم المتقدم، و قد جيشت الجيوش و ظلمت الفقراء و قتلتهم جوعا و فقرا بل و تصفيتهم من أجل ذلك البترول، و لعل ما يحترق فية العراق الآن لخير دليل على هذا. و فى الجانب الأخر، عكف العلماء في الفترة الأخيرة على البحث والتنقيب عن وسائل طاقة بديلة وغير مكلفة وفي نفس الوقت لا تضر بالبيئة، وقد تفتقت أذهانهم لابتكار ما يعرف بالوقود الحيوي (أو الكتلة الحيوية أو الوقود العضوى) الذي يعتمد أساسا على الكائنات الحية أو مخلفاتها، و بالأخص على المنتجات الزراعية في الأساس لإنتاج الوقود، و صدق الحق حين يقول "الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون، "يس الآية 80".  و من زراعات قصب السكر في البرازيل الى حقول اللفت في فرنسا ومن حزام الذرة الأمريكي الى غابات النخيل في ماليزيا، انطلق العلماء حول العالم للبحث عما أطلق عليه "الذهب الأخضر" الجديد.

الوقود الحيوى و شغف العالم

والوقود الحيوي هو وقود مستخرج من النباتات فهو الإيثانول ذلك السائل الرائق الذى لا لون له، و يتميز برائحة مميزة، وسرعة اشتعال كبيرة و تركيبته الكيميائية هى  HC2H5O، ويتخذ شكلين، الاول هو ما يطلق علية الوقود الحيوي، ويتم استخراجه من بعض النباتات مثل: قصب السكر، والبطاطا الحلوة، أو الحبوب (كالقمح و الذرة و الأرز)، ويضاف إلى البنزين الخالي من الرصاص، ويطلق عليه E-85.  والشكل الثاني هو الديزل الحيوي المستخرج من البذور الزيتية كفول الصويا أو زيت النخيل.  ولا يعد الإيثانول المستخرج من النباتات وقودا جديدا، فقد تم اكتشافه عام 1850، وكان مصدر الوقود والضوء الرئيسي خلال تلك الفترة، إلا أن الضرائب التي فرضت عليه لاعتباره نوعا من الخمور رفعت من سعره، وهو ما خفض إنتاجه بشدة، وأفقد الاهتمام به كأحد بدائل الطاقة. وللإيثانول النباتي المصدر مميزات عديدة أهمها أنه يسبب تلوثا أقل من البنزين، فخلطه بنسبة 85% مع بنزين السيارات يؤدي إلى خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري في عوادم تلك السيارات بمعدل 91% مقارنة باستخدام البنزين وحده، كما أنه يمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو في أثناء عملية تصنيعه، إضافة إلى رخص ثمنه؛ حيث تعادل التكلفة الإجمالية لإنتاجه في البرازيل حوالي 0.17 دولارا للتر الواحد، ويباع بنصف سعر البنزين.. و تقول وكالة الطاقة الدولية: "إن تكاليف إنتاج تلك الأنواع من الوقود الحيوي قد لا تتجاوز 25 سنتا للتر الواحد مما يجعلها ذات قدرة كبيرة على منافسة الوقود النفطي على المدى البعيد". وترى الحكومات في هذه التقنيات الجديدة سبيلا الى تقليل الاعتماد على النفط المستورد وكبح انبعاث غازات ظاهرة الاحتباس الحراري و تعزيز الزراعة المحلية، لكن ظهر شيء لم يكن في الحسبان، حيث أشعل الطلب على تلك التقنيات فتيل توترات في أسواق السلع الغذائية التقليدية.

 ولفترة طويلة (تزيد عن 30 عاما) ظلت البرازيل مركزا رئيسيا لإنتاج و تصدير الوقود الحيوي مستغلة صناعة قصب السكر الهائلة لديها لإنتاج الايثانول، حيث يبلغ حجم الاستهلاك المحلي نحو 13 مليار لتر سنويا والصادرات أكثر من مليارين. و البرازيل قد تتبوأ في مجال الوقود الحيوي المركز الذي تشغله السعودية في سوق النفط،، لكنه في الوقت ذاته تعد الولايات المتحدة الأمريكية أولى دول العالم إنتاجا للوقود الحيوي. و الذرة كانت العامل الأكبر لإنتاج الوقود الحيوي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم، حث تملك البلاد 97 معملا لإنتاج الايثانول في حين يجري بناء 33 مصنعا جديدا. ومن جانبها ركزت أوروبا مجهوداتها على الديزل الحيوي الذي ينتج في الغالب من اللفت وكذلك من زيت عباد الشمس وزيت النخيل، وأنتج الاتحاد الاوروبي 3.2 مليون طن من الديزل الحيوي في 2005 بزيادة 65% عن 2004 مما يجعله أكبر منتج للديزل الحيوي في العالم. ومن المنتظر أن تشهد آسيا استخدام المزيد من زيت النخيل في انتاج الديزل الحيوي كما هو الحال فى ماليزيا، بينما المزيد من الذرة في الصين سيتم تحويله لإنتاج الايثانول رغم جهود بكين لكبح هذا التوجه ومنع أسعار الغذاء من الارتفاع، وفي تايلاند، يتوقع قيام 13 مصنعا للايثانول بنهاية عام 2008 مقارنة مع مصنعين فقط الآن. و صناعة الايثانول الاسترالية تنمو بسرعة وقد تعزز استخدام القمح، الأمر الذي سيقلل الكميات المتاحة للتصدير، حيث يقدر مجلس الحبوب الاسترالي أن صناعة الايثانول في البلاد ستنمو لتستهلك نحو مليون طن من الحبوب سنويا كمادة خام.

