<!--<!--
إحتياج الأبقار من المعادن
بالرغم من أن احتياج الأبقار من المعادن ضئيل جداً إذا ماقورن باحتياجاتها من البروتين والنشاء والدهن، إلا أن نقص المعادن في علائقها يسبب لها أضراراً تفوق الأضرار التي يسببها نقص المواد الأخرى.
كان يعتقد قديماً أن المعادن الضرورية للحياة هي (الصوديوم، الكالسيوم، الفوسفور، الكلور) فقط إلا أنه تبين أن معادن (البوتاسيوم، واليود، والحديد، والنحاس، والكوبالت، والمنغنيز) هي ضرورية أيضاً.
إن معدني الصوديوم والكلور ضروريان للمحافظة على الضغط الأسموزي في خلايا الجسم، كما أن الصوديوم هو المادة القلوية الرئيسية لمعادلة التفاعلات في الأنسجة الجسمية، أما الكلور فهو أساسي لتكوين حمض كلور الماء في العصارة المعدية، تلك المادة التي تساعد على هضم الأغذية، ويمكن تأمين احتياجات الأبقار من هذين العنصرين بإضافة 1-2% ملح طعام إلى علائقها، وبالإضافة إلى احتواء ملح الطعام على عنصري الصوديوم والكلور فهو منشط لإفراز اللعاب ولعمل الانزيمات، كما أنه فاتح للشهية, لذا لايكتفي بعض المربين بإضافته إلى العليقة بالنسب المذكورة، بل يعمدون إلى وضع كمية منه في صندوق يوضع في أحد أركان الحظيرة أو جوانب المسرح وذلك لتلعق منه الأبقار ماتشاء.
أما الفوسفور والكالسيوم فهما ضروريان لنمو العظام والأسنان ويدخلان في تركيب بعض العصارات الجسمية، وهما مصدرا فوسفور وكالسيوم الحليب، فتحتاج البقرة التي تزن 500 كغ عشرة غرامات من الكالسيوم يومياً لحفظ حياتها وإلى 2 غراماً لكل كيلو حليب تنتجه، يضاف إلى ذلك ستة غرامات في الشهرين الأخيرين من الحمل وذلك لتأمين احتياجات الجنين من هذه المادة، كما يلزم لهذه البقرة يومياً عشرة غرامات من الفوسفور لحفظ حياتها وغراماً ونصف لكل كيلو حليب تنتجه، وستة غرامات في الشهرين الأخيرين من الحمل.
يؤدي نقص الكالسيوم والفوسفور في العلائق، أو عدم استطاعة الحيوان تمثيل هذين العنصرين في الجسم (نتيجة لنقص فيتامين د) إلى حدوث الكساح في الحيوانات الصغيرة بسبب عدم ترسب الكمية اللازمة منها على العظام، فتصبح لينة سهلة الالتواء والكسر، كما أن نقص الكالسيوم والفوسفور في الجسم يؤدي إلى تصلب الأرجل وتورم المفاصل وتقوس الظهر وقلة الشهية للطعام.
تظهر أعراض نقص الكالسيوم والفوسفور على العجول والعجلات الصغيرات التي لاتتعرض لأشعة الشمس ولاتأخذ كفايتها من الحليب والعلف الأخضر أو الدريس، ومن المستبعد ظهور أعراض النقص عليها بعد فطامها إذا أعطيت حوالي 1كغ من العليقة المركزة المتوازنة المحتوية على 10-20% من مادة غنية بالفوسفور كالنخالة أو كسبة القطن وعلى كمية من العلف الأخضر الجيد. وتعالج حالات النقص بإضافة مطحون الأحجار الكلسية وثنائي فوسفات الكالسيوم أو العظم المطحون إلى علائقها كذلك بإضافة فيتامين (د).
أما بالنسبة للحيوانات تامة النمو، فإذا حدث لديها نقص في عنصري الكالسيوم والفوسفور فإنها تستعمل مخزون هذين العنصرين في عظامها فتصبح هذه العظام هشة مسامية سهلة الكسر والتشقق، كذلك تصاب هذه الحيوانات بتصلب المفاصل وبالعرج. ويؤدي نقص عنصري الكالسيوم والفوسفور لدى الأبقار الحلوب إلى نقص في شهيتها وانخفاض انتاجها وإلى قلة في الإخصاب ونفوق في الأجنة أو ولادة عجول خفيفة البنية، وإذا استمر هذا النقص لجأت هذه الأبقار إلى مضغ ماتيسر لها من قطع العظام والأخشاب والجلود، أو إلى أكل التراب بمحاولة لتأمين حاجتها من هذين المعدنين. وإن مضغ هذه الأشياء يؤدي في بعض الحالات إلى نفوق عدد من الأبقار نتيجة لبلع المسامير الموجودة في الأخشاب أو الجلود أو لتسمم ناتج من عظام أو لحوم متعفنة ومجرثمة.
هذا وتحتاج الأبقار إلى معادن أخرى غير الصوديوم والكالسيوم والفوسفور والكلور، فاليود ضروري لإفراز هرمون الثيروكسين الذي بدوره يؤثر على شهية الحيوان، وإن نقص هذا المعدن يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية وبالتالي تورم العنق. أما الحديد فإنه يؤثر على تكوين الكريات الحمراء في الدم، وللنحاس والكوبالت والفلور وغيرها من المعادن وظائف خاصة إلا أن حاجة الأبقار من هذه المواد قليلة جداً.
ساحة النقاش