لا تجزعن إذا أتى ليلٌ بهيم فكل ليلٍ يعقبه نهارٌ مضئ .
أخذتني الحياة في رحلة تأملات طويلة هنا وهناك ، فوجدت أن الحياة مزيج مُدهش من المتناقضات فلا حزن يدوم ولا سعادة باقية ، فكم من الليالي الحالكة أعقبها صبح مشرق ، وكم من الأوقات العصيبة تلتها أفراح .
وكم من ورود متفتحة سعدنا بها جرحتنا أشواكها ، وكم من شدائد شقينا بها فتحت
لنا أبواب الخير ، وكم من أحباء وثقنا بهم غدروا بنا ، وكم من أشخاص نفرنا منهم
هبوا إلينا في الشدائد والمحن .
وكم من غايات سعينا إليها تسبقنا أمانينا عُدنا منها خائبي الأمنيات ، وكم من دروب سلكناها كارهين كانت هي الفلاح .
وكم من دموع ذرفناها على أمور في الماضي ضحكنا منها اليوم ، وكم من أشخاص ألِفناهم قديما عجبنا لهم حاضرا ، وكم من أشياء أحببناها فمرت السنوات
وقد أبغضناها ، وكم من أحلام حلقنا معها في السماء وصحونا لنهوي على الأرض.
هكذا هي الحياة ، ليس فيها بداية تُنبئ بنهايتها .
ولدي فلسفة خاصة بي أن أي أمر من الأمور مهما بدا صغيرا خيرا كان أو شر حدث لحكمة ما ، لذا إذا حدث ما يسوءني لا أحزن مدركة أن وراءه حكمة ما .
وعندما تكثر همومي وتقض علي مضجعي و أتذكر أوقات أخرى سعيدة أحمد الله
و أعرف ان المستقبل سيكون أكثر بهجة بفضل الله .
أصبحت أرى الحياة بمنظور أخر فكل ما نعيشه ونمر به هو قدر لا مفر منه ، ولكن يبقى أن نرضى بأقدارنا وأن نعلم أن الحياة هي اختبار قد نجتازه وقد نفشل فيه .
والعاقل من وعى هذا وخطط وسعى للنجاح .
لنجعل من حياتنا طريق ذا محطات ولنتوقف عند كل محطة لنراجع أنفسنا قبل الذهاب للمحطة التالية .
ساحة النقاش