حل ناجع للطاقة و كارثة للجياع

و لعلنا لا نٌُصدم إذا ذكرنا أن أمريكا استخدمت ثلث إنتاجها الضخم من الذرة لإنتاج الوقود الحيوى (علما بأن هذا الإنتاج كان يصدر لعديد من دول العالم و منها مصر كغذاء للحيوانات)، وأكثر من نصف محصول القصب في البرازيل لنفس الغرض. من جهة أخرى، اعتبر خبراء الغذاء بالأمم المتحدة أن اتجاه الدول الكبري إلى تحويل المحاصيل الزراعية إلى وقود حيوي نظراً لارتفاع أسعار النفط عالمياً، يعتبر سبباً رئيسيا في تفجر موجة الغلاء في العالم (قمة الغذاء العالمية، منظمة الفاو FAO ، روما 3-5 يونيو 2008)، فقد ارتفعت أسعار المحاصيل الزراعية الى الضعف خلال السنوات الثلاث الماضية لتصل الى اعلى معدلاتها منذ قرن خلال العام الماضي. وأدت هذه الزيادات الرهيبة في الأسعار إلى غضب الدول الفقيرة التي لا يكفيها إنتاجها المحلي من الغلال، بل تضطر إلى الاستيراد من الدول الكبري لسد حاجتها من الغذاء. كما أكد خبراء الغذاء أن الوضع الراهن لا يبدو مبشراً، فمازالت أزمة الغذاء في مهدها بالنسبة للدول الغنية, خصوصا ان معدلات الانفاق فيها على الغذاء لا تتعدى 10%، اما في الدول المتوسطة والفقيرة فان معدلات الانفاق تتراوح ما بين 30% الى 50% وهو ما يعني ان الدول الفقيرة ستقع لا محالة في براثن الجوع، فارتفاع أسعار الغذاء يعني أيضا ارتفاع أسعار الأراضي ومياه الري وكل الصناعات الغذائية المرتبطة بهذه المحاصيل وغيرها.

وقد ظهرت بوادر اتقاء ثورة الجياع مثل السياسات التى فرضتها بعض الحكومات حظرا على تصدير منتجاتها من الأرز والقمح (كما حدث عندنا مع الأرز) حتى تستطيع مواجهة أزمتها الداخلية، و حتى لا يموت البعض جوعا ويموت آخرون من التخمة، و قد علمنا التاريخ أن أحد مرادفات كلمة الجوع هي الحرب أيضا. وبعد أن بدأت الأزمات تتصاعد وتشكل تهديداً، فكان لابد من مبادرة حول الأمن الغذائي في العالم، تحتم ضرورة مضاعفة الإنتاج الزراعي العالمي من الآن حتى سنة 2050 لتأمين ما يلزم لسكان العالم الذين ينتظر أن يبلغ عددهم 10 بلايين شخص. و اعتبروا أن التأثير الذي تركه هذا النوع من الوقود على أسعار الغذاء حول العالم يمثل "جريمة ضد الإنسانية" بحق الفقراء. و أثار استخدام المحاصيل في إنتاج الوقود الحيوي  قلقا كبيرا دفع كبير العلماء في بريطانيا البروفيسور" جون بيدينجتون" للقول: "قطع المحاصيل قبل نضوجها من أجل استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي عمل شديد الحماقة؛ فمن الصعب تخيل أن يوجه العالم اهتمامه للدفع بالمحاصيل من أجل إنتاج الوقود الحيوي في نفس الوقت الذي يشهد فيه ارتفاعا ضخما في معدلات الطلب على تلك المحاصيل من أجل الغذاء.

