فى دراسة بيئية استغرقت 4 سنوات قام بها 300 باحث و ممولة من الدول القطبية , وجدت هذه الدراسة أن درجة حرارة القطب الشمالى ترتفع بمقدار الضعف عن المتوسط العالمى و قال العلماء ان هذا الارتفاع قد يقفز الى 4 الى 7 درجات سليزيوس مع حلول عام 2100 . وبالفعل فقد ارتفعت درجة حرارة كلا من سيبيريا و الاسكا بدرجتين الى ثلاثة درجات منذ عام 1950 .

و مع هذا الارتفاع المتوقع قد يؤدى ذلك الى ذوبان الكثير من الجليد فى القطب الشمالى مع نهاية هذا القرن وربما يختفى كليا خلال شهور الصيف مما يشكل ذلك خطرا حقيقيا على حياة الحيوانات التى تعيش فى هذه المنطقة و تعرضها للانقراض مثل الدب القطبى و الفقمة و بعض الطيور , و سوف يشمل ذلك التاثير البشر الذين يعيشون فى هذه المناطق نظرا لتاثر مصادر طعامهم .

و تقول سوزان جوى و هى احدى الذين قاموا بأعداد هذه الدراسة ان هذه المشكلة موجودة الان و ليست ببعيدة عنا و سوف يزداد الشعور بها فى القطب الشمالى و جميع أنحاء العالم .

و تقول الدراسة ان الإذابة الواسعة فى انهار الجليد و انخفاض سمك طبقة الجليد فى القطب إنما يدل ذلك على التغير فى المناخ , حيث ان ذوبان الجليد كان بسبب انبعاث الغازات مثل غاز ثانى اكسيد الكربون و الناتجة عن حرق الوقود الحفرى .

و يقول روبرت كوريل المشرف على الدراسة ان زيادة درجة حرارة الأرض بفضل الاحتباس الحرارى سوف تؤثر على ذوبان الثلوج على جزيرة جرين لاند و بالتالى سوف يزيد هذا من ارتفاع منسوب البحار .

و من المتوقع أن يؤدى ذوبان الجليد الى ارتفاع فى منسوب البحار فى المناطق القريبة بمقدار يتراوح ما بين 10-90 سنتيمترا مما قد يدفع بالعديد من سكان تلك المناطق الساحلية الى مغادرة أماكنهم .

و ربما يؤدى هذا الارتفاع الى ان تغمر المياه العديد من المنازل التى تقع على المدن الساحلية نتيجة الفيضانات فمثلا قد يؤدى هذا الارتفاع الى إحداث فيضانات فى أماكن واسعة من مدينة نيويورك و واشنطن بسبب ارتفاع مستويات المد و الجزر .

و مؤخرا و بعد نشر هذه الدراسة اجتمع سياسيون رفيعو المستوى من الدول الثمانى التى تشكل المجلس القطبى فى ريكيافيك بايسلندا لبحث سبل مكافحة الاحتباس الحرارى العالمى .

و صدر بيان مشترك عن المجتمعين يتضمن توصيات عن كيفية التخفيف من وطأة الاحتباس الحرارى العالمى .

و يعتبر مجلس الدول القطبية منتدى حكوميا على مستوى رفيع يوفر الية للتعامل مع التحديات و الهموم المشتركة للدول القطبية , وهو يتشكل من كندا و الدانمارك و فنلندا و ايسلندا و النرويج و روسيا و السويد بالاضافة الى الولايات المتحدة , و قد شارك وزراء خارجية تلك الدول فى الاجتماع باستثناء الولايات المتحدة و الدانمارك .

ويذكر ان امتنعت الولايات المتحدة عن التصديق على معاهدة كيوتو التى عقدت فى اليابان عام 1997 و التى تهدف الى التقليل من اثار ظاهرة الاحتباس الحرارى و تخفيض الغازات المسببة له .

 

اعداد /حازم ابوحبيشي