هل أنت قادر على الالتزام بالأهداف التي حدَّدتها لنفسك مهما كان نوع هذه الأهداف؟. وهل يمكن أن تعتبر نفسك من الأشخاص القادرين على تحقيق أهدافهم والالتزام بخططهم للوصول إلى الهدف الذي يريدونه؟. على الرغم من أنه قد تنتابنا مشاعر الحماسة والنشاط والحيوية عندما نضع لأنفسنا هدفاً ما، إلا أنه سرعان ما «تتلاشى» هذه الحماسة، لنجد أنفسنا بعيدين عن «الطريق» الذي يمكن أن يوصلنا إلى الهدف الذي كنا قد حدَّدناه لأنفسنا. ولكن، كيف يمكن لنا أن نؤكِّد لأنفسنا إن كنا فعلاً سنصل إلى الهدف الذي نريد أم أننا «سنبتعد» على الأرجح عن «الطريق» الذي سيوصلنا إلى هذه الهدف؟
من الطبيعي أن نشعر أحياناً بأننا قد «ضللنا» طريقنا إلى الهدف الذي نودُّ تحقيقه.. ولكن، هل نحن قادرون على إعادة الالتزام بخططنا من جديد والعمل على تحقيق أهدافنا؟.
ومَن منا لم يشعر أبداً بالحماسة لفكرة جديدة أو هدف جديد عندما يضعه أمام عينيه، إلا أنه وبعد مرور فترة بسيطة من الزمن يجد نفسه وقد فقد حماسته التي تدعمه للمثابرة في الوصول إلى هدفه؟.
ومهما كان نوع الهدف الذي تنوي تحقيقه، فإنه من الضروري أن تسأل نفسك بعض الأسئلة، والتي تساعدك على تحديد ما إذا كنت قادراً على الوصول إلى هذا الهدف أم أنك ستدع للمشاعر السلبية أن تمنعك من ذلك.
ولا تساعدك الإجابة عن هذه الأسئلة على تحديد إن كنت ستصل إلى هدفك فقط، بل إنَّ هذه الأسئلة يمكن أن تساعدك على الالتزام بأهدافك والوصول إليها. وفي حال أردت فعلاً الوصول إلى أهدافك في هذه الحياة، فإنه من الضروري أن تحاول الإجابة عن هذه الأسئلة.
السؤال الأول: هل تركِّز على أكثر من قرار، وتركِّز على أكثر من هدف في الوقت نفسه؟
هل يمكن أن تعتبر نفسك من بين الأشخاص الذين يحاولون الالتزام بعدة قرارات في الوقت نفسه، وهل يمكن أن تجد نفسك وقد حاولت التركيز على أكثر من هدف في الوقت ذاته؟.
يمكن أن يميل الكثير من الأشخاص إلى الالتزام بعدة قرارات في الوقت نفسه، أو يسعون إلى تحقيق أكثر من هدف واحد في الوقت ذاته.
ولكن، هل يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الوصول إلى أهدافهم؟.
يقول الخبراء، إنه من الأفضل أن لا تحاول «اللحاق» بأكثر من هدف في الوقت نفسه. وعلى الرغم من أنَّ الالتزام بأكثر من هدف في الوقت نفسه لا يمكن أن يمنعك من تحقيق أهدافك، إلا أنه من الأفضل أن تركِّز على هدف واحد دون الانشغال بأكثر من هدف في الوقت نفسه. كما أنَّ التركيز على هدف معيَّن ثم الانتقال إلى الهدف الآخر، يساعدك على تحقيق هدفك بكفاءة أكثر؛ حيث تكون صافي الذهن على الأغلب بعيداً عن التوتر والإجهاد الذي يسبِّبه التفكير في أكثر من هدف في آن واحد. وأوضح الخبراء أنَّ التفكير في أكثر من هدف لن يجعلك قادراً على التفكير في الهدف من كافة جوانبه، وبالتالي فإنَّ أحد أهدافك يمكن أن يتأثَّر سلباً على حساب الهدف الآخر. ويمكن للتفكير في أكثر من هدف أن يجعلك شخصاً متوتراً، وبالتالي ستكون فاقداً للقدرة على التركيز على الأهداف أمامك.
