الاحتضار الوجداني
بقلم د.حمدي عبدالله ابوسنة
يقر العلماء ان الانسان كائن اجتماعي اي انه يصعب ان يعيش في عزلة عن باقي البشر و انه من الطبيعي ان ينتمي الي مجموعة اجتماعية تربطه بهم علاقة اسرية او مهنية او صداقة و ما اروع ان تكون العلاقة الاسرية قائمة علي الحب و التفاهم و الاحتواء و بخاصة بعد وقت من العلاقة يتعمق الفهم بين الاطراف ، و أضيف ان انسان ليس كائن اجتماعي فقط و انما كائن اجتماعي انفعالي فنجده اثناء تفاعلاته مع المجموعات المختلفة سواء الاسرية او المهنية او .....الخ تسعده التفاعل الايجابي كلمة الطيبة تسعده ترفع معنوياتة و قد يكون لها سبب زيادة افراز هرمون معين و لكن انا هنا اناقش الناتج و ليس العملية و علي العكس التفاعل السلبي مثلا رد فعل غير متوقع و امثلة عديدة سواء في الحياة المهنية فعلي سبيل حينما تصرف مكافأت و انت متوقع ان مديرك سيضع لك حقك مقابل تعبك و لكن يحدث العكس او ترشيح لترقية و انت احق واحد بهذه الترقية وفق المعايير و لكن ايضا يحدث العكس و علي مستوي العلاقة الاسرية حينما يطلب احد الشريكين من الاخر طلب ايان كان و هو واثق انه ينفذ له ما يريد دون ناقش او محاولات جدلية و لكن يصدمه الرد علي الرغم من المحاولات اثبات انك تجتهد و تسعي للوصول لافضل و لكن هيهات من يدرك و من يتخلص من الحيل الدفاعية ومع تكرار المحاولات و المواقف الشبيهة ؛ و دون يشعر الانسان يتكون لديه احساس بالغربة وسط البشر و هذا الشعور اكثر قسوة من الوحدة المعتاد و هي التي يكون فيها الانسان يعيش بمفردة و تكمن القسوة في انها يعيش الغربة في وجود من يحب و من هنا يتغير سلوكه لا يعاتب و لا يناقش يستلم و هو من داخله يحتضر و يصبح الظاهر شئ و الخفي شىء مؤلم و هذا بداية الاحتضار الوجداني و اذا استمر تبدا علامات صحية جسدية كضعف و مرض و الي ان يرحل عن الدنيا في صمت كما قتله صمت الوجداني
وداعا تلك الايام التي لم نعيشها و مازال نحلم بها وداعا كل وجدان صافي نقي. وداعا للحياة
