أولاً – مفهوم الأمن الصناعي :
يطلق مفهوم الأمن الصناعي industrial safety على أحد فروع المعرفة، ويهتم بجميع التدابير الوقائية لمنع وقوع الإصابات في أثناء العمل، وحماية مقومات العمل البشرية والمادية والبيئية في جميع المجالات الصناعية والزراعية والخدمية والتعليم والنقل والمناولة والتخزين، وكيفية تنفيذ الإسعافات الأولية وعمليات الإنقاذ عند وقوع الإصابات والحوادث والكوارث.
ثانياً - مراحل تحقيق الأمن الصناعي:
يقسم تحقيق الأمن الصناعي إلى ثلاث مراحل رئيسية:
1. المرحلة الأولى: لدى تصميم أو اختيار الآلات ومواد العمل الأكثر أماناً، وإنشاء المباني المناسبة هندسياً لطبيعة العمل عن طريق الأتي:
أ) إنشاء المباني المناسبة هندسياً لطبيعة العمل، إذ يجب التخلص قدر الإمكان من كل مصادر الخطر، وتلافيها.
ب) مراعاة قواعد الأمن الصناعي.
2. المرحلة الثانية: في أثناء الاستثمار والتشغيل والإنتاج، عن طريق الأتي:
أ) وضع تعليمات التشغيل الآمنة
ب) تنظيم مكان العمل
ج) تخطيط سير المواد وحركة العمال
د) تحديد مصادر الخطر
ه) التعريف بطرائق الوقاية من الحوادث والإصابات
و) توصيف معدات الوقاية الفردية بما يتناسب مع طبيعة العمل ومواده (للرأس والوجه والعيون والآذان والمجاري التنفسية واليدين والقدمين وسائر الجسم)
ز) تحديد مخارج النجاة
ح) التنبيه لمكامن الخطر
ط) التحذير من الحوادث قبل وقوعها وكيفية تفاديها.
ي) تجهيز أماكن العمل بوسائل الوقاية والإسعاف والطوارئ وإطفاء الحريق وتشغيلها تلقائياً
ك) حصر أماكن الخطر وإغلاقها منعاً لتفاقم الأضرار.
3. المرحلة الثالثة: عند وقوع الحوادث، وتشمل الأتي:
أ) إجراء الإسعافات الأولية وعمليات الإنقاذ بفرق إسعاف متخصصة ومؤهلة للتعامل مع الإصابات والجروح الأكثر احتمالاً بحسب مجال العمل وطبيعة مواد العمل.
ب) يجب تعليق لوحات تعليمات حول كيفية إجراء الإسعافات الأولية وإخلاء المصابين، وأسماء وعناوين الأطباء والمستشفيات المختصة بمعالجة الإصابات الأكثر احتمالاً (عينية، حروق، مواد كاوية، جروح، كسور).
ج) عند التعامل مع المواد الخطرة السامة لا بد من مراجعة مراكز الإسعاف المختصصة مع ضرورة ذكر اسم أو رقم المادة الخطرة للطبيب المعالج، وعند اللزوم الاستعانة بفرق الإطفاء والدفاع المدني والشرطة للتغلب على الحوادث الطارئة.
وتسعى المرحلتان الأولى والثانية إلى التنبه للمخاطر والحوادث قبل وقوعها، واتخاذ التدابير والاحتياطات الوقائية كافة لمنع وقوع الحوادث واستخدام ما يلزم لتلافي تطورها في حال وقوعها. أما المرحلة الثالثة فتسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد وقوع الحوادث والإصابات.
ثالثاً - العوامل المؤثرة في الأمن الصناعي:
- مقومات العمل
- الإنسان
- الآلات
- مواد العمل
- أسلوب العمل
- تجهيزات المكافحة
- الإطفاء
- الإنقاذ وغيرها
كما أن لطبيعة عملها ومواصفاتها أثراً كبيراً في نتائج العملية الإنتاجية أو الخدمية المتمثلة في الجودة والأمن والبيئة والتكاليف وزمن التوريد والهدر والمعنويات العامة.