و لذا تعالت أصوات المنظمات الحقوقية ومنظمات الأغذية العالمية، لتطالب أمريكا والدول الكبري بتعليق استخدام المحاصيل الزراعية وتحويلها إلى وقود حيوي، نظرا لأزمة الغذاء الحقيقية التي يعيشها العالم وموجة الغلاء التي أتت على الأخضر واليابس. وفي تناقض سافر مع المبادئ والمعاريف التي تنادي بها واشنطن وتطالب الجميع بتطبيقها، رفض الرئيس بوش مطالب خبراء الغذاء في العالم، واعتبر في تصريحات له أن زيادة استخدام الولايات المتحدة للإيثانول جاءت لأسباب تتعلق بالأمن القومي وارتفاع أسعار الوقود، وأكد سيادته قائلاً: "حقيقة الأمر أن مصالحنا القومية تقتضي زراعة المزارعين للطاقة" وتقليص اعتمادنا على النفط الأجنبي. فيبدو أن مصلحة أمريكا  فوق كل اعتبار، ولا يهم أن يموت مليار شخص جوعاً، فهذه مشكلة تخصهم بمفردهم، طالما أن واشنطن تقدم حفنة من الدولارات أو ما تطلق عليها مساعدات إنسانية لتلك الدول الفقيرة. بينما حذر الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" منذ أيام من أن ارتفاع أسعار الغذاء يهدد بمحو التقدم تجاه خفض الفقر وقد يضر بالنمو والأمن العالميين إذا ما استمر الاتجاه الصعودي. و قد قاد ارتفاع الأسعار لأعمال شغب في آسيا وإفريقيا، وفي بعض الدول الغنية مثل بريطانيا و أسبانيا، و قد تقاتلت الأيدي أمام مخابزنا فى مصر و سقط شهداء من أجل الحصول على رغيف الخبز.

هل الوقود الحيوى صديق مخلص للبيئة

والجديد في هذا الشأن، والغريب في نفس الوقت، هو أن خبراء الغذاء يتهمون خبراء البيئة بأنهم أسهموا بشكل كبير في تفاقم هذه الأزمة، عن طريق تطويرهم للوقود الحيوي الذي يعتمد بشكل أساسي على المنتجات الزراعية، وكذلك زيادة إنتاج علف اللحوم في مزارع شاسعة بدلا من زراعة القمح والذرة والأرز وغيرهما من المواد الغذائية، لكن الحقيقة أنه وعلى الرغم من أن الوقود الحيوي يعد مسئولاً نسبياً عما يحدث، إلا أن الأكثر مسئولية هي الدول الصناعية الكبرى وسياسات الولايات المتحدة في العالم والتي تصر على اعتماد سياسات الفوضى التي لم تكن خلاقة.

.ولم يتسبب الوقود الحيوي في ارتفاع أسعار الغذاء فحسب، بل تخطت التداعيات إلى أبعد من ذلك، فقد أكد خبراء بيئيون من خلال دراسات حديثة أن عملية إنتاج الوقود الحيوي يمكن أن تعجل حدوث التغير المناخي لكوکب الأرض في الكثير من الحالات بشكل هائل. فقد ذكر الباحثون "أن زراعة نبات الذرة والشلجم ونخيل الزيت بشكل واسع يؤدي غالبا إلى انبعاث غازات احتباسية أکثر مما يتم توفيره من الوقود الحيوي المستخلص من هذه النباتات، لأن إنتاج الوقود الحيوي يتطلب تدمير غابات مدارية وتحويلها إلى أراضي زراعية" من جهة أخرى، أشار البروفيسور "جوي فراجيون"، المشرف على هذه الدراسات من منظمة نيتشر کونسيرفين لحماية البيئة, إلى "أن إخلاء الغابات من أشجارها باستخدام النيران في اندونيسيا لزراعة محاصيل تدخل في إنتاج الوقود الحيوي يتسبب في انبعاث کميات من ثاني أکسيد الکربون أکثر 400 مرة مما يمکن توفيره من خلال إنتاج زيت النخيل في نفس المساحة هذا العام".

هل هناك من حلول

لا شك أن سياسات العالم الصناعي لتطوير الطاقة البديلة واستخدام المواد الزراعية كبديل من الوقود الحيوي، تستدعي مراجعة وإعادة نظر، لأنها تساهم في ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية مثل القمح و الذرة والسكر وفول الصويا. و إنتاج الوقود الحيوي ليس السبب الوحيد لارتفاع أسعار السلع الغذائية لكنه يلعب دورا رئيسيا في ظهور هذه الأزمة، على الدول الغنية أن تعي مسئولياتها وأن تضع برامج طويلة المدى لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة هذا الخطر غير المقبول في العالم الحديث. وينبغي أن تتضافر جهود كل المؤسسات العالمية الاقتصادية والمالية، إضافة إلى الأمم المتحدة والدول الكبرى لوضع سياسات طويلة الأمد تحرص على توفير الأمن الغذائي العالمي بشكل مواز لنمو السكان، وتجنب تطوير بدائل للنفط تستخدم مواد غذائية مما تحرم فقراء العالم من الطعام.

