تشير الإحصائيات إلى أن الفرد يغير عملة من 7 إلى 10 مرات في بداية حياته، ولهذا فعليك دائما أن تكون مستعد لهذه اللحظة ليس من باب التشاؤم ولكن من منطلق أن تكون جاهزا دوما لأية عقبات يمكن أن تقف في طريقك.

وتعد عملية ترك المهنة ليست بالموضوع الهين أو البسيط كما يعتقد البعض، فترك المهنة له أصوله التي يجب اتباعها كي تحصل على حقوقك كاملة كما لا تضر المنشأة التي تعمل بها.

وتذكر دائما أن القائد روميل في الحرب العالمية الثانية لقب بلقب ثعلب الصحراء ليس لدهائه في مهاجمة العدو وتحقيق النصر، ولكن لفكره وأسلوبه في طريقة الانسحاب من الحرب بأقل الخسائر الممكنة، ولذلك نال احترام القادة العسكريين في العالم. فربما تحس بحسرة بسبب عدم حصولك على ترقية أو لتجاهل رؤسائك لعملك الشاق أو ربما تجد في نفسك الرغبة للقيام بتحد جديد. مهما كان الوضع، فتغيير الوظيفة سواء كانت بالانتقال لإدارة أو قسم جديد، أو الانتقال لشركة أخرى، أو حتى تغيير العمل نفسه، أصبح أمرا واقعا وحقيقة من حقائق العمل في الوقت الراهن. لكن قبل أن تتسرع بتغيير عملك (باختيارك)، أعط نفسك بعضا من الوقت لتصميم استراتيجية تساعدك على التأكد من أنك ستحصل على وظيفة أفضل من وظيفتك الحالية.

استعد دائما للتغيير فكر دائما فيما ستفعل إذا تركت وظيفتك، اجعل فكرك مرنا بلا جمود كي لا تصدم أو تضيع إذا حدث ذلك رغما عن إرادتك، ستكون فرصتك أقوى في التغيير للأفضل عندما تتوافق استعداداتك وتأهيلك لنفسك مع الفرص المتاحة في سوق العمل، عليك أن تُبقي مهاراتك في تحديث وتطوير مستمر، لتكون متواكبة مع تطورات العصر، هذا الأمر سيكون في صالحك في المستقبل. حتى لو لم تخطط لتغير وظيفتك، قد تأتي لك الفرصة في الحصول على عمل أفضل أو الحصول على عمل في المكان الذي كنت تحلم به. فمواكبتك للتطورات تجعلك أفضل من غيرك، ومن المرشحين للحصول على مهنة أفضل، فالتعليم المستمر أصبح ضرورة ملحة وحتمية في عصرنا الحالي، فيمكنك مثلا:
   - تعلم برنامج كمبيوتر يتعلق بمجالك.
   - حضور دورات في فن الكتابة أو الحديث العلني أو التعامل مع الآخرين.
   - تحسين لغتك أو تعلم لغة ثانية.
   - الحصول على تدريب قيادي.

وهذه بعض الأسئلة لمساعدتك على تقييم مدى الأمان في بقائك مع رب العمل الحالي:  كيف سيكون وضعي في شركتي الحالية بعد سنة من الآن؟ عليك أن تعرف صراحة ما هي فرصتك في الترقي وهل هذا الترقي سيكون في منصبك أم زيادة مرتبك فقط.. ما هو وضع العاملين في نفس مجالي بالشركات الأخرى؟  ما هو وضع شركتي المالي؟  ما هو أداء شركتي بالمقارنة مع الشركات المنافسة؟ هل استلمت أي تحذير شفوي أو كتابي في عملي؟

أنت أنسب من يقيم نفسه تعد مقولة (أن الفرد لا يستطيع الحكم على نفسه) خاطئة بدرجة كبيرة، وذلك لأنه يجب عليه أن يقيم قدراته وحجم أعماله وما يستطيع أن يقدمه للآخرين، إن كنت منزعجا من عملك، فما سبب ذلك؟ عليك الإجابة على هذا السؤال قبل البحث عن عمل جديد. وإلا قد تنتهي لوضع ذو مشاكل مشابهة لما أنت فيه الآن، اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل أنا سعيد في عملي؟
- هل هنالك فرصة لأطور نفسي؟
- ما هو شعوري تجاه مكان عملي (الموقع الجغرافي)، وساعات العمل، وزملائي فيه؟
- هل أتقاضى راتبا مناسبا؟
- هل عملي يسبب لي الكثير من الضغط؟
- هل أحب عملي هذا في الأساس؟
- هل أشعر انني غير منجز أو كفء في عملي؟