رابعاً - شروط تحقيق قواعد الأمن الصناعي:
يفترض أن يكون تحقيق قواعد الأمن الصناعي من مسؤولية الجهات العامة في الدولة ولا سيما عند منح تراخيص العمل ومزاولة المهنة، أو تجديد استثمار وسائل النقل والمعدات الفنية، وأن تخضع المؤسسات الخدمية والإنتاجية والتعليمية كافة وحيثما يلزم الأمر إلى المراقبة الدورية ومراعاة شروط الأمان والتجهيزات المخصصة للطوارئ وقواعد السلامة المهنية من قبل المختصين.
وعليه يمكن تحقيق الوقاية والحماية من خلال:
1) التشديد على تطبيق قواعد الأمن والسلامة المهنية وفق المعايير النموذجية عند منح تراخيص العمل ومزاولة المهنة.
2) المراقبة الصارمة على إجراءات الأمان والسلامة المهنية في أثناء العمل، وعند تجديد تراخيص العمل.
3) تطبيق قواعد الأمن الصناعي وإدراك أهميتها ومتابعتها من قبل الإدارة.
4) التخطيط السليم للعمل ومتابعة تنفيذ الخطة.
5) إفهام العاملين مخاطر العمل والأمراض المهنية، وتدريبهم على كيفية الوقاية منها.
6) عدم السماح بتجاوز العتبات الحدية المسموح بها عالمياً من تلوث وإشعاع وسمية وضجيج.
7) تخفيض أوقات العمل ومدة خدمة العاملين في المجالات الخطرة (الكيمياوية والإشعاعية).
8) التقيد بإجراء الصيانات الدورية للتجهيزات الميكانيكية والكهربائية والبنية التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والهواء المضغوط.
9) إصلاح كل ما يطرأ من عيوب في المعدات أو المنشآت فور حدوثه، وعدم استعمال أية معدات في حال وجود أي خلل فيها.
10) إجراء التعديلات الضرورية لتحسين شروط العمل والسلامة المهنية.
خامساً - أسباب الحوادث والإصابات المهنية وسبل الوقاية والحماية:
1. أسباب تتعلق بالإنسان :
سواء كان صاحب العمل أو العامل أو الإداري أو الفني، نتيجة الجهل أو الاستهتار أو الاستغلال.
وللحد من تلك الإصابات لا بد من عمل الأتي:
أ) تدريب العمال وتأهيلهم بما يناسب مجال عملهم
ب) تحقيق الاستقرار النفسي والرعاية الصحية لهم، وخاصة العاملات المرضعات والحوامل
ج) توفير وسائل الوقاية الفردية وتأكيد استخدامها
د) توفير وسائل النقل الأمنة من وإلى مكان العمل
ه) التأكد من ملاءمة العامل الفنية والبدنية للعمل الذي يقوم به
و) عدم الاعتماد على اليد العاملة الرخيصة غير الخبيرة
ز) التعريف بمصادر الخطر وآثارها.
2. أسباب تتعلق بالآلات والتجهيزات والعُدَد:
وذلك من حيث الأسباب التالية:
أ) عدم ملاءمتها فنياً مع طبيعة العمل، أو نتيجة لسوء استعمالها
ب) عدم تغطية الأجزاء المتحركة والخطرة فيها
ج) بسبب ما يصدر عنها من مخلفات أو نفايات صلبة أو سائلة أو غازية.
د) بسبب عدم التزام توصيات الشركات الصانعة
ه) بسبب تشغيل الآلات خارج المجالات المسموح بها من سرعة دوران أو زيادة حِمل، أو جهد كهربائي عال، أو زيادة ضغط، أو إهمال صمامات أو منصهرات الأمان، أو غض النظر عن أي خلل فيها.
و) عدم تنظيف الآلات وإجراء الصيانات الدورية لها
ز) بسبب تشغيل الآلات تحت ضغوط أو درجات حرارة غير مناسبة دوراً سلبياً أيضاً.
3. أسباب تتعلق بمواد العمل:
وذلك من حيث الأسباب التالية:
أ) تنشأ الإصابات في أثناء عمليات التشغيل أو النقل أو المناولة أو التعبئة والتغليف أو التخزين.
ب) أن تكون مواد العمل غير مطابقة للمواصفات المعلن عنها
ج) أن تكون من المواد أو المستحضرات الخطرة مثل: المواد المتفجرة، أو السريعة الاشتعال، أو القابلة للاشتعال الذاتي، أو بملامسة الماء، أو المواد المشعة، أو الكاوية، أو المسرطنة والضارة بالإخصاب، والضارة بالحوامل والمرضعات، والضارة بالمورثات والنسل، والضارة بالبيئة، سواء أكانت هذه المواد مواد أساسية في العمل أو من نواتج العمليات الإنتاجية.
