قد يظن البعض ان تنفيذ ديكور المنزل امرا مركبا ومعقدا يجب ولابد اللجوء فيه الي متخصص او مصممين محترفين ولا يصلح ديكور اي مكان الا بتلك النظرية ... وانا اعارض هذا المنطق... وليس معني حديثي انني اقلل من اهمية دور المصمم او متخصص الديكور ولكنني بطريقة اوضح احب ان اقول ان في امكان كل شخص ان يحصل علي منزل جميل ومميز وبه لمسات ديكور بدون ان يضطر لتحضير ميزانية كبيرة او صغيرة ينفذ من خلالها مصمم الديكور اللمسات المطلوبة بالمكان.
ان الموضوع برمته مرتبط بعده عوامل كالتالي :
1. المساحة المتاحة والالوان المتاحة
2. الامكانيات المتاحة
3. اختياراتي والواني المفضلة
4. ذوقي العام في عناصر الاثاث التي احب تواجدها
5. تركيبتي الشخصية
كل تلك العوامل ويضاف عليها عوامل اخري عديدة قد تساعدني في اعدادي لديكور منزلي بدون اللجوء الي متخصص .. وتعالوا بنا نناقش تلك العناصر معا عنصرا عنصرا علي مقالات متتابعة.
فالعنصر الاول هو الذي سنناقشه معا هذه المرة ، مرتبط بالمساحة المتاحة في منزلي والالوان الموجودة به ..فلو اخذنا مثال منزل صغير المساحة فلا يصح ان استخدم قطع اثاث ضخمة وبها تفاصيل كثيرة فاعمال النجارة لا يجب ان يكون بها قطع كبيرة ذات طابع كلاسيكي فخم وحفر بالخشب واعمدة الي اخره من ذوق النجارة الفاخر الذي يناسب القصور كما لا يعقل ان نضع وحدات جلوس كثيرة ومتعددة باقمشة الحرير المطرز والوانه المزركشة فلوريه كانت او مقلمة ومطعمة بالعقادة والشرابات المبالغ فيه وفي اشكالها ووضع ستائر من نفس قماش الوحدات المزركش مطعمة بالعقادة هي ايضا وقطع الاكسسوار هنا وهناك رأسية وافقي .........الخ
حقا لا يصح ..لا يصح كل هذا... معظم منازلنا تتسم بالمساحات المحدودة وليست الشاسعة ويمكن ان نتحايل علي هذه المساحات بافضل شكل ممكن ونوجهها لتصبح مناسبة.
كيف ؟!!! ... سأريكم كيف.. الي كل من يعاني من ضيق في مساحة شقته او منزله يجب ان يلجأ الي الذوق المودرن البسيط في تأثيث هذه المساحة .. قطع الاثاث المختصرة التي ليس بها تفاصيل كثيرة ، اعمال النجارة معتدلة الحجم ، الاستغناء عن الوحدات الضخمة مثل البوفيهات والشيزلونج والكونسولز التي ليس لها اي ضرورة سوي اننا نود ان نقتنيها لانها سوف تكون عائق لراحتنا وحركتنا داخل منزلنا .. اللجوء لوحدات جلوس مريحة وعملية ليس بها الكثير من العقادة والشرابات واذا اردت ان انفذ وحدات الجلوس باللون المزركش فيجب ان اكسر حدة هذا اللون بالماتشينج السادة من خامة القماش ليتم تنفيذ الستائر منها وكذلك استبدال الخدديات المزركشة بالسادة التي هي من قماش الستائر ، كذل يجب ان تكون خامة الاقمشة من النوع العملي سهل التنظيف والاستبدال والفك والتركيب... ومن هنا نحقق راحة النظر لمنطقة الجلوس لقلة الالوان بها وظهور مساحات جديدة بعد الاختصارات التي قمنا بها سواء في الالوان او في الاثاث بالاضافة لانسجام الالوان بين السادة والفلوريه او لامقلم
كذلك يمكن ان نستبدل وحدات الاكسسوار الرأسية التي تعيق حركتنا علي الارض مثل العواميد الروماني او الوحدات الديكورية الخشبية باخري تعلق علي الحوائط وتوزع بشكل معتدل مثل المعلقات المصنوعة من النسيج او تشكيلات التابلوهات الهادئة ذات البراويز الدقيقة.
ولا انسي ان اؤكد عليكم بضرورة اعارة الانتباه لنوعية ودرجات الالوان المتاحة والتي من خلالها نتحرك في كل اتجاه نخطو نحوه .. فلا يصح ان يكون لون الحوائط من الدرجات الدافئة او الغامقة فنقوم بتنفيذ قطع اثاث تحوم حول نفس الالوان الغامقة فان ذلك يضفي ضيقا وكآبة علي المكان كما يشعر الساكن فيه بارتفاع درجة الحرارة بسبب انعكاس دفء تلك الالوان علي مزاجه وهو ما لا يطاق في الصيف مثلا .. ولذلك نقول انه يجب ان يكون هناك انسجام وتوازن في الالوان بين الحوائط ووحدات الديكور سواء في الستائر والمفروشات او قطع الاثاث .. وبصورة اوضح ، ان كانت الالوان المتاحة فاتحة فاننا نوازنها بالوان معتدلة ودافئة والعكس صحيح .
ان لعبة المساحة والالوان هي اول لعبة تقابلنا في عالم الديكور والمفروشات .. يمكن لاي شخص ان يلعبها ويتقنها ، فقط يجب ان ينظر بداخله ليشعر بجمال المكان الذي هو فيه واحتياجاته حتي يوظف هذا المكان توظيفا يخدمه ويسعده ، فيحاول ان يكشف ماذا يمكن ان يقدم المكان له حتي يستطيع ان يقدر ما الذي يمكن ان يقدمه هو للمكان
وسوف نناقش العامل الثاني المتوقف عليه تنفيذ ديكور منزلنا – الاوهو الامكانيات المتاحة – في مقال لاحق ، تضامنا منا مع احقية كل فرد في الحصول علي بيت جميل ومنمق وراقي باوفر وابسط طريقة ممكنة
ساحة النقاش