يعتبر من أكثر الأمراض العصبية شيوعاً عند الأطفال وخاصة في السنتين الأوليتين من العمر والصرع هو حدوث تشنجات متكررة عند الطفل من جراء سبب مزمن بالمخ يهيأ للطفل لمزيد من التشنجات .

وهناك علاقة وثيقة بين الصرع والإعاقة الذهنية والحركية عند الأطفال وغالباً ما تكون نوبات الصرع التشنجية من الأعراض الأولى للأمراض المسببة للإعاقة .

وقد تم إجراء بحثاً اشتمل على دراسة الجوانب المتعددة للتشنجات عند الأطفال نظراً لشيوعها وكونها عرضاً لكثير من الأمراض التي تؤثر في النمو العقلي والحركي للطفل وإذا ما تم تشخيصها مبكراً سهل علاجها والوقاية منها أثناء الحمل ، وقد اشتمل البحث على 164 طفلاً يعانون من التشنجات تتراوح أعمارهم من عدة أيام إلى سنتين ويترددون على عيادة الأمراض العصبية في مستشفى الأطفال الجامعي الجديد وقد تم تقسم الأطفال إلى ثلاث مجموعات وكانت مجموعة الأطفال المصابين بالصرع هي أكبر مجموعة حيث شكلت 83,5 % (137 من مجموع 164 مريضاً )

وكانت أهم أسباب حدوث الصرع المصحوب بالإعاقة التي توصلت إليها الدراسة هي حدوث إختناق للطفل مع نقص أكسجين الدم ، العدوى بفيروس الحصبة الألمانية وطفل التوكسوبلازما وفيروس عملقة الخلايا ، الإلتهاب السحائي ، إضطراب الأحماض الأمينية ، وإختلال تكوين المخ أثناء الحمل ، ووصلت نسبة الإعاقة الذهنية والحركية لدى الأطفال المصابين بالصرع إلى 74,4% ( 102 من مجموع 137 طفلاً ) ، وحيث أن نتائج هذه الدراسة أثبتت وجود مسببات حقيقية للإعاقة في الغالبية العظمى من الأطفال المصابين بالصرع

لذلك أوصت هذه الدراسة بأن يبذل كل الجهود من أجل الوصول إلى التشخيص الصحيح كي يتم ععلاج هؤلاء الأطفال مبكراً .

والمعالجة الواعية للصرع المصاحب للإعاقة يتطلب:

أولاً : التشخيص الدقيق مع تصنيف النوبات الصرعية

ثانياً : العلاج الحديث للصرع بالعقاقير

ثالثاً : توفير الأمان والوقاية من الإصابة لهؤلاء الأطفال

رابعاً : دراسة المشاكل النفسية والإجتماعية لهم

ونحن في حاجة ماسة للمتابعة المستمرة لهذا الموضوع الحيوي حتى نستطيع أن نوفر الرعاية المثلى للأطفال الذين يعنون من الصرع والإعاقة معاً في الوقت الحالي والمستقبل