توضح الدراسة الارتقائية لتطور رسوم الطفل ، أن هذا التطور تحكمه إلى حد كبير خصائص الارتقاء العقلى ، بدءاً من ظهور قدرة الطفل على التآزر الحركى البصرى والتحكم فى القلم ، متقدماً من عمل خطوط عشوائية ومتعرجة إلى تمكنه من رسم الدوائر والمربعات ، ونقل خصائص الشكل الإنسانى ، منتهياً إلى مهارة التعبير عن النسب والأحجام والحركة ، مضيفاً للتفاصيل الانتخابية للملابس والوضع والتعبير .
غير أن سلوك الرسم ، مثله فى ذلك مثل كل أشكال الأداء النفسى ، لاتحكمه العوامل المعرفية والارتقاء العقلى وحده ، ويمكننا أن نقرر أن هناك عدداً غير محدود من العوامل النفسية غير العقلية تتدخل بصورة أو أخرى فى رسم الطفل سواء فى اهتمامه بالتفاصيل من عدمه ، أو شغفه بالرسم ومقداره أو دوافعه للرسم أو مشكلاته الانفعالية ومقدار توافقه الاجتماعى ، وبالمثل صراعاته واحتياجاته ورغباته الدفينة ، التى تلعب دور المنبه غير محدد البنية والذى يتيح حرية فى التعبير عن مثل هذه العوامل .
ساحة النقاش