عالم السياسة والثقافة الإخباري .. ختام الرواشدة
ملمسهم ناعم , قرصتهم والقبر
كم أمقت بعضهم ممن يراوغون ويستغلون الناس الأبرياء الطيبون لإخفاء حقيقتهم , فهم يلبسون أثواباً ناعمة الملمس فضفاضة لتستر عيوبهم وليخفي الواحد منهم تحتها ما يريد أن يستخفيه عن الأعين من جرائم مبطنة بأهداف الفضيلة والعمل لصالح الجمع والوطن والأهل والعشيرة .
ذكر لي أحد أقاربي الذي عايش إحدى القضايا يوماً أن من نتعامل معهم كان من أحد الوجوه البارزة في عملية نصب واحتيال تمت على مستوى الوطن وهذه الحادثة موثقة في دائرة القضاء الأردني قبل أكثر من خمس وعشرون عاماً , تم من خلالها جمع مبالغ هائلة تحت مسمى اليناصيب ومَنّ مكن مثل هذا اللص من المواطن عوامل عدة , أولها الطمع وحب الحصول على المال بغض النظر عن الوسيلة فالطمع كما هو في نفس المجرم هو أيضاً في نفس المواطن الحالم بالثراء السريع دون الإهتمام بالإسلوب والوسيلة , حتى وإن أوقعه ذلك في مصائب ومصائد المحتالين , ايضاً ضعف او إضعاف أو تساهل وتباطؤ إجراءات الهيئات الأمنية لسبب ٍ أو لآخر مع أمثال هؤلاء مما شجع الكثيرين منهم على القيام بهكذا جرائم أو حتى تكرارها بعد تقادم قضاياهم وسقوطها أو تناسيها بسبب تركهم للبلاد بما اقتنصوه من أموال العامة , فهذه قاعدة يستخدمها بعضهم فهم يعلمون أن سقوط قضاياهم أمام المحاكم بالتقادم إما بموت المطالبين لحقوقهم أو بالنسيان وتعاقب الأجيال , وقضية فلسطين أكبر مثال على ذلك فهم ينتظرون نسيان أهلها لها بعد تعاقب الأجيال والتي تظهر على محياهم الّلا مبالاة والتفريط فهم أقل بكثير من أن يطالبوا بحقهم فيها في زمان تعمد الغرب تميع الجيل وحرفه عن مساره في المطالبة بحقوقه المسلوبة .
أيضاً غياب الوازع الأخلاقي والديني لدى هؤلاء فمن فقد إتصاله مع خالقه غـُلف قلبه بطبقة الران السميكة المميتة لمشاعره وأحاسيسه مما يحوله لحيوان بثياب بشرية لا يهمه سوى غرائزه البهيمية المطلقة بل أن لبعض الحيوانات عليهم فضل عظيم , سمعت عن أحد هؤلاء أنه حول صالة الضيوف في بيته لوكر مقامرة وكان يدعو أصدقائه وأصدقائه يدعون أصدقائهم للعب مستخفين بذلك عن أعين الأمن والناس , ومن سيعترض على واحد ٍ يسهر مع اصدقائه في بيته بغض النظر عن حقيقة تلك السهرات , هذا الشخص يُقال أنه جمع مبالغ طائلة من خلال هذه السهرات المريبة , بل هذا الخائن لمواطنته عرفه الناس معرفة جيدة بعد أن فُضح أمره فما كان منه إلا ان ترك البلاد هرباً ليعيش في بلد زوجته الأصلي مع أولاده بآمان وبيعَ أثاث بيته بواسطة توكيل بعد ان خدع القضاء بسندات بيع وشراء خارجية مموهة ووهمية وغير قانونية طبعاً و مَن سهل عملية البيع له عمولته على خدمته تلك فكل شيء بثمنه , ولم يرجع صاحبنا إلا بعد سقوط قضيته في المحكمة بالتقادم .
والكثير من القضايا والمشاريع الوهمية والحوادث المشابهة كمشروع السوسنة على سبيل المثال لا الحصر , والبورصة , ومشروع النهاية السعيدة , وأكلي اموال الفقراء والمحتاجين من خلا ل الجمعيات التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب والتغول والقرصنة والتسابق في أكل أموالهم بالباطل .
أمثال هذا المواطن في بلادنا كثيرين وهم من يُطلق عليهم الفاسدين , متى ينتهي هذا المسلسل من الرعب في مجتمعنا الأصيل ؟؟ والذي اخشى ما أخشاه توغل الكثير منهم في سلك الدولة ووصولهم للمناصب والمفاصل الحيوية لوطننا المثقلة كواهله بأمثالهم , وهم أسباب همه وغمه .
khitam rawashdeh