كثير ما نسمع  شكاوى متعددة من الأزواج والزوجات يتهم فيها كل طرف الطرف الأخر بالتقصير وعدم الوفاء بواجباته ، و إذا نظرنا إلى هذه الشكاوى و الإتهامات

بنظرة حيادية و إنصاف ، فلابد أن نعي أولا أن الزواج بقدر ما هو رباط مقدس ، إلا إنه  علاقة معقدة وشائكة فلا توجد علاقة أخرى بهذا القدر من التشابك و التلاحم .

والحل الوحيد لإنجاح هذه العلاقة ليس فقط رباط الحب أو حتى إعمال العقل ، بل في وجهة نظري المتواضعة هو الإنصاف ، فلابد أن يتمتع كل طرف بالإنصاف التام في تحديد ما له وما عليه ، ومعرفة عيوبه قبل عيوب الطرف الأخر ومزايا الطرف الأخر قبل مزاياه ، والإنصاف يتمثل أيضا في أن أقدم للطرف الأخر ما أنتظره منه أو يزيد .

وليس تحيزا مني أن أطالب الرجل في علاقة الزواج بالخروج من عباءة أنا رجل أنا مختلف ، وذلك ليس تقليل من شأن الرجل أو من رجولته أو قوامته ، ولكن لأننا نتحدث عن طرفين كاملين لعلاقة وليس طرف كامل مع أخر ناقص ، وإلا ما أصبحت علاقة سوية ، فمثلا من يرفض سماع رأي زوجته في أمر ما أو إعطاءها حق ما ، و إعتبارها إنها الطرف الأقل الناقص ، كيف ينتظر منها الإحتواء ورعاية

الأبناء .

وأيضا ليس تحاملا مني على المرأة أن أطالبها الخروج من عباءة الضعف وقلة الحيلة ، والإنشغال بهموم الأولاد عن رعاية زوجها و إحتوائه ومشاركته والإستماع إليه والتسرية عنه .

لابد أن يعلم الطرفان أن الحياة الزوجية سكن ومودة وتراحم ومشاركة ، والشريكان في أشد الإحتياج لتثبيت بعضهما البعض لمواجهة الحياة ومتاعبها و أحمالها و العبور معا للفوز بالآخرة .

و الإنصاف أن يرى كل طرف أعباء الطرف الأخر ويسانده فالزوج الكادح المهموم بلقمة العيش من حقه أن يعود إلى منزله حيث الراحة والهدوء والحنان والإحتواء.

والزوجة المتفانية مع أولادها وفي منزلها ومع زوجها ومن الممكن أن تكون أيضا عاملة ، من حقها أن يعود زوجها إليها مقبل عليها ومهتم بها ومشاركا لها .

وفي النهاية ودون الدخول في كثير من التفاصيل ، أرى أن سر إنجاح الحياة الزوجية يكمن في جزئية هامة جدا ، أن يتفنن كل طرف و أشدد على كل طرف وليس طرف واحد في تقديم كل ما يحب ويتمنى أن يقدمه له الطرف الأخر .

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 216 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2011 بواسطة Gehanalhussini

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

10,197