السبع عادات أسلوب إداري أثبت نجاحه في التطبيقات ألإدارية وأنا بدوري أود أن أشارككم هذا الموضوع الذي أحسبه من المواضيع ألإدارية المهمة التي تعلمنا فن التعامل مع ألآخرين بطريقة سلسة ومن منظور إسلامي وبخبرة إدارية تناسب فطرتنا وقيمنا وتقاليدنا.

الموضوع سوف أعرضه كما أورده الأستاذ صالح بن أحمد آل سلمان الغامدي (( استشاري تدريب وتطوير اداري وقيادي )) عرض موجز لعادات النجاح الفردي والمؤسسي.

وفي نفس السياق أرى أن أهمية هذا العرض ليست فقط من أنها تسد ثغرة من التقليد ألأعمى للغرب ولكن إضافة إلى ذلك سلاسة الكاتب وخبرته ألإدارية التي تضيف على الموضوع جمالاً وجذباً للقاريء.

لقد تناول الكاتب الموضوع وقسمه إلى سبع عادات كالأتي:

1- إحرص على أن تكون سباقاً.

2- إبدأ وألأخرة في ذهنك وقلبك.

3- إبدأ بالأهم ثم المهم.

4- إحرص على ماينفعك وينفع الناس.

5- إحرص أولاً على أن تفهم الناس، ثم أن يفهموك.

6- إحرص أولاً على أن تتواد وتتراحم مع الناس، ثم أن تتعاون معهم.

7- إشحذ المنشار (جدد حياتك).

وألأن سوف أعرض العادات واحدة تلو ألأخرى وهي منقولة من عادات النجاح الفردي والمؤسسي للأستاذ صالح بن أحمد آل سلمان الغامدي

العادة 1: إحرص على أن تكون سباقا

نستطيع استخدام المساحة التي بين المثير والاستجابة لتحديد الاختيارات التي تعكس قيمنا. كل إنسان لديه القدرة على صنع قراراته بنفسه.

الناس عندما يستخدمون هذه القدرة لاختيار استجاباتهم وفقا للقيم التي اختاروها بأنفسهم، فانهم يكونون سباقون. بعبارة أخرى، الناس السباقون يستخدمون هامش الحرية المتاح لهم لتحديد اختيارات مستمدة من قيمهم.

رغم خيارات الماضي، ورغم أثر اختيارات الآخرين، وسلوكهم السلبي، فان لدينا الحرية لكي نواصل تحديد اختياراتنا وفقاً لقيمنا.

لا أحد لديه خيارات غير محدودة؛ كل إنسان مقيد بالظروف. أحياناً اختيارات الآخرين تؤثر علينا تأثيراً سلبياً. وفي أحيان أخرى نواجه تحديات لا نملك القدرة على التحكم فيها. ورغم اختيارات الآخرين والظروف، فإننا أحرار في أن نواصل تحديد اختياراتنا، فعلى سبيل المثال، حتى في أحلك الظروف، نستطيع أن نختار مواقفنا.

الناس المنفعلون لا يعترفون بالمساحة التي بين المثير والاستجابة. هم يبنون اختياراتهم على حالتهم المزاجية، وعلى عواطفهم، وعلى الظروف. الناس المنفعلون يسمحون للأمزجة، والعواطف، الظروف ( أي المثيرات ) بأن تحدد استجاباتهم. حينما يكون المثير إيجابياً، يشعرون بالراحة؛ ولكن عندما يكون المثير سلبياً، يشعرون بالضيق. لأنهم يسمحون لظروفهم بالتحكم فيهم، يحسون بأنهم ضحايا.

كما أنهم يلقون باللوم على الآخرين حينما تسوء الأمور. الناس المنفعلون ينسبون مواقفهم وتصرفاتهم إلى أمور لا يستطيعون التحكم فيها. هم يستجيبون لمثير، وينسبون سلوكهم إلى محددات وراثية، أو نفسية، أو بيئية.

المحددات الوراثية: السلوك تحدده العوامل الوراثية. على سبيل المثال، "أنا شخص يعشق العمل ليلاً، وكذلك الحال مع باقي أفراد عائلتي على مدى الأجيال السابقة، لذلك لا تحدثني في النهار لأن مزاجي يكون حادا."

المحددات النفسية: السلوك تحدده الطريقة التي تربى عليها الإنسان وتعلمها داخل أسرته. على سبيل المثال، "لقد كان أبواي يكرهان الرياضيات، ولذلك أصبحت كارهاً لها أنا أيضاً، لهذا فأنا لا أراجع أو أدقق دفتر شيكاتي."

