حتى اراك

،،

لغة الأقوياء ( الإقناع )

،،

‎حين تشتبك الأسلحة يخسر الجميع،  و تنحصر نماذج التأثير في مزيد من الاستقطاب والحدة ، وننسى اهم نموذجين في  للوصول لأثر طيب من الاتصال  وهما ،

‎-الإقناع

‎-التفاوض

و نندفع نحو النموذجين الأسوأ في الأثر ، 

‎-التعصب

‎-الاستقطاب

‎وماذا بعد؟

  لماذا يتعمق الاستقطاب ، وكلما تحدثنا ازدادت الفجوة بيننا ،قبل المرور المنطقي والطبيعي على النماذج الأفضل  في التأثير ، ، هل حقق الاجبار نتائج افضل من الاقناع ، ام أدى الى الانصياع مع اليأس في دعم القناعات  ؟؟!

ان الاستبداد والتسلط يؤدي لموافقات شكلية تزول بزوال العوامل التي أدت للانصياع  ، و تقف حائلا دون الاقناع ،  والإقناع هو الأسلوب الحضاري المؤثر في عقول الناس وقلوبهم وقناعاتهم وسلوكياتهم ، ،،، 

‎هل خلت معادلاتنا من احتمالية تمثيل الجميع و توسيع العناصر داخل المعادلات لاحداث مزيد من التوازن ؟

هل نسعى للحل ام لتعميق المشاكل  ؟  

‎هل نواجه  مشاكلنا ونهاجمها  ام يهاجم  بعضنا  بعضا؟  

‎هل انتهت كل الأساليب ولم يبق أمامنا الا التشابك ؟   

‎هل من رؤيةٍ لطائرٍ محلق يرى المخاطر ، ويتدخل للحل دون التجارب المعلبة سابقة الفشل ؟  ✒   󾓵✍ 

‎تحدث خبراء الاتصال والتأثير عن الاقناع فظهرت أفكار هاري ميلز ، وجيمس بورج  ، وكارل هوفلاند ، ورينتو  باسو ، تحدثوا جميعا في مراحل مختلفة عن مهارات الاقناع والتأثير ، بأساليب ترفع المجتمعات ،  وتحد من الصراعات ،  ، 

‎الاقناع هو عملية تغيير او دعم وتعزيز المواقف او المعتقدات او السلوك ، او كل ذلك معا ،  بدءا من اقتناعك بفكرة او شراء منتج وصولا لعمليات غسيل المخ التامة ، فكلها عمليات اتصال إقناعي ،

 

تعالوا نتذكر نموذج متى تخلع الجاكت ؟

حين تراهنت العواصف والرياح مع الشمس على من منهما سيجعلنا نخلع معاطفنا ، ؟ هبت الرياح العاصفة في صراع شاق لنخلع الجاكت ، فتشبثنا به ؟ و غالبا ننجح في الاحتفاظ به طوال العاصفة ،

وحين بثت الشمس دفئها وسحرها ونورها  ،  خلعنا معاطفنا طوعاً دون مقاومة ، لا حاجة لنا به ، 

تذكروا هذا دائماً ، سنحتاجه كثيرا،،

‎وعملية  الاقناع يسبقها التعرض ، ثم  الانتباه والفهم والتذكر والتقييم لاتخاذ قرار بقبول الآراء  و الافكار أو رفضها، وهي  عمليات معرفية ، لا تحدث منفصلة ، بل قد تتداخل المراحل مع بعضها ، وهي قابلة للتأثر بالمتغيرات الخارجية والداخلية،،، ‎والاتصال لنشر أفكار او تغيير أفكار او نشر سلوكيات او تغيير  سلوكيات ،  يمر بواحد من نماذج التأثير الأربعة التي حددها خبراء الاتصال  (الاقناع كما سبق   ، التفاوض حيث يلتقي الطرفان في منطقة تحقق مصالح الطرفين ، وقد يتنازل احدهما عن بعض أفكاره مقابل تحقيق منفعة مشتركة ، او   التعصب  وهو النموذج الذي  تنعدم فيه المرونة ، ويتمسك كل طرف برأيه دون تنازل او تفاوض ، ثم  الاستقطاب حيث تزداد الفجوة والصراع و الحدة كلما تواصل الطرفان ، )

وتتعدد نظريات الاتصال الإقناعي​ ، وقد مرت على دارسي الاعلام ، والاتصال ، والمدراء ، والقادة ، ومندوبي المبيعات وغيرهم  .

