السعاده هي انعكاس لرؤيتك للعالم والحياة من حولك مهما كانت الظروف المحيطه,فليس هناك من شئ جيد او سئ إنما هو التفكير والانطباع الشخصي الذي يجعلها كذلك ... (شكسبير)

فنوعية الصور الذهنيه التي تلتقطها من العالم من حولك, وكذلك كيفيه التقاطها _وأعني بذلك الانفعالات والتفاعلات التي تمر بها لحظة التقاطها_ هي التي تضفي على الاشياء والظروف من حولك صورتها المحددة في ذهنك , ضف الى ذلك لغتك المعبره,فلها من الأهميه القدر الكبير الذي يجعلها الجزء الأول والأساسي في صناعة برمجتك الداخليه ,تلك البرمجه التي تظل معك طوال حياتك, فاللغه التي تتحدثها تبين مدى سعادتك , بل هي التي تصنع سعادتك او تعاستك .

أفعال الاخرين ليست هي مصدر سعادتك او تعاستك بل ردة فعلك واستجابتك هي سر الحالة النفسيه التي تعيشها ,فلو غير المتشائم لغته واستمر في قول الكلمات والتوكيدات الإيجابيه فهو بذلك يصنع فارقا كبيرا في برمجة عقله ومزاجه ونفسيته , وستتغير حياته حتما ويحقق نجاحاته .

بالطبع لن يتم هذا في يوم وليلة ,ولكن مع المثابرة والاستمرار سيحدث, والله سبحانه وتعالى خلق الخلق وجعلهم قادرين على التعاطي مع السعاده والنجاح والخير ,"تفائلوا بالخير تجدوه" حديث مختصر عميق يحمل في طياته الكثير من المعاني وينبه على شئ غايه في الاهميه وهو انك انت صانع سعادتك .

فكلما تفاءلت بالمستقبل المشرق والنجاح المبهر والحياة الجميلة حصدت نتيجة ذلك .عود لسانك على قول كلمات ايجابية فيها من الامل والتفاؤل والرضا والحب واجعل من حولك يسمعونك ويقتدون بك ,ستكون شخصا ملهما بالنسبة لهم. اعتقد في باطنك دائما انك مؤهل للسعاده والنجاح ولديك القدرة على تحقيق ذلك .

ادعو الله واطلب منه العون فهو سبحانه خير معين ,سينير بصيرتك ويلهب خيالك لتصور الشئ الذي تتمناه, ستعيشه وتراه في احلامك ,وفي يقضتك في خلوتك, وفي صحوتك , حتى في حديثك مع الناس سيكون جزء منك , ثق في الله واحسن الظن به.فهو القائل سبحانه " انا عند حسن ظن عبدي بي ,فليظن بي ما شاء".

واذا حدثت انتكاسة فلا تجزع ولا تيأس فقط اعد المحاولة مرارا وتكرارا , وستصل في النهايه.

ذهبت يوما مع اسرتي الصغيره الى شاطء البحر للاسترخاء والاستجمام و الاستمتاع بمنظر البحر مع الشمس وقت الغروب واذا بي لا انفك عن متابعة قرص الشمس وهو يتجه نحو المغيب الى ان سقط في البحر _ بتعبير الصغار_ ومن ثم حل الظلام تدريجيا ...

سالتني ابنتي: اين ذهبت الشمس؟

كانت مستنكرة ومتعجبه ايضا , وتريد مني ان اذهب لاحضر لها قرص الشمس الذي سقط في البحر.

قولت لها : يا ابنتي انها ذهبت لتضئ  مكان اخر على هذه الارض ,وستأتينا في صباح يوم الغد وتنير لنا الكون من جديد .

فحياتنا كالشمس بين اشراق واخفاق نسير في دروبها ...

وتكمن لذة ومتعة الاشراق في النهوض بعد السقوط , والتألق بعد الخفوت , والبزوغ بعد الاحتجاب ..

 

المصدر: كتاب انا واخواتها لسلمان العوده كتاب كيف تواجه احداث الحياة لبشير الرشيدي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 135 مشاهدة

اسماء احمد اسماعيل

AsmaaAhmed223
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

746