القيادة هي مهارة إدارية هامة , والقدرة على حث وتحفيز مجوعة من الأشخاص على تنفيذ هدف معين . فالقائد هو الشخص الذي يمارس بعض السلوكيات التي تساعد مجموعة من الأشخاص العمل بروح الفريق من أجل تحقيق أهداف المنظمة بأكبر قدر من الفعالية و الكفاءة و التأثير . ليس كل مدير يمتلك صفات القائد , قيل بأن المدير هو الشخص الذي تولى منصب إداري , أما القائد هو ذلك الشخص الذي أجمع الناس بأنه قائد .
في احد الأمثال قيل " إذا لم تكن هنالك رؤية مستقبلية , تهلك الشعوب " , فالأفراد و الشركات و المؤسسات لا يستثنون من هذا المقال , فنحن بحاجة إلى رؤية مستقبلية لكل نواحي الحياة , ولا يمكن تحقيق هذه الرؤية إلا بإحكام السيطرة على مراحل تحقيقها و التي تكون بوجود قائد ناجح و مؤثر يمسكك زمام الأمور و يسير قدما ضمن الفريق لتحقيق الأهداف المرجوة .
تقوم الشركات و خاصة الإنتاجية أو الصناعية منها , بإعداد خطة تمثل المنظور المستقبلي الخاص بالشركة والذي يتكون من مجموعة من الأهداف التي وجدت الشركة من اجل تحقيقهم , ولأن طبيعة الشركات الإنتاجية تتميز بخصوصية وجود مراحل متسلسلة و متلازمة و تعدد خطوط الإنتاج و التخزين والتوزيع و العمليات الإدارية الداخلية والخارجية بات من الضروري وجود شخص فذ ذي نظرة شاملة و تحليل منطقي للتحكم بطبيعة العمل لإنجاح العملية الإنتاجية دون التأثير على خط الإنتاج . ولدية القدرة على دمج وتآلف جميع الوحدات الإدارية و الوظيفية ووضعها بالنسق المطلوب لإخراج الوحدة الإنتاجية بشكلها ومضمونها و جودتها المطلوبة , إن الفهم الحقيقي للصفات المطلوبة للقائد تجعل منه وبلا شك شخصا تنفيذيا قادرا على القيادة و خاصة في بيئات العمل المتشابكة و المعقدة. مع الإشارة إلى أن هذه الصفات لا تولد مع المرء بل إنه يصنعها بنفسه ثم يتحلى بها ويطورها بشكل دائم ومستمر, لعل من أهم هذه الصفات :
• فهم عميق و محكم لطبيعة العمل المراد تحقيقه و القدرة على وضع خطة مفصلة تهدف للوصول إلى الهدف في أسرع وقت و بأقل التكاليف و بأفضل القوى البشرية , و تقسيم المهام على المختصين , بالإضافة إلى متابعة تقدم العمل المنجز بشكل دائم متواصل .
• شرح خطة و طبيعة العمل بشكل سلس و مفهوم لجميع المستويات الإدارية و الوظيفية , و مناقشة المقترحات التي قد تعرض من قبل الوحدات الوظيفية .
• قدرة على التأثير على مرؤوسيه و مساعديه و ذلك بمساعدتهم على تنفيذ الخطة المقترحة بإتقان .
• المقدرة على إقناع الآخرين , عن طريق تبسيط الأفكار و طرحها بكل وضوح ببساطة ويسر مما يساعد على تسهيل القيام بالمهام الموكلة للمرؤوسين. بالإضافة إلى طرح الأفكار بشكل فعال عن طريق ترتيب الأفكار وتقديمها بشكل فعال .
• الاهتمام بتطوير و تهيئة مرؤوسيه وظيفياً لتأهيلهم لتنفيذ المهام بفاعلية , عن طريق إشراكهم في فعاليات ودورات تأهيلية و تطويرية تساعد على المضي قدما في تطوير مراحل الإنتاج .
• الإشادة و التحفيز و التشجيع من أجل لحصول على أفضل النتائج , و أيضا العقاب في حال وجد أي خلل أو خطأ .
• عمل برنامج دوري لتقييم العمل المنجز , وتعديل الخطة تبعا لمصلحة الشركة .
• التعاطي مع العقبات و المشاكل بسلاسة و إنهائها و تفكيكها بأقل الخسائر , و عمل برنامج لإدارة المخاطر التي قد تعترض الشركة .
إن المديرون الذين يدربون أنفسهم على الصفات السابقة , سيستطيعون وبجدارة تحقيق ما تطمح إليه شركاتهم أو مؤسساتهم مهما كان طبيعة عملها و يستحقون حمل لقب المدير القائد .