كيف يفكر الزبائن (3)

الإدراك اللاواعي للمستهلكين
يشير تعبير اللاوعي الإدراكي، الذي يُدعى أحياناً العقل اللاواعي، إلى العمليات العقلية التي تتم خارج وعي المستهلك، والتي تبتكر بمشاركة العمليات الواعية، ويُعدّ الوعي عملية تطوّرية لدى البشر؛ إذ تنمو مقدرة المولود على الإدراك عندما يتعلم ما هو العقل وكيفية عمله، ويشكل الوعي عالي المستوى هدفاً هاماً هو المساعدة على انتقاء الخيارات الصحيحة من خلال التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية، ويتم استدعاء الوعي للتعامل مع العالم الاجتماعي الذي يزداد تعقيداً، ولهذا يحب المستهلكون فكرة تعدد الخيارات، ولكنهم لا يحبون الجهود العقلية الشاقة للتعامل معها.
يُعدّ الوعي حاسماً في الحياة اليومية؛ إذ يحدث 95% من المعرفة الكلية دون الإدراك في ظلال العقل و5% فقط في الوعي عالي المستوى، ويذكر عالم الأعصاب جيرالدأم.إديلمان الحائز على جائزة نوبل أن "حدوث حالة واعية واحدة يعلن ملايين الحالات الواعية الأخرى، وقد يقود كل منها إلى عواقب محتملة مختلفة"، فيمنحنا الوعي الحرية لفهم الحوادث، ويستدعي الوعي لمساعدتنا في مراجعة أفعال ماضية على نحو حاسم، وتنظيم الخيارات في الحالات الجديدة.
وهناك آليات متعددة تدعم عمل العقل اللاواعي للمستهلك مثل، التلقين وإضافة معلومات غير موجودة فتساعدنا حواسنا التي تعمل وفقاً للإشارات البيئية على فهمنا للعالم من حولنا، وطرح المعلومات الظاهرة، حيث لا تكون المعلومات التي قد يتوقعها شخص ما مرئية، وهكذا يمثل العقل اللاوعي حداً هاماً قد يؤسس فيه المسوّقون جسوراً آمنة للمنافسة، فالعقل هو عبارة عما يقوم به الدماغ، وعلى المديرين توجيه اهتمامهم إلى الآليات والتناقضات التي تميزه.

المصدر: كيف يفكر الزبائن - تأليف جيرالد زالتمان - تعريب محمد رياض الأبرش المطبعة الحوار الثقافي، بيروت - الطبعة الطبعة الأولى، 2004
BDCTatweer

محمد حسام سعد

ساحة النقاش

محمد حسام سعد

BDCTatweer
إستشاري إدارة الأعمال والموارد البشرية ماجستير فى ادارة الاعمال (MBA). 01222177523 - 22559516 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

134,007