كم هو منظر جميل عندما نرى مجموعة من الأطفال يتشاركون اللعب دون منازعات، وكم هو أجمل أن ترى مجموعة من الشبابٍ ينجزون عملاً جماعياً تخيم عليه روح المحبة والإيثار والتعاون.. مثل تلك التجمعات والإنجازات يكون دائماً وراءها مربٍ استطاع أن يوحد القلوب ويدعم روح العمل الجماعي وينظم الفريق، فالتعاون يعني أن نعمل معاً ونتقاسم ما نملك ونلتزم بدورنا.
روح العمل الاجتماعي يقف وراءها مرب واع نجح في توحيد القلوب وتنظيم الصفوف.
وقد يكون التعاون صعباً أحياناً لدى الصغار وبعض الكبار؛ لأنه يحتاج إلى العطاء إلى جانب الأخذ؛ كما أنه يحتاج إلى أن نقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد، ولكن تعلم اللعب والعمل مع الأصدقاء والبالغين مهارة مهمة جداً للطفل، فهي تمكنه من تكوين صداقات جيدة، وعمل مشاريع جماعية، وتؤهله للحياة الاجتماعية الأكثر تعقيداً.
وهناك عدد من الألعاب والأنشطة التي يمكن مزاولتها في الصف أو في المنزل من أجل طفل أكثر تعاوناً ومحباً للروح الجماعية، منها:
- الأفكار الثلاث: في هذه اللعبة يكتب كل فرد في المجموعة ثلاث معلومات عن نفسه، اثنتين منها صحيحة وواحدة خطأ، ثم يقرأ كل منهم ما كتب عن نفسه، وعلى الباقين أن يعرفوا ما هي المعلومة الخطأ التي كتبها عن نفسه، وعند الانتهاء من اللعبة يكون الجميع قد تعرفوا على بعضهم بعضاً، وإذا كان هناك وقت كاف يمكن أن يكون هناك نقاش بسيط عن كل معلومة خطأ.
- لعبة التركيز: من المهم أن يتدرب الطفل على الاستماع الجيد والتركيز، ومعرفة متى يحين دوره في أي نشاط، وهذه اللعبة على بساطتها إلا أنها تدرب الطفل على تلك المهارات، وطريقة اللعب تتضمن عمل دائرة من الأطفال ومن ثم يحدد كل منهم رقماً خاصاً له، ويبدأ الطفل الأول بذكر رقمه ويُتْبعه برقم طفل آخر في الدائرة، وعندها يحين دور الطفل الذي ذكر رقمه فيفعل كما فعل الطفل الأول مع ذكر رقم طفل آخر وهكذا، وبعد حوالي خمس جولات تدخل بعض الصعوبة على اللعبة؛ حيث يبدأ الطفل بالضرب بقدمه على الأرض عند سماع رقمه ومن ثم ذكر رقمه ورقم طفل آخر يختاره، ويمكن ممارسة اللعبة بشكل آخر؛ حيث يبدأ الشخص الأول بقذف الكرة ومن ثم يقذفها الذي تسلمها إلى الشخص الذي على يسار من تلقّى منه الكرة، ويمكن إدخال درجة صعوبة أكثر مع جعل كل شخصين أمام بعضهم بعضاً يقذفون كرة مختلفة خاصة بهم.
- مهام جماعية: مثل عمل طبق مميز يشترك فيه الجميع، مع ترتيب العمل منذ إخراج الوصفة وإعداد المقادير الخاصة بها إلى حين طهيها وتقديمها، مع ملاحظة تقسيم العمل على الصغار ليستمتع الجميع في النهاية بتذوق عمل قام الجميع بإنجازه.
العمل الجماعي الآخر يمكن أن يكون عملاً فنياً، كرسم لوحة كبيرة يشترك الجميع في وضع فكرتها وتجهيز أدواتها ومن ثم إنجازها واختيار مكان تعليقها، أو قد يكون العمل الجماعي عبارة عن إعداد قصة يتم تقسيم العمل على الجميع من بداية إعداد فكرة القصة وكتابتها ورسمها وإخراجها ومن ثم تجميعها في غلاف واحد، أو قد يكون العمل زراعياً عن طريق تشجير قطعة معينة من المنطقة السكنية، أو إعادة زراعة منطقة قد ذبلت الحديقة العامة القريبة من المنطقة السكنية. - إعطاء مهام جماعية للصغار في المنزل: يعلمهم تقسيم العمل والتعاون فيما بينهم، فمثلاً إعداد الطاولة للضيوف يحتاج منهم اتخاذ قرار من سيتحمل أي جزء من المهمة، وكذلك إذا طُلب منهم وضع الأشياء التي تم شراؤها للتو في الثلاجة أو خزانات المطبخ، وغيرها من المهام المنزلية التي يمكن إعطاؤها لهم وتركهم يقومون بتقسيم العمل مع بعض المراقبة والتوجيه.
- المناقشات العائلية: والطريقة التي تدار بها تنعكس إما سلباً أو إيجاباً على الصغار، فإذا ما كان الوالدن من النوع المتفهم الذي يعطي كل شخص دوره في الكلام ويستمع بهدوء ويناقش ويدير النقاش بمساواة بين الجميع ويقدر الجميع، فإن هذا سيعود بالنفع على الصغار والشباب في العائلة، وسيجعلهم والشباب في العائلة، وسيجعلهم أكثر تفهماً مع الغير والعكس صحيح.
- امتدح أي عمل جماعي يقوم به الصغار: وبين لهم المكسب الذي حصلوا عليه نتيجة هذا التعاون، من توفير للوقت وتقليل للجهد وزيادة الألفة والمحبة.
- نقطة مهمة في تعلم أي مهارة: هي أن تكون أنت نموذجاً حياً في تطبيق تلك المهارة، فإذا ما وجدك ابنك متعاوناً مع جيرانك ومن حولك سينشأ هو كذلك متعاوناً مع من حوله.
ساحة النقاش