الحديث في نظم استزراع وتغذية الأسماك
نحن نعيش عصر العلم والتكنولوجيا ، ولاشك أن هذا القرن هو عصر العلوم .. والعالم يتحرك اليوم بخطى سريعة ومذهلة نحو ثورات وقفزات علمية هائلة، يتحقق فيها ثورات وقفزات علمية هائلة، يتحقق فيها ببساطة ما كان بالأمس أحد دروب المستحيل أو أحلام اليقظة.
انطلاق من أنه يجب أن تخرج نتائج الأبحاث العلمية من الظلمات إلى النور .. أي من الدوريات العلمية والمؤتمرات العلمية المتخصصة .. والتي لا يرى أو يسمع بها إلا الأعداد البسيطة جدا من الباحثين في هذا التخصص .. ومن المعروف أن الأبحاث العلمية في مجالات العلوم التطبيقية كما هو الحال في العلوم الزراعية بكافة فروعها ومن ضمنها علم إنتاج وتربية الأسماك؛ والتي تستهدف في الأساس المنتج والمربي والمستثمر ومصانع الأعلاف المنتجة لأعلاف الأسماك والمصانع المنتجة لمستلزمات الإنتاج الخاصة بمزارع تربية الأسماك.
ومن هذا المنطلق نقدم في هذه الأطروحة ملخص ومستخلص للأبحاث العلمية الخاصة بإنتاج وتربية وتغذية وفسيولوجيا الأسماك والمنشورة في كتاب أبحاث المؤتمر العلمي التاسع لتغذية الحيوان – الجزء الأول – تغذية الدواجن والأرانب والأسماك، المجلد الخاص للمجلة المصرية للتغذية والأعلاف الذي يحمل الرقم (6) أكتوبر 2003م ؛ والمجلة تصدر عن الجمعية المصرية للتغذية والأعلاف .. حيث تم إقامة المؤتمر في مدينة الغردقة بجمهورية مصر العربية خلال الفترة من 14 إلى 17 أكتوبر 2003م.
Egyptian Journal of Nutrition and Feeds, The official journal of the Egyptian Society of Nutrition and Feeds. Proceedings of The 9th Conference on Animal Nutrition , Hurghada, 14-17 October, 2003 (Part 1: Poultry, Rabbits and Fish Nutrition ).
تعتبر مشكلة توفير العليقة المناسبة رخيصة الثمن هي المشكلة الأساسية التي تحد من التوسع في مجال التربية الحيوانية بأقسامها المختلفة سواء لإنتاج اللحوم البيضاء والحمراء أو إنتاج الأسماك.
ومشكلة تغذية الأسماك تشكل العامل المحدد للتوسع في هذه الصناعة علي المستوى العالمي والدول النامية علي وجه الخصوص حيث تتميز الأخيرة بنقص إنتاج البروتين الحيواني.
والأسماك كائنات حية تعيش في بيئة مائية وتحصل علي غذائها من خلال بيئتها المائية أي مكتفية ذاتيا من بيئتها لكن في المزارع السمكية يضطر مربي الأسماك إلي استخدام الأغذية المصنعة (علائق الأسماك) لتغذية الأعداد الكبيرة من الأسماك لعدم قدرة البيئة المحدودة بالأحواض السمكية علي إنتاج الغذاء الطبيعي المناسب مع الكثافة السمكية العالية ، ولزيادة معدلات التسمين للأسماك المرباة بهدف الحصول علي أعلى إنتاجية في أقل فترة زمنية.
الاستزراع السمكي كما جاء في تعريف منظمة الأغذية والزراعة فإنه هو تربية الأحياء المائية تحت ظروف التحكم ( Rearing of aquatic organisms under control condition ) وبالتالي فإن نسبة الأحياء ( Survivals ) من كمية البيض التي تضعها السمكة الواحدة والتي تصل نسبتها تحت الظروف الطبيعية إلي 5% يمكن أن تتحول تحت ظروف التحكم إلي 95% أو أكثر وبذلك تكون قد حافظنا على معظم الزريعة الناتجة دون أي فقد.