المحددات البيئية: السلوك هو نتاج قوى وظروف خارجية. على سبيل المثال، "رئيسي في العمل دائم الانتقاد والتذمر. إنه يعكر مزاجي كل يوم."

الحتمية تؤثر فينا ولكنها لا تحدد طبيعتنا

كل من عناصر الحتمية يستطيع أن يؤثر فينا؛ ومع ذلك، فهي لا تحدد طبيعتنا. برغم العوامل الوراثية، والنفسية، والبيئية، لا تزال لدينا الحرية لكي نختار تصرفاتنا ومواقفنا.

الملكات الإنسانية الأربع تسمح لنا بتحديد وتنظيم حياتنا.

الناس السباقون يستخدمون المبادرة والمبادأة وسعة الحيلة. في المساحة التي بين المثير والاستجابة، يستخدمون الملكات الإنسانية الأربع لانتقاء اختياراتهم:

الوعي: القدرة على اختبار الأفكار والأمزجة والتصرفات. على سبيل المثال، "أنا مجهد لأني لم آخذ قسطاً كافياً من النوم البارحة،" و "لقد قلت ذلك فقط بسبب الغيرة".

الخيال: المقدرة الذهنية على صياغة أشياء خارج نطاق الخبرة أو الواقع الملموس. على سبيل المثال، "أشعر بالوحدة، سأدعو صديقا للعشاء".

الضمير: الوعي الداخلي بالحق، والباطل، والاستقامة الشخصية. على سبيل المثال، "عليّ أن أبذل مجهودا أكبر لتقوية علاقتي بابنتي. هي مهمة بالنسبة لي."

الإرادة: القابلية لاتخاذ القرارات بمنأى عن المؤثرات الخارجية. "رغم أنه قد نشر شائعات عني، سوف أكون لطيفا معه ولن أغتابه."

اللغة المنفعلة تركز على "دائرة الهموم"، أما اللغة السباقة فتركز على "دائرة التأثير." الناس الذين يستخدمون اللغة المنفعلة لا يعبرون عن تحمل مسئولية أفعالهم. فنراهم في حديثهم، يستخدمون عبارات مثل "أنا مضطر لأن ...،" أو "يا ليت ...،" أو "إنه يدفعني إلى ...." الناس السباقون يستخدمون لغة تنم عن إحساسهم بالمسئولية عن تصرفاتهم. إنهم يستخدمون عبارات مثل "لقد قررت أن،" أو "أنا أعرف كيف أتصرف،" أو "أنا أستطيع."

عندما نعمل بشكل مثمر من داخل "دائرة تأثيرنا"، فإنها تتسع وتأخذ في داخلها جزءا من "دائرة همومنا".

الناس الذين يعملون داخل "دائرة تأثيرهم" يتحكمون في مواقفهم وتصرفاتهم. كما يستخدمون القيم لاختيار طرق التأثير على الناس وعلى الأشياء. وبهذا تزداد جدارتهم بالثقة ويحصلون على ثقة الناس فيهم. وكلما زادت ثقتهم في أنفسهم، اتسعت "دائرة تأثيرهم" أيضا.

عندما نركز على "دائرة همومنا" فان "دائرة تأثيرنا" تنكمش الناس الذين يركزون على "دائرة همومهم" تتقلص قدرتهم على التأثير الإيجابي في الناس والأشياء داخل "دائرة تأثيرهم." ولأنهم يستنزفون وقتهم وطاقاتهم في أشياء ليس باستطاعتهم التحكم فيها، فانه لا يتاح لهم الوقت المطلوب ولا الطاقة الكافية للتعامل مع الأشياء التي يمكنهم التحكم فيها  ومن ثم تنكمش دائرة التأثير لديهم العلاقات تبنى بالأفعال (الحب، كفعل) قبل العواطف (الحب، كإحساس).

الناس السباقون يُعرّفون الحب على أنه فعل، وهذا الفعل يعني التضحية والخدمة والمشاركة. والحب، بالنسبة لهم، هو شيء يستطيعون العمل من أجله. في داخل "دائرة تأثيرهم". الناس السباقون يبنون العلاقات من خلال التصرفات التي تنبع من الحب، ومن ثم يحسون بالحب (العاطفة).

نستطيع أن نختار إحلال السلوكيات الإيجابية محل السلوكيات السلبية بدلا من نقل السلوكيات السلبية إلى الآخرين.

الأسرة هي عماد المجتمع، حيث تنشأ بداخلها العادات التي يتوارثها أفرادها عبر الأجيال. فإذا اعتادت العائلة تكوين علاقات جيدة مع الآخرين (مثل الشفقة والمحبة والتعاطف والتعاون والمؤازرة والتفاهم) فستنتقل هذه العادات تلقائياً من جيل إلى آخر ولسوء الحظ، فإن العادات السيئة (مثل الأنانية والاستغلال والحقد والكراهية والعداوة) تنتقل أيضاً بنفس الأسلوب.

