التلقيح الصناعي في الجمال
أدى الاهتمام المتزايد بالجمال بشكل عام ، وبجمل السباق بشكل خاص ، في العقد الماضي إلى تطور كبير في استعمال الهرمونات لمعالجة إعادة الإنتاج ، والتلقيح الصناعي ، ومؤخراً نقل الجنين والتكاثر الاصطناعي مثل التخصيب خارج الجسم الحي .
أولاً : المعاملة الهورمونية للتكاثر
تمثل المعاملة الهورمونية للتكاثر التطور الأكثر أهمية في إدارة التكاثر لكل الفصائل الحيوانية في الـ 25 سنة الأخيرة ، فقد أدت تنقية الهرمونات المنتجة الرئيسية وتطوير طرق جديدة ودقيقة جداً للتجارب الهورمونية إلى تفهم أكثر شمولاً للآليات المنظمة لعملية التكاثر . وقد سمحت هذه المعرفة للعلماء أن يطوروا المعاملة الهورمونية للتكاثر من خلال تقليد ومحاكاة تغيرها الطبيعي في الجسم والحصول بشكل متوافق على التأثير المطلوب . وتهدف المعاملة الهورمونية المستعملة في الجمال إلى أمرين رئيسيين : معالجة النشاط المبيضي وتعديل التطور الطبيعي للحمل . ويمكن أن يتم استعمال الهرمون لأغراضه المحددة مثل زيادة تكوين الخلايا المنوية وتعديل سلوك التكاثر ، ولكن ذلك الأمر ما زال قيد الدراسة في الجمال .
(أ) النشاط المبيضي :
تعتبر المعاملة الهورمونية للنشاط المبيضي التطور الأكثر أهمية في إدارة تكاثر الجمال ، وتتضمن هذه المعاملة حث النشاط الجريبي والإباضة وأيضاً تزامن هذه الأطوار بشكل متوازن في مجموعة النوق .
1- حث النشاط الجريبي :
يعتمد النشاط الجريبي بشكل كبير على تأثير الهرمون المحفز للجريب (FSH) ، وبالتالي يمكن الحصول على حث نمو الجريب من خلال التحكم في هذا الهرمون أو هرمونات أخرى لها نشاط مشابه له مثل (eCG) . وتستعمل هذه المعاملة بشكل رئيسي للإباضة المتعددة الخاصة بالنوق المانحة في برنامج نقل الجنين. على أية حال ، ففي الناقة استخدم بعض الباحثين FSH أو eCG لتعجيل سن البلوغ ، أو لحث النشاط المبيضي بعد الولادة أو موسم اللاشبق . وتستند كل هذه الأنواع من المعاملة على حقنة وحيدة أو مضاعفة خلال العضل من 1500 إلى 7000 IU من eCG . ويحدث ظهور الجريب البالغ عادة ما بين خمسة إلى عشرة أيام بعد المعاملة ، ولكننا لا نؤيد استعمال هذه الأنواع من المعاملة لأنها لا تتعامل بشكل مباشر مع السبب الحقيقي لحالة اللاشبق والذي ينتج في أكثر الحالات عن الغذاء ، وبالإضافة إلى ذلك فإن أغلب النوق اللواتي لا يوجد لديهن شبق ، ويتضمن ذلك جرعات منخفضة متتالية من (FSH) ، وجرعات مضاعفة صغيرة من GnRH تعطى بالحقن أو بالمضخات التنافذية .
2- حث الإباضة :
تحث الإباضة عادة عند ناقة السنام الواحد بالجماع. ويعتبر الحث الهورموني للإباضة النوع الأكثرفي هذه الفصيلة . ويستخدم لهذا الغرض مركبان هرمونيان رئيسيان هما hCG و GnRH أو Busereline المناظر له .
وفي جمال السنام الواحد والجمال ذات السنامين يمكن حث الإباضة خلال 26 إلى 48 ساعة بعد حقنه GnRH (0.5 إلى 20 نانو جرام) . وتعتمد الاستجابة لهذه المعالجة على الحالة الجريبية ، وتحصل الاستجابة الأفضل (85 إلى 90%) عندما يتم اختيار النوق بناء على حجم الجريب والنغمة الرحمية وتصبح الجريبات متجاوبة إلى ذروة LH بعد المعاملة ب GnRH عندما يصل قطرها تسع مليمترات . وعلى أية حال ، تلاحظ الاستجابة القصوى عندما يكون حجم الجريب ما بين 10 و22 مليمترا ، أما الجريبات التي تكون في طور الارتداد فإن نسبة الاستجابة عندها تكون أضعف . وهناك معيار آخر يساعد على التمييز بين الجريبات النامية والجريبات المرتدة وهو نغمة وخزب الرحم ، حيث تحصل الاستجابة الأفضل عندما يكون للجريبات الحجم المطلوب ويكون الرحم قد تطور إلى أقصى استعداد وتقارن نسبة النوق التي ليس لها إباضة (10 إلى 15%) مع النسبة الملاحظة بعد الزواج الطبيعي ويمكن أن يكون ذلك ناتج عن إطلاق ناقص لـ LH .
ويمكن حث الإباضة أيضاً بالحقن الوريدية أو العضلية من (Hcg) ، حيث تستعمل هذه الحقن في جمل السنام الواحد وجمل السنامين بجرع تتراوح ما بين
2500 إلى 4000 IU وتكون نسب الاستجابة من 85 إلى 100% في حيوانات تم اختيارها على أساس حجم الجريب ونغمة الرحم .