الدراسة رقم [1] :
تقييم مسحوق أستاكوزا المياه العذبة كبديل جزئي أو كلي لبروتين مسحوق السمك لعلائق الأسماك التجارية في نظام الاستزراع المختلط ؛ قام بها عجوز و تونسي ( Agouz and Tonsy, 2003 ) ؛ صممت هذه التجربة لدراسة تأثير الاستبدال الجزئي والكلي لمسحوق السمك بمسحوق أستاكوزا المياه العذبة ( whole crayfish meal ) بنسب (صفر، 25، 50، 75، 100%) ، واستخدمت إصبعيات من البلطي النيلي ( tilapia ) والمبروك العادي ( common carp ) والبوري ( mullet ) في استزراع مختلط وكان متوسط الوزن البدائي للأسماك 2 ، 1 ، 0.8 جرام على التوالي للأنواع الثالث، وتمت التغذية بمعدل 3% من وزن الجسم مرتين يومياً 8 صباحاً و 2 ظهراً. وكان العدد الكلي للأسماك 8000 من الإصبعيات المختلطة في الفدان بنسب 65% من البلطي النيلي، 25% من المبروك العادي، 10% من البوري في أحواض تربية وزعت في 5 معاملات تجريبية وكل معاملة في 3 مكررات. وكانت نسبة البروتين في العلائق التجريبية بمتوسط 30.56%، وطاقة مهضومة 3339.89 كيلو كالوري/كجم عليقة، واستمرت التجربة خمس شهور.
وجد من التحليل الكيماوي لمسحوق أستاكوزا المياه العذبة أن نسبة البروتين الخام 32.12% ونسبة الدهن 1.60% ونسبة الرماد 24.28%، وجد أن قياسات نوعية المياه كانت في المدى الطبيعي المناسب لنمو الأسماك.
وأن أفضل معدل للتحويل الغذائي كانت للعليقة الكنترول 100% مسحوق سمك (عليقة المقارنة أو الضابطة) بينما كانت أقل القيم في العلائق المحتوية على 100% مسحوق أستاكوزا المياه العذبة، أي يمكن استبدال مسحوق أستاكوزا المياه العذبة بنسبة 75% بأمان ببروتين مسحوق السمك في علائق الأسماك التجارية في نظام الاستزراع المختلط بدون أي تأثير سلبي على نمو الأسماك. وأوضح التقييم الاقتصادي أنه يمكن أن نحصل على أقل تكلفة للغذاء ألازم للحصول على كيلوجرام من زيادة وزن الجسم الحي حتى مستوى 75% مسحوق أستاكوزا المياه العذبة نتيجة لانخفاض تكلفة العليقة.
أستاكوزا المياه العذبة ( Crawfish ): منتشرة في أنحاء العالم ويوجد منها حوالي 300 نوع وأفضلها الأنواع الأسترالية المارون ( Cherax tenuimanus ) فهو يصل إلي حجم 38سم أو أكثر.
المبروك العادي ( common carp, Cyprinus Carpio ): من الأسماك منضغطة الجانبين ، يود بها أربع زوائد ذقنية (شوارب) صغيرة على الفك السفلي في أركان فتحة الفم ؛ وظهره بني مخضر وبطنه بيضاء مصفرة ويمكن أن يصل إلى وزن 30كجم. نهاية الزعنفة الذيلية تأخذ شكل الرقم 7 عندما تكون متجهة لأعلى. الفم ضيق سبياً ولا يحتوي على أسنان فكية إنما لها أسنان بلعومية، لا يحتوي الفم على غدد لعابية، لا توجد معدة حقيقية في أسماك المبروك لذلك ينتقل الغذاء مباشرة من الفم إلى الأمعاء. وهو يتغذى على الكائنات الحيوانية والغذاء المركز والحبوب لذا يسمى بالأسماك الرمية أو العشبية أي آكلة كل شيء بالوسط المائي.
الدراسة رقم [2] :
القيمة الغذائية للطحلب الدقيق (سينديسيمس) في عليقة أصباعيات البلطي النيلي ؛ قام بها محمد الهنداوي وآخرون ( El-Hindawy, et al., 2003 ) ؛ تم إجراء هذا البحث في المعمل المركزي لبحوث الأسماك في قرية العباسة مركز أبوحماد محافظة الشرقية – جمهورية مصر العربية. أجريت هذه الدراسة لبحث تأثير الاستبدال لمسحوق الأسماك بواسطة الطحالب الدقيقة على استجابة اسماك البلطي النيلي في المعمل المبتل (في ظروف الغرفة العادية).