1- نظرية التاءات الثلاثة؛​

 ومن خلال  هذه النظرية فان الاقناع ، والتأثير في السلوك  يمر بثلاث  مراحل وهي ؛ 

-التوعية، حيث يقوم المتحدث بتقديم المعلومات المقنعة البسيطة الواضحة بموضوعية وصدق .

- التشريع ، وفي هذه المرحلة تبدأ ممارسة الضغوط على المتلقي لقبول الافكار التي يدعو لها المتحدث ،

- والتتبع أو المراقبة. حيث يتم التذكير الدائم والمتكرر بالفكرة لضمان الثبات عليها .

2- نظرية التنافر المعرفي؛​

 تؤكد هذه النظرية على سعي الانسان الدائم الى انسجام نفسي بين مواقفه وافكاره ،و  المعلومات التي يتعرض لها  ، فهو يقيّم  ما يتعرض  له بمدى اتفاقه او تنافره مع بنائه المعرفي السابق ، فاذا حدث التناقض بين الموضوعات التي يتلقاها وبين شخصيته ومعتقداته فانه يلجأ الى بعض الحيل لتقليل التناقض ، منها المبالغة في وصف خصائص الموضوع  الذي تبناه رغم مخالفته لافكاره ، ومنها التبرير الدائم ولو كذباً رغم معارضته النفسية الداخلية ، ومنها انه يقنع نفسه انه يتجنب  المشاكل او التورط في المخالفات .

3- نظريةالتحليل المعرفي للإعلام؛ ​

‎حيث يقوم العقل تلقائياً بتحليل المعلومات الخاصة  بالفكرة او الموضوع الذي يتعرض له في ميزان ليقيس مدى توافق الموضوع مع منطقه وبيئته ومجتمعه .

4- نظرية التوازن المعرفي؛

​ تقوم هذه النظرية على سعي الفرد للحصول على الرضا من خلال الاشهار ، حيث يسعى الانسان لتحقيق التوازن بين قناعاته  الداخلية ،وسلوكياته المعلنة ، و تحدد النظرية نوعين من العلاقات بين الانسان  والبشر والاشياء  حوله    ، فهي اما علاقات تقوم على  المشاعر  من حب واعجاب وكراهية ونفور وغيرها ، وعلاقات تقوم على الوحدة وتقوم على أساس  وجود التماثل او الاتصال الوثيق الفكري  او الملكية .

5- نظرية العلاقات الاجتماعية؛​

فالإنسان قبل ان يتبنى رأياً او يسلك سلوكاً يمرره عبر انتماءاته للمجموعة الأولية  التي  ينتمي لها ، ليختبر مدى توافقه معهم ،  حتى لا يتعرض للندم ، اذا تعارضت الافكار الجديدة مع مجموعاته الأولية .

6- نظرية التنظيم الاجتماعي؛​

‎فالانسان  لا يمكنه العيش بمفرده من منطلق عدم قدرته على تلبية جميع حاجاته ، فيعيش  في جماعة إنسانية تنظمها قواعد تحدد الحقوق والواجبات والمسئوليات ، وتحدد  من يتخذ القرار في المجموعة ومن عليه التنفيذ ، للحفاظ على العلاقات القائمة . وبالتالي فالقرار يمر عبر قادة المجموعات التي ينتمي لها الانسان .

7- نظرية التأثير الانتقائي؛

​تقوم النظرية على فكرة أساسية  تتركز في طاقة  الانسان الاستيعابية  المحدودة ، حيث لا يستطيع ان يستوعب الكم الهائل من الرسائل التي يتعرض لها كل لحظة ، فينتقي ويختار ما يتلقاه ، وبعد التعرض الانتقائي ، يأتي الإدراك الانتقائي  ، ثم التذكر الانتقائي   ، لذلك  فنحن ننتقي ما يهمنا من الرسائل التي تصلنا ، وفقاً لتفكيرنا واحتياجاتنا ، فحينما يتعرض الناس لعشر رسائل ، نجد ان كل فرد ينتقي ما يناسبه ليدركه  ويفهمه و يتذكره ، واذا سألتهم عما تعرضوا له فقد يحكي لك كل منهم حكاية تدل انه كان في مكان اخر غير الذي كان فيه باقي العشرة أشخاص ، 

 الاقناع لغة الأقوياء ، اصحاب الأثر الباقي ، والتغيير الحقيقي ، والسائرين في اتجاه حركة التطور الطبيعية ، والإجبار لغة تسود في مجتمعات تسعى فقط لتمرير اللحظة الراهنة ، وكفى . 

 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1280 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

643,075