مع هبوب رياح الخماسين و«زعابيبه» وقدوم الربيع تتفاقم أمراض الحساسية لدى المرأة وجميع أفراد الأسرة وتسبب لهم متاعب كثيرة والتى يصعب عليهم أحيانا قبد احتمالها، إلا أن التخلص منها يصبح سهلا إذا ما اتبعت الأساليب الصحيحة فى الكشف عن أسبابها وعلاجها التى ينصح بها. المتخصصين.
د. أمجد عبد الحميد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بمعهد المصل واللقاح يوضح لربة الإسرة وعائلتها أن الاعتماد على أجهزة التكييف بدلا من التهوية الطبيعية عند هبوب الرياح أوإغلاق النوافذ واستخدام الموكيت فى ديكور المنزل كبديل للسجاد يؤدى إلى نمو مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة مثل حشرة الفراش فى الأغطية والمفروشات - حيث إنها تتغذى على القشور الجلدية بالجسم - وإلى نمو مجموعه من الفطريات، كذلك فى الأماكن المغلقة رديئة التهوية وذات الرطوبة العالية، وكل ذلك يحفز خلايا الجسم علي إنتاج نوع معين من الأجسام المضادة وإنتاج مجموعة من المواد الكيميائية والبيولوجية التى تؤدى فى النهاية إلى ظهور أعراض الحساسية، ولاننسى أننا فى أمشير بزعابيبه الكثيرة والمليئة بالأتربة والذى يسبب لمن لديهم الإستعداد للإصابة بنوبات الربو والحساسية، والربيع والمليء « وحبوب اللقاح» هى السبب فى ظهور الكثير من أمراض الصدر للكبار والصغار من أفراد العائلة.
ويؤكد د. أمجد أن كل امرأة -وكل شخص - تعبر عن الحساسية بطريقتها الخاصة وفقا لمكان تأثيرها، فهناك حساسية الأنف وحساسية الصدر والعين، وتتراوح الأعراض ما بين حكة بسيطة بالجلد وعطس أو رشح بالأنف أو حدوث أزمات ربوية قد تسبب حدوث حساسية مفرطة فى الجسم كله.
وتعتبر مسببات الحساسية من أسهل مسببات الأمراض التى يسهل التخلص من تأثيراتها السلبية على الصحة حيث يتم الكشف عنها عن طريق إجراء مجموعة من الاختبارات على الجلد لتحديد المسبب لها، وهى طريقة سريعة وموثوق بها، ويتم عمل هذا الاختبار بعدة طرق على حسب التشخيص الطبى والفحص الظاهرى.
«باتش» الجلد
ويوضح د. محمد السيد راشد مدير معمل اختبارات الحساسية بمعهد المصل واللقاح أن طريقة إجراء هذه الاختبارات تتم بوضع كمية صغيرة من مسببات الحساسية المشتبه بها تحت الجلد لمعرفة رد فعل الجسم لها، ولابد أن يوقف المريض الأدوية المضادة للحساسية لمدة لا تقل عن خمسة أيام حتى لا تؤثر سلبيا على النتائج، وتنقسم الاختبارات إلي ثلاثة أنواع:
الأول: اختبار وخز الجلد، ويتم بوضع قطرة من محلول يحتوى على مسببات الحساسية المحتملة على الجلد، وعمل سلسلة من الخدوش أو الوخز بإبرة ليسمح للمحلول بدخول الجلد، فإذا أصبح الجلد أحمر وحدثت حكة في هذه المنطقة مع ظهور انتفاخ فهذا يعني أن الشخص لديه حساسية من هذه المادة ، أما النوع الثانى: فيسمي الاختبار بالحقن بالجلد ويتم خلاله الحقن بكمية صغيرة من محلول يحتوي على مسببات الحساسية، ويمكن أن يجرى هذا الاختبار بعد عمل اختبار وخز الجلد للمادة وعدم حدوث رد فعل (النتيجة سلبية) ، أما الاختبار الأخير: فيسمي «باتش الجلد» عن طريق وضع محلول يحتوي على مسببات الحساسية على قطعة أو «رقعة» يتم وضعها على الجلد لمدة تتراوح بين 24 إلى 72 ساعة، ويستخدم هذا الاختبار للكشف عن حساسية الجلد، ويسمى التهاب الجلد «بالتماس» ويكون أكثر للمواد الكيماوية والمعادن.
«وادوينى بالتى هى الداء»
ويفضل الباحثون بالنسبة لحساسية الأطعمة «كالفواكه»- إجراء اختبار «وخز الوخز»، ويقصد به وخز الفاكهة الطازجة ثم وخز الجلد فى نفس التوقيت، وهذه طريقة أدق لمعرفة الأشخاص الذين لديهم حساسية عند تناولهم الفواكه، وبعد إجراء الاختبار، فى حالة وجود نتيجة إيجابية لأحد المسببات، يتم إعداد وتجهيز المصل المناسب. ويعتبر العلاج المناعي للحساسية (أمصال الحساسية) آخر خط للعلاج .
وتعتبر أمصال الحساسية من التطورات الحديثة في علاج الحساسية، لكن هذه الأمصال تستخدم لفترة طويلة من عامين إلي خمسة أعوام لذلك يجب علي المريض أن يستمر في استخدامها حتي نهاية العلاج
ساحة النقاش