تم إجراء هذه الدراسة لمدة 12 أسبوع ، استخدم في هذه الدراسة أصباعيات أسماك البلطي النيلي ( Nile tilapia, Oreochromis niloticus ) لتقييم الطحلب الدقيق سينديسيمس ( Scenedesemus Spp .) كبديل لمسحوق الأسماك في العلائق الغذائية المتزنة. العليقة الضابطة (الكنترول) كانت بدون طحالب للمقارنة مع المستويات الأخرى 5، 10، 15، 20% طحلب. كل العلائق كانت متساوية في المحتوى لبروتيني (32%) والطاقة الكلية (400 كيلو كالوري لكل 100 جم عليقة).
أظهرت النتائج أن الطحلب الدقيق سينديسيمس يمكن استبداله بنجاح بمستوى 15% بديلاً لمسحوق الأسماك في علائق أسماك البلطي النيلي.
إن الأسماك المغذاة على 10، 15% طحلب زادت معنوياً معدل النمو النسبي حيث كانت 1.16، 1.22 على التوالي. الأسماك المغذاة على علائق تحتوي على 10، 15% طحلب أعطت أفضل معدل تحويل غذائي (2.33 ، 2.38 على التوالي) بينما الأسماك المغذاة على عليقة الكونترول أظهرت أسوأ تحويل غذائي (2.81). الأسماك المغذاة على عليقة تحتوي على 15% طحلب أعطت أعلى معامل حالة (1.88) بينما عليقة الكنترول أعطت أقل معامل حاله (1.6). الأسماك المغذاة على عليقة محتوية على 15% طحلب أعطت زيادة في تركيب الجسم لكل من المادة الجافة (28.11)، البروتين الخام (64.12) والرماد (19.67).
بصفة عامة إن احتواء العليقة على 15% من طحلب السينديسيمس حسن من معدل النمو والكفاءة الغذائية وتركيب الجسم للبلطي النيلي.
معامل الحالة Condition Factor (K ):
معامل الحالة ( K ) = (وزن السمكة بالجرام ÷ مكعب الطول بالسنتيمتر) × 100
وهو مقياس يوضح العلاقة النسبية المئوية بين الوزن (جم) ومكعب الطول (سم). وهو يستخدم في قياس الاختلافات الفردية للأسماك في الطول والوزن أو بين المجموعة والأفراد والذي يعبر عن اختلافات في قابلية الأسماك على تناول الغذاء والاستفادة منه مما يؤثر على معدل تكوين الأنسجة بالجسم أو درجة التسمين أو التغيرات في الحالة الغذائية أو تأثير الظروف البيئية أو التغيرات المصاحبة للبلوغ الجنسي. لذلك فمعامل الحالة مقياس وطريقة من طرق قياس النمو داخل المزارع السمكية ؛ ومن خلال قياس معامل الحالة يمكن تغير مستوى التغذية أو نوع التغذية بالمزرعة والذي يختلف باختلاف الكثافات السمكية لكل متر مكعب. ولكل نوع من الأسماك معامل حالة ( K ) مختلف في حدود مدى معين ، وكذلك يختلف معامل الحالة من سلالة سمكية داخل نفس النوع السمكي. ويعد مقياس معامل الحالة من الطرق السهل تطبيقها من قبل المزارعين للأسماك لتقدير معدل النمو في الأسماك.
