إن الارتفاع المستمر فى أسعار اللحوم الحمراء خلال الفترة الماضية منذ عام2002وحتى عام 2009 ثم الارتفاع المفاجئ فى الأيام السابقة ليضع علامة استفهام كبيرة وأسئلة تبحث عن إجابة فبعد حدوث استقرار نسبى فى سعر اللحوم الحمراء خلال عام 2009 تضاعف السعر فى بداية 2010 حتى وصل سعر كيلو اللحمة الحمراء فى بعض المناطق إلى 80 جنيه فما هو السبب؟
ولكى نجيب على هذا السؤال لابد أن نعرف معلومة هامة جدا وهى ان الفلاح المصرى الذى يعتمد على تربية الماشية بصورة بسيطة وفى حدود امكانياتة يمتلك 80%من ثروة اللحوم الحمراء البلدية فى مصر وال20% الأخرى توجد فى المزارع الكبيرة ذات التربية المكثفة وذات رأس المال.
وبالتالى أقول أن المشكلة قد بدأت عام 1995 عندما تم نزع الأراضى من الفلاحين لملاكها الاصليين والنتيجة زادت القيمة الاجارية الى الضعف او اكثر وهنا بدأ النظام يختل واختلت الدورة الزراعية وبدأ كثير من الفلاحين فى التخلص من المواشى التى يملكونها نظرا لانها اصبحت عبء عليهم فى التغذية لارتفاع القيمة الاجارية للارض كما ذكرنا.
والسبب الثانى: فهو ارتفاع الاسعار التدريجى للاعلاف وخصوصا الذرة الشامية حيث زاد سعرها بعد دخولها فى صناعة الوقود الحيوى.
والسبب الثالث: هو خوف الفلاح على الحيوانات من اصابتها بأحد الامراض الوبائية مثل الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع والجلد العقدى وغيرها ,حيث ان كثير من الامراض سببها استيراد المواشى الحية من بعض الدول الموبوءة بهذه الامراض فتخلص الفلاح من كثير من الحيوانات بالبيع .
السبب الرابع: فالذبح خارج السلخانات وخصوصا فى القرى وتحت ظل غياب الرقابة , بل أصبح الامر معتادا أن تذبح الاناث فى القرى ولا تذبح الذكور والمبرر رخص ثمن الاناث عن الذكور وبالتالى تزداد ربحية الجزار والنتيجة هو ذبح اناث ممتازة كان من الممكن الاستفادة منها بالحصول على عدة ولادات منها قبل ذبحها
السبب الخامس : وهى القشة التى قسمت ظهر البعير فبالرغم من ان الخنازير تساهم فى انتاج اللحوم الحمراء فى مصر بنسبة بسيطة الا انه بعد قرار الحكومة باعدام كل الخنازير الموجودة فى مصر دون تفكير بسبب الخوف من فيرس انفلونزا الخنازير, حدثت فجوة حيث أن بعض المسيحيين المصريين يستهلكوها وبالتالى اتجهو الى استهلاك اللحوم الحمراء الاخرى.
وبالتالى فإن كل الأسباب السابقة مجتمعة أدت إلى نقص شديد فى المواشى المعروضة لدى الفلاحين وكما نعلم كلما قل العرض زاد السعر .
د.عبدالرحمن ابراهيم زنونى
ساحة النقاش