أحياناً يستطيع إنسان أن يوقف انتقال هذا السلوك السلبي ويستبدله بآخر طيب. نستطيع اختيار تأثيرنا الإيجابي على الآخرين من خلال أفعالنا وقدوتنا الحسنة. كل منا ينقل سلوكيات وأنماط حياة ومشاعر معينة إلى الآخرين ومن خلال النقل يمكننا أن نتصرف كرموز انتقال وتحول، فنوقف عن وعي وإدراك كل الأنماط المنفعلة ونستبدلها بالسلوك السباق الفعال الإيجابي.

العادة 2: ابدأ والآخرة في ذهنك وقلبك

تشهد جميع الأشياء مستويين من الإنشاء: الإنشاء الذهني والإنشاء المادي. العادة الثانية تقول: "ابدأ والآخرة في ذهنك" فهي عادة الإنشاء الذهني - الخطة، أو تصميم ما نريد أن نكونه أو نقوم به.

ابدأ والآخرة في ذهنك هي عادة القيادة الشخصية. بممارسة عادة "ابدأ والآخرة في ذهنك"، نرفع من مستوى معيشتنا بتحديد مسارنا والعمل على الوصول للنهاية التي خططنا لها. يبدأ أكثر الناس فعالية بالتخطيط الذهني، ثم يترجمون خططهم إلى واقع مادي، أو نتائج إيجابية ملموسة.

يمكننا إعادة صياغة الأفكار والسلوكيات غير الفعالة واستبدالها بأخرى فعالة. بتطوير قيمنا وتحديد أهدافنا، نكون قد أعدنا صياغة أنفسنا - باستبدال أنماط السلوك والتفكير غير الفعال بأنماط جديدة أكثر فعالية. إعادة صياغة السيرة هي عادة الإدراك الواعي، أو الإنشاء الذهني الذي تسانده النوايا الصافية والأهداف الواضحة.

لدى كل منا مركز يقود قراراته ويحفزه على التنفيذ. يركز بعض الناس تفكيرهم ويولون جل اهتمامهم إلى: العمل أو المتعة أو الأصدقاء أو الأعداء أو الزوج أو الذات أو الممتلكات أو الأموال، ولأغراض تعليمية، تسمى هذه الاهتمامات "مراكز بديلة".

أي أنها ليست أصيلة، لأننا نهتم بها على حساب مركز حقيقي أو جوهري أو فعال، وهذا المركز الأصيل هو المبادئ. وعندما نركز على أحد تلك المراكز البديلة، فإننا بذلك نسمح للظروف وآراء الآخرين بقيادتنا والتحكم فينا.

من بين جميع المراكز، هناك مركز واحد فقط يحقق فعاليتنا ويساعدنا على الانطلاق. تشكل المبادئ، ومن أمثلتها: ( العدل والاستقامة والأمانة وكرامة الإنسان والخدمة والتميز والطاقات الكامنة والنمو والتطور والصبر والتشجيع والإنصاف والثقة ..الخ ) أجزاء من الضمير الإنساني. فعندما يتخذ الناس قراراتهم بناء على المبادئ، فإنهم يقومون باختيارات حكيمة تزيد من سعادتهم وشعورهم الإيجابي تجاه أنفسهم.

ويتميز الذين يجعلون المبادئ محور حياتهم بالآتي: الابتعاد عن انفعالات الموقف وعن العوامل الأخرى التي قد تؤثر فيه؛ القيام باختيارات سباقة بعد تقييم البدائل؛ يمكن أن تكون الرسالة الحياتية الشخصية أداة فعالة نحو توفير اتجاه ومعنى للحياة.

تجيب كل رسالة حياتية شخصية عن سؤالين أساسيين، هما: من أكون؟ ما هي المبادئ التي توجهني و تؤطر حياتي؟ ينقب السؤال الأول عن بعض الموضوعات الشخصية الأساسية. فهو يطلب من الناس أن يفحصوا حياتهم العامة والخاصة بعمق ودقة أكثر، وأن يحددوا السمات الشخصية والإسهامات والإنجازات التي يقدرونها.

يجب على الناس تخيل النتائج المنشودة كجزء من هذا الإجراء. يتطلب السؤال الثاني من كل منا أن يحدد المبادئ والقيم التي يمكن من خلالها تحقيق الرؤية. عندما تكتب رسالتك في الحياة، ستصبح أكثر وعيا بإمكاناتك ومواهبك وميولك الطبيعية. من هنا لا ينبغي لك أن تتسرع في الإجابة، بل خذ وقتك وفكر في السؤالين بعمق.