عندما تجيب على هذه الأسئلة بدقة وصدق، اسأل نفسك ما إذا كنت مستعدا للعمل على تحسين هذا الوضع. وما الذي يمكنك فعله لتحسينه؟ إن كنت غير سعيد في عملك ولا تحس بأي تحد فيه، هل بإمكانك مناقشة ذلك مع مسئولك المباشر لتعديل بعض مهمات عملك؟ هل ترى من المفيد حضورك حلقة دراسة أو مؤتمر أو دورة في أحد المعاهد أو الكليات يمكن أن تزودك بطرق جديدة لأداء عملك؟ إن كان الراتب، أو المزايا الإضافية، أو كلاهما معا هو ما يشغل تفكيرك. فربما محادثة صادقة لكن بشكل مؤدب مع مسئولك المباشر تفي بالغرض. إن كان ضغط العمل يؤثر على حياتك سواء داخل الشركة أو خارجها، فربما حضور دورة في كيفية التغلب على الضغوط وتقليصها في أحد المراكز المتخصصة تساعدك على تحسين الوضع. فإذا شعرت أنك لا تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة حتى بعد مناقشتها مع المدير ولم تتوصل إلى الحل الأمثل لعلاج بعض عيوب وظيفتك، فيمكنك تغيير عملك الآن ولكن تذكر أن تناقش المسئولين عنك في العمل قبل تركه، فربما يعطونك بعض الحلول بالنسبة لساعات العمل أو المرتب أو الترقية، وعليك أيضا أن تجد حلولا لتحسين قدراتك ومهاراتك كي لا تشكو من تدني وضعك أو الضغوط النفسية الكثيرة. في معظم الحالات من الأفضل أن تبدأ بالبحث عن عمل جديد وأنت لا تزال على رأس عملك الحالي متمتعا بالراتب ومزاياه الإضافية.


كيف أختار وظيفة جديدة؟ يعد تغيير وظيفتك فرصة حقيقية كي تطور من نفسك وتعمل ما تحب، ولذلك قبل أن تحدد المجال الجديد لك عليك بالإجابة على الأسئلة الآتية:
- ما هي نقاط قوتي؟
- ماذا أريد أن تكون بعد سنة، أو خمس سنوات، أو عشرة؟
- ما الذي أستمتع بالقيام به؟
- كيف أريد أن أقضي يومي في مكتبي؟
- ما نوعية العمل الذي أشعر بأقصى رضا بالقيام به وفي نفس الوقت أحصل على راتب مرض عليه؟
- هل أنا مستعد للتغيير؟
- هل أحب أن أعمل مع أشخاص، أو كمبيوترات، أو كتب، أو حيوانات، أو نباتات أو غير ذلك؟
- هل أحب رحلات العمل أم لا أحبها؟
- هل أقوم بتحديث سيرتي الذاتية باستمرار؟

غير إدارتك ولا تغير شركتك لا شك أنه من الخسارة الكبيرة أن تفقد رب العمل الحالي وأنت راضي عنه، فربما العمل في إدارتك الحالية لا يعجبك، فإذا أردت ألا تترك صاحب العمل هذا فعليك بمراجعة قسم الموارد البشرية لمعرفة ما إذا كان يمكنك تغيير إدارتك والعمل في إدارة أخرى.


ابحث بإصرار عن موقعك الجديد
تأكد أن البحث عن وظيفة جديدة ليس بالشيء السهل ولكنه ليس بالشيء المستحيل، عليك فقط الصبر والعمل بعزم وإصرار كي تجد الفرصة المناسبة التي ستقضي فيها سنواتك المقبلة، عليك بتحديد المكان الذي تود العمل فيه، ومن ثم تحاول جاهدا أن تعرّفهم بنفسك، وفيما يلي بعض الملاحظات لتبدأ بمهمتك هذه: · انظر في الصحف، والدوريات الإدارية، والمنشورات المتخصصة في مجال عملك، وأي أدلة توظيف متاحة. · تحدث مع أشخاص يعملون في المجال الذي تود العمل فيه. أو تحدث مع أشخاص من الشركة التي تود العمل بها. · استخدم الإنترنت. فهنالك العديد من المواقع التي تعرض وظائف للباحثين عنها، ونصائح لكيفية الحصول عليها. · قم بإعداد سيرة ذاتية جذابة وانسخ منها عدة نسخ لتكون جاهزة في أي وقت متى طلب منك ذلك. · أرسل طلب التوظيف مع سيرتك الذاتية وبقية الأوراق المهمة للشركات، وعزز ذلك باتصال هاتفي أو زيارة لقسم التوظيف فيها.


لا تخجل من بحثك عن عمل
إن بحثك عن عمل لا يقلل من قدرك أو كفاءتك، بل احرص في هذه المرحلة أن تخبر الآخرين بذلك، فقد توجد فرصة عند أحد معارفك وتتوافق مع رغباتك، وتأكد أن جلوسك في المنزل لن تجني به أية ثمار، بل اسعى وابحث وتحدث لمعارفك وأصحاب العمل ومكاتب التوظيف. احذر من إرسال سيرتك الذاتية إلى الشركات عن طريق البريد الإلكتروني الخاص بعملك الحالي، فهذا يسئ إليك لدى الجهة الأخرى التي تعتقد أنك تستغل أوقات العمل لتحقيق مكاسب شخصية.


احصل على حقوقك بجرأة
عندما تحصل على العمل الذي ترغب فيه، لا تنسى أن تحدد موعدا مع أحد المختصين في قسم شئون الموظفين في شركتك، لتعلم منه ما هي حقوقك، وحاول أن تحصل على شهادة خبرة، بالإضافة إلى إخلاء طرف إذا كان عملك يتعلق بالمبيعات أو استلام معدات أو الأوراق المالية.

وفي النهاية تأكد أن تجربة تغيير العمل لها مزاياها الكثيرة بجانب المتاعب التي قد تصطدم بها، وتأكد أن العمل بشكل عام في أي مهنة يتطلب العطاء والجهد مقابل المزايا والراحة

المصدر: تطوير الذات
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 512 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,041,832