وتحصل الإباضة عادة بعد 26 ساعة من حقنة hCG
ويفضل العديد من الباحثين استخدام hCG بدلاً GnRH لحث الإباضة لأن الأول يؤثر بشكل مباشر على الجريب أما الثاني فإنه يعتمد على الإطلاق الذاتي لـ LH من النخامي . ويمكن الحصول على استجابه موثوقة أكثر من hCG بدلاً من GnRH في النوق التي تعاني من استجابة نخامية منخفضة وفي النوق ذات الإباضة المتعددة ، وبالإضافة لذلك فإن hCG يسبب اللوتنة حتى في الجريب الكبير ويمنع تشكل جريبات كبيرة غير مبيضة أو نزفية . وعلى أية حال ، وبما أن hCG هو بروتين فإن الاستعمال المتكرر لهذا الهرمون قد يسبب مناعة عند الناقة ويخفض كفاءتها .
(ب) تزامن التطور الجريبي والإباضة :
يستخدم تزامن الإباضة كأداة لإدارة التكاثر ويكون مطلوباً في برامج الإباضة المتعددة ونقل الجنين . وقد تصادف تزامن الدورة في النوق مع العديد من الصعوبات بسبب الطبيعة الغريبة للنشاط الجريبي في هذه الفصيلة ، أما التقنيات التي استعملت في الحيوانات الأليفة الأخرى لتزامن الرحم والإباضة في مجموعة من النوق مثل المعاملة مع البروجسترون أو البروستاجلادين أو مزيج من الاثنين فلم تكن عملية أو كان نجاحها محدوداً في الجمال .
ويبدو أن المعالجة بواسطة إطلاق البروجسترون داخل المهبل أو الزرع تحت الجلد ( Norgestomet ) لا تعمل على النمو الكامل لتطور الجريب ، وبالتالي فإن لها كفاءة محدودة جداً في التزامن مع تطور الجريب ، أما البروجسترون الطبيعي مع الزيت فإنه يعطي نتائج أفضل على الأقل في جمل السنام الواحد إذا أعطي 100 ملغ يومياً لمدة 10 إلى 15 يوماً . ويتحسن تزامن تطور الجريب مع الإباضة بإعطاء eCG (1500 إلى 2000 IU) قبل يوم واحد أو في اليوم الأخير من المعالجة بالبروجسترون .وقد استخدمت تقنيات أخرى لتحسين تزامن تطور الجريب والإباضة ، وتشمل إعطاء Prostaglandin بعد التلقيح أو استعمال GnRH وفي خطة استعمال PGF2a أو نظيرة للتسبب بحدوث إجهاض. وتعتبر هذه التقنية جيدة بشكل نسبي لأن أغلبية النوق سيكون عندها جريب بالغ بعد خمسة إلى ثمانية أيام من المعالجة بـ Prostaglandin وتصبح جاهزة لحث الإباضة .
باستخدام hCG أو GnRH . وعلى أية حال فإن لهذه الطريقة من التزامن عائقان رئيسيان ؛ الأول أنها تستغرق وقتاً طويلاً والثاني أن هناك خطر انتقال التلوث عبر الجهاز التناسلي .
(ج) حث الولادة والإجهاض :
إن السببين الرئيسيين لحث الإجهاض في ناقة السنام الواحد اللذين صادفهما أنواسي وتباري عرضية التزاوج ( أنثى صغيرة أو خاصة بالسباق ) أو عدم ملاءمة الزواج ( ذكر مختلف ) ، والسبب الطبي الآخر لهذه المعالجة هو الحمل الخطر مثل أن يكون لدى الأم مرض عضال . ويحتمل إجراء حث الإجهاض في الناقة في أي مرحلة من الحمل باستخدام PGF2a أو نظائرها . وفي جمل السنام الواحد لايزال يستعمل كلا من Tromethamine dinoprost (25 إلى 35 ملغ) أو Cloprostenol (750 نانوجرام) في حقنة واحدة بدون أي تأثيرات مضادة على الحيوانات ، وفي مجموعة مكونة من 96 أنثى أجهضت كل النوق خلال 24 إلى 120 ساعة بعد الحقن بـ Cloprostenol ، وكان العدد الأكبر للإجهاض يحدث بين 55 إلى 80 ساعة . وكان PGF2a الطبيعي أقل كفاءة في التسبب بالإجهاض من Cloprostenol ، وإذا لم يلاحظ أي إجهاض خلال 120 ساعة بعد المعالجة مع PGF2a أو نظائرها فإنه يجب إجراء فحص مهبلي للتحقق إن كان الجنين عالقاً في العنق .
أما حث الولادة فإنه لا يستخدم بشكل عام في الإدارة إلا أنه تم إجراء ذلك في مجموعة من نوق السنام الواحد باستخدام نظير Prostaglandin F2a، و Cloprostenol بنفس الجرعات التي استعملت لحث الإجهاض ، وقد بدأت الولادة بين 8 إلى 72 ساعة بعد ذلك . ولم يكن هناك تأثير للمعالجة على إنتاج حليب الأم أو على سلوك أو بقاء الحوار . وليس هناك دراسات علمية حول المعايير التي تستخدم لحث الولادة والتي تضمن بقاء الحوار على قيد الحياة في الجمال ، وقد كان وما يزال يستعمل التطور الثديي ومرحلة حمل لمدة 370 يوماً على الأقل كمتطلبات أساسية للحصول على النتائج الجيدة .
ساحة النقاش