تمثل كتابة رسالتك في الحياة اكتشافا .. وإنشاء أيضا. كتابة رسالتك في الحياة مغامرة لاكتشاف الذات. فهي طريقك لاكتشاف هدفك، ولزيادة معرفتك بنفسك، واكتشاف مواهبك واهتماماتك وأهم رغباتك في الحياة. الملكات الأربع التي منحها الله لك (وهي الوعي الذاتي والتخيل والضمير والإرادة المستقلة) تساعدك خلال رحلتك الاستكشافية لصياغة رسالتك في الحياة.

الأهداف والأدوار التي نلعبها في الحياة تمنح الحياة معنى ونظاما. كما تساعدنا الأدوار على الاحتفاظ بالتوازن في حياتنا. فداخل كل دور، تحدد الأهداف ما نريد تحقيقه. فالأهداف هي أساس التخطيط الأسبوعي واليومي. وأفضل الأهداف هي تلك التي ترتبط برسالتك في الحياة.

العادة 3: ابدأ بالأهم ثم المهم

يساعدنا إمتلاك النفس على قضاء وقت أطول في المربع الثاني. تعبر العادات الأولى والثانية والثالثة عن قدراتنا الإنسانية الكامنة والمتميزة. فهي تنقلنا من الانفعال إلى السباقية الكاملة. وعندها لن نشعر بسيطرة الظروف والأحداث علينا بل سنستشعر الهدف السامي لحياتنا ونعمل جاهدين في سبيل تحقيقه.

تساعدنا الأولويات على تحقيق ما نعتبره هدفا يستحق العناء. الأولويات هي تلك الأشياء الجديرة بأن نحققها. فهي توجهنا إلى الاتجاه الصحيح. كما تساعدنا على تحقيق الأهداف المبنية على المبادئ، تلك الأهداف التي عبرنا عنها في رسالتنا في الحياة.

يمكن تصنيف جميع الأنشطة حسب كل من "الأهمية" و "الاستعجال"، كما يمكن وضعها في أي من المربعات الأربعة في مصفوفة إدارة الوقت. فنعتبر النشاط هاما إذا وجدنا أنه ذا قيمة ويسهم في تحقيق رسالتنا في الحياة، وقيمنا وأهدافنا التي لها أولوية قصوى. في حين نعتبر النشاط عاجلا إذا شعرنا نحن أو الآخرون أنه يبدو عليه أنه يتطلب انتباها فوريا.

يركز أفضل استخدام لوقتنا على المربعات التي تؤكد الأهمية (المربعين الأول والثاني). ويجب أن يكون تركيزنا الرئيسي على المربع الثاني بالدرجة الأولى.

يمكننا البحث عن التميز في عملنا وعلاقاتنا من خلال المربع الثاني. ولهذا السبب يقوم الأشخاص ذوو التفكير الفعال بما يلي:

قضاء جزء كبير من وقتهم في المربع لثاني، مع إيجادهم للفرص ومحافظتهم على الموارد.

التنبؤ بأنشطة المربع الأول وتحريكها نحو المربع الثاني.

الاستعداد لنشاطات المربع الأول أو محاولة منع حدوثها، وبذلك يمكن تقليل أو إلغاء عنصر الاستعجال فيها.

التعرف على الأنشطة التي لا تساهم في تحقيق رسالتك في الحياة ومنعها.

تتضمن العادة الثالثة عملية من ست خطوات تساعدنا على التصرف بناء على الأهمية لتنظيم الأولويات وتنفيذها.

الخطوة الأولى (تواصل مع رسالتك): اربط ذهنك وقلبك بهدف مبني على المبادئ ويستحق التنفيذ.

الخطوة الثانية (راجع أدوارك): تساعدك مراجعة أدوارك على تحقيق التوازن وزيادة رصيد حساب الثقة الخاص بعلاقاتك مع الآخرين.

الخطوة الثالثة (حدد أهدافك اسبوعيا): إسأل نفسك، "ما الذي يمكنني أن أقوم به من خلال أدواري لكي أحيا وفقا لرسالتي في الحياة، ولكي يصبح حلمي حقيقة؟"

الخطوة الرابعة (نظم أهدافك أسبوعيا): نظم أمورك أسبوعيا، لكي تتضح رؤيتك، ولكي تحصل على وقت كاف للتخطيط لأنشطة المربع الثاني.

