العوامل المؤثرة على الدورة التناسلية
أولاً : التغذية Nutrition
تؤثر التغذية السيئة بشكل مباشر على وظائف الأعضاء التناسلية عن طريق التسبب في خلل التمثيل الخلوي لخلايا الأعضاء التناسلية مما يؤدي إلى ضعف الوظائف التناسلية وتأخر سن البلوغ وبالتالي تأخر ظهور علامات الشبق في العزبات ، وبشكل غير مباشر يحصل قصور بإفراز الهرمونات الجونادوتروبينية الحاثة للغدد التناسلية وبالتالي انخفاض في إفراز الهرمونات الجنسية وقصور في نمو حويصلات غراف و حدوث رتق لها مما ينتج عن ذلك قصور علامات الشبق أو عدم انتظام الدورات التناسلية ، أما زيادة التغذية بالعليقة المركزة لفترة محدودة قبل موسم التربية عند الأغنام فإنه يؤدي إلى زيادة معدل التبويض وزيادة ولادة التوائم وهذا ما يعرف بالدفع الغذائي Flushing .
وأهم العناصر الغذائية التي تؤثر على الدورة التناسلية هي :
1- نقص البروتين :
يؤدي نقصه عند الحيوانات الصغيرة إلى تأخر البلوغ وإطالة فترة اللاشبق أو حدوث الشبق الصامت وخمول المبايض عند الحيوانات البالغة .
2- نقص الكربوهيدرات :
يؤدي نقص الكربوهيدرات الشديد إلى الهزال وفقدان الوزن وبالتالي تأخر البلوغ عند الحيوانات الصغيرة و انخفاض إفراز الـFSH وLH .
3- نقص المعادن :
وأهمها الفسفور الذي ينتج نقصه عن عليقه فقيرة بالبروتين أو غنية بالكالسيوم حيث تؤدي زيادة الكالسيوم إلى خفض الاستفادة من الفسفور ( قلة امتصاصه من الأمعاء ) وأيضاً نقص فيتامين ( D ) يؤدي إلى نقص الفسفور ويتمثل التأثير السلبي لنقص الفسفور بخلل وظائف المبيض مما يؤدي إلى تأخر البلوغ كما ويؤدي إلى ضعف علامات الشبق وعدم انتظام الدورة التناسلية وأحياناً اختفائها تماماً ولنقص النحاس تأثير مشابه لنقص الفسفور .
أما عنصر الكوبالت فتأثيره غير مباشر ويؤدي نقصه إلى فقدان الشهية والهزال وبالتالي تأخر سن البلوغ وتوقف الدورات التناسلية أو ولادة حملان ضعيفة وأخيراً يؤدي نقص اليود إلى انخفاض وظيفة الغدة الدرقية التي تعتمد عليه في تكوين هرمون الثيروكسين الذي يسبب نقصه خفض إفراز الهرمونات الحاثة للغدد التناسلية من الغدة النخامية كما يتسبب نقص اليود في ولادة حملان ضعيفة أو الولادة المبكرة أو ولادة حملان ميتة مع احتباس مشيمة .
4- نقص الفيتامينات :
يؤدي نقص فيتامين ( A ) إلى خلل في الدورة التناسلية مع توقف التبويض أما نقص فيتامين ( D ) فهو نادر الحدوث وذلك نظراً لوجوده في العليقة المالئة وتعرض الحيوان لأشعة الشمس وإن إعطاء كمية كافية من فيتامين D يمنع ضعف الخصوبة الناتج عن حدوث خلل في نسبة الكالسيوم و الفسفور .
ثانياً : الموسم Season
يؤثر بشكل واضح على سلالات الأغنام الموسمية عديدة الدورات التناسلية حيث تنشط هذه الأغنام جنسياً خلال فترة أواخر الصيف وأشهر الخريف وبداية الشتاء أما بقية أيام السنة فتكون الأغنام بحالة راحة جنسية وتناسلية فترة اللاشبق الموسمي .
ثالثاً : العُمر Age
لاحظ العلماء أن الدورة التناسلية وطور الشبق قصيران في الأغنام القصيرة في العمر وفي حال الهرم يحصل خلل أو حتى توقف الدورات التناسلية وذلك نتيجة لقلة الأنسجة البرانشيمية المولدة لحويصلات غراف في المبيض واستبدالها بألياف ضامه كما أن فقد بعض الأسنان يقلل الاستفادة من الطعام وبالتالي خمول المبايض .