فمثلا اقترح رئيس الصندوق الدولي من أجل تنمية الزراعة، توجيه البحوث إلى تطوير تقنيات إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيا (Genetically Modified Crops) للوفاء بالطلب المتزايد، والحد من ارتفاع الأسعار، مذكرًا بتجربة "الثورة الخضراء" التي ظهرت في الستينيات عندما نجحت تقنية إنتاج أصناف جديدة من القمح و الذرة و الأرز المهجن وراثيا في توفير كميات أنقذت الملايين من الوقوع في براثن الجوع. و مثلت "الثورة الخضراء" وقت ظهورها أملا جديدا في إحياء الأرض بعد مواتها بعد أن عجز المعروض من المحاصيل عن سد احتياجات الطلب المتزايد.

كما أن هناك تكنولوجيا جديدة تبشر بفض المعركة بين الغذاء والوقود الحيوي على محاصيل العالم المحدودة، حيث يحرز العلماء تقدما في طرق جديدة لاستخراج الايثانول من المخلفات النباتية مستخدمين السيقان لإنتاج الوقود وتاركين المكون الغذائي على حاله. كما أن استخدام النفايات الزراعية ونفايات الغابات أو الحشائش التي لا يستخدم فيها الکثير من الأسمدة في إنتاج الوقود الحيوي يعتبر صحيا بالنسبة للمناخ. و في ظل الدعوات العالمية المناهضة لاستخدام الحبوب الغذائية كوقود حيوي، أصرت مصر على أن تقوم باستخراج الوقود الحيوي ليس من الحبوب، لكن من مخلفات الذرة وقش الأرز، و المولاس والبنجر وقصب السكر في تجربة رائدة هدفها الاستفادة من هذه المخلفات بدلا من حرقها والإضرار بالبيئة (السحابة السوداء) من جهة، والتنويع وتأمين مصادر جديدة للوقود من جهة أخرى.

وفي نفس السياق، نجح علماء معهد فراونهوفر الألماني في تحويل زيت أو سمن الطبخ النباتي المستعمل والذي يعامل كنفاية، إلى وقود بيئي واعد عالي الكفاءة للسيارات و سهل الاستعمال ولا يطلق الكثير من ذرات السخام الكبيرة والصغيرة. أما علماء جامعة أركنساس الأمريكية فقد تمكنوا من إجراء بحوث تتيح تحويل دهون الدجاج وزيوت الأحماض الدهنية إلى وقود حيوي، مؤكدين أن النتيجة كانت أكثر من 90%. بينما تعتزم شركة كندية لتطوير الوقود الحيوي بناء مصنع في جنوب شرقي ميسوري لتحويل نشارة الخشب، إلى وقود حيوي لتشغيل المصانع وتدفئة المباني. كما نجحت شركة انجليزية مقرها لندن في تصنيع وقود حيوي غير مضر بالبيئة من مخلفات مصانع الشيكولاتة الغنية بالإيثانول‏،  تلك المخلفات التى كانت تدفن تحت الأرض مما يكلف مبالغ طائلة. هذا و لم يألوا العالم جهدا فى التفكير فى مصادر جديدة للطاقة، و حتى الغريب منها، فلم يتردد المجلس المحلي للتيمسايد في مانشستر فاقترح أن يتم استخدام الطاقة المتولدة عن حرق جثث الموتي (حسب وصياتهم) في محرقة كنيسة تيمسايد في تدفئة أقارب الموتي لدي ترددهم علي الكنيسة و توفير الطاقة الكهربائية للكنيسة وبعض المنازل المحيطة بها.

 

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور قاسم زكى أحمد حامد Kasem Zaki Ahmed

KasemZakiAhmed
تعريف مختصر بالدكتور/ قاسم زكى أحمد أستاذ الوراثة المتفرغ ورئيس اللجنة المصرية الوطنية للعلوم الوراثية، والوكيل الأسبق لكلية الزراعة - جامعة المنيا- المنيا- مصر)، (والرئيس الأسبق للجمعية الأفريقية لعلوم الحاصلات الزراعية، وعضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين، وعضو اتحاد كتاب مصر) • مواليد 8 أغسطس 1958م بمحافظة أسوان- جمهورية مصر العربية، »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

275,987