الخطوة الخامسة (نفذ أهدافك يوميا): إسأل نفسك، "هل يقودني هذا الاختيار إلى ما أريده حقا؟"

الخطوة السادسة (قيم حياتك أسبوعيا): راجع الدروس الحياتية المستفادة، وتذكر رسالتك في الحياة، والتزم باستخدام نتائج التقييم.

العادة 4: احرص على ما ينفعك وينفع الناس

تفكير "انفع نفسك وضر الناس" يدعو إلى عقد مقارنات ومنافسة غير صحية "أنا أنفع نفسي، عندما تضر نفسك أنت" يمثل نموذجا إدراكيا منتشرا بين الأكاديميين والرياضيين والسياسيين ورجال القانون والعائلات والزملاء والأصدقاء.

أسلوب إنفع نفسك وانفع الناس" هو التزام يسمح للجميع بالإنتفاع. يمثل التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" إطارا ذهنيا وعاطفيا يسعى باستمرار للفائدة المتبادلة في جميع التفاعلات الإنسانية. وتعني "انفع نفسك وانفع الناس" النفع للجميع لأن الاتفاقات أو الحلول المتفق عليها نافعة ومرضية للجميع - فيكون لدى كل الأطراف أحاسيس طيبة نحو القرار، كما تشعر بالتزام نحو عملية التنفيذ.

كل المواقف التي لا تتضمن مبدأ "انفع نفسك وانفع الناس" تعتبر عديمة الفعالية. فمثلا، قد يكن أحد الوالدين لولده حبا مشروطا بالتفوق في مجال ما أو باتباع سلوك يقبله الوالد. وقد لا يظهر رئيس في العمل رد فعله إلا في حالات الفشل فقط، وليس في حالات النجاح تتحقق الفعالية عندما تكون العلاقات الإنسانية مهمة لنا لدرجة نهتم فيها برفاهية الآخرين وحسن أحوالهم بصرف النظر عما يمكنهم تقديمه لنا.

عقلية الندرة عكس عقلية الوفرة. صاحب عقلية الندرة يعتقد أنه يتضرر عندما ينتفع إنسان آخر. يمثل مبدأ "انفع نفسك وانفع الناس" توازنا بين الشجاعة والشهامة (مراعاة مشاعر الناس). يركز الشجعان الذين لا يراعون مشاعر الناس على اتفاقات "انفع نفسك وضر الناس.

" أما التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" فينبع من إقامة التوازن بين الشجاعة والشهامة (مراعاة مشاعر الناس). تنبع علاقات "انفع نفسك وانفع الناس" من الإيمان بالبديل الثالث، ومن التنازل الاختياري عن الأنانية.

فالذين لا يثقون في بعضهم البعض لا يؤمنون باتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس،" إذ تنبع الثقة من الإيداعات المتكررة والزيادة في رصيد حساب الثقة. وعندما تكون درجة الثقة عالية بين الطرفين، تتبعها تلقائيا اتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس."

وتنمو علاقات "انفع نفسك وانفع الناس" من الإيداع غير المشروط في حساب الثقة. ومن ناحية أخرى، يتم تدمير العلاقات عن طريق السحب المستمر من حساب الثقة. التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" هو صورة ذهنية للتعامل الإنساني. وينبع التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" من مكارم الأخلاق: الاستقامة، والنضج، وعقلية الوفرة. وهو ينبثق من العلاقات التي يوجد فيها درجة عالية من الثقة، وتتجسد في الاتفاقات التي توضح وتدير التوقعات والإنجازات بفعالية. ويمكننا ممارسة التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" من خلال أربعة أركان: (1) مكارم الأخلاق، (2) العلاقات، (3) اتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس" و (4) النظم والعمليات.

وتركز الدورة التدريبية "العادات السبع: عادات الناس ذوي الفعالية العالية" على البعدين الأول والثاني. أما اتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس" والنظم والعمليات فيتم تغطيتها بالكامل في البرنامج التدريبي "الأدوار الأربعة للقيادة."

يمتلك أصحاب شخصية "انفع نفسك وانفع الناس" الاستقامة والنضج وعقلية الوفرة. الاستقامة: الناس ذوو الاستقامة صادقون في مشاعرهم وقيمهم ومبادئهم. عقلية الوفرة: الناس الذين يتمتعون بعقلية الوفرة يؤمنون بأن هناك من الخير ما يكفي الجميع. النضـج: الناس الناضجون يعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم بشجاعة مع مراعاة أفكار ومشاعر الناس.

العادة 5: احرص أولا على أن تفهم الناس، ثم أن يفهموك

لكي تقوم بتشخيص حالة إنسان ما أو موقفه أو مشكلته تشخيصا صحيحا، عليك أن تمارس الاستماع التعاطفي أولا  قبل تقديم النصيحة لشخص ما، علينا أن نحدد دوافع أو ظروف أو حالة هذا الشخص أولا. وعلينا أن نأخذ في الاعتبار الوقت والجهد الضروريين لممارسة "التشخيص قبل العلاج.