الدراسة رقم [3] :
الإحلال الجزئي والكلي لمسحوق السمك الطبيعي ببديل مسحوق السمك في إعداد علائق إصباعيات اسماك البلطي النيلي معكوسة وغير معكوسة الجنس ؛ قام بهذه الدراسة الصعيدي و دبروسكي ( El-Saidy and Dabrowski, 2003 ) ؛ أجريت تجربتين غذائيتين لمدة 12 أسبوع لتقدير كمية بديل مسحوق السمك التي يمكن إحلالها محل مسحوق السمك الطبيعي في أعداد علائق أصبعيات أسماك البلطي النيلي معكوسة وغير معكوسة الجنس وعلى ذلك تم تكوين خمسة علائق تجريبية، العليقة الأولى تحتوي على مسحوق السمك بمعدل 40% كمصدر وحيد للبروتين الحيواني وذلك لاستخدامها كعليقة للمقارنة (كنترول). تم استبدال بروتين مسحوق السمك بنسبة 25%، 50% ، 75%، 100% ببروتين بديل مسحوق السمك للعلائق من 2 إلى 5 على التوالي؛ وكانت العلائق كلها متماثلة في الطاقة والبروتين .. أيضا تم استخدام عليقة سادسة مُجربة سابقاً في تغذية أسماك البلطي كعليقة كنترول ثاني للمقارنة. أجريت كل تجربة على حده في 18 حوض زجاجي سعة كل منها 60 لتر مياه وقسمت الأسماك بكل تجربة على حده إلى 18 مجموعة متساوية كل مجموعة 15 سمكة متوسط وزن ابتدائي 5.10 جم/سمكة للتجربة الأولى (الأسماك غير معكوسة الجنس) و 5.11 جم/سمكة للتجربة الثانية (الأسماك معكوسة الجنس) ووزعت الأسماك بكل تجربة على حده عشوائيا على العلائق .. غذيت الأسماك بهذه العلائق بمعدل 4% من وزن الجسم الحي يوميا خلال الست أسابيع الأولى ثم خفضت تدريجيا إلى 3% من وزن الجسم الحي في اليوم حتى نهاية التجربة.
أظهرت النتائج أن متوسط الزيادة في وزن الجسم ومعدل النمو النسبي لأسماك البلطي غير معكوسة الجنس والتي غذيت على العلائق 2 ، 3 لم تختلف معنويا عن الأسماك لمغذاة على العلائق الكنترول 1 ، 6. وجد أيضا أن معدل التحول الغذائي وكفاءة استخدام البروتين وكفاءة استخدام الغذاء والغذاء المأكول لأسماك البلطي النيلي غير معكوسة الجنس والتي غذيت على العلائق 2، 3، 4 لم تختلف منويا عن الأسماك التي غذيت على العلائق الكنترول 1، 6. أظهرت نتائج التجربة الثانية للبلطي النيلي معكوسة الجنس نفس الاتجاه كما في التجربة الأولى. أوضحت نتائج مكونات الجسم لأسماك البلطي غير معكوسة الجنس ومعكوسة الجنس أن استبدال بروتين مسحوق السمك الطبيعي ببروتين بديل مسحوق السمك في العلائق لم تظهر أي تأثيرات معنوية بالنسبة لمحتوى الأسماك من البروتين الخام والدهن الخام. من تحليل التكاليف وجد أن أفضل كفاءة اقتصادية كانت في مجاميع الأسماك التي غذيت على علائق بديل مسحوق السمك.
مما سبق يتضح أنه من الممكن استبدال بروتين مسحوق السمك الطبيعي جزئيا حتى 50% باستخدام بديل مسحوق السمك في علائق اصباعيات اسماك البلطي النيلي معكوسة وغير معكوسة الجنس دون أي تأثيرات معنوية على النمو والأداء للأسماك بل أدى على تحسين اقتصاديات التغذية مقارنة بعليقة مسحوق السمك.
