سبحان من يُغير و لا يتغير انتابتني الدهشة و أنا أتذكر كيف كان خبر وفاة الرئيس كفيل بقلب أحوال البلد رأساً على عقب و كيف كان سيحدث تأثير على كل مجريات الأمور في الدولة من إنهيار للإقتصاد و خسارة البورصة لمليارات الجنيهات و الصراع و التناحر على السلطة ، فمجرد إنتشار شائعة الوفاة من قبل أضر بالبورصة إضرار شديد و أثار الذعر عند الملايين بل كاد يزج بكبار الصحفيين في السجن بتهمة نشر هذه الشائعة والترويج لها .
أما الأن فلو حدثت الوفاة فسيكون الخبر مثله مثل وفاة أي مصري له أهل و أصدقاء و محبين يحزنون من أجله ، الإختلاف الوحيد قد يكون في تلك الضجة التي قد يثيرها المتشككون و المؤمنون بنظرية المؤامرة و هواة الأفلام العربية القديمة الذين قد يرون في هذا الخبر وسيلة للهروب بالرئيس من المحاكمة و العقاب إذا ثبتت إدانته مثل بعض المتوهمين السذج الذين خرجوا علينا بخبر مفاده أن الرئيس توفي منذ عام 2004 و إن الموجود حالياً ما هو إلا ممثل يؤدي دوره أو شخص ينتحل شخصيته ......!!
أمر مثير للغرابة و يدعونا حقاً للتوقف عنده نفس الشخص و هو الرئيس و نفس الحدث وهو الوفاة و لكن الإختلاف في كلمة حالي و سابق صنعت كل هذا الفرق الشاسع و الهوة العميقة .............!!
أمر أخر يستدعي التأمل و هو إن عدم وجود نائب للرئيس من قبل كان بمثابة ناقوس خطر يدق ليفتح لنا أبواب من القلق و الخوف تعصف بنا و بإستقرارنا و راحة بالنا وتشعرنا إن وفاة الرئيس ستجعل البلد في مهب الريح وكنا نخشى هذا اليوم ونعمل له ألف حساب و كان كالشبح يطاردنا بغض النظر عن كوننا مؤيدين أو معارضين للرئيس ، ولكن مشيئة الله كانت فوق كل حسابات فعندما اشتد الغضب و فاض الكيل و انفجرت الثورة و عمت أرجاء البلاد و تم إسقاط النظام ، أبداً ما انهارت مصر و لا ضعفت رغم إن هناك فرق كبير بين وفاة رئيس
بعينه و سقوط نظام بأكمله و لكن بفضل الله بقيت مصرشامخة فمصر لم ولن تختزل يوماً في شخص أياً كان فمصر ولادة و ذكرت في القرآن إنها آمنة إلى يوم القيامة فلن يزعزع أمنها ذهاب هذا أو مجئ ذاك .
فليؤدي كل منا دوره و يرحل كما رحل غيره أما الوطن فهو باقي بقاء الحياة .
ساحة النقاش