" فالطبيب الماهر يقوم بتشخيص المرض قبل أن يقدم وصفة بالعلاج. والمهندس يحدد القوى والضغوط المرتبطة بالأرض والتضاريس والمواد قبل تصميم الجسر يستمع الناس بدرجات مختلفة. الاستماع جزء مهم، لكنه للأسف يتعرض للإهمال في عملية الاتصال.

ومعظم استماعنا يحدث عند المستويات الأربعة الأولى (التجاهل، التظاهر بالاستماع، الاستماع الانتقائي، والاستماع بانتباه). أما الاستماع التعاطفي، أي المستوى الخامس، فهو المستوى الوحيد الذي يسمح للمستمع بالتشخيص والفهم السليم للطرف الآخر.

الاستماع التعاطفي ضروري وحيوي تحت ظروف معينة الاستماع التعاطفي مهم دائما، لا سيما في الظروف التالية: عندما يحمل التفاعل شحنة عاطفية وانفعالية قوية؛ عندما تكون العلاقة متوترة أو الثقة غير متوافرة؛ عندما نكون غير متأكدين من فهم الآخرين لنا؛ عندما تكون المعلومات معقدة أو غير معروفة لنا؛ عندما نكون غير متأكدين من ثقة الشخص الآخر بفهمنا له.

الاستجابة النابعة من السيرة الذاتية تحول بيننا وبين الفهم الصحيح. عندما نستمع إلى الآخرين نميل إلى غربلة ما نسمعه من خلال خبراتنا وتجاربنا. إذ تشكل خلفياتنا وتاريخنا أدوات فرز نابعة من سيرتنا الذاتية. نقوم بتفسير كلمات ومشاعر الناس لكي تناسب آراءنا وخبراتنا وتجاربنا. وعندما نجيب على ما قالوه فإننا في الحقيقة نقوم بإخبارهم بما كنا سنفعله لو كنا في مكانهم. لكننا لا نخبرهم بما يجب أن يقوموا به.

كم مرة سمعت نفسك تقول: "لو أنا في مكانك ...؟" هذا النوع من الإجابة يمنعنا من فهم الطرف الآخر فهما صحيحا. تأخذ الإجابة النابعة من الذات واحدا من الأشكال التالية: النصح وإلقاء الأسئلة والتفسير والتقويم.

يساعدنا الاستماع بالعين والأذن والقلب على فهم المشاعر والمعاني والمحتوى. التعبيرات والحركات غير المنطوقة مهمة للغاية عندما نحاول أن نفهم شخص آخر. فالاستماع بالعين والأذن والقلب ينبهنا إلى المفاتيح غير المنطوقة مثل نبرات الصوت وملامح الوجه ولغة الجسد بحيث يمكننا فهم المشاعر والمعاني بالإضافة إلى المحتوى.

الإجابة التعاطفية هي فهم عميق لإنسان آخر. ليس لب الإجابة التعاطفية أن تتفق مع شخص ما، أو أن نختلف معه، ولكنه يعني أننا نفهم الإنسان الآخر بعمق، عاطفيا وذهنيا وثقافيا. فالاستجابة التعاطفية تحدث عندما نضع أنفسنا مكان شخص آخر، ونمر بنفس المشاعر التي مر بها. لا يعني هذا أننا بالضرورة نتفق معه كما في العطف لكنه يعني أننا نفهم وجهة نظر الطرف الآخر. هدف الاستجابة التعاطفية، إذاً، هو الفهم العميق لشخص آخر، ذهنيا وعاطفيا، ومعايشته في مواقفه العاطفية والفكرية.

الاستجابة التعاطفية تمنح الآخرين فرصة التنفيس عن مشاعرهم. تسمح الاستجابة التعاطفية للناس بالتعبير عن مشاعرهم واختبارها حسب إيقاعهم الشخصي وفي الاتجاه الذي يرغبونه.

مهارة الاستجابة التعاطفية تحتاج لمران وتدريب وممارسة. تمزج الاستجابة التعاطفية بين عدة مهارات، تتضمن فهم المشاعر، والمفاتيح غير المنطوقة، وصياغة الاستجابة الحميمة بوضوح ومؤازرة. ولكن الاستجابة الحميمة تحتاج بعد كل هذا إلى مران وتدريب وممارسة.