سمكة البلطي النيلي:
موطنها الأصلي أفريقيا وتنتشر في معظم المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية. لها القدرة على الاستفادة من الغذاء الطبيعي والغذاء التكميلي والكامل. ذات طبيعة نباتية في التغذية. تتميز بجودة اللحم وطعمه؛ تتميز الزعنفة الذيلية بوجود خطوط رأسية واضحة لونها بني غامق أو بني أحمر. الزعنفة الظهرية بها 16-18 شوكة عظمية وعدد الأشعة بها يتراوح من 29 إلى 31 وهي حادة ومستديرة. ولون الزعنفة الظهرية اسود محمر وحافتها داكنة وكذلك لون البطن مائل للاحمرار وخاصة في فصل التزاوج. الزعنفة الصدرية لونها يميل إلى الاحمرار ويتراوح عدد الأشعة في الزعنفة الشرجية 8-10. واهم مميزاتها الشكلية أن الشفة السفلى سميكة وغليظة ولها أسنان حادة. مقاومة للأمراض ؛ سهلة التكاثر ولا تحتاج إلى مهارة عالية في إكثارها ؛ تتأقلم على مدى واسع مع الظروف البيئية ؛ تنمو وتتكاثر تحت ظروف ملوحة 40 مجم/لتر .. ولذلك فمن الممكن تربيتها في المناطق الصحراوية ؛ تنمو في درجة حموضة ( pH) 5-11 ؛ تتحمل نسبة تركيز أمونيا غير متأينة 2.4 مجم/لتر ونسبة منخفضة من الأكسجين الذائب. ويبدأ موسم التربية لأسماك البلطي اعتبارا من شهر مارس حتى نهاية سبتمبر أي ما يقرب من 8 شهور وذلك للحصول على أوزان 250 إلى 300 جرام بمعدل 3-4 سمكات في الكيلو ويمكن الاحتفاظ بالأسماك داخل الأحواض خلال فترة الشتاء للحصول على أوزان أعلى بشرط توفير الأعماق المناسبة حتى لا تتعرض الأسماك لانخفاض درجة حرارة أو الاحتفاظ بها دخل صوب (محميات) حيث أن الأسماك تحتاج إلى درجة حرارة من 20-30 درجة مئوية وتكون في معدلها الأعلى عند درجة حرارة 30 درجة مئوية.
الدراسة رقم [4] :
استخدام بدائل لمسحوق الأسماك في علائق أسماك البلطي النيلي ؛ قام بها واصف وآخرون ( Wassef, et al., 2003a ) ؛ يهدف هذا البحث إلي دراسة تثير الإحلال الجزئي أو الكلي لمسحوق الأسماك في علائق اسماك البلطي النيلي ، باستخدام مسحوق سيلاج الأسماك منفردا أو مضافا لمسحوق فول الصويا (مخلوط بنسبة 1:1 وزن جاف) لتغذية ثلاث مراحل من النمو وهي الزريعة ( 1.3 جرام) ، الأصبعيات (12.8 جرام) والأسماك النامية (28.6 جرام).
أجريت تجارب تغذية الزريعة في أحواض زجاجية معملية (سعة 120 لتر) والاصبعيات والأسماك النامية في أحواض أسمنتية (بتكرر ثلاثي لكل معاملة) بالمزرعة السمكية التجريبية بالقناطر الخيرية التابعة للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد. تم إعداد البديل رقم (1) سيلاج الأسماك المجفف المجهز بطريقة التخمر ، و البديل رقم (2) المخلوط ، وتقدير محتواهما من البروتين الخام، والدهون ، الرطوبة ، الرماد والأحماض الأمينية الأساسية. وتم إعداد عليقة كنترول تحوي 28% بروتين باستخدام مسحوق الأسماك كمصدر بروتين رئيسي ثم أعدت العلائق تحت الاختبار بواسطة إحلال البديل رقم (1) أو (2) بنسبة 25 ، 50 ، 75 ، 100% من مسحوق الأسماك في العليقة الكنترول وذلك لتحديد نسبة الإحلال الأمثل لكل منهما. تم تغذية أسماك التجارب حتى الإشباع الظاهري وجبتين يوميا/ ستة أيام في الأسبوع لمدة 18 أسبوع، تراوحت درجة الحرارة خلالها بين 20-30°م.
أظهرت النتائج أن معدل تناول الأسماك للعلائق لا يقل بزيادة نسبة الإحلال بالبديل وأن درجة الحموضة في البدائل المختبرة لا تؤثر على تقبل الأسماك لها. وان أفضل نسبة إحلال بمسحوق سيلاج الأسماك المخمر هي 50% وللمخلوط 75% حيث كانت معايير قياس النمو وكفاءة الاستفادة من الغذاء لأسماك هذه المعاملات لا تختلف معنويا عن مثيلاتها لأسماك الكنترول. بينما أدت نسبة الإحلال الكلي لمسحوق الأسماك (100%) إلى انخفاض ملحوظ ومعنوي في معدل النمو، كفاءة الاستفادة من الغذاء والقيمة الغذائية للأسماك المرباة. وعند أخذ عامل التكلفة في الاعتبار التي تزداد بزيادة نسبة الإحلال في العلائق فأنه يفضل استخدام مستوى الإحلال 50% كحد أقصى للبدائل تحت الاختبار. كما أشارت النتائج أيضا ارتفاع قيم معايير النمو والأداء للأسماك النامية عن مثيلاتها للإصبعيات أو الزريعة، مما يدل على مقدرتها على الاستفادة القصوى من العلائق تحت الاختبار.
