الفارق بين الفريقين دقيق جدا حتى أن الكثير من الناس لايدركونه. وهذا الفارق يمثل الحد الفاصل بين العيش في المشكلة والانطلاق نحو الحل، وهنا يكمن الفارق الكبير بين نوعي التفكيرحيث سيظل الفريق الأول يفكر في المشكلة ويدور حول نفسه مما يجعل حياته كلها تدور حول هذه المشكلة، بينما الفريق الثاني ينطلق من فهم المشكلة للبحث عن الحل ولا يظل حبيسا للتفكير في المشكلة ذاتها.    إدراك هذا الفارق رغم بساطته ودقته يمثل فارقا شاسعا بين الفريقين. فهناك فريق من الناس عندما يقع في مشكلة، تحاصره هذه المشكلة ويبقى أسيرا للتفكير في أسبابها، ومتى بدأت ومن السبب في حدوثها ...إلخ ويقودة ذلك إلى الوقوع في المزيد من المشاكل المرتبطة بنفس المشكلة الأولى ويعيش طوال حياته أسيرا لهذه المشاكل رغم أنها ربما تكون بسيطة جدا وكل ما يحتاجه للخروج منها هو فقط التفكير في الحل.

التفكير في المشكلة

    فهم المشكلة أمر هام جدا ولا ينبغي الهروب منه. ولكن علينا ألا نسمح للمشكلة أن تحاصرنا ونبقى أسيرين للتفكير فيها، بل نجعل تفكيرنا فيها مجرد محطة سريعة وعابرة لوضع الأساس للبحث عن الحل. عندما تحاصرك مشكلة قم بالخطوات التالية لتحدد حجمها وتعد نفسك للدخول في إطار التفكير عن الحل:    النقاط التالية فكر فيها مرة واحدة، واحدة فقط ولا تعد إليها.

  1. عرف المشكلة. ما هي المشكلة التي تفكر فيها؟ هل هو دين تريد سداده؟ أم فتاة تريد الزواج بها؟ أم مشروع ترغب في الشروع فيه؟
  2. هل هذه المشكلة اجتماعية؟ أم مالية إقتصادية؟ هل هي مشكلة عائلية؟ أم مشكلة عمل؟
  3. اسأل نفسك: متى بدأت هذه المشكلة؟
  4. ما هو سبب نشوء هذه المشكلة؟
  5. من هو المتسبب في نشوء هذه المشكلة؟
  6. ما هي الآثار السلبية على حياتي التي خلقتها هذه المشكلة؟
  7. كيف تمنعني هذه المشكلة من تحسين ظروف حياتي؟
  8. كيف سيصبح حالي لو استمرت معي هذه المشكلة لشهر قادم، لسنة قادمة، لـ 3 سنوات، ... إلخ.


    يشكل العقل ما يمكن أن نسمية حلقات التفكير المفرغة. يمثل نمط التفكير في المشكلة واحدة من أشهر حلقات

 

التفكير المفرغة التي يعاني منها الكثير من الناس. ما لم يكن لديك الشجاعة الكافية للتعرف على حلقات التفكير المفرغة التي تعيش معك وكسرها للتفكير في إطارات أخرى فإنك ستظل حبيس هذه الحلقات. كسر حلقة التفكير المفرغة الخاصة بالتفكير في المشكلة يتمثل في التفكير في الحل.

الانطلاق نحو الحل

  1. والآن إبدأ الانطلاق نحو الحل بالسؤال التالي: هل علي أن أقضي باقي عمري مع هذه المشكلة؟!
  2. ما هي الفوائد التي استفدتها وتعلمتها من هذه المشكلة؟
  3. ما هي الموارد التي أمتلكها وتساعدني على حل هذه المشكلة. علم، مهارات، علاقات، مال، ثقافة ... إلخ.
  4. ما هي المشاكل التي واجهتني في حياتي واستطعت التغلب عليها وحلها؟
  5. ما الذي سيتحسن في حياتي عندما أحل هذه المشكلة؟
  6. كم من الوقت سأحتاج حتى أصل إلى الحل؟
  7. ما هي الخطوة الأولى التي ينبغي القيام بها للانطلاق نحو الحل؟

     تمثل الأسئلة في المجموعة الأولى 1 - 8 إطار المشكلة والتي يبقى الكثير من الناس حبيسين فيها ويدورون حولها في حلقة مفرغة. ليس من العيب أو الخطأ أن نفكر في مشاكلنا ولكن الخطأ أن نبقى نفكر في المشكلة ولا نفكر في الحل. فكر في المشكلة مرة واحدة ثم انطلق نحو إطار الحل إلى مجموعة الأسئلة الثانية 1 إلى 7 وفكر فيها مرة واثنتين وثلاث مرات وربما عشر حتى تصل إلى مجموعة من الحلول لهذه المشكلة.     تابع معي المشهد التالي ثم أجب على السؤال: أي نوع من التفكير يمثل هذا المشهد؟ هل هو التفكمير في المشكلة أم التفكير في الحل؟

المصدر: Knol وحدة المعرفة
Education-Commerce

Asmaa Elnahrawy

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 1783 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

895,743