السؤال الثاني: هل «تعرف» أهدافك بشكل «محدَّد»؟
يعدُّ هذا السؤال من بين أهم الأسئلة التي تساعدك على معرفة ما إن كنت «ستصل» إلى هدفك أم لا. إذ إنَّ معرفتك ما إذا كنت قد «حدَّدت» هدفك بشكل واضح، يمكن أن تساعدك على التأكُّد ما إذا كنت ستصل إليه أم لا. وهنا حاول أن تسأل نفسك: هل هدفك «محدَّد» فعلاً و»دقيق» وواضح بالنسبة إليك، أم أنه ليس كذلك أبداً؟.
وفي كثير من الأحيان قد نضع لأنفسنا ومن دون إدراك بعض الأهداف التي لا تكون فعلاً «دقيقة» أو واضحة بالنسبة إلينا.
ويمكن أن تكون الأهداف «واسعة» وغير «محدَّدة» تماماً، ويمكن أن تشمل عدة أمور في الوقت نفسه، وفي هذه الحالة فإنه يكون من الصعب أن نصل إليها. وفي حال كان الهدف الذي تودُّ الوصول إليه هو «أن توفِّر مبلغاً من المال»- على سبيل المثال- فإنَّ الهدف هنا يمكن أن يعدَّ «عاماً»، وليس محدَّداً على الإطلاق، وسيصعب عليك الوصول إليه. ومن الأفضل في هذه الحال أن تجعل هذا الهدف محدَّداً أكثر؛ كأن تحدِّد المبلغ الذي تودُّ أن توفِّره.
ويقول الخبراء، إنه كلما كان الهدف محدَّداً أكثر، زاد احتمال نجاحك في تحقيقه، أما في حال كان غير واضح، فإنك على الأغلب ستجد صعوبة أكبر في الوصول إليه. ولذلك، ينصح الخبراء بأن تحاول تحديد هدفك قدر الإمكان، لكي تتأكَّد من أنك قد حقَّقته؛ ففي حال لم يكن محدَّداً فإنك لن تكون قادراً على معرفة ما إن كنت قد وصلت إليه أم لا. وفي حال أردت أن تخسر وزنك الزائد- على سبيل المثال- فإنه من الأفضل أن تحدِّد الوزن الذي تودُّ أن تخسره، وتحدِّد أيضاً الفترة الزمنية التي تودُّ فيها أن تكون قد خسرت هذا الوزن الزائد. ويساعدك تحديد الهدف بشكل أدق على الالتزام «بالطريق» الذي سيوصلك إلى الهدف بشكل أسهل.
السؤال الثالث: هل تميل إلى تسجيل أهدافك على الورق؟
يمكن أن لا يخطر في بال العديد منا أن يسجِّلوا الأهداف التي يودُّون تحقيقها على الورق. إلا أنه من الضروري لكي تستطيع الوصول إلى هذه الأهداف أن تقوم بتسجيلها في دفتر خاص بك، أو أن تسجِّلها على شاشة الكمبيوتر لديك. وهنا حاول أن تسأل نفسك: هل قمت بتسجيل أهدافك على ورقة وأبقيتها في مكان قريب منك، بحيث تكون قادراً على أن تراها أمامك من وقت إلى آخر؟.
لا يمكن أن تتوقَّع أن تكون قادراً على الوصول إلى أهدافك بسهولة في حال لم «تذكِّر» نفسك بهذه الأهداف بين فترة وأخرى.
كلما «رأيت» هدفك أمامك وشعرت بأنه قابل للتحقق وأنه «واقعي»، فإنك ستثابر على تحقيقه وتبتعد عن «التأجيل» والمماطلة.
ويقول الخبراء، إنه كلما شعرت بأنَّ هدفك «حقيقي»، فإنَّ ذلك يمكن أن يزيد من احتمال نجاحك في تحقيق هذا الهدف
ساحة النقاش