الفنون التي تعد للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
هناك عدة اعتبارات يجب مراعاتها عند إعداد هذه المواد للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لعل أهمها:
1- من الضروري التأكيد على أن الرعاية الثقافية والمواد الفنية التي تقدم للصعيد الأعظم من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لا تختلف عن تلك التي تقدم للأطفال العاديين، باستثناء حالات الإعاقة التي تتطلب طرقًا مختلفة للاتصال، مثل:
· أ- فقد البصر – طريقة بريل والمواد المسموعة.
· ب- فقد السمع – لغة الإشارة.
· ج- المعوقين عقليًا – مواد بسيطة يسهل فهمها.
أما باقي أنواع الإعاقات كالمعوقين حركيًا وبدنيًا وحسيًا وانفعاليًا وغيرها، فلا تحتاج مواد مختلفة.
لذلك يجب الحرص – كلما كان ذلك ممكنًا – على تقديم الفنون وأشكال الرعاية الثقافية لذوي الاحتياجات الخاصة في إطار الفنون التي تقدم للأطفال العاديين.
ويجب عدم تقديم مواد ثقافية مخصصة للطفل ذي الاحتياج الخاص؛ حتى لا تزيد من عزلته عن المجتمع وشعوره بالاختلاف.
هنا أيضًا يلزم التمشي مع مسايرة الاتجاهات الحديثة في التربية الخاصة، وبخاصة الدمج والتطبيع نحو العادية في تقديم الفنون والرعاية الثقافية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
2- على الرغم ذلك، فمن الضروري الحرص على وصوله كافة أشكال الفنون والمواد الثقافية والوسائط والرعاية الثقافية التي تقدم للطفل العادي إلى كافة أنواع ذوي الاحتياجات الخاصة في أماكن تواجدهم ومؤسساتهم أو تسهيل وصولهم إلى أماكن تقديم هذه المواد؛ حتى يحصل الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة على نصيبهم العادل من الفنون ووسائط الثقافة والرعاية الثقافية بشكل عام. وهناك العديد من الأساليب والإجراءات التي تساعد على تحقيق ذلك، خاصة في ضوء عزلهم في مؤسسات ومدارس خاصة في مصر وعدم دمجهم مع العاديين، من بين هذه الإجراءات:
· تزويد مدارسهم ومؤسساتهم بأجهزة الفيديو وعروض الرسوم المتحركة والمكتبات المناسبة واللعب التربوية والمواد الفنية.
· تخفيض رسوم دخولهم لدور السينما والمسارح والمتاحف واستخدام المواصلات وشراء الكتب والمواد الثقافية.
· تمكين بعض ذوي الاحتياجات الخاصة (المعوقين حركيًا) من الانتقال لأماكن هذه المواد أو نقلها لأماكن تواجدهم.
· تنظيم المسابقات بين هؤلاء الأطفال ومنحهم الجوائز والحوافز وتقديم ونشر إبداعاتهم وفنونهم.
3- ضرورة الحرص على تدريب الأطفال على ممارسة كافة الأنشطة الفنية مبكرًا ما أمكن في عمر هؤلاء الأطفال، والتقريب بنيهم وبين كافة وسائط الثقافة؛ حتى تقيم علاقة صداقة مبكرة بين هؤلاء الأطفال ومختلف أشكال وألوان الفنون، وكذلك للتمشي مع الاتجاهات الحديثة، التي تؤكد على ضرورة التدخل المبكر وتقديم كافة أشكال الرعاية من الوقاية الأولية.
4- ضرورة الانتباه إلى أن كثيرًا من هؤلاء الأطفال – بصرف النظر عن احتياجهم الخاص – قد يكشفون عن أشكال مختلفة من الموهبة والإبداع في مختلف المجالات المقدرة اجتماعيًا، كالفنون بمختلف أشكالها أو الجوانب الرياضية وغيرها. في مثل هذه الحالات يجب على من يرعى الطفل، ويقدم له مختلف أشكال التعليم والتنمية والتثقيف وغيرها، أن يسعى لتنمية هذه الجوانب والمواهب بكافة الطرق والسبل والوسائل، فقد يكون فيها تعويض لصاحب الاحتياج الخاص وتوكيد لذاته، كما تقدم له الفرص للحصول على مهنة وتحقيق المواطنة الكاملة والاعتماد على النفس في حياته.
5- ضرورة الانتباه إلى أن هؤلاء الأطفال –شأنهم شأن الأطفال العاديين- يحتاجون لمراعاة العديد من الاعتبارات عند التوجه لهم، حتى يكون هذا التوجيه فعالاً وناجحًا. لعل أهم هذه الاعتبارات.
· ضرورة مراعاة مرحلة النمو التي بلغها الطفل، ويعمل عندها، سواء في نموه العقلي أو اللغوي أو الاجتماعي أو النفسي.
· ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين هؤلاء الأطفال.
· ضرورة الحرص على تحقيق حاجاتهم الأساسية ومراعاة ميولهم واهتماماتهم الفردية.
· ضرورة الحرص الشديد على إمتاع هؤلاء الأطفال وإسعادهم وإدخال البهجة والمرح على قلوبهم وتعليمهم وتنميتهم كلما أمكن ذلك عن طريق اللعب والمرح والفكاهة.
· ضرورة الحرص على استثارة حواس الطفل وأن نجعل له دورًا نشطًا فعالاً في كل ما يقدم له له، وألا يقتصر دوره على دور المتلقي السلبي إلا في أضيق الحدود.
· ضرورة أن تساعد المواد التي تقدم للأطفال على استثاراتهم والاستفادة من حب الاستطلاع الفطري الطبيعي لديهم.
· ضرورة مراعاة الجوانب الشكلية والجمالية عند إعداد وتقديم المواد للأطفال، بحيث تقدم لهم الألوان الجذابة والأصوات المبهجة الراقية التي تساعد على تنمية حسهم الجمالي وتذوقهم الفني.
· ضرورة الحرص على أن تساعد هذه المواد على تحقيق انتماء الأطفال لوطنهم وقوميتهم وحضارتهم، بالإضافة لما تحققه لهم من تعليم وتنشئة وتنمية وبهجة.
إذا أمكن مراعاة الاعتبارات السابقة وغيرها، فإن المواد الفنية ومختلف أشكال وألوان الفنون التي تعد وتقدم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (من رسوم ومسرحيات وبرامج إذاعية وتليفزيونية) سيكون لها أبلغ الأثر في تنمية هؤلاء الأطفال في مختلف جوانبهم والإسراع من معدل نموهم، والمساعدة على تحقيق تنشئتهم، وتمكينهم من رعاية أنفسهم، وغيرها من الأهداف السابق تحقيقها، كما أنها يمكن أن تساعد هؤلاء الأطفال على التغلب على مشكلاتهم واحتياجاتهم الخاصة والتمكن من تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي.
المصدر:
· مجلة خطوة العدد 16 يوليو 2002
· أ. د. ليلى كرم الدين - مدير مركز دراسات الطفولة - جامعة عين شمس – مصر
ساحة النقاش