د) أن ينتج عنها مواد خطرة تكون قابلة للانفجار إذا توفرت الشروط الملائمة لها، كالانفجارات الغبارية التي تقع في مطاحن الدقيق وصوامع تخزين الحبوب
وللحد من تلك الأخطار لا بد من عمل الأتي:
أ) يجب التعامل بحذر شديد مع مواد العمل وما ينتج عنها بحسب خصوصيتها في جميع مجالات العمل.
ب) يجب وضع الملصقات واللافتات الدالة على درجة خطورة مواد العمل
ج) يجب تحديد آليات الإسعاف الضرورية
د) يجب مراقبة الإشعاعات
ه) يجب مراقبة مستوى تركيز المواد الخطرة في الهواء وفي مكان العمل وعدم السماح بتجاوز العتبات القصوى المسموح بها.
و) يجب مراقبة نقل المواد الخطرة وتخزينها، وتمييز شاحنات نقلها بلوحات التحذير، ولوحات التمييز التي تدل على درجة الخطورة والرقم العالمي للمادة المنقولة، ولوحات الخطر هي من الأمور المهمة جداً.
4. أسباب تتعلق بطبيعة العمل وأسلوبه:
الأسباب التي تؤدي مع الزمن إلى الإصابة بأمراض مهنية :
أ) إذا كانت طبيعة العمل مجهدة أو روتينية مملة
ب) إذا كانت طبيعة العمل تركز على تشغيل أحد الأطراف أو الحواس
وللحد من تلك الأخطار لا بد من عمل الأتي:
أ) استخدام التقنيات المتطورة
ب) الاستفادة من مجالات الجديدة والمعلوماتية
ج) استخدام تكنولوجيا لا تسمح بالتشغيل الخاطئ للآلات
د) إلزام العمال بارتداء وسائل الوقاية الفردية
ه) تنفيذ الاستراحات التي تعيد إليهم نشاطهم وتركيزهم على العمل.
5. أسباب تتعلق بظروف العمل وبيئته:
وذلك من حيث الأسباب التالية:
أ) يجب أن يكون مناخ العمل ملائماً لطبيعة العمليات الإنتاجية من حيث درجة الحرارة والرطوبة والتهوية والإضاءة والضجيج.
ب) أن يكون التلوث بالإشعاع أو بالغبار أو المواد السامة أو الخطرة القابلة للاشتعال أو الانفجار أقل من حدوده الدنيا المسموح بها.
ج) أن يكون مكان العمل مريحاً : إذ غالباً ما يكون التوسع في الإنتاج على حساب المساحات المخصصة للراحة أو المرافق العامة أو الممرات
د) أن يكون وضع الآلات غير منظم ولا ينسجم مع تسلسل العمليات الإنتاجية مما يجبر العاملين في أثناء العمل على الاحتكاك المباشر بالآلات أو مواد الإنتاج أو وسائل النقل والمناولة التي تعرضهم للإصابات.
ه) أن تكون صفات صالات العمل من حيث الجدران والأسقف وفتحات التهوية والنوافذ لا تتناسب مع طبيعة العمل.
وللحد من تلك الأخطار لا بد من عمل الأتي:
أ) الاهتمام بنظافة مكان العمل
ب) تخصيص أماكن للآلات والقطع والمشغولات والممرات الخاصة بالمشاة وبوسائل النقل والمناولة
ج) تمييز مخارج النجاة وأماكن الخطر بلوحات خاصة
د) التركيز على تنظيم وتخطيط مكان العمل والعناية بالمرافق العامة.
ه) تجهيز المنشآت الصناعية بأجهزة الإنذار ومنظومات مكافحة الحريق والإسعاف والطوارئ
و) أن تكون محمية ضد الصواعق والعوامل الجوية الأخرى.
6. اصابات غير المباشرة :
والتي تعود لأسباب قاهرة مثل :
أ) الزلازل
ب) الأعاصير
ج) الفيضانات
د) الانهيارات
ه) العدوان الخارجي.