الاستجابة التعاطفية ليست مناسبة في كل الأحوال. في بعض الأحيان لا شيء يجدي سوى الصبر والصمت. وفي كثير من تفاعلاتنا لا تنفع سوى استجابات تعاطفية. أحيانا يبدو وكأن لا شيء يؤتي ثماره. فالاستجابة التعاطفية هي فقط إحدى الأدوات التي تساعدنا على فهم الآخرين.

الوجه الآخر لفهم الآخرين هو أن تجعلهم يفهمونك. بعد أن نفهم الآخرين، نبدأ في البحث عمن يفهمنا. ويقترب الآخرون من فهمنا إذا عرضنا أفكارنا بوضوح، وتحديد، وفي إطار فهمنا العميق لهمومهم ونماذجهم الإدراكية. وكما في أسلوب إنفع نفسك وانفع الناس، تقوم هذه العادة بإيجاد توازن بين الشجاعة ومراعاة الآخرين. ففي حين يتطلب فهم الآخرين مراعاتهم، يتطلب فهم الآخرين لك شجاعة من جانبك.

العادة 6: إحرص أولا على أن تتواد وتتراحم مع الناس، ثم أن تعاون معهم

التكاتف والتفاعل يعني أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء. عندما يعمل شخصان أو أكثر على فهم أمر ما، يمكنهم تكوين ظاهرة تسمى " التكاتف." التكاتف يمكننا من أن نكتشف معا أشياء كانت فرص اكتشافنا لها فرادى أقل بكثير.

التكاتف إجراء يوصلنا إلى البديل الثالث. البديل الثالث هو حل مشترك يتم التوصل إليه من خلال مفهوم "انفع نفسك وانفع الناس" الذي يرضي جميع الأطراف المعنية. ولكي يجد الناس البديل الثالث، يجب أن تتم اتصالاتهم بشكل تعاوني، كما يجب أن يعملوا على تحقيق أهداف مشتركة.

لا يمكن تحقيق التفاعل دون الوصول إلى البديل الثالث أولا يتم تحقيق التكاتف والتفاعل بعد تكوين بيئة مساندة لهما  بالعمل داخل إطار دائرة التأثير الخاصة بنا، يمكننا تكوين بيئة يزدهر من خلالها التكاتف والتفاعل.

تتضمن عناصر هذه البيئة: تبني مواقف "انفع نفسك وانفع الآخرين؛" فهم الآخرين أولا؛ الإيمان بقدرتنا على الوصول إلى البديل الثالث. ملحوظة: تقوم هذه العادة على العادتين السابقتين: فكر بطريقة "انفع نفسك وانفع الآخرين،" و "احرص أولا على تفهم الآخرين، ومن ثم على أن يفهمك الآخرون."

العلاقات التي تجمع أناسا ذوي قدرات وأساليب تفكير مختلفة تمثل فرصا للتكاتف  تزداد فرص التكاتف مع الآخرين عندما لا يرى شخصان الأمور بنفس الطريقة. الاختلاف بينهما يمثل فرصة.

وقد يكون هناك خلافات بين الذين يفكرون بشكل مختلف أكثر ممن يفكرون بنفس الطريقة، ولكن عندما تنهار علاقات العمل أو العلاقات الشخصية بسبب عدم الاتفاق، فإنه لا يكون بسبب تلك الاختلافات. السبب الحقيقي هو أن الأشخاص المعنيين لم يقدروا الاختلافات بينهما أو طريقة الاستفادة منها.

الخطوة الأولى نحو الاستفادة من وجود الاختلافات هي تقديرها واحترامها. لا يؤدي مجرد وجود الاختلافات إلى التكاتف بين الناس  بل يجب أن نقدر ونحترم الاختلافات بيننا، وأن نستفيد من وجودها. احترام الفروق والاختلافات يعني منح الآخرين حرية التفكير المستقل، وأن نكون منفتحين لآرائهم. أما تقدير الاختلافات فيعني الاقتناع بأن رؤيتنا غير كاملة.

التحدي الذي يواجهنا هو احترام وتقدير الاختلافات وأن نتعلم مما تكشفه لنا، حيث يمكننا أن نراها كفائدة أو كتهديد، واختيارنا يحدد نوع العلاقات ونوع الحياة التي نحياها.

الأحكام المسبقة قد تعوق تقدير الفروق والاختلافات. تمثل الأحكام المسبقة صور ذهنية مقيدة وغير دقيقة فهي تمنعنا من تقدير قيمة الاختلافات بيننا وبين الآخرين .

الاتصالات التكاتفية مفتوحة عندما تكون اتصالاتنا تكاتفية، فإننا ببساطة نفتح أذهاننا وقلوبنا لاحتمالات جديدة، وبدائل جديدة، واختيارات جديدة. فنحن نؤمن بأن الحلول التي نتوصل إليها ستكون أفضل بكثير من الحلول السابقة.

