قُلتُ أنا المهلهل 
قصيدة من 
البحر الكامل 
بعنوان 
           مهاجرون بلا وطن 
أتَمُوتُ    بَرَّاً    أم    تموتُ    ببحرِ 
يا مركبَ   الأحرارِ   أسْرِع  واجْرِي
 
خُذني  بعيداً  في   رحابِكَ   عَلَّنِي 
أختارُ  من  سفري   حرائقَ   قهري 
لأذوبَ   في  البابورِ  مثل  حمامةً  
وأسيرَ       للتابوتِ    كالمُستَجري 
اسْمَع إلى لحنِ  الوداعِ  لمن  بَكَتْ 
أُمٌ       تُنادي     والدُّموعُ     كنهرِ 
مَدّتْ    يداها    يا صغيري   أَقْبِلَنْ  
نحوي    فَحُضْنُ  أمومتي  كالبحرِ
 
قالت    وحُزنٌ      لا يودُّ    فراقها 
أَمُهَاجِرٌ      للغربِ     وَدِّع    قبري 
فلعلَّ     يوماً    لا أراكَ    ولا ترى 
وتظلُّ  روحي  فوق روحك تسري
 
أين  الحياةُ  وقد  سَلَتْكَ ولم تعُد 
بالحالِ  في  حالٍ   ولا   لا  تدري 
وتسيرُ  في  الغاباتِ  تسعى لاهثاً 
والزَّادُ    مِن    تَمْرِ     وبعضُ  البُرِّ 
سِرْ في طريقكَ يا أخي لا تَرجِعَنْ 
واركب  بحاراً  وانتشر  في البحر 
واصنع  لنفسكَ   عالماً  في  عالمٍ
واغْرَقْ  ببلجيكا   وَنَمْ   في  قصرِ 
   
باريسُ    واليونانُ   ليست  قصةً 
لسياحةِ     ورفاهةٍ        أو  عِطر 
آلَامُ   يا  ذا النُّونِ   مسَّتْ   شعبنا 
والحربُ  قد  عَقَرَتْ جِمالَ الصَّحرِ 
أمُهاجرٌ   أشعِلْ    كنائسَ   مسجدٍ  
واسجد  مع  النَّاقوسِ  بعد  الفجر 
واطلب  مسيحَ   العالمينَ  فِداءَه 
واطلب     نبيَّ    العالمينَ     لبدرِ  
واجعل  لموسى من  عصاهُ  تكلُّمَاً 
مَنْ  شَقَّ   قلبَ  البحرِ   فوقَ  البَرِّ 
جيسانُ  سِحرُكِ  لا يزال بخاطري 
وبَنُوْكَ    يا يعقوبُ   صُلْبُ  الظَّهْر 
ما كُنتُ  إلَّا  روحَ  موسى  سائحاً
في  الأرضِ   بين  تَخَيُّرٍ  أو  جَبْرِ 
يا أيُّها  الشَّعبُ  الّذي   لم  يرتوي 
نِعَمَاً    فكان    الفقرُ    بين   الفقرِ 
والصَّخرُ يجري في العروقِ ونخلةٌ
لفظت   ثماراً    لم    تعد    بالتَّمرِ 
 
إيّاكِ   روما  أنتِ  بعضُ  بشاشتي 
أيكونُ    منكِ   كوائلٍ   في   بكرِ 
فالبطشُ  في  بلدي   يثورُ  غباره
منذُ   الصّباحِ   ولا يزولُ    بِعَصرِ 
  
يا بحرَ   روماً   لا تذق  من  لحمنا 
طفلاً    ولا شيخاً     ولا ذو   فقرِ 
اسْرَح  على   كتفي  إلَيَّ  بجعبتي 
فاليومَ  أمري  قد  هوى  في الأمر 
الصَّربُ   والشّيشانُ  نادا  يا  عُمَر 
اضرب بسيفكِ واستقر في قصري
أَتُرَاكِ    يا روما  رأيتِ   هشاشتي 
لا تجرحي    المُعتَلَّ    عند  النَّحرِ 
زُفِّيهِ   في    حُضنٍ   يكونُ  كأُمِّهِ                     
بعد   اسْتِحَاشِ  زمانه  المُسْتَعرِي
               انتهى 
               بقلمي 
تمّام طاهر سلوم الخزاعي
وهذا ما قالته الناقدة الكبيرة 
دكتورة 
Sama Baghdady 
إضاءة نقدية في النص المقدم للاستاذ تمام طاهر سلوم الخزاعي 
أمهلنا نتأمل ضوع من جمال الحرف يترنم بعذوبة فائقة ، وحنين  يطرب المسامع ويشجو  بمعاني الروح ، ويهيل الندى بين  قطرات الدموع  ، ماهذا الجمال الذي  يشرق  ببهاء الصورشاعرنا الغريد ؟! أنت  فضاء المعنى  منيراً مشرقاً  متلألأّ  بمعاني  النور ، دام عبير حرفك الوضاء دكتور قصيدة مميزة ، لشخصية أدبية  محنكة ذات باع طويل في    نظم الشعر ونثره ، تقدم لنا فصو ص لغوية  ، تتفرد  وتتميز برسم ملامحها  البهية  بشكل مؤثر في  شعور المتلقي ، روح شفافة عذبة ، ندية تترنم  بالمعاني الطاهرة ، تبدع  برسم صور شذية  مليئة بالتوصيفات الشعرية الجزلة والحنونه في مواءمة مطلقة مع مفردات الكون،  وترسم لنا  اهزوجة شعرية تتغنى بالجمال الكوني ومعاني الحب النقي  والشعور الطاهر والاصالة وروح الانتماء للوطن والحنين للاوطان ومعضلة الذات الانسانية المعءبة بالغربة ، والشعور الانساني المزروع  باللهفة لوطن يؤطرهُ في الروح   مسمى أم  ، والعزة والشموخ في روح  بهية  نقية تتنسم عبير المحبة  الصادقة .  فالقصيدة  تحمل في طياتها العديد من المعاني والمفردات الشاعرية التي تحمل العمق  الاصالة ، والموشحة بالتأويل الشعري ، . ونجد اليوم الدكتور قد  أبدع  في  نظم  قصيدة  متكاملة  الاركان  اللغوية ، والبلاغية ، والروحية ، مع قوامة جيدة من المضامين العالية  ، في  بنية داخلية متماسكة،  ورصينة ، وموسيقى  تشرق فيها  ملامح الشجن .
 فأبعاد النص  الشعري الاصيل خاصةً يستوعب المضامين العالية الراسخة في الذاكرة الحية للشعوب ،  يرتقي بروح القارئ كي يستذكر ذلك الارث و يتبنى قداسة ، المفردة العربية الاصيلة  الموزونه،   ولطالما تغنى الشعراء العرب   بروح الشجن والحنين الى رغد الشعور بوركت وابدعت نص شعري بهي المعالم شذي الصوركل التقدير لحضرتك

المصدر: تمّام طاهر سلوم الخزاعي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2024 بواسطة Arabauthors

الإتحاد الدولي للمؤلفين العرب

Arabauthors
الإتحاد الدولي للمؤلفين العرب مجلة للمؤلفين والكتاب والشعراء مجلة للسلام والتسامح واحترام الآخر *** رئيس مجلس ادارة الاتحاد/ دكتورة/ سابرينا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

34,360