رابعاً : العَمل Work
حيث يؤدي الجهد الكبير الذي تبذله الأغنام أثناء تنقلها إلى أماكن الكلأ والماء أو الإدرار العالي من الحليب إلى خلل في انتظام الدورات التناسلية .
خامساً : الأَمراض Diseases
هناك بعض الأمراض المزمنة الطفيلية ( خارجية أو داخلية ) والجرثومية التي تؤدي إلى استهلاك المواد الغذائية التي يتناولها الحيوان مما يؤدي إلى ضعفه وهزاله وبالتالي اضطراب وتوقف الدورات التناسلية بالإضافة إلى أن بعض الأمراض تصيب الغدد الصماء والجهاز التناسلي بشكل مباشر .
اللاشبق الموسمي
وهي مرحلة موجودة عند سلالات الأغنام الموسمية عديدة الدورات التناسلية وتبدأ بانتهاء آخر دورة تناسلية في موسم التربية وتتميز بتخلف وعدم ظهور الدورات التناسلية ويكون المبيض فيها صغيراً وغير فعال والرحم طرياً ومترهلاً أما عنق الرحم فيكون مغلقاً بإحكام ونلاحظ أن موسم التربية يمتد على طول فترة معينة من السنة ( 9- 32 أسبوع ) حيث تتعاقب فيه الدورات التناسلية بانتظام الواحدة تلو الأخرى ( 4 - 12 دورة ) أما بقية أيام السنة فتشكل مرحلة اللاشبق الموسمي وتكون فيها الأغنام بحالة راحة جنسية وتناسلية .
ويتميز اللاشبق الموسمي من خلال المظاهر التالية :
1- ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين .
2- ثبات مستوى هرمون الـ (FSH ) .
3- تحوصل حويصلات جراف عند قطر( 4 - 5 ) ملم .
4- تخلف وعدم حصول التبويض .
إن أسباب ظهور اللاشبق الموسمي هي التفاعلات بين الأجهزة الهرمونية التالية
1- زيادة حساسية الجسم تحت المهادي للهرمونات السيتروئيدية ( أستروجين – بروجسترون) .
2- الغدة الصنوبرية :
الميلاتونين ( 5 - ميتوكسي - ن - أسيتيل تريبتامي) .
3- الغدة النخامية ( البرولاكتين (LTH .
حيث ينشأ في اللاشبق الموسمي ارتفاع في حساسية الجسم تحت المهادي للأستروجين وتنشأ زيادة الحساسية هذه عن تضاعف المستقبلات الأستروجينية في السيتوبلاسما وبذلك يؤدي كل ارتفاع في إفراز الأستروجين الحويصلي المنشأ بواسطة التغذية المرتدة إلى منع الارتفاع الشديد لهرمون الـ ( LH ) والذي يعتبر الهرمون الأساسي في حدوث الإباضة وقد أظهرت الدراسات أن إفراز هرمون الـ ( LH ) لا يتوقف نهائياً أثناء فترة اللاشبق وإنما يكون بترددات منخفضة وقليلة وبذلك تتخلف الدورة التناسلية طول فترة اللاشبق الموسمي حتى تنخفض حساسية الجسم تحت المهادي للأستروجين ، كما لوحظ أن تغير حساسية الجسم تحت المهادي للأستروجين له علاقة مباشرة مع طول ضوء النهار وهنا يظهر الدور الهام لهرمون الميلاتونين الذي يتعلق تركيبه بنسبة الضوء إلى الظلمة في البيئة المحيطة حيث أنه أثناء الظلام يزداد تركيبه وإفرازه أما الضوء فيثبط هذه العملية ففي الوقت الذي يقصر فيه ضوء النهار ويطول الليل ( أواخر الصيف وأشهر الخريف وبداية الشتاء ) يحدث عند الأغنام ما يعرف باسم موسم التربية وهنا يكون إفراز الميلاتونين طويل ومستمر حيث يرتبط الميلاتونين بالمستقبلات الموجودة في منطقة الجسم تحت المهادي ويعمل على تعديل آلية التغذية المرتدة للأستروجين .
أما في فترة اللاشبق الموسمي ( نهاية الشتاء وأشهر الربيع وبداية الصيف ) تكون كمية الميلاتونين نادرة أو معدومة وبالتالي يعمل الأستروجين عمله في إقلال هرمون الـ ( FSH ) من الغدة النخامية بواسطة التغذية المرتدة وعند إعطاء الميلاتونين للأغنام في وقت يكون فيه النهار طويلاً ( فترة اللاشبق الموسمي ) يؤدي ذلك إلى تسريع موسم التربية .