Forsan Tegara

ForsanTegara

في ظل أجواء الصراع حول الشهرة، وإبراز الأسماء على حساب القضية ذاتها، يرفض طلاب "فرسان تجارة" الإفصاح عن هوياتهم، مكتفيين بالاسم الرمزي الذي ارتضوه لأنفسهم، الذي يعبر عن دورهم الخدمي فقط في كلية التجارة بجامعة القاهرة، رافضين الانضمام لأي جهة رسمية بالكلية.

 

"فرسان تجارة" مجموعة من الطلاب، لم يجدوا من يساعدهم لفهم المواد والحياة الدراسية في السنة الأولى لهم بجامعة القاهرة عام 2008، فعزموا على مساعدة كل طلاب الكلية بشكل خدمي دون تقاضي أي أجر، عن طريق حضور المحاضرات المختلفة وتسجيلها وتفريغها على الكمبيوتر، ومن ثَمَّ رفعها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

 

 

وارتضت "فرسان تجارة" مجموعة من القواعد الحاكمة لها، تتمثل في رفض الترشح لمنصب اتحاد الطلاب، معتبرين أن الاتحاد "منظر ومنصب" فقط دون وجود جدوى حقيقة منه، بحسب تعبيرهم. وشدد الفرسان في قاعدتهم الثانية على رفض الظهور إعلاميًا بأسمائهم الحقيقية، متخذين مبدأ "عمل الخير غير مرتبط بالأسماء"، إضافة إلى عدم إنشاء مقر لهم؛ وذلك بسبب حادثة تعرض لها أحد المؤسسين في 2008، حيث تم الاشتباه فيه مرتين بسبب توزيعه لأوارق المحاضرات، وظن أمن الدولة أنه يوزع منشورات.

 

وانضمت "فرسان تجارة" للحركة السياسية منذ إنشائها، حيث نظمت مسيرة ضد سياسة الدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة، وتوسعت أهدافها بعد ثورة 25 يناير، خاصة بعد أحداث "مجزرة بورسعيد"، التي سقط من ضمن ضحاياها عدد من طلاب كلية التجارة، فعزموا على تنظيم مسيرات بجامعة القاهرة لتذكرة الطلاب بهؤلاء الشهداء، وعمل صدقات جارية للشهداء، وذلك إلى جانب محاربة أي فساد أو ظلم من قبل إدارة الكلية أو الجامعة ضد الطلاب.

 

تبنت "فرسان تجارة" عددا من الرسائل التي أرادت توجيها لطلبة الكلية وإدارتها. وجاءت أول رسالة لتقول إنه "لو جاء هتلر عميدًا لكليتنا، وتشاوشيسكو نائبًا لها، سيظل الكيان ملك لها لا لإداراتها"، وذلك اعتراضًا على تعيين الدكتور سعيد الضو في منصب عميد كلية التجارة. وقالت الرسالة الثانية: "افهموا يا إدارة الكلية.. العلم رسالة سماوية مش مادية"؛ اعتراضًا على زيادة مصروفات مجموعات التقوية إلى الضعف. وتلتهما رسالة "ناضَل من أجل الحرية.. مات على إيد كلاب الداخلية.. عمرو البحيري في الجنة"، وهي اللافتة التي رفعها الفرسان في كلية التجارة؛ إحياءً للذكرى الأولى للطالب عمرو البحيري، شهيد ثورة 25 يناير. وجاءت الرسالة الأخيرة لتؤكد أنه: "في عز الامتحانات.. مش ناسيين اللي مات"، لتذكير الطلاب بشهداء كلية التجارة.

ويلجأ عدد من الطلاب إلى "فرسان تجارة" لحل المشاكل التي تواجههم داخل الكلية،