في خطوة قد تقضي نهائيا على ما يعانيه العالم من ويلات كوارث غرق السفن والعبارات التي تقل الركاب والبضائع والمواد النفطية، اخترع باحث مصري "جاكت" نجاة هيدروليكي، يمكنه أن ينقذ ناقلات النفط، وسفن الركاب من الغرق؛ إذا تعرضت لنكبات مفاجئة؛ كتلك التى ابتليت بها العبارة "السلام 98" التي غرقت في عرض البحر الأحمر خلال رحلتها من ميناء ضبا السعودي إلى السواحل المصرية في أوائل فبراير/شباط 2006، وراح ضحيتها 1033 راكبا وأصيب 377 آخرون.
وتكمن أهمية الاختراع الذي توصل إليه الدكتور "جمال المنزلاوي"، الحاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية، ويعمل مدير إدارة بقطاع الجودة بشركة النصر للبترول بمدينة السويس جنوب القاهرة، في تزايد حوادث العبارات خاصة في مواسم الحج والعمرة، خاصة مع الإهمال الشديد الذي يشهده قطاع النقل البحري في مصر.
قال المنزلاوي: إن الاختراع عبارة عن نظام تحكم "هيدروليكي" مثبت على ظهر السفينة، يتم التحكم فيه آليا، ويتحكم هذا النظام "الهيدروليكي" في حركة مجموعة من الوسائد ذات مواصفات خاصة من المتانة وقوة الطفو؛ التي يمكنها إضافة مساحة مستعرضة كبيرة حول السفينة، في حال تعرضها لخطر الغرق أو التصادم مع سفينة أخرى.
وأضاف أن هذا الاختراع أشبه بـ"جاكت" نجاة لحماية السفن، وما تحملها من طاقم وركاب والبضاعة المشحونة أيضا، مشيرا إلى أن اختراعه يهدف إلى إمكانية أن تقوم السفن البحرية بصفة عامة، والناقلات بصفة خاصة، بتعويم وإنقاذ نفسها ذاتيا في حال توقع المخاطر؛ بل وأثناء حدوثها.
ويعمل هذا النظام "الهيدروليكي" الوقائي خلال دقائق قليلة لتعويم السفينة أو الناقلة، دون الانتظار لوصول إغاثة محلية أو دولية.. ربما لا تستطيع -في أحايين كثيرة- منع الكارثة أو تقليل آثارها المدمرة، كما حدث مع كارثة العبارة "السلام 98".. وغيرها من الكوارث.
وأشار الباحث المصري إلى أن أهم ما تتميز به مكونات هذا الاختراع هو أنها لا تشغل حيزا أو وزنا كبيرا، مقارنة بحجم وحمولة السفينة المعرضة للخطر، وسهولة طيها في حال عدم الاستخدام. كما أن معظم المكونات يمكن تصنيعها محليًّا، وبتكلفة معقولة.
ونوه د. المنزلاوي إلى أن اختراعه هذا قابل للتطبيق على أنواع السفن بصفة عامة، وناقلات النفط بصفة خاصة، وسفن الركاب -مع بعض الاعتبارات الخاصة في تصميم المكونات- وأيضا مراكب الصيد واليخوت والصنادل واللنشات البحرية.
وأكد أن "الجاكت الهيدروليكي" يستطيع أن يتصدى لجميع مفاجئات البحر؛ وأولى هذه المفاجآت هي حوادث الغرق، وعندها يمكن للقبطان أن يقوم من خلال نظام التحكم "الهيدروليكي" بالتشغيل لتقوم "البلوكات" و"المناطيد" بإنقاذ الموقف وتنفيذ عملية التعويم.
وأضاف أن المفاجأة الثانية تتمثل في حوادث الاصطدام، حيث يمكن الاعتماد على "البلوكات" الموجودة على شكل أجنحة دون الحاجة إلى فتحها؛ من خلال عملها كمصدات واقية؛ لأنها مكسوة بغطاء من المطاط يعطيها القدرة على حماية جسم السفينة.
وأشار إلى أنه يمكن للبلوكات أيضا حماية جسم الناقلة أو السفينة من التآكل الذي يحدث بمرور الزمن.
براءات دولية
وعلى الرغم من أن اختراعه مسجل دوليا بمكاتب براءات الاختراع الأوروبية بسويسرا والنمسا، تحت رقم (PCT/EG2005/000042)، من خلال معاهدة التعاون الدولي من أجل البراءات، منذ عام 2005، إلا أنه لم يحصل على براءة الاختراع من أكاديمية البحث العلمي المصرية إلا في أوائل العام الجاري فقط.
وفي هذا الصدد، انتقد "المنزلاوي" بطء وعدم جدية الأجهزة الرسمية المصرية فى التعامل مع اختراعه؛ على الرغم من أهميته، وقيامه بمخاطبة وزارة النقل، وقطاع النقل البحري بهذا الاختراع.
وأشار إلى أنه خاطب وزارتي النقل والبترول المصريتين؛ لتحمل نفقات مرحلة التقييم منذ فترة؛ إلا أنه لم يتلق أي رد على خطاباته.
وكشف عن أنه يقوم حاليا باتصالات مع القوات البحرية المصرية لمناقشة سبل تنفيذ اختراعه، داعيا رجال الأعمال العرب والمصريين إلى الاستثمار في مجال الاختراعات، والإنفاق عليها في مراحلها المبكرة، قبل تسربها إلى دول العالم المتقدم؛ وخاصة الاستراتيجية منها.
وتساءل: هل يجد مثل هذا الاختراع الذي يهدف إلى حماية الأرواح والسفن والبيئة والتجارة عن طريق البحر طريقه إلى من يقدر المبتكرين والاختراعات المقدمة منهم لخدمة البشرية؛ مثلما نفعل مع لاعبي الكرة -ولا حسد- وحتى لا نستورد تلك الاختراعات و"التكنولوجيا" من الخارج بملايين الدولارات، كما هو معروف.
كما تبنى الدكتور "جمال المنزلاوي" فكرة الاكتتاب كأسهم في تلك الاختراعات، وهي فكرة مبتكرة تدفع بالابتكارات إلى مجال الاستثمارات؛ خاصة إذا كان لها أكثر من بعد اقتصادي وبيئي وإنساني.