العادة 7: اشحذ المنشار (جدد حياتك)

تعني عبارة اشحذ المنشار صيانة وتحسين ما يساعدنا على إنجاز أعمالنا وتحقيق رغباتنا عنوان العادة السابعة: اشحذ المنشار، تعود إلى قصة الحطاب الذي يركز بشدة على قطع الأشجار، لدرجة أنه يرفض التوقف لشحذ منشاره المثلوم، ونتيجة لذلك يضيع وقته وطاقته في قطع الأشجار بتلك الطريقة مما يستغرق وقتا أطول وطاقة أكبر عما إذا كان قد شحذ منشاره.

ما نتعلمه من هذه القصة هو أهمية الصيانة وتحسين الأشياء التي تساعدنا على إنجاز أعمالنا وتحقيق رغباتنا تساعدنا أجسادنا وأذهاننا وأرواحنا على تحقيق أهدافنا.

فيكون من واجبنا صيانة إمكانات الإنتاج الشخصية الخاصة بنا (في المجالات البدنية والذهنية والروحية والاجتماعية العاطفية) للوصول إلى أداء أفضل. ويمكن اعتبار صيانة إمكانات الإنتاج الخاصة بنا هي محور عادة شحذ المنشار.

لشحذ المنشار، عليك ببعض التعديلات اليومية التدريجية: معظم الناس على دراية كاملة بمواطن الضعف لديهم، وهم لا يرتاحون لوجود تلك النقاط ومن المؤكد أنهم يفضلون تغييرها ولكنهم منغمسون في عملية التغيير والتي أصبحت بمثابة عادة طبيعية ثانية بالنسبة لهم.

يجب ألا تتضمن المراحل الانتقالية تغييرات فجائية وكبيرة. فالفكرة من وراء شحذ المنشار هي أن تقوم بتغييرات تدريجية يوما بيوم. فاتخاذ خطوات صغيرة متزايدة بانتظام يعطيك عائدا تراكميا يكون له أثر أقوى وديناميكية أكبر من الأثر الذي يمكن أن يحققه أي مجهود عظيم غير منتظم.

ممارسة الرياضة والدراسة والتدريب بانتظام يحسن من حالة الذهن والجسد والحالة المعنوية للإنسان. لا يمكن للجسد والذهن والروح غير المصقولة وغير الشفافة أن تعمل بكفاءة. فبدون تدريب، يصبح الذهن أقل قدرة على الاستخلاص من الذاكرة أو جمع المعلومات أو تقديم أفكار جديدة وبدون الاهتمام بتعاملنا مع الناس تتبخر العلاقات وتندثر. وبدون التعرض للضوء تعمى العيون تدريجيا. وبدون حساسية واستجابة للمشاعر الداخلية، يموت الضمير.

الناس بحاجة إلى صيانة وتحسين أنفسهم. فممارسة الرياضة توسع حدود القدرات البدنية وتعمل الدراسة والتأمل على تجديد الذهن والحالة المعنوية للإنسان. أما الإيداع في رصيد حساب الثقة الذي لنا لدى الناس وزيادة ثقتهم فينا فيعمل على تطوير علاقاتنا بهم.

البعد الروحي هو مصدر المعاني والأهداف بالنسبة لنا. البعد الروحي هو مصدر المعاني والإلهام لنا، وهو يمثل لب وجوهر السباقية التي تعني اختيار استجابتنا بناء على القيم التي نؤمن بها. فنحن ننهل من البعد الروحي عن طريق الأنشطة التي تقربنا من الله سبحانه وتعالى.

البعد الاجتماعي يمنحك فرصة إمتلاك القلوب. في حين ترتبط الأبعاد البدنية والروحية والذهنية بعلاقة قوية بكل من العادات الأولى والثانية والثالثة،(مبادئ الرؤية الذاتية، والقيادة الذاتية والإدارة الذاتية)، فإن البعد الاجتماعي العاطفي يقوم على كل من العادات الرابعة والخامسة والسادسة (مبادئ القيادة الجماعية، والاتصالات التعاطفية والتعاون الخلاق).

البعد الاجتماعي يمثل تحديا لسباقيتنا. يمثل الناس غالبا أكبر تحد لسباقيتنا. فمخالطتهم والعيش معهم يعطينا فرصة لتطبيق القيم التي نؤمن بها. و في كل مرة نقوم بذلك نطور وننمي بعدنا الاجتماعي العاطفي.

 

 

المصدر: geocities
Eng-fatma

Eng.fatma

  • Currently 93/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 854 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

476,975