محب مصر

كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم.

authentication required

وصيتي إلى أهلي وإخواني

 1- إن أهم ما أود أن أوصي به أحبتي هو تقوى الله ومحبته والمحافظة على الصلة به، فمهما عايشت من بشر وكائنات فإن الله هو المحب لك بإخلاص وتجرد يليقان بجلاله، ومهما ابتعدت عنه أجد لزامًا علىَّ أن أعود تائبا ذليلا راجيًا عفوه ورضاه، ومما ييسر لي أمر العودة ما وصلنا من أحاديث عن فرحة الله بتوبة عباده ورجوعهم إلى ركب التائبين؛ فحافظوا على هذه الصلة فهي طريق السعادة في الدنيا وطريق النجاة في الآخرة.

 

2- في حياتك احرص على مصاحبة ومعايشة الأفاضل الكرام الذين يأخذون بيدك إلى الخير ويعينونك على أن تواجه الحياة بقوة؛ ففي معايشة الأخيار راحة واستقرار.

وتجنب معايشة ذوي الأخلاق السيئة والنفوس المريضة الكئيبة وفر منهم فرارك من الأسد، فالحياة لا تحتمل الأحقاد والأفكار السوداوية التي ينشرها ذوو النفوس المريضة.

فان كان لابد من معايشة من يتصف بهذه الأخلاق والطباع الذميمة فلتكن علاقتك وتعاملك معهم في أضيق الحدود وعلى قدر الضرورة فقط.

 

3- احرص على بث الأمل في النفوس، فرغم مآسي الحياة فبها قدر من السعادة، أو على الأقل انتظار لسعادة أخروية جزاء الصبر على مشاق الحياة طاعة الله ورضا بقضائه وقدره؛ فالسعادة آتية لا محالة - إذا كنت أنت تقصدها وتتجه إليها - إن لم تكن في الدنيا فستكون في الآخرة والسعيد حقًا من يوفقه الله ليكون سعيدًا في الدنيا والأخرة.

 

4- في رحلتك في الدنيا لابد أن تنجز عملا أو أعمالا تثبت بها أنك لم تكن كمًّا مهملا في الدنيا، فاحرص على أن تترك بصمة على حياة البشر أو على الأقل حياة من حولك، فعملك في حياتك ليس وسيله للثراء والعيش الكريم فقط، بل هو طريقك لإثبات وجودك وإفادة البشر بخير يعينهم على أن يحيوا حياة أفضل.

 

5- ولكي تعمل فلابد من أن تعلم أولا، وليس للعلم سن ينتهي فيه، وكما قيل: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".
وليكن حرصك على تلقي العلم النافع المفيد، فكثير من العلوم قد يكون ضررها أكبر من نفعها، فلابد من الحرص على تلقي العلم النافع وتجنب العلوم الزائفة التي لا ينبني عليها عمل مفيد ونعوذ بالله من علم لا ينفع.

 

6- ولتكن حياتك معتدلة في كل أمرك؛ في المأكل والمشرب والملبس، وحتى في العلاقات مع البشر فلا إفراط ولا تفريط.

 

7- أخطر ما يعيق الإنسان في رحلته في الحياة هو الذنوب؛ خاصه ما يتعلق بظلم البشر فإذا زلت قدمك في ذنب فسارع إلى التخلص منه ورد المظالم، وإذا غلبك ذنبك مرة ومرات فاحرص على تجديد التوبة ولا تيأس مهما طال بك الذنب وعظم ما دمت حريصًا على التوبة باستمرار، وأتبع السيئة الحسنة فإن الحسنات يذهبن السيئات؛ فعش مجددًا للعهد مع الله ليل نهار مهما غلبتك الذنوب فإن رجاءنا في الله يعطينا الأمل في حسن الخاتمة، ويزداد الأمل في المغفرة في الآخرة، وبين الخوف والرجاء نحيا ولكن رجاء المؤمن أقوى من خوفه؛ فلنجعل علاقتنا بالله حبًا وأملا وتفاؤلا وتجديدًا لعهدنا مهما أضلنا الشيطان وأنسانا.

 

 هذه كلمات خرجت من قلبي وربما تكون قاصرة ولكن أردت أن تكون وصيه تحمل أهم ما خبرته في حياتي وأدركت أنه خير معين لكي نحيا حياة طيبة في الدنيا والآخرة؛ فأدعو الله أن يتقبل ما فيها من خير ويتجاوز عما فيها من تقصير، وأن يغفر لي ولأسرتي وكافة المسلمين، وأن يجمعنا في الجنة فذلك غاية الحياة، وأن يتم نعمته علينا بالنظر إلى وجهه الكريم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك.

أشرف عبد الرءوف قدح 

8-4-2024

المصدر: أشرف قدح
AshrafQadah

أشرف قدح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 268 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2024 بواسطة AshrafQadah

ساحة النقاش

أشرف قدح

AshrafQadah
كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم. »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

216,422
Flag Counter