الدراسة رقم [5] :
تجارب تربية الأسماك في المياه الجوفية ؛ قامت بها الهام واصف وآخرون ( Wassef et al., 2003b ) ؛ نظراً لقلة موارد المياه العذبة المتاحة لأغراض الاستزراع السمكي، أصبحت هناك حاجة ملحة لاستخدام مصادر مائية بديلة لإنتاج الأسماك، بهدف التوسع في إقامة المزارع السمكية، لتوفير مزيد من الأسماك خاصة في المناطق النائية. وتعتبر المياه الجوفية (المتوافرة في مناطق عديدة من مصر) مصدرا واعدا للاستخدام في إنتاج الأسماك. أجريت التجارب الحقلية لتربية وتغذية أسماك البوري الحر والبلطي النيلي بالمزرعة السمكية التجريبية بالمكس التابعة للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية ، حيث يحوي أحد الأحواض مصدرا طبيعيا للمياه الجوفية البحرية، عندما تختلط بالمياه العذبة الواردة للحوض (من قناة المغذى) تنتج بيئة مياه شروب (درجة الملوحة 10-20 جزء في الألف).
استخدمت الدراسة الحالية 8 أقفاص شبكية معلقة سعة القفص 4سم3 بعمق 1متر) تم تثبيتها بجوار مصدر المياه الجوفية في مجموعتين حيث خصصت 4 منها لتربية أسماك البوري والأخرى لأسماك البلطي بتكرار 2 قفص لكل معاملة. بدأت التجربة البحثية بفترة تحضين الزريعة لمدة 16 أسبوع خلال موسم الشتاء (17°م في المتوسط) مع تغذية الأسماك بعليقة تجريبية (13% بروتين و 95 دهون) أعدت بمعمل تغذية الأسماك بالمعهد.
تلت مرحلة التحضين تجارب تغذية الأسماك النامية (35 جرام/ سمكة بوري أو 40 جرام للبلطي في المتوسط) واستمرت لمدة 21 أسبوعاً أخرى وكان متوسط درجة الحرارة 25°م.
تم اختبار مستويين كثافة عددية للقفص (35 ، 50 سمكة /م3) بالنسبة لأسماك البوري ومستويين للغذاء اليومي ، (2 أو 3% من وزن الأسماك الحية) بالنسبة لأسماك البلطي ، وحساب معدلات النمو وكفاءة تحويل الغذاء ونسبة الحياة و الإنتاجية بالإضافة إلى التقييم الاقتصادي للتجربة لكل من أسماك البوري والبلطي على حدة. كما تم تقدير محتوى البروتين، الدهون، الرطوبة، والرماد للأسماك المرباه.
وقد أظهرت النتائج نجاح تربية أسماك التجارب في المياه الجوفية الشروب حيث سجلت معدلات نمو مُرضية تماثل أو تفوق مثيلاتها المسجلة سابقا في الدراسات المماثلة، وحققت أسماك البوري معدلات نمو، معدل تحول غذائي، إنتاجية ومعيار ربحية أعلى من مثيلاتها لأسماك البلطي. كما دلت النتائج أن زيادة الكثافة العددية من اسماك البوري إلى 50 سمكة/م3 لا تؤثر سلبا على معايير النمو أو كفاءة الاستفادة من الغذاء بل تؤدي إلي رفع الإنتاجية إلى 8 كجم/م3 وبالتالي تزداد الربحية. كما دلت النتائج أيضا أن زيادة كمية الغذاء اليومي لأسماك البلطي إلي 3% يؤدي إلي زيادة الأوزان النهائية للأسماك حيث سجل متوسط إنتاج 3.8 كجم/م3. ويمكن تطبيق نتائج هذه الدراسة على المياه الجوفية ذات الصفات المماثلة