أظهرت دراسة بريطانية أن استخدام هرمون النمو لعلاج الأطفال قصار القامة يحقق زيادة محدودة في الطول لا تتناسب في أغلب الأحيان مع الآمال المتوقعة، فضلا عن ارتفاع كلفة هذا النوع من العلاج.
جاء ذلك في النتائج التي تمخض عنها البحث الذي أجراه فريق من الباحثين برئاسة الدكتورة جاكي براينت من جامعة ساوثمبتون وجامعات أخرى في بريطانيا، ونشر في دورية الكترونية تصدرها مؤسسة "كوشرين لايبرري الدولية" التي تعمل في مجال الأبحاث الطبية.
وتقول الدراسة التي اشتملت على عشر تجارب أجريت على 741 طفلا من الجنسين يعانون من حالة غير مفسرة لقصر القامة، إن أقصى زيادة في الطول حققها العلاج بواسطة هرمون النمو كانت 7,5 سنتيمتر.
وتشير د. براينت إلى أن التجربة اعتمدت على حقن الأطفال بهرمون النمو لـ 6 أشهر كحد أدنى، لتقارن بعدها النتائج مع أطفال لم يخضعوا للعلاج أو قدم لهم علاج غير فعال.
إحدى هذه التجارب سجلت زيادة في الطول وقدرها 7.5 سنتيمترا لدى الأطفال الإناث مقارنة مع شريحة أخرى لم تتعرض للعلاج بهرمون النمو، فيما سجلت تجربة مماثلة زيادة في الطول وقدرها 3.7 سنتيمتر لدى أطفال من الجنسين خضعوا لهذا النوع من العلاج، قياسا إلى مجموعة أخرى أعطيت علاجا مختلفا.
ويضيف الباحثون أن التجارب التي أجريت على مجموعة الأطفال، لم تجد أي دليل يربط هرمون النمو بتحسن القضايا الصحية المرتبطة بنوعية الحياة التي يعيشها الفرد أو أي انعكاس الصحة النفسية.
ونبه الفريق إلى أن قضية النمو وطول القامة مسألتان ترتبطان بعوامل هرمونية وجينية، الأمر الذي يتطلب أخذ هذه العوامل بالحسبان لتحديد هدف واقعي منشود لدى اتباع طريقة العلاج بهرمون النمو، وعدم رفع سقف الآمال المتوقعة كثيرا.
ساحة النقاش